إسرائيل تخشى المواجهة وتنشر «القبة الحديدية»: أسلاك شائكة وحواجز تحطم أحلام الغزيين في الدفاع عن القدس

حجم الخط
1

غزة ـ «القدس العربي»: يعتصر قلوب السكان الغزيين الألم والحزن لما يحدث في المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات للمستوطنين والمتطرفين والجنود، زادت وتيرتها الأسبوع الماضي، حيث تعمدت قوات الاحتلال الاقتحام والتخريب والاعتداء على المصلين في أولى قبلات المسلمين، وتحمل أمنيات السكان المحاصرين في غزة الحصول على تصاريح من الاحتلال تمكنهم من الوصول إلى المسجد لحمايته بأجسادهم كما يفعل المعتكفون هناك من أهل المدنية المقدسة، وهي أمنيات قابلتها دعوات من الفصائل خاصة المسلحة، بالطلب للرد عسكريا على جرائم الاحتلال.
في غزة التي عايش سكانها ثلاثة حروب خلال خمسة أعوام، تعمدت فيها قوات الاحتلال قتلهم والتنكيل بهم، وتدمير منازلهم وإحداث آثار اقتصادية يحتاج التعافي منها عشرات السنين، لا يبخل السكان الذين تابعوا أحداث الاقتحامات والتنكيل بمصلي المسجد الأقصى، بأن يدفعوا بأجسادهم لتكون جدارا يصد المتطرفين الإسرائيليين، ومخططات حكومة تل أبيب التي تسعى لتقسم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا.
السكان الذين عبروا عن غضبهم وتعاطفهم مع أهل المدينة المقدسة، وذلك في مشاركاتهم في وقفات تضامنية غاضبة مع القدس، وقفوا عاجزين عن الوصول إلى تلك المدينة لصد الاقتحامات، بسبب سياسة الحصار المشدد التي تفرضها إسرائيل على القطاع منذ ثماني سنوات.
فإسرائيل التي تقنن حركة السكان من القطاع، لم تسمح إلا منذ أشهر بخروج مصلين مسنين تفوق أعمارهم الـ 60 عاما لعدة ساعات فقط يوم الجمعة لأداء الصلاة ثم العودة إلى غزة، دون أن تعطي الحق في العبادة لباقي السكان الذين يفوق عددهم الـ 1.8 مليون نسمة.
فالمعبر الإسرائيلي الواقع شمال قطاع غزة «إيرز» لا يسمح من خلاله إلا بمرور حملة تصاريح من ذوي الاحتياجات الإنسانية الملحة، ليبقى سكان غزة حبيسي حصار مشدد، تستعين إسرائيل في تطبيقه بسياج الكرتوني وضعته على طول الشريط الحدودي من الجهتين الشرقية والشمالية، ومياه البحر المراقبة جيدا بالزوارق الحربية من جهة الغرب، وحدود مشددة مع مصر من جهة الجنوب. هتافات الغضب الشعبي التي انطلقت من حناجر المتظاهرين، وحديث السكان في مجالسهم عن اقتحامات المسجد الأقصى، أظهرت مدى التعاطف الشعبي من المكلومين في غزة مع أحداث القدس، وفي المسيرات الشعبية التي دعت لها الفصائل وشارك فيها جموع من السكان حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «لبيك يا أقصى» و «الأقصى في قلوبنا».
ويساند الموقف الشعبي المتعاطف مع المدينة المقدسة، مواقف كل الفصائل الفلسطينية هنا في قطاع غزة، فلم تختلف أي منها على ضرورة الرد وبشكل قوي على أفعال إسرائيل، للجم تصرفاتها واعتداءاتها على المسجد الأقصى.
ففصائل المقاومة في القطاع وفي مقدمتها حركة حماس أكدت أنها لن تسمح بتمرير جريمة الاحتلال الإسرائيلي تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً باعتبار أن المساس بالمسجد اعتداء على العقيدة والمقدسات الإسلامية، وقد حملت الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن تداعيات استمرار اقتحام المسجد الأقصى، وحذرت من استمرار هذه الجرائم.
وأكدت أن صبر المقاومة الفلسطينية لن يطول تجاه ما يحدث من جرائم ضد المسجد الأقصى، ودعت السلطة وأجهزتها الأمنية لوقف «التنسيق الأمني ورفع يدها الثقيلة عن المقاومة لتأخذ دورها في التصدي لمخططات الاحتلال التهويدية للمسجد الأقصى».
وقد جرى التأكيد على هذا الموقف من قبل حركة حماس التي دعت الدول العربية لسحب سفرائها من إسرائيل، وإلى طرد سفراء إسرائيل من عواصمها، باعتبار ذلك أقل ما يمكن القيام به تجاه اقتحامات المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني الذي دفع آلاف الشهداء من أجل القدس والمقدسات «لن يبخل بدمه الطاهر على هذه الأرض الطاهرة حتى كنس الاحتلال، وإن الذي فجر انتفاضة الأقصى لقادر على إعادة الثورة من جديد».
حركة حماس حذرت من «ثورة عارمة» من أجل الأقصى، وقالت أن «يوم الثورة آت لا محالة، والانفجار عنوان المرحلة»، بعد أن حملت المجتمع الدولي المسؤولية عما يجري من تداعيات من جرائم صهيونية.
وبشكل علني طالب النائب عن الحركة الدكتور يونس الأسطل بدعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح، وأكد على أن حماية المساجد والمعابد «لا تكون إلا بالدفع والمقاومة».
حركة الجهاد الإسلامي من جهتها أيضا حذرت على لسان عضو المكتب السياسي محمد الهندي إسرائيل من مغبة التصعيد، مهدداً الاحتلال بأن استمرار الاعتداء على الأقصى والمرابطين داخله وفي باحاته يعتبر خطًا أحمر، وسيقلب كل حساباتهم.
وتطرق أيضا إلى إنشغال العرب والمسلمين بأزماتهم الداخلية، كان سببا لتكريس هذا الواقع الجديد.
وتلا هذا الموقف أن أعلن القيادي في الحركة خالد البطش لن تكون هناك تهدئة ولا التزاما بوقف إطلاق النار إذا ما تم ترسيم المخططات الصهيونية في القدس من تهويد أو تقسيم.
وأشار إلى أن التجرؤ على القدس والمقدسات يعني أن الجميع أمام انتفاضة جديدة، ودعا المسؤول المقاومة في الضفة المحتلة إلى التحرك، بعد أن أكد أن «الطريق الوحيد لإيقاف العدو بأن نشغله في نفسه بالعمليات الاستشهادية والنوعية قبل أن ينشغل بتقسيم الأقصى».
وقد دفعت هذه المواقف التي تبنتها المقاومة في قطاع غزة، ولغة التهديد التي أنذرت فيها إسرائيل، دفعت بها إلى نصب بطاريات «القبة الحديدية» في مدن قريبة من حدود غزة، خشية من تفجر الأوضاع الميدانية.
فإسرائيل أعلنت أن خشيتها من الانفجار في غزة بسبب ما يدور من أحداث، جعلها تنصب من جديد هذا النوع من البطاريات المضاد للصواريخ التي تطلقها المقاومة في حال هجومها على مدن إسرائيل.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سفيان البطو العراق:

    ٦٧سبع وستون سنه نسمع هذه التصريحات والهتافات من مختلف الفصاءل
    والنتيجه من سيء الى اسواء.

إشترك في قائمتنا البريدية