غزة ـ «القدس العربي»: هاجمت قوات الاحتلال «مخيمات العودة» المقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة من جديد، وأطلقت النار صوب مجموعة من المتظاهرين، بعد لجوئها خلال اليومين الماضيين لتنفيذ عمليات قصف جوي لمواقع المقاومة، واندلعت حرائق في مناطق «غلاف غزة» الإسرائيلية بفعل «الطائرات الورقية الحارقة»، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة من خطر اندلاع «حرب جديدة»، حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وأطلقت قوات الاحتلال النار من أسلحة رشاشة تجاه مجموعة من الشبان المشاركين في فعاليات «مسيرة العودة» لحظة وجودهم قرب منطقة حدودية تقع شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع. كما فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مجموعة من رعاة الأغنام شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. ولم تسفر تلك العمليات عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين، غير أنها أجبرت الرعاة على مغادرة المكان خشية على حياتهم.
وكانت قوات الاحتلال قد شنت خلال اليومين الماضيين سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية، كان آخرها ليل أول من أمس الإثنين، عندما قصفت نقطة رصد للمقاومة جنوب القطاع، وزعمت قوات الاحتلال أنها استهدفت أيضا مجموعة من مطلقي «الطائرات الورقية الحارقة». وقالت إن القصف جاء ردا على وقوع حرائق في مناطق «غلاف غزة»، بفعل سقوط تلك الطائرات، التي استمر سقوطها أيضا يوم أمس، محدثة حرائق في مناطق حدودية تقع شرق مدينة غزة وكذلك شرق المنطقة الحدودية لوسط القطاع.
وكانت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد بعثت برسائل عملية إلى إسرائيل، ردا على القصف الأخير لمواقع المقاومة، من خلال إطلاق رشقة صاروخية على مناطق «غلاف غزة»، حيث حملت الرسالة تحذيرا بإمكانية العودة مجددا للمواجهة المسلحة، إذا ما تكرر القصف الإسرائيلي، وهو تحذير وجهه بشكل علني الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، في جولة القتال الأخيرة التي اندلعت في غزة قبل أكثر من أسبوعين. وجاء وقتها في البيان المشترك «القصف بالقصف والدم بالدم ولن نسمح للعدو بفرض معادلاتٍ جديدة»، وكان القصد منها استمرار القصف الإسرائيلي لمواقع المقاومة في غزة.
وتنذر الهجمات الإسرائيلية الحالية على غزة، بإمكانية نشوب حرب خاصة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية الدامية على المتظاهرين السلميين في غزة.
وفي هذا السياق حذر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أول من أمس من «نشوب حرب» بين إسرائيل والفلسطينيين، إذا ما استمرت الأوضاع الإنسانية الحالية في قطاع غزة الذي يخضع لحصار منذ 12 عاما. وقال في تقرير هو الأول الذي يقدمه لأعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن تطبيق قرار المجلس رقم 2334، الصادر في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016، إنه صدم بأعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين في غزة، بسبب استخدام القوات الإسرائيلية النيران الحية منذ بدء الاحتجاجات في30 مارس/ آذار الماضي.
والقرار الأممي الذي قدم من أجله الأمين العام التقرير، يطالب بوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ويعتبر المستوطنات «غير شرعية وغير قانونية». وأكد أنه يقع على عاتق إسرائيل «مسؤولية ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس في استخدام النيران الحية، وعدم استخدام القوة القاتلة إلا كملاذ أخير عند وجود خطر وشيك بالموت أو الإصابة البالغة».
وطالب بإجراء «تحقيق مستقل وشفاف» في الأسباب التي أدت إلى مقتل العشرات من الفلسطينيين وجرح الآلاف على حدود غزة. وتطرق تقرير الأمين العام للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، التي يعاني منها أكثر من مليوني نسمة في غزة، وجعلت أوضاعهم المعيشية والصحية «متردية للغاية». وحذر من تواصل «الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية». وقال إنها تهدد الآمال والآفاق العملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
يشار إلى أنه منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» سقط 135 شهيدا، بينهم أطفال ونساء بنيران الاحتلال، فيما أصيب أكثر من 14 ألفا آخرين بجراح مختلفة، بينهم من يعاني من إصابات خطرة.
واتهمت تقارير حقوقية محلية ودولية قوات الاحتلال باستخدام «القوة المميتة» ضد المتظاهرين الذي يتجمعون في «مخيمات العودة الخمسة «وينادون بإنهاء الحصار المفروض على غزة.
وكان المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر الدولي روبرت مارديني، قد قال إن غالبية المصابين الذين نقلوا إلى المشافي كانوا يعانون من جروح خطيرة، من بينها إصابات متعددة بطلقات نارية. وحذر من استخدام اسرائيل لــ «الرصاص الحي» ضد المتظاهرين.