الناصرة -«القدس العربي»: قبل نحو أسبوعين نقلت «القناة العاشرة» في إسرائيل عن مصادر سياسية عليا أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لا ينوي العودة للقاهرة لأنه غير معني بتسوية سياسية مع حركة حماس ويرغب بالعودة لمعادلة «الهدوء مقابل الهدوء»، مراهنا على إرتداع الفلسطينيين من إمتحان قوة إسرائيل وقدرتها على استئناف الحرب حتى لو طالت. الحكومة الإسرائيلية لم تؤكد ولم تنف ذلك ومن وقتها تتكاثر المؤشرات على صدق هذه التسريبات وعلى تمسك رئيسها نتنياهو بإدارة الصراع مع كافة الفلسطينيين لا تسويته.
وتنعكس هذه الرغبات والنوايا لدى نتنياهو في محاولات يومية لشيطنة حماس والجهاد الإسلامي بالمفاضلة بينهما وبين داعش مستغلا الإشمئزاز العالمي من جرائم الأخيرة كما أكد المعلق السياسي البارز غدعون ليفي في ندوة استضافتها الناصرة داخل أراضي 48 يوم الجمعة الماضي.
وذهب وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان إلى أوضح وأبعد من ذلك بقوله إن الصراع ليس مع الفلسطينيين أصلا بل مع العرب.
ولتبرير تهرب حكومته من تسوية الصراع والعمل على إدارته أضاف خلال مؤتمر أمني في مدينة هرتزليا الأسبوع الماضي «يمكن إتهام ليبرمان ونتنياهو بأنهما من أتباع اليمين المتطرف ولا يرغبان بالسلام، لكن هناك قادة آخرين قدموا مقترحات للسلام أكثر كرما لكن عرفات وعباس رفضاها وعلى كل واحد منا أن يستخلص الدروس بنزاهة والإستنتاج بأننا نحتاج لتسوية إقليمية شاملة». وأكد ليبرمان الذي يتطلع للسيطرة على رئاسة الحكومة «أن تسوية مع الفلسطينيين معدة للفشل» ويرى ليفي في تصريحات ليبرمان انسجاما مع القرار غير المعلن بعدم التوصل لأي تسوية مع حماس لافتا لرهان إسرائيل على الخلافات الفلسطينية الداخلية وعلى بقاء غزة محاصرة وعاجزة عن الدخول في مواجهة عسكرية جديدة.
وهذا ما يستشف من هجوم وزير الاقتصاد نفتالي بينيت على مفهوم اليسار الداعي لإقامة دولة فلسطينية وأعتبره مفهوما يشبه المفهوم الذي قاد الى حرب 1973.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن بينيت قوله إن التسوية مع حماس تعني الإعتراف بقدرتها وبإمكانية ابتزاز إسرائيل بالقصف الصاروخي.
ومن هنا انتقل للتحريض على الفلسطينيين زاعما ان الدولة الفلسطينية ستؤدي الى قيام جبهة أمامية مع داعش وحماس على حدود إسرائيل. وأضاف: «أجلس هنا وأستمع الى خطابات رجال اليسار ولا أصدق ما أسمعه. أشعر وكأني أجلس في سنوات التسعينيات. لكن لست أنا من يجلس هناك وإنما اليسار هو الذي يعيش في التسعينيات. هذا يشبه شخصا يجلس على الشاطئ ويشاهد أمامه تسونامي، لكنه يشعر كأنه ينظر الى حوض صغير ويقول لنفسه ان كل شيء على ما يرام».
من جهته جدد وزير الحرب موشيه يعلون تحريضه على حماس بالقول في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال الثلاثاء المنصرم إنها استأنفت علاقاتها مع إيران داعيا العالم لمحاربة الإرهاب بكل تسمياته وأماكن تواجده.
وغرّد وزير الإتصالات غلعاد أردان بذات السرب بقوله هو الآخر إنه لا يؤمن بوجود حل مستديم للقضية الفلسطينية. في كلمته خلال المؤتمر المذكور اعتبر أن مواصلة الحديث بذات اللهجة التي سادت قبل 20 عاما عن القضية الفلسطينية، هو تصرف غير مسؤول ويتحتم علينا تغيير العقلية. وتابع «أنا لا اؤمن بوجود حل مستديم للمشكلة الفلسطينية يقوم على الضفة وقطاع غزة».
وكالكثير من القادة الإسرائيليين عبّر أردان عن إبتهاجه بمبادرة عبد الفتاح السيسي للوطن البديل للفلسطينيين في سيناء فقال «هذا اقتراح سخي يعرض على الفلسطينيين مساحة أكبر بخمسة أضعاف من قطاع غزة».
وردا على سؤال «القدس العربي» يرجح عضو الكنيست مسعود غنايم أن الابتهاج الإسرائيلي بفكرة السيسي يندرج ضمن عمليات التمهيد الرسمي للتهرب من تسوية الصراع مع غزة بشكل خاص ومع الفلسطينيين بشكل عام من خلال رسالة مبطنة مفادها أنه بالإمكان تسوية الصراع دون تبني حل الدولتين أو ما يشابهه.
ويتفق غنايم مع ليفي بأن إسرائيل تتجه للتهرب من تسوية سياسية مع غزة لأنها غير معنية أن تكون حماس قوية مراهنة على التنسيق مع مصر وعلى الصمت الدولي في عدم ملاحقتها في حال لم تعد للقاهرة أو لجأت للمماطلة والتهرب. وتابع غنايم «سجل إسرائيل حافل بالإنتهاكات وبعدم احترام تفاهمات سابقة مع الفلسطينيين ونذكر إقدامها على عدم إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ما أدى إلى توترات ولتدهور الأوضاع حتى شن الحرب على غزة».
يبدو أن هذه المؤشرات دفعت ممثل الإتحاد الأوروبي في إسرائيل لارس فابورغ اندرسون للتحذير من أبعاد فشل توقيع إتفاق في القاهرة. وذكرت صحيفة «هآرتس» الأربعاء الماضي ان اندرسون، حذر خلال حديث للصحافيين الاسرائيليين، من استئناف إطلاق النار في غزة اذا لم يطرأ أي تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار لفترة طويلة.
وقال ان المعلومات المتوفرة لديه تشير الى أن مصر ستبعث بدعوات الى إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خلال عدة أيام، كي تصل الى القاهرة لبدء المفاوضات. وأضاف ان كل اتفاق سيتم التوصل اليه يجب ان يستجيب لمتطلبات ترميم قطاع غزة والإحتياجات الأمنية الإسرائيلية. وقال اندرسون انه يجب العودة الى المفاوضات عاجلا، كما يجب إعادة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة، كي تقود جهود الترميم.
وقال رئيس البعثة الأوروبية لدى السلطة الفلسطينية جون غاط روتر، للصحافيين انه وقف خلال زيارته الى غزة، الاثنين، على حالة اليأس والخوف الكبير في صفوف الفلسطينيين من استئناف النيران. وقال ان الوضع في غزة لم يتغير بتاتا، والحياة هناك اصبحت أسوأ. وأشار الى الاتصالات المكثفة الجارية حاليا لتنظيم مؤتمر الدول المانحة في 12 تشرين الأول/اكتوبر في القاهرة. وقال ان على المؤتمر ان لا ينشغل في جمع التبرعات فقط، بل الأهم هو إجراء نقاش في القضايا السياسية.
وديع عواودة
موقف طبيعي لأنها تنتظر التفاوض مع من أدانه طيلة حياته وأدان من قام به واعتبر الفماوضات عابثة وقال مؤخرا فقط مؤخرا فليجربوا المقاومة. تم تجريب المقاومة ثلاث مرات وكانت النتيجة الجنوح إلى التفاوض غير المباشر وهو غير مباشر خشية أن تتنجس بعض الأيدي عند التصافح أما عند التوقيع وأخذ الصورة التذكارية فالمصافحة حلال, رفقا بفلسطين وقضيتها المقدسة.