إسرائيل تكرس قرار ترامب بتشريع «القدس الموحدة»… والسلطة تعتبره إعلان حرب

حجم الخط
4

الناصرة ـ رام الله ـ «القدس العربي» من وديع عواودة وفادي أبو سعدى: بعد ثلاث ساعات من نقاش انتهى عند منتصف ليل الإثنين الماضي، أقر الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الثانية والثالثة، وبأغلبية 64 صوتا مقابل 51 صوتا ضد وامتناع صوت واحد، مشروع قرار يعرف بقانون «القدس الموحدة».
ويحرّم هذا القانون التنازل عن أي جزء من القدس بشقيها الشرقي والغربي في أي تسوية سياسية مستقبلية، ولكن يمكن إلغاء هذا القانون بأغلبية النصف زائد واحد، أي 61 صوتا من أصل 120 عدد مقاعد الكنيست.
ويأتي هذا التعديل بعد أقل من شهر على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بمبادرة من حزب المستوطنين «البيت اليهودي» وبتنسيق مع حزب الليكود. ويتناقض هذا القرار مع قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي يبطل قرار ترامب، وفاز بغالبية ساحقة. وقال النائب الدكتور يوسف جبارين، عضو لجنة الدستور والقانون والقضاء البرلمانية عن القائمة المشتركة، إن القانون يأتي ضمن مساعي اليمين في اسرائيل لسدّ الطريق أمام أية فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة، وذلك من خلال فرض الأمر الواقع وتوسيع الاستيطان ميدانيًا، ومن خلال تشريعات احتلالية ترسّخ سيطرة الاحتلال ونفوذه في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وردا على المصادقة على القانون قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن إعلان الرئيس ترامب وتصويت الكنيست على قانون القدس الموحدة، هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وهويته السياسية والدينية. وأضاف أن هذا التصويت يشير وبوضوح إلى أن الجانب الاسرائيلي أعلن رسميا نهاية ما يسمى بالعملية السياسية، وبدأ بالفعل العمل على فرض سياسة الإملاءات والأمر الواقع. وتابع أبو ردينة القول إنه بأي حال من الأحوال «لن نسمح بتمرير مثل هذه المشاريع الخطيرة على مستقبل المنطقة والعالم».
واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أن قانون القدس الموحدة وقرار الليكود بفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة امتداد لإعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل، في اشارة إلى أن كل ذلك جزء من مرحلة أمريكية إسرائيلية جديدة في محاولة لفرض الحل وتدمير حل الدولتين. وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن معركة القدس ومصيرها لا يحسمه الليكود أو الكنيست أو البيت الأبيض، فهي منطقة حسمت هويتها العربية والإسلامية عبر التاريخ والدماء، ولا يمكن لأي واقع طارئ أن يغير من حقيقته، مستطردا أن معركة القدس تحسمها شوارع وجبال وتلال وبيوت القدس وبقية الأرض الفلسطينية بما تحويه من إرادة ومقاومة وإصرار وحق قادر أن ينفي كل محاولات التزييف والإجبار والإكراه .
وأكد أن صد استراتيجية الاحتلال باستراتيجية مواجهة شاملة تهدف إلى إسقاط القرارات الأمريكية والإسرائيلية وإعادة الاعتبار أمام القضية الفلسطينية كمشروع تحرر وطني والارتكاز على الانتفاضة الشعبية داخل الأرض الفلسطينية يدعمها الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده. وفي عمان أدان وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، القانون الجديد. وأكّد أن القدس الشرقية هي جزء من الأراضي المحتلة عام 1967، كما أنها إحدى قضايا الوضع النهائي التي يُحسم مصيرها عن طريق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ووفقاً للقوانين الدولية.
وردًا على أسئلة الصحافيين قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي أمس إن «الرئيس دونالد ترامب سوف يوقف الدعم الذي تقدمه واشنطن لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك حتى يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات» مع إسرائيل. (تفاصيل ص 6 و7)

إسرائيل تكرس قرار ترامب بتشريع «القدس الموحدة»… والسلطة تعتبره إعلان حرب
الادارة الامريكية توقف تمويل «الانروا» لاجبار عباس على العودة للمفاوضات مع تل أبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد يعقوب:

    ما تم وما سيتم في القدس وضواحيها هو إحدى مكرمات أوسلو والمفاوضات التي إستمرت ربع قرن دون توقف.أوسلو التي وافقت فيها المنظمة على ترك القدس والحدود واللاجئين والمياه للمرحلة ألأخيرة!!! هل نذكر السلطة التي حلت مكان المنظمة أن أوسلو كانت ل 5 سنوات فقط يتم بعدها مراجعة ما تم ألإتفاق عليه وما لم يتم ألإتفاق عليه! لماذا إستمرت المفاوضات حتى قامت إسرائيل وليس السلطة بإيقافها. ألم تلاحظ السلطة ما كانت تقوم به إسرائيل في القدس من سرقة ألأرض وتغيير المعالم وإجبار السكان على الرحيل بطرق شتى، سواء كان ذلك بالبناء بدون ترخيص أو بالتضييق على السكان حتى يرحلوا، وعلى أصحاب المحلات حتى يفلسوا. أسلطة قالت اليوم وعلى لسان الناطق بإسمها أن إسرائيل بإقرار الكنيست بالقراءة الثانية والثالثة مشروع القدس الموحدة، فإنها بذلك أعلنت الحرب وأنها أعلنت نهاية العملية السياسية، وأن سياسة ألإملاءات والأمر الواقع قد بدأت!!! أحييى بإسمى وإسم كل فلسطيني هذا ألإكتشاف الخطير الذى إكتشفته السلطة اليوم. أتساءل أيضا، كيف ستتمكن السلطة من عدم السماح بتمرير مثل هذه المشاريع الخطيرة على مستقبل المنطقة والعالم، لأننى فهمت أنها خطيرة على مستقبل المنطقة، ولكن على مستقبل العالم لم أفهمها!!! إلى متى سيستمر هذا التوهان ياسلطة؟ ألم يحن الوقت لتقوموا أنتم بإنهاء العملية السياسية وحل السلطة؟؟؟!!!

  2. يقول الدكتورجمال البدري:

    أتابع خطوات الصهاينة ( العملية / الإنتاجية فقط ) لتكريس نتائج براغماتية سريعة لضمان الغنيمة بعد عدوانية قرارترامب بشأن زهرة المدائن / القدس.وبالمقابل أتابع خطوات العرب ( النظرية / الصوتية فقط ) فأرى الفرق النوعيّ والكميّ بينهما بالضربة القاضية لا بالنقط ؛ حتى تدمع العين ؛ والمشتكى إلى الله الرحمن.أألآن إعلان حرب ياسلطة ؟ فالصهيونية في حرب منذ العام 1917 / 1948 ضد فلسطين والأمة ؟

  3. يقول علي النويلاتي:

    هو فعلاً إعلان حرب إسرائيلية أمريكية ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه وإنما ضد الأمتين العربية والإسلامية لما تمثله فلسطين لهم ولحقوقهم ومقدساتهم، وعلى الفلسطينيين والعرب والمسلمين أن يجابهوا هذه الحرب بالجدية المطلوبة لأن خسارتها سوف تلحق بهم كارثة كبيرة وتبيح للأعداء إستعبادهم بكل ما في الكلمة من معنى، ومصادرة سيادتهم وإستقلالهم وتطويعهم لخدمة مصالح إسرائيل وأمريكا في دولهم. إن وحدة المسلمين هي في توجههم إلى قبلتهم الأولى وتحريرها، وهذا هو المغزى الذي جعل الله من القدس الشريف والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين.

  4. يقول واحد من الناس:

    ما يعلمه كل إنسان عاقل هو إن كان لك عدو يجب أن لا تغفل عينك حتي تعلم ما هي نواياه وما يحيك لك من عداء , نحن في حالة حرب منذ عام الف و تسعمائة وسبعة عشر ألم تعلم السلطة هذا وأين كنتم يا أهل الكهف ؟ . أفيقوا إن كنتم ما زلتم أحياء .

إشترك في قائمتنا البريدية