غزة – «القدس العربي»: في مسعى جديد لتسخين جبهة غزة عسكريا لوقف فعاليات «مسيرة العودة الكبرى»، شنت قوات الاحتلال هجمات بالمدفعية استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية، أدت إلى إصابة خمسة أشخاص جراح احدهم خطيرة، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة عن ارتفاع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» إلى 35 شهيدا، وأكثر من 4279 مصابا.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أطلقت قذائف مدفعية على مواقع ومناطق تقع على حدود بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
واستهدف القصف نقاط رصد للمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى أراض زراعية، كما استهدفت قوات الاحتلال بالذخيرة الحية مواطنين وصلوا المنطقة لإخلاء الجرحى.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن إصابة خمسة مواطنين بجراح مختلفة، بينهم شخص في حالة خطرة.
وزعمت مصادر عسكرية في إسرائيل أن الجيش استهدف بالمدفعية نقاط رصد للمقاومة، بعد اقتراب مجموعة من المواطنين من السياج الفاصل، وقد أدى القصف الإسرائيلي أيضا إلى تضرر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الموجودة في تلك المنطقة.
وفي أعقاب ذلك توغلت قوات إسرائيلية مدرعة وجرافات في تلك المنطقة الحدودية، وشرعت بأعمال تمشيط بغطاء من طائرات الاستطلاع.
وجاء القصف الذي وقع فجر أمس، بعد ساعات من قصف مماثل استهدف نقطة رصد للمقاومة تقع على حدود المنطقة الوسطى من جهة الشرق، دون أن يسفر القصف عن وقوع إصابات.
ويأتي القصف الإسرائيلي الجديد في إطار سعي حكومة تل أبيب وقيادة الجيش إلى «تسخين» جبهة غزة عسكريا، في مسعى لوقف تصاعد الفعاليات الجماهيرية الشعبية على الحدود، ضمن فعاليات «مسيرة العودة الكبرى»، التي يخطط القائمون عليها لاجتياز الحدود الفاصلة يوم 15 مايو/ أيار المقبل، بهدف تطبيق حق العودة عمليا.
غير أن القصف العنيف لم يمنع المشاركين في تلك الفعاليات التي تقام في خمس مناطق، اثنتان على حدود مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وواحدة شرق المنطقة الوسطى، وأخرى شرق مدينة غزة والأخيرة شرق بلدة جباليا شمال القطاع، من الوصول إلى أماكن «التخييم» والمشاركة كعادة كل يوم في النشاطات المقامة هناك، وقام نشطاء من المراكز الشبابية بتنظيم فعالية تشجير منطقة مخيم العودة شرق مدينة غزة.
وفي السياق قالت حركة فتح إن استمرار «مسيرات العودة» وإصرار الشعب الفلسطيني على المضي قدماً فيها «تأكيد آخر على صلابة شعبنا في مواصلة نضاله حتى تحقيق حلمه»، لافتة إلى أن «التضحيات الكبيرة التي يقدمها شعبنا من خلال مظاهراته السلمية تشكل رافعة مهمة صوب تحقيق التطلعات الوطنية».
وأكدت الحركة على لسان المتحدث باسمها عاطف أبو سيف، أن كل إجراءات دولة الاحتلال والقوة التي تستخدمها «لن تثني شعبنا عن مواصلة الطريق حتى تحقيقه لهدفه الكبير»، مؤكدا أن «القتل البشع» الذي تقوم به إسرائيل بغية الترهيب وبهدف الردع والاحتراز واستهداف الطواقم الطبية والصحافيين والأطفال «لن ينجح في طمس الحقيقة ولن يوقف أبناء شعبنا عن احتجاجهم السلمي ضد استمرار الاحتلال وسرقة أراضيهم».
وقال «هذه المشاركة الكبيرة التي تجلت في فعاليات يوم جمعة الأرض وجمعة الكاوتشوك وجمعة رفع العلم ستتواصل خلال جمعة الوفاء للشهداء والأسرى». ودعا إلى «مشاركة جماهيرية واسعة وفاعلة» في هذه الفعاليات لـ «نثبت لقادة إسرائيل ان الآباء يموتون والصغار لا ينسون، وأن الشهداء لا يذهبون وأن الأسرى باقون بيننا يواصلون الطريق».
وكان القائمون على فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» قد أعلنوا عن تسمية الجمعة المقبلة باسم «جمعة الأسرى والشهداء»، ودعوا للمشاركة في الفعاليات التي ستنطلق بعد الظهر.
يشار إلى أن قوات جيش الاحتلال لا تزال تستخدم «القوة المفرطة» في التعامل مع المتظاهرين العزل الذي يشاركون في فعاليات «مسيرة العودة الكبرى».
وفي آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة حول عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا منذ انطلاق تلك الفعاليات يوم 30 مارس/ آذار الماضي، أشارت إلى أن عدد الشهداء بلغ 33 شهيدًا، يضاف لهم شهيدان يحتجز الاحتلال جثمانيهما، ليصل العدد لـ 35 شهيدا.
وحسب الإحصائية فإن من بين الشهداء ثلاثة أطفال، بينما وصل عدد المصابين 4279 مواطنا، منهم 642 طفلا و243 سيدة، وأوضحت الإحصائية أن الإصابات تراوحت بين الخطيرة والمتوسطة والطفيفة، حسب ما استخدمه الاحتلال من آلات القمع بحق المتظاهرين.
وأدت عمليات الاستهداف المباشر لإصابة 1539 مواطنا بالرصاص الحي، و388 مواطنا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما بلغت حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، 1878 مواطنا، منهم 459 تحولوا للمستشفى، إضافة إلى 478 مواطنا أصيبوا بإصابات أخرى. وبينت الإحصائية أن درجة الخطورة تفاوتت في مجمل الإصابات التي وصلت للمستشفيات، حيث كان بينها 134 إصابة خطيرة، و1183 متوسطة، و2962 طفيفة، وأن الإصابات اختلفت في أماكنها، حيث أصيب 196 مواطنا في الرقبة والرأس، وأصيب 384 في الأطراف العلوية، و96 في الظهر والصدر، و116 في البطن والحوض، و1496 في الأطراف السفلية، و113 في أماكن متعددة، وأن تلك الإصابات أدت إلى بتر أربعة أطراف علوية، و13 طرفًا سفليا. وأوضحت الإحصائية كذلك أن الاستهداف المباشر للطواقم الطبية والصحافية أدى إلى إصابة 44 مسعفًا من أطقم الدفاع المدني بالرصاص الحي والاختناق بالغاز، إضافة إلى تضرر جزئي لـ 19 سيارة إسعاف ودفاع مدني وإعاقة حركتها.
وحول استهداف الصحافيين سجلت الإحصائية استشهاد الصحافي ياسر مرتجى وإصابة 66 آخرين بالرصاص الحي والاختناق.
من جهتها قالت وزارة التربية والتعليم أن 84 طالبا أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال «مسيرات العودة»، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على انطلاقها، بينهم 7 إصابات خطيرة و57 متوسطة و20 طفيفة.
فتحت الابواب…. و لا قدرة لاحد…. اغلاقها……قد حل… ” وعد الآخرة ” ..ان شاء الله….