إبنة خالتك ثالث مرة

ابنة خالتك ذاتها التي تحدثنا عنها في المقالين الماضيين، هي مع ابنة عمتك وبقية قريباتك والصديقات القريبات والبعيدات، هن السبب في هذا الضغط النفسي والهوس المظهري الذي تعانيه ابنتكِ، تلك التي تتعذب بوزنها، «تناضل» من أجل «تعديل» مظهرها، ساعية إلى شكل غير حقيقي وكمال لا تمتلكه حتى الظاهرات به على أوجه الصحف والمجلات التي تبيعنا الوهم الذي نشتريه بكل أريحية لنتعذب به.
كل هؤلاء السيدات اللواتي يعذبنك وابنتك اليوم قد عذبن أو يعذبن أنفسهن يومًا ما، كلهن عانين من التعليق على أشكالهن، ومن التندر على أوزانهن، من الانغمار في المستحضرات التي لا نهاية لأنواعها وأشكالها، من الانبهار بتكنولوجيا التجميل أيًا كان زمنها وتطورها، من التوق إلى الظهور بمظهر هؤلاء الساحرات الخلابات اللواتي يظهرن على أوجه الصحف والمجلات، واللواتي، حتى هن، لا يظهرن في الحقيقة كما هنّ على هذا الورق اللامع المصقول. كلنا تعذبنا بمظهرنا ووزننا وشكلنا وطموحنا في أن نبدو أجمل وأن نقاوم الزمن، لننتقل في مرحلة لاحقة إلى تعذيب بناتنا وصغيراتنا بأدوات التعذيب ذاتها ولنحملهن الأعباء ذاتها، ولنسبغ عليهن ذلك الحرمان من اختبار الحياة بحالة من الرضا والتصالح مع النفس، الحرمان ذاته من اختبار الحياة من خارج الجسد وبلا تأثير من المظهر وبلا تأثر برأي الآخرين وحمل عبء تعليقاتهم وأحكامهم.
كم منا، نحن الأمهات، من تضغط على صغيرتها لتأكل أقل، ولتحافظ على شكلها ووزنها ومظهرها؟ كم منا من تعلق بقسوة على وزن ابنتها، ومع كل تعليق تنهش هذه الأم بشراسة جزءًا من ثقة ابنتها بنفسها ومن سعادتها وانطلاقتها في الحياة؟ كم واحدة منا تمر بجانب ابنتها وتلقي التعليق بكل عفوية «سمنتِ»، «كفاك أكلا»، إلى ما يتعداها من تعليقات قاسية ترسل تهديدات للفتاة في قبولها الاجتماعي وفرصها في الزواج خالقة هزة في النفس وتتجاوزها نظرة ساذجة وهدامة للزواج على أنه غاية المنى؟ كم واحدة منا تتذكر كيف سرقت منها فرحتها وانطلاقتها وتمتعها الطفولي بالحياة بسبب هذه التعليقات والأحكام لتعود وتلتف فتمارسها على ابنتها وتعذبها بها؟ لماذا لا نترك الفتيات ليستمتعن بالحياة من زاوية مختلفة، زاوية لا أحكام فيها ولا مخاوف، لا قطار زواج يفوتها، ولا كلام ناس يحكم ويتحكم؟
واجبنا بصفتنا أمهات، بكل تأكيد، هو المحافظة على صحة صغارنا، بنات وأولادًا، وتوجيههم ليحيوا حياة صحية بأجساد قوية، يعتنون بها من خلال الأكل السليم والحركة الرياضية، لتصل بهم إلى أعمارهم الطويلة المتقدمة التي نتمناها لهم. زاويتنا يجب أن تكون زاوية صحية، نحكي من خلالها للأولاد والبنات عن قيمة الجسد وعن ضرورة المحافظة عليه ليحملنا إلى آخر الحياة ويمكننا من رؤية المزيد منها. ما تفعله معظم الأمهات يأتي من زاوية مختلفة، زاوية تحمّل الصغيرة- ما إن تبلغ العشر سنوات وربما قبل ذلك- عبء جسدها الذي يجب أن تحرمه من رغبات طفولتها حتى يستطيع ملاحقة المظهر المطلوب، وفي الوقت ذاته يستطيع تفادي الأحكام القاسية. تقسو الأمهات وهن يضغطن على الصغيرات، يعلقن عليهن بتعليقات هدامة تضع في اعتبارها الجسد غير آبهة أبدًا بالروح، تعليقات تهدم مفهوم الثقة بالنفس وتضع الصغيرة تحت رحمة أعين الناس وتقييمهم، تعليقات تسرق المتعة الحقيقية بالحياة وتبعد القضايا الأهم فيها، تعليقات تخلق أرواحًا مكلومة ونفوسًا مهمومة لاهثة خلف رضا الآخرين وعقولاً تسطح نشاط تلك النفوس وتكتم ما تبقى من قدراتها وتسد كل المنافذ المهمة القيمة لأعماقها الحقيقية.
أعلم أن كل واحدة فينا لا تأتي على أبنائها وبناتها إلا عن محبة غائرة وقلق يستأثر بالروح، ولكن الواجب هو أن نعيد قراءة إستراتيجياتنا الأمومية لنخفف عنهم، وخصوصًا عن فتياتنا اللواتي يأتين إلى الدنيا محملات أصلاً بأعباء متوارثة. لا يجب على بناتنا أن يمررن بما مررنا به، لا يفترض بهن أن يعتقدن كما اعتقدنا، بل يا حبذا لو كان الهدف أن نعكس طريقهن ونبدل مفاهيمهن ونغير تمامًا طريقة عيشهن للحياة وتقييمهن لطعمها ومتعها. إذا كنا حملنا أحمال المظهر، وإذا كانت أوزاننا وأشكالنا دائمًا هي الهاجس الأول والسد الأعلى بيننا وبين الانطلاقة في هذه الحياة، فلا أقل من أن نقتل هذا الهاجس في قلوب صغيراتنا ونهدم هذا السد أمام طرائق حياتهن، ونعطيهن فرصة لأن يكن صغيرات، ولأن يستمتعن حقيقة بالحياة، ولكي يضعن هذا الحمل الثقيل المتوارث جيلًا بعد جيل من على أكتافهن، فمن دون هذا الحمل سيستقيم الظهر، وستتسع الرؤية ويرتفع نطاقها، وسيكون المنظر أوضح والحركة أخف والأنفاس أجمل، وربما ستغير هذه الصغيرات ما كنا اعتقدنا نحن باستحالة تغييره. ستعيش هذه الصغيرات عمرًا كاملاً يتعاملن فيه مع نظرة المجتمع وأحكام الناس وقسوة الإعلام والإعلان، تلك القسوة التي ستقدم أنماطًا غير حقيقية ليتعذبوا بها. فلا أقل إذن من أن نصبح نحن، الأمهات، مصدر الراحة والثقة، ولا أقل من أن نكون القوى المعاكسة التي تدفع للاستمتاع بالحياة وتمييز الحقيقي الجدير بالاهتمام فيها. خففن عن فتياتكن، لا تذْكرن أشكالهن إلا بالمديح والمحبة، أنتن من أورثتن الجينات المسؤولة، وعلى ذلك أتيتن بهن إلى الحياة، فلا أقل من أن تكن مصدر سعادة فيها.

إبنة خالتك ثالث مرة

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن:

    ابنة الخالة للأسف لم تعلم أن قريبات لها تم القبض عليهن بالأمس دون ذنب، وألقين في قعر مظلمة دون جريمة واضحة. إحداهن أُخذت مع أطفالها لتعترف بمكان زوجها المطلوب بسبب آرائه السياسية، والأخريات وجدن من دول العالم الغربي من يدعو إلى إطلاق سراحهن. في السجن لا يعرفن الأكل الذي يسمن أو يغني من جوع، ولا يجدن ما يسمى الميك أب، أو الفساتين التي تظهر جمالهن، أو حتى مشط الشعر الذي يسوى الخصلات.
    عيدية الأنظمة القمعية صارت لا تفرق بين الرجال والنساء، ولا تنتظر حتى تنتهي إجازة الأضحى المبارك، ولكنها تأتي في عز الاحتفال بالأعياد الجريحة( هل هذا الوصف يجوز؟)، وتنزع المطلوب الباحث عن الحرية بمعناها الكبير، وتحرم أهله أن يسعدوا بوجوده. ويخرج فقهاء الشرطة وعلماء السلطة ليتحدثوا عن طاعة ولي الأمر وإن زنا على شاشة التلفزيون، وإن سرق وأكل أموال الناس، وابنة الخالة للأسف مشغولة بإعداد ابنتها لتكون جميلة الجميلات! ليت ابنة الخالة تتجاوز الاهتمام بابنتها وجمالها، إلى بعض مايحدث لأمة حنا للسيف . حنا للضيف!

  2. يقول رياض-المانيا:

    انتهز الفرصة للمعايدة على الجميع وكذلك طاقم القدس العربي. تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير والحمد لله على نعمة الاسلام والايمان وما اعظمها من نعمة. بالايمان تطمئن القلوب وتضيء الوجوه ويحيا الانسان حياة طيبة فيفوز بخيري الدنيا والاخرة. تحية طيبة وعيد سعيد.

  3. يقول خليل ابورزق:

    كل عام و انتم بخير
    النصيحة و التوجيه في الكبر محدودة الاثر جدا بالمقارنة مع التنشئة الجيدة..
    المشكلة عندنا مركبة. فان القيم التي ننشئ عليها ابنائنا و خاصة البنات هي التي تصبغ المجتمع كله. و منها قياس الفتاة بشكلها و تفضيل الولد على البنت و اعتبار البنت سلعة تباع و تشترى و انها ناقصة عقل وغير مؤهلة للاستقلال او المشاركة الندية. و الكارثة الاكبر هي الانظمة التعليمية التلقينية التي تعطل التفكير الحر و النقد الذاتي و التعامل مع الفكر المختلف و بالتالي فان المرأة لا تستطيع التخلص من الافكار القديمة، ( وكذلك الرجل). و تعيش تناقضا ما بين احتياجاتها و امكانياتها و قيمها المخزونة و تردد مطالب تبدو مثل ازياء براقة على جسد من قش.

  4. يقول عادل الصاري / ليبيا:

    الموضوع يتناول شأنا خاصا يخص المرأة الأم وما تكابده من أجل إظهار ابنتها بالمظهر الذي يضمن زواجها وسعادتها ، فما شأننا نحن الرجال نعلق ونفتي في الموضوع ؟.
    اتركوا الأوانس والسيدات من القارئات يعلقن على الموضوع ويتواصلن مع الدكتورة ابتهال.

  5. يقول رؤوف بدران-فلسطين:

    الثقافة , السلوك, النهج , الايمان , و…و..هي موروثات التأثير الجيني بكيفية التصرف , هو العامل الرئيسي لقبول الاشياء كما تملى على افراد الاسرة التى يعيشون بها !!
    كما اشرنا في تعليق سابق (ابنة خالتك مرة اخرى ) ان ابنة الخالة قد تكون هي ابنة العم والعمة وابنة الخال ,او زوجة الاخ الكبير او الاخت الكبيرة او صديقة الاخت الخ…الخ… ولو فحصنا كل هؤلاء الناصحات المرشدات لوجدنا ان نسبة الثقافة المكتسبة عندهن تدنو من فاصلة الصفر !!! …لا تأكلي كثير , حافظي على قوام جميل حتي موعد وصول الفارس المجهول , تبرجي حتى تظهري بجمال غير جمالك او هيئتك الحقيقية؟!! الام او ابنة الخالة لم تسأل نفسها كم هي المرات الاسبوعية او الشهرية او السنوية التي فيها تزور هذه الام او ابنة الخالة معهد او مركز رياضي لتحافظ به على قوامها وصحة بدنها؟؟!! كم رغيفَا تأكل هذه الناصحة وهي ترشد بتقليل الاكل لابنتها ؟! كيف يمكن ان يكون السلوك سوي , والقدوة معوَجّة؟!
    التشديد على اظهار جمال الجسم ومتانته , لا يفيد اذا كان العقل مترهل؟! جمال المظهر لا يمكن ان يكون مقياسًا للجمال دون جمال الروح , وسمو الاخلاق وحرية الفكر ,.
    عندما نشاهد صورة جميلة (الجمال نسبي) نصيح صيحة عفوية الله… الله.. اعجابًا بما هو مبان , وللحقيقة ان ما شوهد هو القشرة الخارجية لما بطن !! …راي الناس مهم ولكن , رايي الخاص اهم…النصيحة شيءٌ مقبول اذا كانت النصحية في نطاق المعقول!!!
    كعادتك د. ابتهال تصوبي سهامك نحو الطريدة (الفكرة) وتقدميها لقرائئك على طبق شهي نتلقفه بنهم وشهية وكثير من الاستفادة والسلام.

  6. يقول سلوى:

    بعد قراءتي لمقال اليوم عن تاثير الموضة الحالية والاعراف الاجتماعية على نظرة الفتيات الى اجسادهن وانغماسهن في سلسلة طويلة من الريجيم المستمر والتعذيب النفسي المتواصل من اجل الوصول الى الوزن المثالي الذي يمكنهن من النجاح في المجتمع والعمل والزواج بالعريس اللقطة ،،،، تذكرت رواية نجيب محفوظ ،،بين القصرين ،،كيف كانت الفتيات السمينات هن الموضة ويمثلن الجمال كل الجمال وكيف كانت ام حنفي الخادمة في بيت السيد احمد عبد الجواد الخبيرة المتخصصة في تسمين فتيات الدار تعد لهن الوصفات من السمن البلدي والعسل والبلابيع السحرية فتخيلن ايتها النساء ما اجمل الحياة في ذلك العصر الجميل حيث النساء غير مضطرات للعمل والشقاء ومتفرغات للطعام وبامكانهن تناول جميع الاصناف دون قلق او عذاب ضمير ودون ان يزجرهن أحد الا تتمنين فعلا ايتها الفتاة لو يتمكن علماء الفيزياء من الاستفادة من نظريات اينشتاين و هوبكينز و ايجاد وسيلة تمكننا العودة بالزمن فتجلسين ايتها الفتاة مع ابنة خالتك المتفلسفة هذه تتناولين الفطور مما لذ وطاب من المعجنات والبيض والجبن والاطباق الغنية بالسعرات الحرارية وتتلصصين من ثقوب الشباك على ابن الجيران ضابط البوليس ذو النجمة الذهبية والشريط الاحمر وتغنين : يا بو الشريط الاحمر اللي اسرتني ارحم ذلي ؟؟؟؟

  7. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    @الاخ عادل الصاري،
    .
    ملاحظة في محلها، و انظم اليك هنا.
    .
    سوف ترى، لن يكون هناك عدد كافي من المعلقات اليوم … و المشكل في اعتقادي بسيط و معقد في نفس الوقت.
    .
    وأد البنات لا زال ساري المفعول به في محتمعاتنا للاسف، و هذه نتيجة بحث لاحد عباقرة التحليل التفسي في المغرب.
    .
    وأذ البنات لم يعد وأذا مباشرا بل تحول الى ما هو اخطر، هو وأذ في الهوية الجسدية للمرأة العربية المشرقية خصوصا،
    و لا اقول المسلمة، لاننا نجد في ثقافة المسلمين الامازيغ ثقافة تساعد المرأة المسلمة هناك بتكوين هوية جسدية متكاملة.
    انا اتحدث هنا عن معرفة بثقافة امازيغ جبال الاطلس في المغرب.
    .
    و انتهز الفرصة، لاكمال حديث مع السيد البدري عند الكاتبة المقتدرة بروين في مقالها الاخير، و انتهز فرصة هذا الموضوع كذلك
    للتبيان ان المرأة العربية ليست موؤوذتا في هويتها الجسدية فقط، بل يمارس عليها المجتمع بنسائه اغلظ اخطاء التربية.
    .
    اذا سالنا المعلقين اجمعين ما رايهم في ابوين لا يكفان عن قول هذه الجمل لابنهم “انت عبيط” “انت كسول” انت ما تقدر على حاجة” “انت وقح” “انت كذاب” “انت عدبم الثقة ” … سوف نرى ان المعلقين سيقولون ان هذا عمل مشين و آخرون قد ينعثونه بالاجرامي في حق الابن … لانه سيهز له ثقته بنفسه … و سننتج فعلا ابنا يفعل المستحيل كي يحقق تنبآت الجمل اعلاه.
    و على فكرة، هذا متبث علميا كذلك، اذا تلقى الشخص رسائل تخاطب باطنه، فالعقل يحاول تحقيق الخطاب.
    .
    نمر الآن لنسأل بعضنا البعض، المجتمع بنسائه يخاطب المرأة العربية ب “انت قاصرة عقل” “انت فتنة” “مجرد مرورك يبطل الوضوء” “كلك عورة” “انت مجرد غاوية” “يجب علينا الحذر منك” “ثلتا سكان النار نساء” “استحي يا بنت، ما تتاملي جسدك في المرأت”
    عموما، القارى الدي ابدى رايه بان الابوين اعلاه ما كان عليهم ان يأذوا ابنهم بجمل خبيثة، نفس القارئ سيجد نفسه هنا امام اشكالية ان المجتمع باسره يأذي اناثه اشر من اعلاه …
    .
    لماذا اشكالية … المسألة فيها شخصيات عرمرم من السلف … و المسألة تمس الدين … اذا المسالة فيها جنة و نار … و هكذا سترى القارى يدخل في نوم مغناطيسي … عقله سينام … كي يتفهم الموقفين معا … و يسلك بجلده الى الجنة.
    .
    و الله تعالى يخاطبونا “افلا تعقلون” بصيغة المطلق، .. في كل المواضيع و ليس انتقاءا .. فماذا يقع ؟ (يتبع)

  8. يقول صوت من مراكش:

    تحية طيبة للقراء الاعزاء و عيدكم مبارك سعيد

    في تقديري ان مثل هذا التضييق و المراقبة اللصيقة التي تعاني منها الفتاة

    من قبل الام و ابنة الخالة و العمة يعاني منها حتى الفتي و لكن باتحاد الاب

    و الام و ابن الخالة و ابن العمة و الجيران و تآمرهم ضدا على سلوكه الصادر عن

    ذاته الصغيرة و لعل اخطر ما يصعق الفتى في حداثة عهده اكثر من الصعق الناتج عن

    كلامات ابنة الخالة و العمة و الام القارعة لأي فتاة هو تلك الجملة المتحدية المرفقة بقسم غليظ

    الصارخة في وجوه الفتيان ” والله عمرك ما تكون راجل ! ” او “امتى تصبح راجل “بحال “زي الرجال “”

    كلمات مثل هذه شديدة الخطورة والمفعول السيء على الفتيان و خلاصة الكلام كلنا في الهم شرق

    تحياتي

  9. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    تتمة و شكرا للناشر الكريم،
    .
    فماذا يقع إذا؟ كيف نرى حتى على هذا المنبر عقولا متقدة، قوية في شتى العلوم، حتى التجريبة منها و التي لا تخضع الى
    الرمادي من القول .. كيف نراهم يبتلعون اقوالا و احكاما من قرون خلت، كلها تناقضات … كما بينت اعلاه … لمجرد ان فلانا
    من السلف قال ما قال، و جردنا من حرية مناقشة رايه …
    .
    نرى ان فلانا هذا يقول ” الجنة تحت اقدام الامهات” ثم نراه يقول “المرأة فتنة” …
    فهل يتكلم على جنس آخر حين يذكر الامهات غير النساء … و الا فانه يقول “الجنة تحت اقدام الفتنة” !!!
    ،
    لم يذكر الله تعالى في التنزيل الحكيم اي آية فيها ربط بين “المرأة” و “الفتنة” ، بل عكس ذكر يوسف و فتنة امرأة العزيز به،
    و نسوة اخريات قطعن اصابعهن. فكيف لفلان ان يقول “المرأة فتنة”.
    .
    الله تعالى حذرنا بشكل مباشر من القتل، فهل يعقل الا يحذرنا بشكل مباشر من ما هو اخطر من القتل؟ اليست الفتنة اشد من القتل؟ و بما ان المراة فتنة عند فلان، فالمرأة اشد من القتل. فلماذا لم يحذرنا الله تعالى من هذه المرأة … الاشد من القتل.
    .
    و هكذا ترى انه باعتمادا ادوات منطقية بسيطة جدا، يمكننا تبيان الصالح من الطالح في القول …
    .
    و هكذا، نعلم الآن لماذا المنطق ممنوع عند فلان … الم يقل “من تمنطق فقد تزندق” و فلان لم يفهم ان الله تعالى
    خلق الكون كله بالمنطق … كله معادلات رياضية … و حتى من يتهجم علينا و يتهمنا بعدم الاهلية ان نتكلم في هكذا اشياء،
    لاننا لم ندرس اللغة و بحورها عشرين عاما … عليه ان يعلم ان حتى ادوات التبحر في اللغة، هي اساسا منطق، مقارنات و
    استنتاجات فقط … و هذا ما اقوم به في مقارناتي و استنتاجاتي … و عليهم ان يكفوا من محاولات تكميم الافواه بفواعد
    النحو … المسالة هي مسالة منطق فقط. فعوض ان يتهمونا بشيئ، وجب عليهم ضحد ما نقول بالمنطق.
    .
    و الى ان نحرر العقل العربي …
    .
    تصوروا لو ان باقي العالم يتعامل مع علم السلف بنفس القداسة التي اجبرونا عليها … لما تقدمت الانسانية …
    .
    تصوروا، نيوتن هو من السلف الصالح لانشتاين.
    .
    تصوروا انشتاين يحاول ان ينتقد نيوتن، و تاتيه الفتاوى … فهل كنا سنتقدم في العلم … لا طبعا.
    .
    انشتاين قلب نظرية نيوتن راسا على عقب.
    .
    و كم من انشتاين نحتاج للخروج من ورطتنا و انا لست انشتاين للاسف … فهل هناك انشتاين في المنبر ؟

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      عذراً أخي ابن الوليد فاتك ملاحظة بسيطة, أن انشتاين في هذا المنبر موجود, وهو الأخت الكاتبة ابتهال الخطيب ابنة خالتنا, أليس كذلك؟

    2. يقول رياض-المانيا:

      أنشتاين كان يعمل وفق قواعد وضوابط البحث العلمي التي لا تراعى هنا على الاطلاق ولا يوجد لها أثر.

    3. يقول أسامة كليَة سوريا/المانيا:

      اقصد التفكير الثوري في التغيير طبعاً وهو امر اعتبره جيد جدا طبعاً طالما انه يستخدم التفكير ولغة العقل.

    4. يقول ابن الوليد. ألمانيا.:

      الاخ رياض،
      .
      مقولتك ثقيلة تحتاج الى بعض الشرح. فهل تكرمت و كتبت بضع جمل …
      .
      و الا سافهمها كما ربى السلف الصالح الكثير منا, و اعني “هي هيك .. و بس .. مفيش نقاش”.
      .
      ارى الكثير منا يستعمل مصلح ضوابط البحث العلمي، و ان سألته اين مواضع عدم احترامها … لا جواب.
      .
      انا لم اقم الا بابجديات التحليل المنطقي فقط، و ليس بحثا علميا، الدي يرتكز على هذه الابجديات.
      .
      يا الله يا اخ رياض، أثبت لنا علميا أن المرأة فتنة من فضلك.

    5. يقول سلوى:

      تحية اخ ابن الوليد
      برايي ربط المراة بالفتنة والشر والغواية لا ياتي من الدين الاسلامي تحديدا بل من افكار واساطير وموروثات شعبية نتناقلها من جيل الى أخر
      بالنسبة الى اينشتاين النابغة العبقري الذي قلب نظرية نيوتن رأسا علىى عقب فهو ايضا كان متاثرا بهذه المعتقدات الذكورية بدليل علاقته بزوجته ميلفا التي كانت امراة ذكيه جدا ولامعه علميا في مجال الفيزياء لم تصغ الى ابنة خالتها بل شقت طريقها في عالم المعرفة وساندت زوجها ووضعت ثقتها به ولكنه سعى لتهميشها ورفض ان تشاركه نجاحه العلمي وأرغمها على تنظيف غرفته وثيابه وسمح لامه (الرجال يقدسون امهاتهم ) بان تلعب معها دور الحماة الشريرة وفي الاخر طلقها بعد ان ساعدته كثيرا في ابحاثه العلمية ويقال ان بعض هذه الابحاث يعود الفضل فيها الى ميلفا وخاصة نظرية النسبية الشهيرة فهكذا كما ترى ضاعت جهود ميلفا هباء فلو انها استمعت لابنه خالتها وخبأت افكارها النيّرة وابحاثها لربما لم تخسر هذه الخسارة الكبيرة ؟

    6. يقول ابن الوليد. ألمانيا.:

      الاخت سلوى، تحية طيبة،
      .
      انا في تعليقي أعلاه قلت بصريح العبارة ان المسألة ليست من الاسلام في شيئ، بل ثقافية.
      .
      فيما يخص ميلفا و انشتاين فهذا ما قرأت عنه. كان فذا في الفيزياء، لكن مصيبة مع زوجته.
      .
      نحن نحتاج شخصا فذا في الفقه و المنطق و الفلسفة، و ليكن مصيبة في الفيزياء. مهضومة هيك ..

    7. يقول أسامة كليّة سوريا:المانيا:

      اختي سلوى، على حسب معرفتي (والتفاصيل ربما اقل او اكثر شدة في هذه النقطة او تلك) ان كلامك. عن اينشتاين وميليفا. صحيح حيث ان اينشتاين ترك ميليفا صديقته منذ ايام الدراسة الجامعية وزوجته فيما بعد.، وتزوج ابنة عمته نزولا عند رغبة اهله او اقاربة لا اعرف التفاصيل بالضبط. وغالبا النساء اللواتي تعملن في حقل الفيزياء في المانيا يستخدمن هذة النقطة من حياة اينشتاين كدليل لدعم استقلالية المرأة في العمل العلمي وعدم الثقة بالرجال عموما.

  10. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    شكراً أختي ابتهال, وعذراً يابنة خالتي فأنا لم أرى ولم أسمع في حياتي عن أم تضغط على صغيرتها لتأكل أقل، ولتحافظ على شكلها ووزنها ومظهرها!. لكن هذا الأمر صحيح (وأقصد هذا يتفق مع ملاحظتي للواقع) وهو مايفعله المجتمع والأزواج خاصة (وأنا منهم وعذراً من زوجتي ولكن بعدها اتفقنا على أن كل واحد مسؤول عن نفسة حيث أنا نفسي أقلل من طعامي حتى لاتصيبني السمنه). أما من النواحي الأخرى أي أن جسد الفتاة عبئ ثقيل عليها بسبب المجتمع والأهل, وعادة تُسْرَق منها فرحتها وانطلاقتها وتمتعها الطفولي بالحياة, هذا هو الأكثر انتشاراً حسب معرفتي!. وقد حدثتني زوجتي كثيراً عن ذلك, وأنها منذ ذلك اليوم (عندما كانت طفلة في الحادية عشر) أقسمت على أن تعطي ذات يوم, ابتها كامل الحرية لكي تتمتع بحياتها كطفلة أو فتاة. وهذا وافقت عليه أنا تماما دون أي اعتراض وأساهم بتقديم الدعم لها, لأنني لاحظت من خلال حديث زوجتي أن عبئ الأهل والمجتمع يحرم الفتاة من الفرحة حياتها والتمتع بطفولتها وحياتها فعلاً!. وأخيراً الأمر ليس صعباً فعلاً ويحتاج فقط إلى القليل من أن يتفهم كل منا الآخر, وابنتنا أعتقد أنها سعيدة وتفرح بطفولتها وعندما تسألها أمها من تحبين أكثر؟ تقول ابتنا دائما أحب ماما وبابا سوا (أي بالتساوي) فتفرح زوجتي كثيرا لأنها حققت الأمنية الصعبة التي أقسمت عليها في طفولتها. مع خالص محبتي وتحياتي للحميع.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية