غزة ـ الناصرة ـ «القدس العربي»: في إطار الاستعداد لمواجهة قادمة مع قطاع غزة، وفي ظل ما يتردد من تحذيرات تنذر بـ»انفجار غزة» من جديد، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس تدريبات عسكرية واسعة مفاجئة على طول حدود القطاع، في الوقت الذي كشف فيه تقرير أمني عن عدة وسائل تكنولوجية تستخدمها قوات الاحتلال في مراقبة الحدود.
وشملت التدريبات العسكرية مناورات في منطقة»غلاف غزة»، وتحركات للآليات العسكرية، وتخللها إحداث انفجارات وإطلاق نار بهدف التدريب.
وجاءت التدريبات بأمر مباشر من قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الجنرال سامي ترجمان، الذي كان من بين من أداروا الحرب الأخيرة على غزة في الصيف الماضي المسماة بـ»الجرف الصامد»
وقبيل البدء في هذه التدريبات المفاجئة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيبلغ السكان في تلك المناطق، حال وقوع أحداث حقيقية.
وقال الناطق العسكر الإسرائيلي إن هذه المناورة، تأتي في إطار أنشطة متنوعة وتجري على مدار العام من أجل تحسين الجهوزية العسكرية عند جبهة غزة وغايتها تحسين قدرات القوات المسلحة. وأضاف أن الجيش أعد مسبقا لهذا التمرين، الذي من الممكن أن يتم إشراك السكان فيه للتدريب على إمكانية حدوث طارئ. ودامت التدريبات العسكرية في غلاف غزة من ساعات صباح يوم أمس، حتى ساعات المساء.
وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أيضا أن هذه التدريبات ستستمر حتى يوم الأربعاء المقبل في منطقة تل أبيب وعدد من المناطق القريبة من الضفة الغربية.
وحسب التقارير الإسرائيلية فإن هذه التدريبات، يشارك فيها 13 ألف جندي من قوات الاحتياط، وثلاثة آلاف من القوات النظامية بما فيها سلاح الجو والاستخبارات والوحدات الخاصة التابعة للقيادة العسكرية العامة. وتهدف إلى رفع مستوى الجاهزية لدى جيش الاحتلال، في المناطق المرشحة للتوتر.
وأجرت إسرائيل مؤخرا مناورات لجيشها على الحدود اللبنانية، وذلك في إطار التدريب على إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله.
ويتردد أن جيش الاحتلال يضع خططا للتدرب على عمليات مواجهة مسلحي المقاومة الفلسطينية خلال الاشتباكات في «الأنفاق الأرضية» التي شيدتها المقاومة على حدود القطاع، كما ذكرت ذلك سابقا تقارير إسرائيلية.
وفي الحرب الأخيرة على غزة لجأت عناصر المقاومة وتحديدا مسلحي حماس إلى شن هجمات خلف خطوط جيش الاحتلال الذي كان ينفذ توغلات في قطاع غزة على الحدود الشرقية، عبر أنفاق هجومية، تمكن خلالها المسلحون من تخطي حاجز الحدود، واقتحام مواقع عسكرية والإجهاز على الجنود المتواجدين فيها.
وتعد الحرب الأخيرة على غزة من أطول الحروب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، حيث دامت لـ 51 يوما، أدت إلى سقوط نحو 2200 شهيد وإصابة 11 ألفا من سكان قطاع غزة، وتعمد جيش الاحتلال خلالها إلى إبادة عوائل بأكملها، من خلال قصف منازل سكنية آمنة.
وشنت قوات الاحتلال آلاف الغارات الجوية ضد القطاع، ونفذت توغلا بريا على الحدود الشرقية والشمالية، لكن المقاومة الفلسطينية تصدت بقوة للهجمات، وأوقعت في صفوفه حوالى 70 قتيلا، علاوة على عدد كبير من الإصابات، وأعلنت كذلك عن أسر أحد الجنود في حي الشجاعية بشرق مدينة غزة، بينما أعلنت إسرائيل عن فقدان ضابط آخر في الحرب على حدود مدينة رفح جنوب القطاع.
وتوقفت الحرب باتفاق تهدئة رعته مصر، ينص على وقف الهجمات المتبادلة، وعلى تغيير حياة السكان المحاصرين في قطاع غزة منذ ثماني سنوات، غير أن إسرائيل لم تلتزم كثيرا بالاتفاق، وبين الحين والآخر تشن هجمات على الحدود.
وتستخدم إسرائيل في إطار شعورها بالخوف من جبهة قطاع غزة، العديد من الوسائل التكنولوجية الحربية لمراقبة القطاع.
وفي هذا السياق كشف موقع «المجد الأمني» في تقرير له أن جيش الاحتلال يستخدم منذ سنوات عددا من الأنظمة الاستخبارية الالكترونية لمراقبة قطاع غزة، انطلاقاً من البر والبحر والجو، حيث يستخدم منظومات ثابتة وأخرى متحركة.
وذكر التقرير أن إسرائيل تعتمد أحدث التقنيات التي تهدف لرصد كل شيء في المنطقة الحدودية مع القطاع بهدف إحباط أي عمل ضد أهداف تابعة للجيش الصهيوني يمكن أن تنفذها المقاومة.
وبين أن من بين الوسائل التي تستخدمها إسرائيل لرصد قطاع غزة هي، أبراج المراقبة التي تنشر منها قرابة 15 برجاً قرب الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، العديد منها يأتي كجزء من مواقع عسكرية، بهدف حمايتها من أي عملية فدائية تنفذها المقاومة الفلسطينية.
وينصب جيش الإحتلال في منطقة الأبراج العسكرية، العديد من الكاميرات عالية الدقة من نوع «mosp» من مراقبة الحدود بقدرة حركة 180 درجة وقدرات تصويرية عالية الدقة يمكنها التقرب لمسافات طويلة ورصد الأهداف، إضافة إلى كاميرات تصوير ليلي، مرتبطة بأجهزة كمبيوتر تسجل ما تلتقطه الصور على مدار الساعة، في ما يتناوب عدد من الجنو على متابعة هذه الكاميرات والتدخل لإطلاق النار في حال استدعى الأمر.
كذلك تنشر إسرائيل إضافة إلى الأبراج، منظومة رصد للصواريخ، التي تطلق من قطاع غزة، من خلال المنظومات الرادارية والإنذار المبكر أبرزها رادار «راز» ومنظومة الرصد «اليزرا» اللتان تغطيان كامل القطاع. ويستخدم جيش الاحتلال رادار الكشف والتتبع EL/M-2084، وهو رادار متطور متعدد المهام، ويقوم فور إطلاق صواريخ المقاومة، بتحديد مكان إطلاقها وسرعتها واتجاهها وزاوية انطلاقها.
إضافة إلى ذلك يستخدم جيش الاحتلال منظومة المناطيد العسكرية، التي يمكن أن تراقب مناطق أوسع وتلتقط صوراً أكثر دقة من ارتفاعات كبيرة، وهي تستخدم في أعمال المراقبة المعقدة. ويمكن أن يحلق المنطاد للمنطاد على إرتفاع مئات الأمتار وهو قادر على تغطية 96% من المنطقة، ويحمل المنطاد كاميرات ذات قدرات عالية تعد الأفضل في العالم يمكنها التقاط صورًا في محيط دائري بقطر 5 كيلو متر. إضافة إلى ذلك ينشر جيش الاحتلال منظومة المراقبة الأرضية، ومنها ما هو ثابت ومنها ما هو متحرك على الجيبات العسكرية.
أشرف الهور ووديع عواودة