إعدام…!

حجم الخط
16

يحدث أن يكون في مكتبتك رواية لكاتب تحبه وتريد قراءتها، ولكنك تقرأ بضع صفحات ولا تستطيع مواصلة القراءة، قد يكون السبب مزاجك في ذلك النهار، وربما استعصى مفتاح أو خيط الرواية عليك، وربما كانت الترجمة موصلاً غير جيد بينك وبين النص، وقد تكون الرواية رديئة بالفعل.
أحببت القصص القصيرة للكاتب التركي الراحل عزيز نيسين، تمتعني وتضحكني، وأعيد قراءة بعضها بين فترة وأخرى، وهي قصص بسيطة مسحوبة من حياة الناس ومعاناتهم، وخصوصاً حول صغار الموظفين والكسَبة، وقصص العمال الأتراك الذين استوردتهم ألمانيا ابتداءً من العام 1961 كـ»عمال ضيوف»، والفحوصات الطبية التي كانت تجرى لهم بما في ذلك البواسير حيث أن مريض البواسير غير مرغوب فيه للعمل في بعض المصانع الألمانية، وكذلك القصص الوهمية التي كان يحوكها الأتراك عن سبب سفرهم للعمل «الألمان فاترو الهمّة يريدون تجويد نسلهم من خلال تخصيب نسائهم من فحول الأتراك»: إلخ من تفسيرات مضحكة. قصص نيسين تقربك من الأتراك ببساطتهم وفقرهم، كذلك خبث وقساوة بعضهم التي تفرضها ظروف الحياة مثل أي شعب آخر، وهم قريبون جداً من العرب.
قبل عقدين وربما أكثر، توجد في مكتبتي رواية (سرنامة) «وقائع احتفال رسمي»، حاولت قراءتها منذ اقتنيتها ولم أستطع لسبب ما، فقط قبل شهر قرأتها، شدتني هذه المرة حتى آخرها، واستمتعت بها.
تحكي الرواية عن إعدام الشاب خيري الحلاق «عدو الشرف والعرض» في ساحة السلطان أحمد في اسطنبول، ويضيف الكاتب في نهاية الرواية ملاحظة يقول فيها «إن خيري الحلاق كان آخر من أعدم أمام الناس في ساحة عامة في تركيا، كي يأخذ الناس عبرة»، كان هذا في العام 1973».
من خلال رواية «سرنامة» يتحدث نيسين عن حياة السجن وأنواع الجرائم الجنائية، وكذلك عن وجود مجموعة من السجناء السياسيين، يطرح (نيسين) من خلال روايته اعتراضه على أحكام الإعدام، وعندما يسألون خيري الحلاق كما هو متبع ماذا يريد أن يقول قبل إعدامه! يفكر ماذا يمكن أن يقول لهم ؟ وبعد هواجس كثيرة يقول أخيراً: «أنا الآن غير ذاك الإنسان الذي ارتكب تلك الجريمة، أنتم الآن تشنقون إنساناً آخر وخيري آخر على أنه مجرم ولحظة أصبحت إنساناً آخر».
هناك جانب من عقوبة السجن ليس فقط الجانب العقابي، بل هناك أيضاً الجانب التربوي والإصلاحي للسجين وللناس.
هناك قصص كثيرة عن التغييرات الجذرية التي تطرأ على الإنسان خلال فترة سجنه قد تحوله إلى إنسان آخر يثير عجب من عرفوه قبل سجنه! وقد طرق موضوعة الإعدام الكاتب الروسي الكبير أنطون تشيخوف في قصة «الرهان»! والتي يعترض فيها أحد أبطاله على حكم الإعدام كونه غير أخلاقي ويجب الاستعاضة عنه بالسجن المؤبد فيقول «الحكومة ليست إلهاً، فإذا ما فصلت روح الإنسان عن جسده لن تستطيع إعادتها»، في تلك القصة يدخل أحدهم إلى السجن مدة خمسة عشر عاماً مقابل رهان عن مليوني روبل، ولكنه بعد قراءاته الكثيرة وتغييرات جذرية في تفكيره خلال سجنه يحتقر المال ويتنازل عن المليونين في الساعات الأخيرة من سجنه.
قد يكون الإنسان ملحداً ويخرج مؤمناً وقد يحدث العكس، قد يدخل بريئاً ولكنه بتأثيرات السجن يتحول حقيقة إلى مجرم، (خيري الحلاق) بطل «سرنامة» فتى تعرض للاغتصاب مراراً على يد أحدهم، وفي يوم ما ينتقم باغتصاب ابن مغتصبه، وعندما يصرخ الطفل جزعاً يخنقه خيري الحلاق بهدف إسكاته ولكنه يموت، يعترف بالتهمة ويحكم عليه بالإعدام، وإلى أن ينفذ الإعدام فيه يقضي أربع سنوات في السجن يتحول خلالها إلى إنسان آخر لا هدف له سوى أن يصبح شاعراً.
الحكم بالسجن يبقى قابلاً للتعديل ما دام الإنسان حياً، وخير الأمثلة قصة يوسف الصديق في القرآن الكريم الذي اتهم ظلماً وسجن، ولو أن الفرعون أراد الانتقام منه لاعتدائه على عرضه لأمر بقتله، ولما كانت إمكانية لتصحيح الخطأ، كنا خسرنا نبياً، وتتمة القصة الرائعة ليوسف وإخوته.
هناك واقعتان شهيرتان جرتا لشبان عرب من منطقة فلسطين 48، واحدة اتهم فيها شبان عرب باغتصاب وقتل طفل يهودي، وأخرى اتهم فيها رجل بدوي باغتصاب فتاة يهودية وقتلها، ولكن الشكوك حامت وما زالت تحوم حول القضيتين حتى يومنا هذا، هناك أيضا متهم يهودي من أصل روسي بقتل فتاة في مدرسة ثانوية قبل بضع سنوات في إحدى المستوطنات، الآن تدور شكوك قوية بأنه ليس القاتل!
في سنوات السبعينات اشتهرت قصة رجل يهودي من أصل مغربي من عكا بتهمة اغتصاب صديقته المجندة وقتلها، إلا أنه كان يدعي براءته طيلة الوقت، وبعد ثمانية عشر عاماً من السجن أطلق سراحه بسبب الشكوك في قضيته! لو أنه يوجد حكم بالإعدام! لقتل رجل بريء.
وفي العالم قصص كثيرة عن أناس أعدموا ثبتت براءتهم بعد رحيلهم. طبعا هذا لا يشمل الحديث عن الأبرياء الذين تعدمهم قوات الاحتلال الإسرائيلي ميدانياً منذ سنين.
الحديث عن العودة إلى العمل بحكم الإعدام في تركيا بعد إلغاء العمل به رسمياً منذ العام 2003 هو ردة فعل متسرعة على الانقلابيين، هي خطوة تعيد تركيا خطوة إلى وراء، صحيح أن محاولة الانقلاب جريمة كبرى وليست جريمة جنائية عادية، وكان ممكناً أن تؤدي إلى كارثة على الشعب التركي وتدخله في دوامة من القتل والدمار، إلا أن أحكام الإعدام ليست مفتاحاً للسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي لا في تركيا ولا في غيرها، إضافة إلى أنها قد تؤدي بالفعل لقتل أناس ربما غرر بهم، أو نفذوا أوامر من هم أعلى منهم رتبة، ولا يستحقون عقوبة لا رجعة عنها بعد تنفيذها.

إعدام…!

سهيل كيوان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ” وخير الأمثلة قصة يوسف الصديق في القرآن الكريم الذي اتهم ظلماً وسجن، ولو أن الفرعون أراد الانتقام منه لاعتدائه على عرضه لأمر بقتله، ولما كانت إمكانية لتصحيح الخطأ، كنا خسرنا نبياً، وتتمة القصة الرائعة ليوسف وإخوته.” أهـ
    1- لم يكن الفرعون بل كان العزيز (بمرتبة وزير إقتصاد)
    2- ثبت عند العزيز كذب زوجته لكنه أدخل يوسف السجن خوفاً من كلام الناس
    3- كيف نخسر نبياً الله حافظه ؟ لقد كان ترتيباً ربانياً ليوسف وإخوته
    4- أتمنى عليك يا أستاذ سهيل قراءة قصة يوسف عليه السلام من القرآن المفسر (أقترح تفسير الجلالين) فهي في سورة يوسف
    أخيراً وليس آخراً فالقصاص حد من حدود الله فمن قتل يقتل ما لم يتنازل ولي الدم – وهناك قتل التعزير كما بالآية التالية :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) المائدة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح // الاردن:

    * ( تركيا ) دولة ديموقراطية ولا خوف عليها سواء اقر
    البرلمان عقوبة ( الاعدام ) او لم يقرها.
    * ( الانقلاب ) فشل وتركيا الى الأمام وسوف
    تزداد قوة وتماسكا وتقدم رغم أنف الحاقدين
    والشامتين..
    سلام

  3. يقول جوجو:

    في القانون هناك خطآن. الخطأ الأكبر (error type one) أن تدين متهماً بجريمة قتل وتعدمه ثم يكتشف أنه كان بريئاً. والخطأ الأقل فداحة (error type two) هو أن تبرء متهما كان هو المجرم القاتل. ولذلك يميل القانونيون إلى تجنب الخطأ الأكبر دائماً والميل نحو حكم البراءة عند أقل شبهة. أما موضوع إلغاء أو إعادة الحكم بالإعدام فهذا أمر خلافي وصعب التحديد. أما اللجوء إلى النصوص الدينية لإقرار حكم الإعدام أو غيره فهذا أمر تجاوزه التاريخ لأن الإنسان يجد من السهولة أمامه أن يحتكم لما يقول أنه طلب من الله وبالتالي يترك الحجج الأخرى ويرميها جانباً. لا يجوز إدخال الدين (الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي أو غيرهم) في ذلك وفقاً لرأيي المتواضع طبعاً.

  4. يقول Ahmed moulay:

    منذ مدة زمنية تزيد علي 20 حولا كانت خالتي فاطمة اطلقت عليها الإذاعة عميدة المستمعين تعلق طول النهار وطول الليل علي امتداد 24 ساعة من الأدب إلي الطب إلي الغناء والجغرافيا إلي السياسة والفلسفة والتاريخ والطبخ والسحر والمسرح وهاتفها الأرضي إلي جنبها والمذيعون يجدون في ذلك ذوقا واستراحة يتركونها تتكلم يواصلون فيما بينهم دردشتهم الخاصة بهم إذا بهم يوجهون مستمعيهم إلي خالتهم فاطمة( بسكون حرف الطاء) كما ينطقها عامة افراد الشعب، يصعب الان التحقق من وجودها بعد انقطاع صوتها لوكانت كما كانت عليها لتحول اسمهاوأصبحت ، خالتي النرويجية ،

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله عزيزي أحمد وحيا الله الجميع – خالتي المحبوبة إسمها فاطمة رحمها الله
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول خليل ابورزق:

    وجهة نظر محترمة و مسموعة و ازيد ان هنك ظروفا كثيرة تدفع الى ارتكاب الجريمة يكون المجتمع نفسه هو السبب فيها و لكن..
    العقوبة بانواعها بما فيها الاعدام في اغلبها لردع الاخرين و للمحافظة على السلم الاجتماعي قدر الامكان. ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب.
    قد تحدث اخطاء يذهب ضحيتها افراد و لكن في مقابل سلامة المجتمع..
    و يبقى العدل اساس الملك (الملك بمعنى الاستقرار و العمران والازدهار)

  6. يقول Mohammad:

    اعتقد ان الهدف من رفع سقف النقاش في قضايا الاعدام في الوقت الحاضر هو براباغاندا ضد تركيا و ضد نظام العقاب ضد الانقلابيين و هي حلقه من اجل زعزعة الثقه في النظام السياسي في تركيا مع التركيز على خلق مسوغات للانتقاص من تدابير الحكومه التركيه و شيطنة الحكومه و الشعب التركي. الشعب يطالب بالاعدام و الحكومة تستجيب و الرئيس يوافق و الكل يبدأ الحمله المسعوره ضد الاعدام وبهذا تتم شيطنة الحزب الحاكم و هذا بحد ذاته اداة ضغط على الرابح الاكبر من فشل الانقلاب و هي الحريه الدستوريه و السياسية التي يتمتع بها الشعب التركي
    فيا ترى لو كان المطالبين بعدم العودة الى قوانين الاعدام فالاحرى اذا ان يطالب النظام الطائفي في العراق وقف عمليات الاعدام التي تتم بدون محاكمات او احكام الاعدام التي تتم في انظمه مثل مصر و الصين و السعوديه و هذه انظمه تدعمها قوى من تدعي حماية الحريه و الديمقراطيه و حقوق الانسان.
    يجب ان لا ننقاد و راء براباغاندا غربيه ذات المعايير المزدوجه من اجل تحقيق ما هدفه هو التشكيك و امتصاص الشعور التركي من نصر للحريه و حقوق الانسان و الدفاع عن الحق الاساسي للانسان باختيار ممثليه في الحكم واصراره على اسلوبه الامثل في الحياة لنكون بذلك قد مسكنا و دروشناالانقلاب ومجرموه ليتحول الى امربسيط قياسا بالاحكام .
    ما تم في تركيا حسب القانون هو اعلى درجة الخيانه و هو ليس اغتصاب شخص او شخصين بل محاولة اغتصاب شعب و دوله. لذلك الحق كل الحق يعود للادوات القانونيه التي يحكم بها الشعب ان تتخذ القرار المناسب و يتخذ الشعب ما يريد من وسائل للردع و لا يحق لاحد ان يلوم المعتدى عليه في عقابه القانوني على الجريمة المرتكبة بحق الشعب.
    ما اراه خطأ هو ان نشعل نحن العرب و المسلمين النارفي حطب معد ومجهز من قبل اجهزة المخابرات وانظمة المعايير المزدوجه التي تديرها المصالح الخاصه و هي ليست بالاخلاقيه .

  7. يقول ابن الجاحظ:

    جكم الإعدام مهما كان حجم الجريمة المرتكبة، لا يشكل رادعاً حسبما أثبتت التجارب، بينما يشكل السجن لفترات طويلة رادعاً أكثر قوة، وعلى رأي غسان كنفاني في رواية من قتل ليلى الحايك: إن القانون حين يحكم على رجل بالإعدام، إنما يتحول إلى رجل غاضب يقتل رجلاً آخر، وهو نفس السبب الذي يحاكم عليه القاتل.

    1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      الأخ الفاضل ابن الجاحظ

      هل هناك ردع اعلى من ان يعتقد الإنسان ان مصيره القتل و الاعدام عند ارتكاب الجرم ، لكن هذا لا يعني البتة ان اي ردع سيمنع القتل ! لكن بالتأكيد ان توقع الإنسان ان مصيره السجن و ليس القتل فيما لو ارتكب جريمة قتل ، سيكون اقل ردعاً لا شك!

      لكن الموضوع ليس الردع فحسب ، و انما هو رد حقوق لولي الدم ، اي اهل و اقارب القتيل ، الطرف الأهم في المعادلة ، التي نسيت هنا في تعليقكم !

      ” ولَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ”

      هل ستقبل لا سمح الله ، لقاتل ابنك او بنتك او اباك او امك او اخاك او اختك ، الذي قام بالجريمة ظلماً و عدواناً ان يسجن ولو مؤبداً ؟!

  8. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    ابدأ فأقول ، انه ووفق المسطرة الربانية،ادرؤا الحدود بالشبهات !

    و قتل النفس بالنفس،حد من حدود الله ، ولكن لو كان هناك اي شك مهما تكن نسبته و دون التأكد التام الشامل القاطع ، فإن الحد لا يطبق و يدرأ بأية شبهة مهما كانت نسبتها ، و بالأخص موضوع حد القتل ، اي الأعدام !

    اما الغاءه تماماً ، فهو تعدي على حدود الله اصلاً، وهناك نهي شديد عن تعدي حدود الله في اكثر من موضع وتعديها ظلم بيّن للنفس و المجتمع.
    تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

    كيف يمكن ان تقنع ام ذلك الطفل الذي ذبحه بالأمس فصيل يدعي المقاومة في سوريا او وحوش ادعت الانتماء اليه ، طفل لم يجر عليه القلم بعد ، ذبحوه بطريقة همجية بربرية لا يجوز ذبح الخراف بها شرعاً ، ان تقنعها ان قاتله هذا الموثق قتله للطفل صوتاً وصورة يمكن ان يبقى حياً يتنفس و يأكل و يشرب،حتى لو في سجن انفرادي !

    كيف يمكن ان تقنع ملايين المكلومين والثكلى في العراق،ان يبقى توني بلي، بعد ان ثبت اجرامه هو و جورج بوش و انهم خلف كل قطرة دماء سالت في العراق وفي غير العراق بسبب حربهم العبثية الاجرامية ، ان يبقيا طلقين هما وعصابتيهما هكذا يتمتعون بكل المزايا الكبرى، وانهم لا يلقون جزائهم العادل على حبل المشنقة او رمياً بالرصاص او بأية وسيلة اخرى !

    و هكذا لمجرمي و ذباحي البوسنة والهرسك وفلسطين وكل مذبحة و ابادة جرت عبر التأريخ لابرياء، كيف يمكن تخيل مجرد حبس من كان وراءها فقط هكذا؟! نعم ان جزاء الآخرة لهو الجزاء ، و لكن لا يمكن تجاوز قصاص الدنيا، و ان في القصاص لعبرة و حياة لأصحاب العقول!

    المعيار مرة اخرى التثبت الكامل بلا ادنى شك و لا شبهة البتة، وان حصلت اخطاء فلا بد ان تكون في اضيق الاضيق و الاستثناء الذي يثبت القاعدة!

    فيما يخص انقلابيو تركية ، هؤلاء ليس قتلة عاديون(من ثبت بالدليل والبرهان القاطع جرمه هذا) انما هم مفسدون في الارض،حكمهم في الشرع اكبر من حكم القاتل العادي ومعروف:

    إِإِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم

  9. يقول Passerby:

    ليس بعد خيانة الوطن والتخابر مع العدو جريمة والتالي تستوجب عقوبة الإعدام أن ثبتت.

  10. يقول ناصر الدين محمود:

    الأخ الكروي، فقط تصحيح بسيط، عزيز مصر وليس الفرعون، والعزيز أقل درجة من فرعون، ولعل تلك الفترة كانت مصر مملكة، لأن الله يقول في كتابه العزيز عن يوسف عليه السلام: “ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله” أي لا يستطيع ان يحتجز أخاه في قانون الملك آنذاك. وشكرا

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله عزيزي ناصر وحيا الله الجميع
      ورد في سورة يوسف اسم العزيز (عزيز مصر) مرّتين، الأولى في قوله تعالى: وقال نِسوَةٌ في المدينةِ امرأةُ العزيزِ تُراوِدُ فَتاها عن نَفسِه ، والثانية في قوله : قالوا يا أيُّها العزيزُ إنّ لَهُ أباً شَيخاً كبيراً فخُذْ أحدَنا مكانَهُ إنّا نَراكَ مِن المُحسنين .
      ولا حول ولا قوة الا بالله

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية