يشير تقرير منظمة الشفافية الدولية للعام الحالي بان العراق يحتل المرتبة 171 من مجموع 177 دولة. الدول التي تنافس العراق، من ناحية الفساد، هي ليبيا، السودان الجنوبي، السودان، أفغانستان، شمال كوريا والصومال. وهو «أنجاز» لايوجد ما يشير الى ان النظام الحالي، برئاسة حيدر العبادي، سيتمكن من تجاوزه، على الرغم من تقديم العبادي الى العراقيين والعالم، باعتباره إصلاحيا معتدلا ومختلفا عن نوري المالكي، رئيس الحكومة السابق، المعروف برعايته الأبوية الكريمة لكل أنواع الفساد.
ولأن مفردة الفساد باتت، لفرط استخدامها وعدم معاقبة أي مسؤول فاسد، مجرد وصف تجريدي لايستحق المساءلة، يبدو من الضروري العودة الى تعريف كلمة الفساد وكيف يتمثل وينتشر، وتأثيره على العراق ؟
إن اهم ما يمهد الأرضية للفساد، كونه الإستئثار الخاص بالمال العام، بكل انواعه، من الاداري والسياسي الى الاخلاقي المجتمعي، هي ان العراق بلد غني جدا، ذو اقتصاد ريعي، مما يعني ان الفئة الحاكمة، حالما تتمكن من الاستحواذ على مصدر الثروة، أي النفط، لن تحتاج الشعب، مهما تم ادعاء غير ذلك. حيث يصبح الشعب الواعي، الوطني، المستعد لبناء وحماية استقلال بلاده، والقادر على المبادرة بعيدا عن التحشيد الايديولوجي / الديني السياسي الأحادي القولبة، عبئا يجب التخلص منه. وهذا هو السائد حاليا .
إذ تستمر عملية توزيع الثروة الوطنية التي تم الإستحواذ عليها بتحويلها من وجوه الصرف المشروعة العامة، على مجموعة من ساسة عبر وكلائهم وشركاتهم الوهمية أو الحقيقية، وأحزاب، أذرعها ميليشيات فاشية السلوك والتطلع، مبنية على التمييز الطائفي، تستقطب الحشود عبر التجييش العاطفي والغرائزي، ولا يوحدها غير نفس الانتقام . هذا هو الشكل العام للفساد بنسخته المحلية العراقية غير المتناقضة مع تعريف منظمة الشفافية الدولية، بصدد الدول، في أنه إساءة استعمال السلطة للحصول على مزايا شخصية بشكل غير شرعي.
الفساد في الواقع السياسي يعني شراء المناصب الكبيرة، من الوزراء الى مدراء المؤسسات الى أدنى المراتب الحكومية. يعني توقيع العقود الوهمية وتعيين موظفين وهميين وضباط ورجال أمن «فضائيين». وقد أصبحت كلمة «فضائي» التعبير العراقي للشخصيات الإفتراضية التي تملأ الإنترنت والألعاب حيث يمكن لأي فرد إختلاق عشرات الأسماء لنفسه. واصبح الكثير من سجلات ودوائر الدولة العراقية، سواء في الجيش والشرطة ـ أو في التعليم والخدمات، كيانات إفتراضية لا تحوي الا القليل من الناس العاديين في الواجهة.
ويعني الفساد، أيضا، استخدام المال العام لتأسيس ميليشيات ودفع رواتبها لأغراض حماية مسؤول ما أو رئيس حزب أو تيار ضد آخرين. ويعني إغراق أجهزة الأعلام بمن هو مستعد للتهريج والكذب والتشهير حسب ما يصدر من أجهزة التعبئة النفسية والمخابراتية.
ويعني، الغاء مفهوم الكفاءات لصالح من يدفع أكثر. يعني التعامل مع الشركات الاحتكارية وفق مصالحها. يعني تكريس الطائفية عبر التمييز والاقصاء وتهميش فئة لصالح فئة أخرى. الفساد، يعني قدرة المستحوذ على مصادر الثروة، أن يلغي من يشاء ويزيد قوة من يشاء. وتتصارع مافيات الفساد فيما بينها إذا لم تتفق على محاصصة الغنيمة أو توزيع دوائر نفوذها. في ظروف كهذه يصبح الموظف والعامل النزيه مشكلة يجب حلها، أما بطرده أو إجباره على الإنتقال أوالهرب ، ويصبح من لديه الجرأة على كشف الفساد خطرا يجب إجتثاثه بتهمة سياسية أو مالية او بتفجير مقره بعملية إرهابية.
وتعتبر سيرورة انتهاك حقوق الانسان بدءا من حق الحياة والعمل الى حرية الحركة والتعليم والصحة والتعبير عن الرأي، من ضحايا الفساد الأولى. اذ حالما يعشش الفساد ويسري في مجتمع ما حتى يصبح كل فعل يومي مشروط التنفيذ بالقدرة على المشاركة بحلقة الفساد الدائرية. فمن يرفض دفع الرشوة، بعد التخرج، لن يحصل على عمل مهما كانت درجة كفاءته، والعائلة التي ترفض دفع مبالغ طائلة الى ضباط الأمن والشرطة لن تتمكن من معرفة مصير أبنها المعتقل، وضابط الأمن، ما كانت ستتم ترقيته لو لم يدفع رشوة يستوفيها، بعد التعيين، من أهالي المعتقلين. بمرور الوقت، أصبح الفساد المبدي بشكل رشوات صغيرة وكبيرة، حسب مقام المرتشى، هي العملة السائدة لتسيير كل نواحي الحياة، وتنعكس بالتالي على استسهال خرق القوانين وخلق قوانين بديلة في خدمة ديمومة الفساد ضمن واحد من أهم جوانب تطبيق القوانين وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين، اي الجهاز القضائي.
واذا كانت منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الاقتصادية والحقوقية تركز في تقاريرها على تأثير الفساد على التنمية وحقوق الإنسان وتنفيذ مسؤولياتها دوليا، فإن عجز الحكومة العراقية يتبدى بوضوح لاغبار عليه في الجانبين المحلي، تجاه المواطنين، والدولي من ناحية الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية. هذا العجز المستشري يشعر المواطنين باليأس وفقدان الأمل ويؤدي الى ما هو أخطر أي عدم القيام بأية مبادرة أما لأحساسهم المسبق بلا جدواها أو لعدم امكانيتهم تحقيقها الا عبر القبول بان يكونوا جزءا من منظومة الفساد أو السكوت على الفساد، خاصة وان من يتجرأ على فضح الرشى والمحسوبية والمنسوبية انما يعرض حياته للخطر بشكل يماثل عقوبة من يجرؤ على الافشاء باسرار المافيا أو الإبلاغ عن عملياتها.
ومن يرغب بمعرفة حجم وعمق الفساد فإن قراءة كتاب « الفساد في العراق» لموسى فرج، الرئيس السابق لهيئة النزاهة في العراق، ستعطيه أمثلة موثقة من قبل شخص عايش الفساد على مدى 11 عاما توصل أثناءها الى ان قادة الفساد هم الساسة والحكوميون الكبار، مشددًا على أن هذا الفساد كان في مقدمة الأسباب التي أفضت إلى سقوط ثلث العراق بيد داعش. وفي مقابلة صحافية معه أوضح موسى فرج بأن أكثر الامور اثارة للحزن ادراكه بأن حجم الموازنات المالية السنوية في العراق يفوق إجمالي أحجام موازنات خمس من دول الجوار هي: الأردن وسوريا ولبنان ومصر، في حين أن عدد سكان العراق لا يتجاوز ثلث عدد سكان مصر، لكن معدل الفقر في العراق يفوق معدلات الفقر في تلك الدول مجتمعة.
لعل هذه الحقيقة ومعرفة ان اساس الفساد هم المسؤولون هو الذي يدفع المواطنين الى التظاهر والاعتصام ورفع شعارات منددة بالفساد على غرار: «العراق اغنى دول العالم وشعبه افقر الشعوب» و»أين ذهبت المليارات يا مسؤولين». وهي خطوة أولى نحو ثورة الشعب على من يمتص دمائه ويغطي فساده الذي هو أساس الارهاب بالحرب على الارهاب.
٭ كاتبة من العراق
هيفاء زنكنة
اتناقشت ذات مره مع محاضره اسرائيليه وكنت ادافع عن ان العراق بلد متطور وجامعاته تقوم بالابحاث والخ. كان ذلك قبل الغزو الامريكي للعرق. اجابتني المحاضره اك لا تعرف شيء عن العراق فالعراق بلد “متخلف “والخ. عندما بأنا نرى الصور من حنوب العراق , بيوت الطين والفقراء قلت في نفسي صدقت الاسرائيليه في قولها. العراق لم يكن سادس قوة في ابلعالم وانما تم نفخه لايقاعه في الحروب الدمويه. اما الان فنشاهد فصولا عجيبهرجال الدين مستحوذون على الفقراء بقصص كربلاء والحسين وهؤلاء مستعدون للموت بسبب جهلهم بينما الاحرون ينعمون بالثروات واولاجهم يعيشون فب لندن ويركبون افخم السيارات. كيف يمكن اقناع الاميين ان يتفكروا في امر العراق؟؟ كيف يمكنهم النظر فيما ابعد من الانتقام والعصبيه؟؟ هذه كارثه وطنيه؟؟
هل هذا فعلا ما يريده شيعة العراق
أليسوا هم من انتخب هؤلاء الفاسدين مرارا
ألم يكرروا انتخابهم لهم تلبية لدعوى بعض المرجعيات
هناك من المرجعيات من طالب علنا بانتخاب الفاسدين لأنهم شيعة
وللمتشكك تصفح اليوتيوب
ولا حول ولا قوة الا بالله
أخي الحبيب داود ؛ كما تعلم اﻷمر ليس مقتصراً على طائفة بعينها دون أخرى ؛ جميع السياسيون من مختلف التوجهات و اﻷطياف مشتركون في الجريمة مع اختلاف اﻷوزان!
هناك من هو مع العملية السياسية و مستفيد منها و هناك من هو ضدها و يقاومها و كل جانب فيه من كل الميول و الإتجاهات
أكبر دليل ؛ السيدة المناضلة هيفاء كاتبة المقال تنتمي إلى عرق معين يمكن اعتبار ساسته هم المستفيد اﻷكبر مما جرى في العراق منذ ال 2003 لكنها لم تتوقف لحظة و لم تكن و لم تمل عن مهاجمة و مقاومة اﻹحتلال و ذيوله و العملية السياسية المسخ و سدنتها من خلال قلمها العتيد و تحركاتها في إروقة المنظمات المعنية بالشأن العراقي.
كما تعلم أيضاً أن هناك ساسة و أفراد و رجال أعمال ينتمون إلى السنة لكنهم أكثر فساداً من كثير من الساسة المنتمين إلى الشيعة ؛ لكن اتفق معك أن هناك اختلاف في أوزان انتماء أصحاب القرار السامحين للفساد أم يستشري و الممهدين له و المستفيدين منه حسب نسبتهم في المحاصصة الطائفية البريميرية البغيضة المعتمدة
حياك الله يا عزيزي الدكتور أثير وحيا الله الجميع
ولا حول ولا قوة الا بالله
ياليتِك سيدتي تساءلتي ..
أين عراق التميز والإبداع والكتاب والشعر والأدب
أين ذهب العراق وأي طريق أرادوا له أن يسلكه
أين ذهبت حضارة وتراث الماضي
وماذا سيكون حاضرة
هل حقاً أغلقت الابواب
سؤال هل أصبح العراقـــــــــــــ .مجرد قارب بلا سردال،؟
* من الآخر :
* جزء من المال ( المسروق ) يذهب مباشرة ( لأرصدة ) الفاسدين
في ( سويسرا ) ؟؟؟
* جزء يذهب لدعم ( المليشيات ) والعصابات الإجرامية .
* وجزء يذهب ( لشراء الذمم ) ؟؟؟
* شكرا
شفطتها إيران يا عزيزتي والتي أعادت توزيعها على الميليشيات الشيعية في إمبراطوريتها التي تمتد الى العراق وسوريا ولبنان واليمن. هذه المليشيات التي تفرخ كل يوم جماعات وعصابات وتستعملها إيران كمعاول هدم للبلدان التي استعمرتها حديثا عن طريق الطائفة التي ولاؤها لأيران أكثر من ولائها لإوطانها, فإذا لم يكن هناك طائقة أوجدتها عن طريق البذل السخي على التشيع (سوريا خير مثال). ولكن إعلمي يا أختاه أنه انطبق عليهم قول الحق سبحانه و تعالى: “فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون” ولا أريد أن أكمل الأية الكريمة كي لا أُتَهَم بالتكفير مع أنه ينطبق عليهم أيضا.
• حركت الكاتبة الكبيرة ، هيفاء زنكنة بعنوان مقالها بسؤال قل ما يطرح بالاعلام وهو جريء وحق ككونها مواطنة عراقية ، وحركت به مياه دجلة والفرات ، وقد ضربت به لب كل العراقيين الذين كانوا يطرحون هذا بخوالجهم ، وفي سرهم ، وما أعلنوه ، وبقي دفين انفسهم الا ان ظهر اخيرا مدججا ، للمسؤولين العراقييين ، لان العراق اصبح يحتل 171 رقميا من بين 177 دولة من ناحية الفساد ، وهي كما نعلم جيمعا انها دولة نفطية وغينة بمواردها ، ولكن هذه الموارد تذهب وتختفي في جيوب المحسوبيات وترك العراق مكانه يراح ومسلسلا بقيوده ، منذ ان انتهت حربه مع ايران ، وحربه ضد الكويت ، دول التحالف ، وهو لم يتحسن من هزاله ومرضه ، لان هذه الموارد لم تستثمر في اصلاح ما افسدته الحروب والقادة المبذرين المبذرين لمدخراته ، وذهابها لناس عن ناس بالتفضيل ، فعلى النظام الحالي، برئاسة حيدر العبادي، ان يقضي على الفساد ويعيد العراق لوضعه الطبيعي بالقضاء على الفساد والمحسوبيات ، وان يلبس الشعب العراقي خيربلدهم ويشربوا ماءه دون تلويث واللجوء للثياب الرثه ، وان يبنى تحتيا ويؤمن له كل احتياجاته ليواكب العصر الجديد ويعيش شعبه في امن وامان واستباب ، وان يعود لوضعه الطبيبعي ودوله نقيه خاليه من الفساد .
الجواب سهل : باكوها بالعراقي ام عن الدين فالدين عند رب العالمين.
منذ 2003 لحد الان تمت سرقه اكثر من 500 مليار دولار قسم منها حول لايران لدعم اقتصادها المنهار تحت الحصار الغربي والبقية دخلت جيوب الاحزاب السياسية التي هي مافيات تحكم العراق. العراق اصبح سابع دولة بالعالم بعدد المليارديه. هناك مثل عامي يقول: ان تكل مع الاعما فكل بانصاف. ولكن الانصاف والاخلاق والمبادئ والشرف في العراق اصبحت من مخلفات الماضي. ويا حسره يا عراق.
جواب السؤال المطروح في عنوان المقال ؛ هو خبر نشر في القدس العربي قبل أيام مفاده:
نائب في البرلمان العراقي يصرح ان 360 مليار دولار تم تهريبها خلال ال10 سنوات السابقة !!
هذا يعني 60% من كامل مدخول العراق خلال الفترة المذكورة
حتى يمكن استيعاب حجم هذه السرقة الكبرى بشكل ملموس ، فإن مبلغ ال 360 الف مليون دولار يبلغ وزنه تقريباً 3600 طن ، يحتاج الى 180 شاحنة كبيرة حجم 40 قدم لنقله
يمكن بناء 12 مليون وحدة سكنية بقيمة 30,000 $ للوحدة السكنية الواحدة
يمكن انشاء شبكة كهرباء جديدة بالكامل في العراق ب نصف ربع هذا المبلغ
تبلغ حصة المواطن العراقي من هذا المبلغ المسروق 12000 دولار ، اي بمعدل 60000$ للعائلة الواحدة
و لو كان لدينا ماكنة عد نقود سريعة ، فستحتاج الى 6 سنوات لعد هذا المبلغ دون توقف و لو لثانية واحدة
لو صرفت الحكومة كل يوم 10 مليون دولار فستحتاج الى 100 عام لصرفه
هل تخيلتم معي حجم الخديعة الكبرى ؟!
هل تخيلتم كيف سيتوارى قارون اياه خجلاً من هؤلاء ؟!
انا لم أقم بزيارة العراق لكنه كان في منتصف الستينيات و قبل الغزو الأمريكي الصهيوني قبلة ومكان يستحب فيه العيش سواء لدى الطبقة العاملة او النخبة ،وكان يسمى في تلك الفترة بسويسرا العرب لإحترامه لكل مكونات المجتمع العراقي التي تذوب فيه الطائفة ويصبح الوطن قبل كل شئ وأيضا لثرائه . أما اليوم أصبحت تلك المفاهيم نادرة الوجود ، والطائفة هي السائد و الحل لكل مشاكل المجتمع العراقي الذي بات يعيش في فقر و خصاصة موحشة ، فكيف لهذا البلد الغني ، الذي يتربع على ثروة بترولية ضخمة (ثاني منتج للطاقة) ، يعيش الفرد فيه في خصاصة متقعة ؟ هذا لايمكن تفسيره خارج إطاره وهو جعل هذا البلد يعيش في فوضى خلاقة من بينها الفساد الذي إستشرى في كامل مكونات المجتمع العراقي من الوزير للغفير ، فالحكومات المتعاقبة من بداية الغزو إلى الأن هي التي أذكت هذا الوباء الذي ينخر النسيج المجتمعي وتصبح العملية كلها زبونية شعارها من يدفع يجد و تكون المحاصصة الطائفية هي المعول الذي يهدم أركان المجتمع والدولة