رام الله ـ «القدس العربي»: بعد زيارة وزير خارجية فرنسا إلى إسرائيل وفلسطين وبشكل سريع أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند تأجيل الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي للسلام الذي كان مقررا انعقاده في باريس في الثلاثين من مايو/ أيار الحالي. وبحسب مصادر عبرية فإن اولاند أكد أنه سيتم تحديد موعد جديد ليتسنى لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري حضور الاجتماع، وأن التأجيل جاء بسبب عدم تمكنه من الحضور في الموعد المحدد من قبل.
وكانت فرنسا طرحت مبادرة لعقد مؤتمر دولي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في باريس بحضور أكثر من 20 دولة وفي غياب ممثلين عن الجانب الفلسطيني والإسرائيلي. بهدف تشكيل لجنة دولية لرعاية عملية السلام والمفاوضات المباشرة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي والمحدد بفترة زمنية لا تتجاوز السنتين للتوصل إلى اتفاقية سلام على أساس حل الدولتين ووفقا لحدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967.
ونقلت مصادر إسرائيلية عن صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينيةالقول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيشارك في اجتماع باريس التمهيدي. وحسب عريقات فقد أبلغ كيري عباس هذا القرار خلال محادثة هاتفية جرت بينهما في نهاية الأسبوع.
لكن كيري لم يعلن رسميا حتى الآن ما إذا كان سيشارك في الاجتماع الذي يثير معارضة في إسرائيل. وسيصل كيري يوم الأربعاء المقبل إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ويبدو ان المبادرة الفرنسية ستشكل موضوعا مركزيا في المحادثة بينهما.
وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي حتى الآن وإن الولايات المتحدة أوضحت لفرنسا أن موعد الثلاثين من أيار لا يناسب كيري. وحسب أقواله تجري اتصالات مع الحكومة الفرنسية لفحص ما إذا كان يمكن تغيير الموعد كي يتمكن كيري من المشاركة فيه.
يشار إلى ان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت قد قال خلال زيارته إلى إسرائيل إن فرنسا ستكون مستعدة لتغيير موعد المؤتمر كي يتمكن كيري من المشاركة فيه وهو ما أعلنه بالفعل الرئيس الفرنسي. وأضاف أن كيري اتخذ موقفا إيجابيا إزاء المبادرة الفرنسية.
وخلال استقباله لايرولت كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحفظه إزاء المبادرة الفرنسية لكن الوزير الفرنسي أعلن أنه سيتم عقد المؤتمر رغم معارضة نتنياهو.
من جهته أعرب عباس خلال استقباله لايرولت عن دعمه القاطع للمبادرة الفرنسية. وقال إنه ينوي المساعدة على دفع المبادرة وتجنيد دول كثيرة للمشاركة فيه.
وعلى الصعيد الداخلي يتناقل المواطنون وتحديداً أن هناك ما يجري على الأرض في القدس المحتلة لكن في الخفاء تشارك فيه جهات أمريكية وإخرى إسرائيلية وأطراف فلسطينية. وكشف المحلل السياسي راسم عبيدات على صفحته في فيسبوك أن «القنصلية الأمريكية تقوم بنشاطات ولقاءات وتحاول ان تكون تلك النشاطات جماهيرية وتضخ أموالاً لذلك وفي المقابل شخصيات اقتصادية ورجال أعمال من القدس والضفة الغربية يلتقون مع مسؤولين في الخارجية والمالية الإسرائيلية وكذلك شخصيات مقدسية تلتقي القنصل الأمريكي في القدس. واللافت هنا أن كل ذلك يجري في «العتمة» بما يؤشر على ان طبخة ما يجري التحضير لها.
وأضاف «يبدو أن هناك مشاريع مشبوهة ومتسارعة تجري بحق القدس تستدعي التوقف أمامها من قبل قوى ومؤسسات مدنية في القدس وخصوصا أن هناك من يقومون بدور العراب في هذه المشاريع والمخططات». لكنه لم يوضح طبيعة المشاريع أو المخططات.
واعتبر مقدسيون أن الأمريكيين وبالتفاهم مع الحكومة الإسرائيلية يتحركون في اتجاه تخفيف الاحتقان الشعبي الذي أبرزته هبة اكتوبر/ نشرين الأول الماضي وما سبقها منذ حرق وقتل الطفل الشهيد محمد ابو خضير، ويرغبون في تخفيف حدة العوامل الاقتصادية وبأفق بلورة عوامل اجتماعية لما يشبه الإدارة الذاتيه تحت سقف وإشراف بلدية الاحتلال بما يمكن من طمس صورة أن القدس فعلا مقسمة وليست موحدة بألف شكل وصورة.
ويؤشر حجم الاعتقالات والإبعادات إلى مدى عمق الأزمة التي تزداد تفاقما. والهدف الأهم يكمن في محاولة إخراج سكان القدس من دائرة الفعل في الانتفاضة الحالية بوسائل اقتصادية وسياسية محدودة وتحت سقف السيادة الإسرائيلية.
فادي أبو سعدى
عندما اراد الفلسطينيون ان يتحركوا في المحافل الدولية لادانة القتل والتهجير والاستيطان, قامت فرنسا وبعض الانظمة العربية بطلب تأجيل تحرك الفلسطينيين حتى لا يؤثر سلبا على المؤتمر المقرح..فانصاع الفلسطينيون للطلب واوقفوا تحركهم واحتجاجاتهم على الاحتلال والان تقوم فرنسا بتأجيل المؤتمر ولا اعتقد انه سيعقد اي مؤتمر لا يرضخ لطلبات الكيان الصهيوني بعدما تذهب الارض ويتم قتل وترحيل عدد اكبر من الفلسطينيين في الضفة ويموت الناس في غزه من الحصار والحاجة…هذه هى الحالة التي لم ولن تتغير حتى تتغير ما يسمى بالقيادة الفلسطينية.
حتى و لو عقد يأخي فلا يصب الا في مصلحة الصهاينة لأن CRIF ,مجلس اليهود من يقرر.فرنسا لا تملك السيادة في القرار. بالإضافة الى فساد السلطة الفلسطينية التي تفتقر الى الكفاءة و الحزم .