من المفيد بداية الاتفاق على ان الحديث في قضية الإعلام المصري لا يمكن ان يكون عموميا او مرسلا، حيث انه من الصعب وضعه في كفة واحدة، حتى اذا كانت هناك ثمة قواسم مشتركة تجمع بين متناقضاته الكثيرة، او معالم طاغية على ما سواها، هذا المشهد الإعلامي الملتبس غير المسبوق في تاريخ مصر.
بل من الانصاف التنويه بوجود محاولات حقيقية من إعلاميين مهنيين شرفاء للسباحة ضد «تيار القبح والتدجين» الذي يتصدر المشهد، وهو سرعان ما يواجه بالقمع والإقصاء ليس فقط من الأجهزة الأمنية، لكن من «بعض الزملاء» الذين يمارسون عملا امنيا خالصا تحت غطاء إعلامي.
وعلى الجانب الآخر، يبدو الانهيار في القيم المهنية والاخلاقية في ممارسات بعض المحسوبين زورا وبهتانا على العمل الإعلامي بلا قاع او حضيض.
اما المناسبة التي استدعت هذا الحديث، فانها الفضيحة الجديدة التي ظهرت قبل عدة ايام في احدى القنوات المملوكة لاحد رموز عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك، والتي اختارها لالقاء «بيان الانتصار» بعد حصوله على البراءة في قضية قتل المتظاهرين، وهي لا تخفي بالطبع عداءها السافر لثورة يناير، فيما تعتبر نفسها من «اصحاب ثورة الثلاثين من يونيو».
فقد بث مذيع احد البرامج في القناة، وهو كان صديقا شخصيا لوزير داخلية مبارك اللواء حبيب العادلي، ما قال للمشاهدين انه تسجيل للغارات الروسية ضد تنظيم «الدولة» في سوريا، بينما هو في الحقيقة ليس سوى فيديو مشهور للعبة حرب الكترونية ثلاثية الابعاد، مصممة لتسلية الاطفال، وتصور قيام طائرات اباتشي بتدمير عربات ومدرعات للاعداء، فيما تسمع اصوات الطيارين وهم يتحدثون الانكليزية بلكنة امريكية واضحة.
ويعلم من لديهم خبرة في العمل التلفزيوني، ان حدوث اخطاء امر وارد دائما، الا ان للاخطاء انواعا كثيرة، وبعضها قد يكون مفهوما تحت الضغط، وان كان هذا لا يبرر وقوعه ولا يعفي صاحبه من واجب الاعتذار.
الا ان اذاعة فيديو للعبة حرب لدقائق طويلة على الشاشة على انها غارات عسكرية حقيقية، دون ان ينتبه احد، انما هي فضيحة غير مسبوقة في العمل الإعلامي منذ اختراع التلفزيون غالبا. وهي اولا فضيحة إعلامية تدل على المستوى المهني المتدني، حتى لا نستخدم الفاظا اخرى، لفريق العمل بالكامل، وليس فريق الاعداد(وهؤلاء بالعشرات) او المخرج او رئيس التحرير او المذيع فحسب. ثم انها، وهنا الأهم، فضيحة اخلاقية لأنه لا القناة ولا البرنامج أعلن تحمل المسؤولية عنها، وقدم الاعتذار الواجب الى المشاهدين، الذين تعرضوا الى اهانة مروعة لعقولهم.
ويشي هذا السلوك الذي يستأهل وصفه بـ «البلطجة الإعلامية» بكثير من الصلف والغرور عند «إعلام الأراجوزات» هذا، إذ انه يعتبر ضمنيا ان ما يستند اليه من دعم من الاجهزة الامنية بشكل خاص يبيح له ان يخوض في اعراض بعض المخالفين للرأي، ثم يحصل على البراءة اذا اضطر للذهاب في المحكمة، وبالطبع لا يعتذر في النهاية عن هكذا جريمة. وبالتالي فانه من غير الوارد ان يعتذر للمشاهدين عن حدوث خطأ او حتى فضيحة إعلامية.
اما من يعترض او ينتقد هكذا جرائم لا تتفق اصلا مع تقاليد المصريين، ولا حتى مع تراث الإعلام الحكومي المصري العتيد، فليس اسهل من اتهامه بانه اما عضو في «الإخوان» أو واحد من «الطابور الخامس» ـ حسب مصطلحاتهم، اي المؤيدين للجماعة، حتى اذا كان من المؤيدين المعروفين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان من المشاركين في الثلاثين من يونيو.
اما «الصمت الرهيب» للنظام تجاه مثل هذه الجرائم، فان أغلبية المصريين يترجمونه حسب المثل الشعبي المعروف «السكوت علامة الرضا»، وبالتالي فانهم يحملون النظام بل والرئيس السيسي شخصيا مسؤولية استمرار هذه المهازل الإعلامية والاخلاقية على الشاشات، حيث ان خطابه في الثالث من تموز/ يوليو كان تضمن استحقاقا مسكوتا عنه ينص حرفيا على «وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن». وهو استحقاق لا يقل من حيث قيمته عن الاستحقاقات الاخرى مثل الانتخابات التشريعية والرئاسية وتعديل الدستور، الى آخره. وربما وجد النظام في مرحلة معينة ان هكذا حالة من الغوغائية الإعلامية تخدمه في توصيل رسالته، الا ان استمرار السكوت يعني حتما انه فقد البوصلة، ولم يعد يعي المخاطر الجمة التي يشكلها هؤلاء على مصداقيته وصورته في الداخل والخارج.
ولعل النظام يواجه «الحقيقة المرة» عندما يرى الاقبال الضعيف على المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تبدأ الاسبوع المقبل، كما تجمع توقعات المراقبين وتقارير وكالات الانباء الدولية، وعندها قد يكتشف حجم الضرر بل والخطر الذي يمثله استمرار مهازل «إعلام الاراجوزات» الذي يتحدث باسمه يوميا.
رأي القدس
عندما أرى المستوى المتدني للكثير من الاعلاميين المصريين على مختلف المستويات أخلاقيا وتقافيا وحتى علميا حتى أن كلامهم لايرقى الى مستوى حديث المقاهي رغم مافيه من لغط ومع ذلك نجدهم يكرمون ويستقبلون من طرف السفراء والدول رغم بداءة كلامهم وتفاهة تحليلاتهم وتعصبهم المتطرف لافكارهم التي اغلبها تعادي قيم المجتمع المصري وأنا عن نفسي لاأستغرب وجودهم فهم (النخبة ) التي سيعتمد عليها النظام المصري لتظليل المجتمع بالخرافات والشعودة وغيره لكن أستغرب المصريين الذين يستمعون و يصدقون أمثال هؤلاء
»، وبالتالي فانهم يحملون النظام بل والرئيس السيسي شخصيا مسؤولية استمرار هذه المهازل الإعلامية والاخلاقية على الشاشات،
– انتهى الاقتباس –
هذه المهازل الاعلامية هي من أتت بالسيسي رئيسا
وهي نفسها من سوق للكفتة العسكرية لعلاج السرطان
هذه المهازل الاعلامية لا شيئ حين مقارنتها بالمهازل القضائية
فتزوير الحق أشد من تزوير الحقيقة
ألم يشرعن القضاء الانقلاب ألم يكن الرئيس الانقلابي قاضي (دستوري!)
أما الاعلام فكانت شيمته الرقص
ولا حول ولا قوة الا بالله
قامت ثورة يناير لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في دولة عيش وحرية وعدالة إجتماعية . وليس في دولة أمنية بوليسية ثؤمم الحقوق السياسية والإقتصادية وحرية الرأى والتعبير , هذا هو التهديد الحقيقي للآمن القومي المصرى الذى يحمية المواطن الغير مضلل . لقد أصبحت الكلمة الحرة خطر علي النظام , وتحول الإعلام المصرى الي أوركسترا يعزف معزوفة مايسترو القوى الأمنية فقط .
إنتوا لسه شوفتوا حاجة
السيسي نفسه عندما يفتح فمه ، تأتيك فضائح اعلامية متوقعة لا حصر لها ، فما بالك بجوقة من الاراجوزات التي وضعها من حوله!
بل و ربما يكون الأمر توجيهاً من نوع ما من مؤسسة الرئاسة ، لاختلاق مثل هذه القنابل الدخانية حتى تشتت و تصرف النظر عن مصائب السيسي بمجرد فتح فمه للتحدث!
لا اظن ان مصر بلغت قعراً من الحضيض الاعلامي مثل ما بلغته هذه الأيام عبر تأريخها و الأمثلة اكثر من ان تحصر ، و لا مرت على الساحة الاعلامية وجوهاً لا تعرف للخجل و المهنية طريقاً، مثل هذه الوجوه القميئة التي تمارس دون خجل، عهراً اعلامياً غير مسبوق.
فلسطين تحترق
بسم الله الرحمن الرحيم.عنوان رأي القدس اليوم هو («إعلام الأراجوزات»… الخطر على نظام السيسي؟)الخطر على نظام السيسي ليس من الاعلام الهزيل فقط ،بل ان بذور سقوطه واندحاره
وهذا السقوط الاعلامي المصري الى حضيض القاع لا ينفي وجود اعلاميين مهنيين ومحترمين ولكنهم يجدون انفسهم يواجهون(بالقمع والإقصاء ليس فقط من الأجهزة الأمنية، لكن من «بعض الزملاء» الذين يمارسون عملا امنيا خالصا تحت غطاء إعلامي.) وما اسهل اتهام مثل هؤلاء الاعلاميين الشرفاء(بانه اما عضو في «الإخوان» أو واحد من «الطابور الخامس» )وهذا الطابور الخامس عند سقط الاعلاميين هؤلاء هو من انصار الاخوان المسلمين(وربما وجد النظام في مرحلة معينة ان هكذا حالة من الغوغائية الإعلامية تخدمه في توصيل رسالته، الا ان استمرار السكوت يعني حتما انه فقد البوصلة).
ومن مخازي هذا الاعلام الموجه نحو تخريب العقول وتغريبها ونشر ارذل الاخلاق واهبط القيم بين عموم الشعب المصري وخاصة جيل الشباب والذي يراد له ان يكون امعات لا تهتم الا بسفاسف الامور مثل الفن الهابط والخلاعة والمجون؛
وهذه الحالة الاعلامية الشاذة وغيرها كثير هي احسن وصفة لتخريب مصر وتوهين شعبها حتى تبقى ملطشة للبلطجة الاسرئيلية المتغطرسة
بالفعل إعلام الاراجوازات اعلام سئ وغير مهنى و لكنه يعلن توجهاته و انحيازاته بصراحه ودون مواربه
هذا هو اعلام الصرف الصحي واعلام اصابيع الكفتة والضفادع البشرية
لا ما تقلقوش علي السيسي طبيب الفلاسفه و حكيم الأطباء قاهر المزدوج و أبي الغضب. وليس في حاجه لإعلام يتسبب في فاشل نظامه.