قبلت دعوة صديقة لي من أصل سوري للعشاء في مطعم باريسي عادي، وحين طلب زوجها العشاء أضاف إليه كوبا من النبيذ.
قلت له: أنت لا تشرب الخمرة فلِمَ طلبت النبيذ؟
قال: لأنني أعرف أننا سنتحدث بالعربية طوال العشاء وسأترك كأس النبيذ على الطاولة «شهادة براءة» بأننا لسنا من (الإرهابيين) ونثرثر بسلام طوال السهرة. ألم تسمعي بمنع المسافرين الأمريكيين ماهر خ وأنس ع الفلسطينيي الأصل من الصعود إلى طائرة «سويثويست إيرلاينز» لأنهما كانا يتحدثان العربية وسمعهما مسافر آخر وخاف من الصعود إلى الطائرة نفسها؟!
طالب النبيذ لم ألمه على مخاوفه فأنا أعرف أن وباء «الإسلاموفوبيا» انتشر وأن كل من يتحدث لغة القرآن مدان للأسف، حتى يُثبت براءته، وليس العكس، كما في قوانين العالم المتحضر كله.
التحرش الجنسي بالمحجبة في الغرب
عاملتي المنزلية من أب جزائري وأم فرنسية ارتدت الحجاب قبل شهر، لكنها عادت وخلعته، وهي تقول لي: إنهم يتحرشون بي في المترو (قطار الأنفاق) بعدوانية ويتعمدون الاندساس بي.
انتشار «الإسلاموفوبيا» البغيضة لها تداعياتها، وصار معظم الغربيين يرى في المسلم (مرشح قاتل جماعي) وحوادث الدعس الأعمى للمارة على الأرصفة وإطلاق النار العشوائي على المطاعم والملاهي وتراكمات عشرات الأحداث المشابهة في الكثير من الأقطار الغربية، ترك أثرا سلبيا في حياة المسلم المقيم في الغرب، تبلغ حدود النقمة ضد (عدو محتمل).. وصار الدمج بين الدين الإسلامي الحنيف والأذى العشوائي مع صيحة «الله أكبر» حقيقة لا يمكن إنكارها للأسف.
فضائحهم سلاح ضدنا لفضائحنا المشابهة!
ها هي نيران الفضائح الهوليوودية التحرشية الجنسية يكاد بعضها يتحول إلى سلاح ضد المسلم عربي الأصل في الغرب، حين يُتهم بممارسة ما يشبهها مسلم، مثل طارق رمضان.
والكشف عن فضيحة القطب الهوليوودي واينستين وسواه مع النجمات الصاعدات ومنذ ثلاثة عقود شجعت الكثيرات على فتح الملفات… وها هما راشيل أدامز وسيلما بلير تنضمان إلى 20 امرأة قمن باتهام المخرج السينمائي الأمريكي جيمس توباك بالتحرش والاعتداء، مع تفاصيل حول ذلك يسيل لها لعاب عشاق قراءة حكايات (البورنو) الجنسية.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة «لوس انجليس تايمز» بعد انفجار فضيحة واينستين وممارساته التي اعترف بها وعوقب عليها معنويا، وكان آخر إقصاء قرار «معهد الفيلم البريطاني» بسحب (الزمالة) منه بعد اعترافه بما نسب إليه.
وها هو الوزير البريطاني مايكل فالون يستقيل منذ أيام من منصبه بعد اتهامه بالتحرش.
التحرش وطارق رمضان
ما الذي ذكرني بكل ما تقدم؟ إنه اتهام وجهته هندة عياري ضد طارق رمضان الأنيق بملابس غربية، الوسيم والداعية الإسلامي السويسري المولد حفيد حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين» المعروف في فرنسا. والتهمة تشمل الضرب والاغتصاب والتهديد بإيذاء أولاد هندة إذا لم تستجب له، مع محاولته خنقها مرددا: إن من لا تُرِد ذلك عليها ارتداء الحجاب، وإلا فهي دعوة للاغتصاب.
وسرها مؤخرا لأن أخرى وجهت إليه التهمة ذاتها، ناهيك عن عدد من طلابه الفتيان في جنيف.
شاهدت البرنامج المتلفز في سهرة اجتماعية وقال أحد الحاضرين: إنها كاذبة واتهمت رمضان لأسباب سياسية مدفوعة الثمن أي لتغذية الدورة الدموية للإسلاموفوبيا وذلك كله يصب في مصلحة إسرائيل.
زوجته قالت: إن طارق رمضان رفض الرد تلفزيونيا على هندة، وحسنا فعل، لكنه أقام الدعوى عليها لأنها وجهت إليه الاتهام الكاذب. وكثيرون تساءلوا: إذا كان الأمر قد ضايقها حقا لِمَ ترددت عليه مرارا؟
وكنت أستمع إلى مختلف الآراء، فأنا من عشاق الانصات.. ولكن كل من في السهرة طالبني بالإدلاء برأيي، وقلته، وهو ببساطة أنني كمبدأ لا أصدق أي اتهام من دون إقامة الدليل عليه، أو اعتراف المذنب بجرمه، وهو ما فعله واينستين مثلا حين اعترف بمراودة الطامحات للشهرة عن أنفسهن ثم أعلن ذهابه إلى مصح للعلاج من «التغوّل» الجنسي، (وذلك أهون من الذهاب إلى السجن!!).
مونيكا والفستان الأزرق ورئيس الجمهورية!
حين اتهمت مونيكا لوينسكي (وكانت متدربة شابة في البيت الأبيض) الرئيس كلينتون بعلاقة جنسية معها في غرفة الرئاسة البيضاوية الشهيرة في البيت الأبيض، أنكر ذلك، وكدنا نصدقه، لكنها قدمت الدليل المادي على قولها في فستانها الأزرق الذي حمل ما فاض به كلينتون من الشهوات فوق ثوبها واحتفظت به (للذكرى أو بسوء نية؟ من يدري..)
أما الشابة الجميلة ذات الشعر الأسود هندة عياري التي اتهمت طارق رمضان، فلا ندري إن كانت تملك دليلا على ما تسوقه، أم أننا سنجد أنفسنا أمام اتهام مقابل إنكار ودونما دليل مادي..
ولا مفر للمحكمة بحكم البراءة للداعية طارق رمضان ما دام لا دليل ماديا على ما تسوقه هندة.
وكل ما يعنينا عدم صب المزيد من المياه المسمومة للكراهية ضد المسلم عامة بتغذية نبعها من حكايا كهذه… تطال أمثال طارق رمضان.
الاغتصاب واجب وطني!!!
وفوق ذلك كله نقرأ عن تحريض محام مصري ن.و. على اغتصاب كل فتاة ترتدي سروالا فيه ثقوب!!
ويصير الأمر مضحكا لأن (الرفيق) المحامي يجد في اغتصابها واجبا وطنيا!! ونحار، هل نضحك أم نأسف على المزيد من الذين يغذّون الدورة الدموية (للاسلاموفوبيا) باقتراح عبقري كهذا.. وقد سبق للمحامي ن.و. أن ضرب بحذائه مفتي أستراليا لأنه خالفه الراي.
ألا يستحق الدين الإسلامي الحنيف دعاة يقبلون بالحوار مع الرأي المختلف بغير لغة الحذاء وبغير الاغتصاب الفكري أيضا؟
غادة السمان
قد يكون علم المنطق والفلسفة جزء من الدين ويظهر هذا جليا على سبيل المثال لا الحصر في سورة غافر عندما بدأ الرجل المؤمن عملية اقناع لفرعون وقومه بصدق رسالة سيدنا موسى وهناك امثلة عديدة ولكن لم ولن يكن يوما ما الدين جزء من الفلسفة هذا أمر فادح وخاطئ. يبدو ان البعض يضع نظارة شمسية عند قراءة النصوص، بحيث يعتقد ان كل من يدافع عن ثوابت الدين المعروفة بالضرورة، ينكر كل العلوم الأخرى. هذا نوع من القصور في فهم الاشياء
عبر الحكم عليها عن بعد . فلا يلزم من قرأ العديد من مؤلفات طارق رمضان ان يلتقيه في طائرة حتى يتعمق في فهم نهجه الفكري. فأنا اتفق معه في العديد من اطروحاته وان اختلف معه في بعص الامور، وهو في نظري داعية له دوره المشهود قبل هذه القصة المفتعلة، فلماذا خلط الحابل بالنابل كالعادة على طريقة ( اضرب واهرب) ؟ لا يمكن تأطير الناس وقولبتهم ضمن حيز معين، وانتهامهم بانهم مؤدلجين، لمجرد طلبهم من الاخرين التوقف عن خلط الامور بطريقة عشوائية تنم عن فوضوية فكرية. اعتقد ان الفكرة واضحة بما يكفي ووصلت الى العنوان الصحيح.
شو اضرب و اهرب؟
علقت بضع تعاليق …ثم اموري الاخرى … و ها انا هنا مرة اخرى لاقرأ تعقيبك، كالعادة شخصنة و قدح … بدون دليل …
لكن على العموم، هناك مؤشر قوي اننا سنتفق يوما ما على ارضية نقاش مشتركة
انت تقول “قد يكون علم المنطق والفلسفة جزء من الدين …” هذا جميل و لو انك استعملت النص مرة اخرى هنا …
طارق رمضان ليس داعية و انا شخصيا لا احب هذا الوصف المشبوه. هو مفكر و فيلسوف من العيار الثقيل.
.
انا هنا … شو اضرب و اهرب :)
أجمل تحية لسيدة الحرف العربي الأيقونة غادة السمان
تحية طيبة لجميع أفراد هذه العائلة الفاضلة من الأخوة والاخوات المعلقين والقراء الأفاضل
لافت جدا تفاعل الأخوة والاخوات مع موضوع اليوم،،،وبصراحة ليس لدي أي أضافة على ما تفضلتم به وجميع التعليقات متميزة وراقية ومتزنة وعميقة
أحببت فقط أن استميحكم عذرا لغياب قسري تفرضه بعض الظروف القاهرة ومنها السفر،،وساكون بخير أن شاء الله ،،وسأحاول المرور كلما أتيحت لي فرصة ألقاء السلام عليكم
ملاحظتي الوحيدة هي والتي أرجو من أخي شيخ الشباب أديب الكرمل العملاق رؤوف بدران الفاضل أن يتقبلها مني وهي أن صرختك ونصرتك للإسلام والمسلمين في هذه الموقعة،،أمرا لا يعدله شيء قرأته في هذه الصحيفة الغراء منذ سنوات..كم أنت كبير يا أخي بل كم أنت عملاق.تقبل أجمل تحية أستاذنا
وتحياتي للجميع بلا استثناء من أفراد هذه العائلة الكريمة…
السيد رياض السوري
حبدا لو تفضلت ودلتنا في اى دولة يوجد هدا الاسلام الدي تتحدث عليه.
حياك الله أخي. هذا الاسلام الذي اتحدث عنه فهو حاليل للاسف غير موجود كنظام حكم في اي دولة وهذا بالتحديد هو سبب مأساتنا كأمة. بهذا الكنز من التعاليم الربانية الراقية باستطاعتنا النهوض مرة أخرى. التغيير يبدأ عندما يبدأ كل واحد منا بتغيير نفسه الى الافضل. هل لديك حل آخر؟ ما رأيك؟ على فكرة وان كنت من بلاد الشام فإني لست من سوريا المتعارف عليها الان بعد اتفاقية سايكس وبيكو التي قسمت الأمة الواحدة. تحية طيبة
صحيح أخي محمد *المغرب حيث أن النقطة الاساسية تبقي بعيدا في تعليق الأخ رياض للأسف.
انا كغيري ادعو للعمل لايجاد شيء بدونه لن تقوم لنا قائمة وهو الكفيل الوحيد بانهاء الاستبداد والجهل في اوطاننا. اخ اسامة، الاخ محمد يسأل اين هي الدولة التي اعنيها، انا اجبته بانها غير موجودة ولككنا نسعى لايجادها، فهل الدولة السورية الدينقراطية التي تسعى انت لايجادها موجودة؟ الجواب لا، هل قلت لك انا مرة بان افكارك او النقطة الاساسية التي تخص الوصول الى هذه الدولة التي تسعى اليها في سوريا بعيدة!! الرجاء التأمل والتفكير بتعمف في المكتوب حتى لو كنا نختلف معه كليا.
أخي رياض لكن الديمقراطية والحرية أو بشكل أدق النظام الحديث أو المعاصر, التي نسعى له عيني دستور يكون فيه للجميع دور في التفاعل والعمل به وصياغته, وليس نظام شمولي! , أليس كذلك.
شكرا واحتراما للكاتبة المحترمة
طريق رمضان وهندة عياري: حول التقديس والشيطنة المُسبّقيْن كعائق في وجه العقل والحقيقة (1)
——
استعطفني فوج من الطلبة والطالبات في إعطاء رأيي بشأن تهمة التحرّش والاغتصاب ضدّ المفكّر الإسلامي طارق رمضان. وكانوا قد سمعوا منّي رفضي شبه القطعي بعدم المشاركة في نقاش حول هذا الموضوع الشائك الذي تنزلق فيه الكلماتُ والآراء لتسيء، عن دون قصد، إلى كرامة الشاكين أو المُتّهَمين. لكن، أمام الإلحاح في الطلب، تراجعت عن موقفي الصارم، وقبلت بإعطاء رأيي وكنت حريصاً منذ البداية على أن أظلّ محايداً أو موضوعيّاً.
قبل أن أبدأ في التعبير عن رأيي، وجدتُني أردّد مع نفسي، وكأنّ هاتفاً ما يُحذّرني من تبعات وعواقب ما يمكن أن يتورّطَ فيه حديثي مع طالباتي وطلبتي، قولاً يُنسَبُ لسقراط يصرّح فيه بأنّ ” من لم يقم بالبحث والتفتيش ليس له الحق في الكلام”. ومع ذلك، دفعتني الجرأة إلى أن أُلقِيَ بنفسي في مخاطر التفكير واستقصاء سُبُلَ الحقيقة بالعقل ولغة الحكمة (يسمّيها الفرنسيّون le bon sens) فكان ما لا بُدّ منه في بداية كلّ تعلّمٍ وتعليمٍ أي أنّني طلبت من المستعدّين للاستماع إليّ أن يبدؤوا، هم أوّلا، بإعطاء ما يروْنه بصدد موضوع اتّهام طارق رمضان بالتحرّش والاغتصاب. فانطلق كلّ واحد منهم في سباق الاعتقادات والعواطف والانتقادات الموجَّهة ضد هذا الشخص أو ذاك، هذه الجهة أو تلك، فجاءت مواقفُهم عبارة عن كلام في كلام، وسيلٍ صاخب من الانفعالات والاندفاعات ليس إلا.
بالرغم من تعدّد المواقف وكثرتها، أمكنني بسهولة تلخيصها إلى وجهتي نظر متحمّستيْن : الأولى تدافع عن طارق رمضان، وتتهمّ المشتكية، السيدة هندة عياري، بالكذب والتلفيق والانتماء إلى معسكر المتآمرين على الرجل لأنه مفكر مسلم مرموق وله صيت وشهرة، وكلمته مسموعة ومحترمة من طرف الملايين من المسلمين في العالم. المتحمّسون لوجهة النظر هاته ذهبوا إلى أبعد من هذا. كانوا على يقين بأنّ التهمة الموجهة لطارق رمضان هي حملة منظمة ومخطّط لها من طرف أعداء الإسلام. أمّا وجهة النظر الثانية، فوقفت إلى جانب السيدة هندة عياري وركزّت في تصديقها للتهمة التي وجهتها لطارق رمضان على أنه لا يعدو أن يكون واحداً ممّن يستغلون سلطة خطاب ديني ذكي وبرّاق لاستدراج العقول الضعيفة وجذب النفوس المعجَبة، وخصوصاً النساء، إلى شراك الاستغلال المقصود.
طريق رمضان وهندة عياري: حول التقديس والشيطنة المُسبّقيْن كعائق في وجه العقل والحقيقة (2)
——
أصحاب هذا الرأي ذهبوا، هم الآخرون، إلى أبعد من ذلك، إذ عبّروا عن سخطهم على كلّ شخصية إسلاموية، ولم يخفوا كرهَهم للسيد طارق رمضان.
جاء دوري في الكلام فقلت وكأنني محي الدين بن عربي : من وقف مسبّقا إلى جانب شخص ضدّ شخص آخر، لا تُعوِّل عليه الحقيقة. واسترسلت شارحاً ومبيّناً وكأنني عالِمٌ في مضمار المنطق. بما أنّه لابدّ من مبدأ أوّلي ضروري ينبني عليه التفكير ويوجّه التحليل، فلنسلّم بأنّ كلّ إنسان خطّاء، وإذا كان طارق رمضان إنساناً وكانت هندة عياري إنسانا، فإنّه من المحتمل في قضية الدعوة المرفوعة ضد طارق رمضان، أن نكون أمام إحدى الحالتيْن التاليتيْن : إمّا أن تكون المرأة المشتكية صادقة ويكون الرجل المتّهَم قد ارتكب فعلا خطأ الاغتصاب، وإماّ أن تكون المشتكية كاذبة وإذن خاطئة ويكون المتهَم بريئاً. بعبارة آخرى، يمكن للرجل كإنسان أن يخطأ، وعليه يُحتَمَل أن يكون طارق رمضان كرجل وكإنسان قد اغتصب المرأة التي اتهمته بذلك. كما يمكن، انطلاقا من نفس المبدأ القائل بأن المرأة إنسان، أن تكون هندة عياري كامرأة وكإنسان قد كذبت في التهمة التي وجهتها لطارق رمضان.
أمّا أنْ يكون الإثنان معاً صادقيْن ساعة توجيه التهمة ورفع الدعوى على المتّهِم بأنه كاذب، فهذا مستحيل. صدق الإثنين يتطلّب من طرف ما في القضية أن يعترف بخطئه كأن يتراجع المشتكي ويتخلّى عن الاتّهام فيسحب دعواه معرباً في نفس الوقت عن فبركة الكذب أو أن يقِرّ المدَّعى عليه بارتكاب الاغتصاب. وهذا ما يُوصَف في القانون بإقرار المتَّهَم صراحة أو ضمنًا بصحة الوقائع المنسوبة إليه أو المطلوبة منه. واعتراف الجاني بجريمته هو سيّد الأدلّة كما يقال.
طريق رمضان وهندة عياري: حول التقديس والشيطنة المُسبّقيْن كعائق في وجه العقل والحقيقة (3)
——
ولهذا كانت الكاتبة العربيّة غادة السمان حكيمة فأصابت عين الحقيقة حين أدلت برأيها في موضوع اتّهام طارق رمضان بالضرب والاغتصاب والتهديد قائلة بكلّ بساطة وعمق أنها ” لا تصدّق أيَّ اتّهام من دون إقامة الدليل عليه أو اعتراف المجرم بذنبه “.
والحال، أنّه حتى لو كنّا نُقاد إلى الحياة بالعقل، ونتحرّى الحذرَ بالاعتماد على التحليل المنطقي للاشياء طلباً للحقيقة واحتراماً لكرامة الناس، فإنّ لا شيء يرقى إلى مستوى الموضوعية الانسانية في وجهها المتحضر الأكبر والأسمى مثل أن نقول في تواضع عميق ورائع أنّ ” الله أعلم ” أي أنه هو الوحيد الخبير بتفاصيل العقول وخفايا النفوس.
هكذا، وخلافاً لإصدار أحكام على أحد انطلاقا من حبّنا أو كرهنا لشخصيته، أو اتفاقنا أو اختلافنا مع اتجاهاته الفكرية أو مواقفه السياسية أو نوع أنشطته المدنية والنضالية، يجدر بنا إن أردنا أن تكون آراؤُنا ليست سليمة ومعقولة ومحترَمة فقط، بل ومن شأنها أن تساعد على فهم واقع الأحداث والتوصل إلى معرفة الحقيقة، أن نلتزم بالحياد ونتجنّب تقديسَ الأشخاص المسبَّق أو شيطنتَهم. وإلا فإنّ هرم القياس في منطق الحجاج سيسقط من داخله وسيؤدي إلى نتائج خاطئة وربما عبثية لأن المقدمة الأولى فيه ليست سليمة أو معقولة.
—-
تحياتي للجميع، وشكري لأسرة القدس العربي
احب هنا ان اطرح سؤالا، ربما سيشجع من لا يعرف طارق رمضان من خلال اعماله، ان يتعرف عليه عن كتب.
.
لماذا يحارب الغرب طارق رمضان و امثاله، و لا يحارب العريفي و امثاله …؟
.
و لو انه ينادي بالحريات و الديمقراطية و العلمانية و التفتح و كل قيم الغرب تقريبا؟
.
طب، ليش؟ لماذا؟ اليس هذا ما يريدونه لنا؟ اين المشكل؟
السلام عليكم
تحية خاصة وخالصة لأيقونة الأدب وسيدته السيدة غادة السمّان ولقدسنا الغرّاء وطاقمها كما أخص بالذكر كل معلقي القدس وقرّائها دون إستثناء مع ذكر بعض الأسماء :د.اثير الشيخلي الكروي داود رؤوف بدران نجم الدراجي منى الجزائر ابن الوليد أسامة كلية رياض ألمانيا جاري المغربي المغرب سوري وغيرهم كثر…
أمّا بعد
لمّا صار وضعنا بهذا الحال ” (قال: لأنني أعرف أننا سنتحدث بالعربية طوال العشاء وسأترك كأس النبيذ على الطاولة «شهادة براءة» بأننا لسنا من (الإرهابيين)”) هنا يجب أن نعيد النظر في وضعنا ومكانتها وما محله من الإعراب فيهذا التواجد الدولي الجديد. ولمّا ننظر إلى الواقعة نجد لها أبعاد مدروسة ومكيفة بحيث إنّ القوم درسونا من جميع المستويات وشرحونا في جميع المختبرات وإستخلصوا نتيجة واحدة :”فرقهم تسد عليهم” بل تركبهم وتستحمرهم-ولا أقول “حاشا”
ودعوة المدعية”(هندة وغيرها) لرمضان بالتحرش الجنسي -أنا لست من دعاة التحرش من باب قناعتي العقائدية ثمّ لي بنات وزوجة كما أخاف عليهم أخاف على الأخريات-لو نفرض جدلا أنه تحرّش بها أو بهن لماذا كل هذا الصمت حتى اليوم ثمّ لماذا في هذه الوقت بالذات ثم إن لم تكن راضية بالفعل لماذا لم تشتط غضبا وتودع بلاغ أو شكتوي وهن المعروفات ببلد الديمقراطية…أقول لها ولهن -إن كان الأمر حقيقة-لمّا كنتن في وضعية إشباع النزوة من أجل مقابل سكتتن ولمّا إنقطع الريع سرختن ..ما أجبنكن..بالخلاصة هل رمصان الرجل الوحيد الذي تحرش بالنساء طبعا لا ولكن إن فعل هذا يبقى في حدود أنّه بشر ولا ينبغي أن يدفع ثمن بشريته تلطيخا لمنزلته وتشتيتا لأسرته وماعلى القضاء يحكم إلا أن يجرّم أو يبرئ دون ضوضاء وحركات مشبوها في الحقيقة قضية “رمصان” زوبعة في فنجان
ولله في خلقه شؤون
وسبحان الله
وعليكم السلام وتحية طيبة اخي العزيز بولنوار واتمنى ان تكون بخير. حياك الله يا اخي
ودمت بإذن الله بخير.
شكرا واحتراما للكاتبة المحترمة
طارق رمضان وهندة عياري: حول التقديس والشيطنة المُسبّقيْن كعائق في وجه العقل والحقيقة (1)
——
استعطفني فوج من الطلبة والطالبات في إعطاء رأيي بشأن تهمة التحرّش والاغتصاب ضدّ المفكّر الإسلامي طارق رمضان. وكانوا قد سمعوا منّي رفضي شبه القطعي بعدم المشاركة في نقاش حول هذا الموضوع الشائك الذي تنزلق فيه الكلماتُ والآراء لتسيء، عن دون قصد، إلى كرامة الشاكين أو المُتّهَمين. لكن، أمام الإلحاح في الطلب، تراجعت عن موقفي الصارم، وقبلت بإعطاء رأيي وكنت حريصاً منذ البداية على أن أظلّ محايداً أو موضوعيّاً.
قبل أن أبدأ في التعبير عن رأيي، وجدتُني أردّد مع نفسي، وكأنّ هاتفاً ما يُحذّرني من تبعات وعواقب ما يمكن أن يتورّطَ فيه حديثي مع طالباتي وطلبتي، قولاً يُنسَبُ لسقراط يصرّح فيه بأنّ ” من لم يقم بالبحث والتفتيش ليس له الحق في الكلام”. ومع ذلك، دفعتني الجرأة إلى أن أُلقِيَ بنفسي في مخاطر التفكير واستقصاء سُبُلَ الحقيقة بالعقل ولغة الحكمة (يسمّيها الفرنسيّون le bon sens) فكان ما لا بُدّ منه في بداية كلّ تعلّمٍ وتعليمٍ أي أنّني طلبت من المستعدّين للاستماع إليّ أن يبدؤوا، هم أوّلا، بإعطاء ما يروْنه بصدد موضوع اتّهام طارق رمضان بالتحرّش والاغتصاب. فانطلق كلّ واحد منهم في سباق الاعتقادات والعواطف والانتقادات الموجَّهة ضد هذا الشخص أو ذاك، هذه الجهة أو تلك، فجاءت مواقفُهم عبارة عن كلام في كلام، وسيلٍ صاخب من الانفعالات والاندفاعات ليس إلا.
بالرغم من تعدّد المواقف وكثرتها، أمكنني بسهولة تلخيصها إلى وجهتي نظر متحمّستيْن : الأولى تدافع عن طارق رمضان، وتتهمّ المشتكية، السيدة هندة عياري، بالكذب والتلفيق والانتماء إلى معسكر المتآمرين على الرجل لأنه مفكر مسلم مرموق وله صيت وشهرة، وكلمته مسموعة ومحترمة من طرف الملايين من المسلمين في العالم. المتحمّسون لوجهة النظر هاته ذهبوا إلى أبعد من هذا. كانوا على يقين بأنّ التهمة الموجهة لطارق رمضان هي حملة منظمة ومخطّط لها من طرف أعداء الإسلام. أمّا وجهة النظر الثانية، فوقفت إلى جانب السيدة هندة عياري وركزّت في تصديقها للتهمة التي وجهتها لطارق رمضان على أنه لا يعدو أن يكون واحداً ممّن يستغلون سلطة خطاب ديني ذكي وبرّاق لاستدراج العقول الضعيفة وجذب النفوس المعجَبة، وخصوصاً النساء، إلى شراك الاستغلال المقصود.
الاخوة و الاخوات في النشر،
.
كثير من التعليقات هنا هي مجرد تحية و احييك و كم انت عظيم … ثم محبة تحية تحية … :)
.
انا لا احيي احدا تقريبا :( … لكن اود ان ان احيي اختي منى اليوم … يالله ساعدوني.
اختي منى، اريد ان احييك بسرعة قبل ان يفعل مقص الناشر الافاعيل.
و اريد ان اقول لك ان ابنتي الصغيرة اسمها منى، و انا اسميها بالانجليزي my mona.
.
و فالحقيقة اناديها بالعربي ميمونة :)
.
هذا كل ما في الامر. و تحياتي لاسرتك بسرعة … سانتهي الآن من الكتابة ما دام المقص في فسحة.
أشكرك أخي ابن الوليد من قلبي …
ربي يحفظلك منى وام منى وكل أحبائك والغوالي على قلبك ياارب ؛ لازم نشوفها ههه حير في روحك شوف كفاش تبعثلي الصورة الله يسهل ههه
انا كان بابا الله يرحموا يناديني بأسماء عديدة حسب الموقف ؛ تحلق كلها في سماء الجمال والسمو والصفاء …
ربي يطول في عمرك ويحضرك لوليدات وليدات منى ؛ قول آمين..
تصبح على خير أخي…
يسعدني ان افعل،
.
لكن الى اي عنوان تريدين ان ابعث لك صورة لميمونتي؟
.
بسلامة عليك آ ختي منى.
[email protected]
هذا بريدي الالكتروني راسلني عليه.