نحن، ضحايا الحركة الصهيونية العالمية من أبناء فلسطين والدول العربية المجاورة وغير المجاورة التي اكتوت بنيران الحروب والمجازر والتطهير العرقي والاقتلاع التي ارتكبتها ضدنا هذه الحركة الغريبة عن المنطقة والتي زرعت عنوة وقهرا وظلما من قبل بريطانيا، وعملائها الدوليين والمحليين وتعيش الآن على الدعم الأمريكي والأوروبي والعربي؛
نحن، أحفاد من بقي حياً من دير ياسين والطنطورة والدوايمة وسوق حيفا وبلد الشيخ والقدس والرملة وقبية وكفر قاسم والسموع وبحر البقر والسويس والسلط والكرامة والنبطية ومرجعيون والقنيطرة ودير الزور وجمرايا وقلعة شقيف وحمام الشط؛ نحن، الذين فقدنا أحبابنا وأهلنا في صبرا وشاتيلا ومخيم جنين ونابلس القديمة والشجاعية ورفح وبيت حانون وقلندية والدهيشة والأمعري وجباليا والشاطئ وبلاطة وعين شمس وخانيونس والخليل؛ نحن، أبناء غزة المحاصرين برا وبحرا وجوا والمجوعين والواقعين بين فكي كماشة العدو وذوي القربى؛ نحن أبناء غزة الذين شهدوا أربع حروب في أقل من عشر سنوات، نحن من بقايا عائلات أبيدت كلها أو معظمها، نحن، أبناء وأقارب ومعارف وأصدقاء وشهود العيان لمذبحة قانا الأولى والثانية وحصار بيروت واجتياحات صيدا وصور؛ نحن، الذين نعرف من هو عدونا ومن هو صديقنا ونعرف من هدم بيوتنا وكسر أشجارنا واستولى على أراضينا وبياراتنا وحقولنا وسهولنا وجبالنا ومياهنا وطردنا في العراء وأوقفنا على الحواجز وبنى جدارا على صدرونا ونكد علينا حياتنا ويريدنا أن نموت بصمت وإن صرخنا اتهمنا بالتحريض والإرهاب؛ نحن، الذين نحتفظ في أرشيف الذاكرة بأسماء مكللة بالغار لا حصر لها من أيام محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي وعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني، مروارا بأبي علي إياد وغسان كنفاني وماجد أبو شرار وحنا ميخائيل ودلال المغربي وخليل الوزير وناجي العلي وكمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار وأبو علي مصطفى وأحمد ياسين والرنتيسي والمهندس والشقاقي وأبو جندل وفراس العجلوني وعبد المنعم رياض وسناء المحيدلي وغيرهم الالاف؛ نحن، الفقراء الذين نعيش في المخيمات والقرى ومدن الصفيح والمباني المهدمة وليس لنا مصلحة في التنازل عن وطننا وكرامتنا؛ نحن، الذين ما زلنا متمسكين بالأمل والكرامة ولا نقبل الذل والهوان نعلن ما يلي:
إن الوفود العربية التي ذهبت لتشارك في جنازة شمعون بيريز لا تمثلنا ولا تنتمي لنا ولا تجسد إرادة الشعوب ولا تحس بآلامهم ولا تتبنى آمالهم ولا تحزن لأحزانهم ولا تبكي على أطفالهم الجوعى، ولا تسير في جنازاتهم ولا تقرأ الفاتحة على أرواحهم حين يسقطون برصاص الجيش الذي أنشأه بيريز ومن تبعه من مدرسة «أقتل كي تكون». إن استخدام القوة لقمع المظاهرات الاحتجاجية لإجبار الشعب على الصمت لن يجدي، والتعبير عن الغضب إن لم يكن علنا فسيكون أكثر ضررا وتفجرا. ونؤكد لهؤلاء أن القائد الذي يبحث عن شعبية له بالعصا ليس بقائد بل سلطوي مكروه. الحقيقة التي لا يريدون أن يعترفوا بها أنهم ذهبوا ضد الإرادة الشعبية العارمة ونتحداهم أن يثبتوا العكس حتى لو نظموا بعض المسيرات التي لا تمثل إلا الموظفين ورجال الأمن والمنتفعين والانتهازيين.
وليعلم أعضاء الوفد الفلسطيني الذين شاركوا في الجنازة أنهم مفصولون تماما عن الواقع، وليقرأوا ما تتداوله وسائل الإعلام الحرة غير المضبوطة على ساعة السلطة.
نحن نتحداهم أن يجروا استفتاء حرا ونزيها في الدول التي ذهبت وفود منها لتشارك في الجنازة حول الموافقة على المشاركة أو عدمها، ليرى هؤلاء بدون أدنى شك أن الغالبية الساحقة من الشعوب العربية ترفض هذه المشاركة الذليلة التي يقصد منها تمديد شرعية هي موضع شك أصلا. الشرعية في فلسطين المناضلة لا تأتي من الأعداء ولا من الدول المانحة ولا من البنك الدولي ولا من الذي يحتل أرضنا ولا من توني بلير ولا من أوباما، بل من المخيمات وتجمعات الفلسطينيين والقرى والمدن والمدارس والجامعات. شرعية تفرض بالعصا لا تزيد الشارع الفلسطيني إلا ابتعادا عنها ومقتا لها.
لو أن الذي توفي رئيس فلسطيني أو عربي فهل كان سيشارك وفد إسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء؟ «وهل شارك أحد من إسرائيل في جنازة عرفات»؟ قالت عجوز فلسطينية بكل عفوية تم تداول أقوالها على الفيسبوك من قبل مئات الألوف. ألم يكن شريكا لبيريز ورابين في ما سمي ظلما وزورا وخداعا «سلام الشجعان» وإذا به صك استسلام؟ هل من سبب يستلزم رئيس السلطة أن يكون على رأس المعزين؟ هل قام رئيس السلطة شخصيا بتعزية عائلة أبو خضير أو الدوابشة أو عائلة أشرقت قطناني أو عائلة محمود شعلان أو محيي الدين الطباخي و48 طفلا آخرين أعدموا في هبة الأقصى الأخيرة ناهيك عن 2000 طفل فلسطيني سقطوا منذ عام 2000 بمعدل طفل كل ثلاثة أيام. فلماذا لم يمتعض شريك السلام بيريز من قتل الأطفال على الأقل؟ هل اعترض على الجدار؟ هل طالب بوقف الاعتقال الإداري؟ هل احتج على هدم البيوت؟ أسئلة كثيرة برسم المشاركين في الجنازة والذارفين دموع النفاق.
المكافأة لم تتأخر
انفضت الجنازة يوم الجمعة. واضطر بعض المؤمنين أن يسهوا عن صلاتهم فالله غفور رحيم، خاصة أن البعض أكد لنا أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لو كان حيا لشارك في جنازة بيريز. «أغرب تصريح سمعته في حياتي». فما كان من حكومة نتنياهو إلا أن عجلت بإرسال هدية للرئيس والوفد المشارك وذلك بالإعلان عن بناء 98 وحدة سكنية في مستوطنة جديدة لم تكن أصلا موجودة، قرب مستوطنة شيلو في بلدة جالود بالضفة الغربية المحتلة وعن إنشاء منطقة صناعية اسرائيلية قرب رام الله، وفق ما اعلنته الحكومة رسميا يوم السبت أي بعد الجنازة بيوم واحد. هل أحد يعتقد أن ذلك صدفة؟ قد يكون القرار متخذا منذ زمن لكن التوقيت بالتأكيد مقصود. لا شيء تقوم به إسرائيل صدفة. كل شيء محسوب ومقدر ومخطط له، حتى المنظمة الإسرائيلية للسلام لم تقتنع أنها صدفة، حيث صرحت المتحدثة الرسمية باسم المنظمة هاغيت اوغران لفرانس برس قائلة: «فيما كان قادة العالم مجتمعين تكريماً لذكرى شعمون بيريز ودعوته الى السلام، تضع الحكومة الاسرائيلية عائقاً جديداً أمام الحل القائم على دولتين، فلسطينية واسرائيلية، تتعايشان بسلام».
تحية للنواب الثلاثة عشر الذين يمثلون نبض الشارع الفلسطيني والعربي بصرف النظر عن الجغرافيا وجوازات السفر والمسميات الوظيفية، الذي يمثل الشعب المناضل هو الموقف الشجاع النابع من الضمير والكرامة الوطنية. تحية لباسل غطاس وحنين الزعبي وأحمد الطيبي وجمال زحالقة ويوسف جبارين وأسامة السعدي وعايدة توما التي صرحت: «لم يكن هناك أي قرار منا في القائمة المشتركة بمقاطعة الجنازة. لم نجتمع لنقرر عدم المشاركة. كان مفهوما ضمنا من الجميع أننا لن نشارك في مراسم الوداع أو الجنازة». وقالت توما بشجاعة يفتقر إليها من يسمون أنفسهم الزعماء العرب «في النهاية تحدث بيريز عن السلام وهو صاحب مشروع أوسلو ووقع عليه. لكنه أيضا راعي الاستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة وصاحب فكرة مفاعل ديمونا والتسلح النووي ومن ارتكب مجزة قانا عام 1996 في جنوب لبنان». تحية لمسعود غنايم الذي صرح بأن بيريز «لم يفعل شيئا لصالح الشعب الفلسطيني في حين قام بالكثير من الأعمال لصالح الحركة الصهيونية وبناء دولة إسرائيل». أما أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، فقد أعلن أنه لن يشارك في الجنازة وقال «تحتفظ الجماهير العربية في ذاكرتها الجماعية بصورة مختلفة عن شمعون بيريز عن تلك التي يتم الترويج لها. وللحقيقة صوت 905 أشخاص فقط من الناخبين العرب لصالحه في انتخابات 1996 ومع ذلك توجد معارضة عربية كبيرة لهذا الرجل الذي تطلق عليه الجماهير العربية لقب «رجل أمن الاحتلال» الذي بنى المفاعل النووي وأدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط وحتى وهو في منصب الرئاسة اختار أن يدعم نتنياهو». فمن يمثلنا أكثر. هؤلاء القادة الذي خرجوا من رحم المعاناة أم الذين ذهبوا يتباكون على بيريز؟
ثم لا أعرف سببا للبكاء إذا صدقت الصور؟ أليس ذلك إمعانا في النفاق؟ فالعرب عادة لا يبكون ميتا «شبع من عمره» كما يقولون. قد يبكيه ابنه أو أرملته أما الأصدقاء والأحباب والجيران وأبناء البلد فلا يذرف أحد دمعة عليه إلا إذا كانت دمعة نفاق. فهل من بكى عليه تذكر دوره في التطهير العرقي للفلسطينيين؟ أم المجازر التي ارتكبها في فلسطين ولبنان؟ أم الدور اللئيم الذي قام به بتمكين إسرائيل من الدخول في نادي الدول النووية؟ أم أن هذه الإنجازات لا تكفي؟ وأسأل هؤلاء الباكين «على شيء يحيرنا» هل توقف الاستيطان يوما واحدا في عهد بيريز عندما كان رئيسا للوزراء (بعد أوسلو) أو وزير خارجية أو وزير دفاع؟ هل وصلت الأمور بأن يبجل الرسميون العرب من أذلهم وأهانهم وطرد شعبهم واستولى على أرضهم وأطلق وحوش الجو تعجن لحومهم في التراب وسيج البلد المغتصب لحقوق الشعب الفلسطيني بصواريخ نووية؟ إذن لماذا لم يذرفوا الدموع على شارون وشامير وبيغن وغيرهم؟ وما الفرق بين قاتل يلبس قفاز الحرير وقاتل يشهر المسدس؟ كلاهما «قاتل يدلي بسكين» أما نحن فـ»قتلى يدلون بالأسماء صبرا كفر قاسم دير ياسين شاتيلا». هذا العدو لا يعامل من يتذلل له ويحاول أن يشعر أمامه بالوضاعة والدونية إلا بالمزيد من الاحتقار. فاتركوا معسكر الهوان وانضموا لنبض الشارع العربي. والسلام على من إتبع طريق العزة والكرامة.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز
د. عبد الحميد صيام
اثلج الله صدرك كما اثلجت صدور ملايين الشرفاء الأحرار بان رضعت النقاط على الخروف وقلت كلمة حق في حق أناس خانوا الله ورسوله وعاهدوا الغاصب لتسهيل مهمته المستقبلية وأنهم جنده المخلصون وذروا الدموع دليلا على هوانهم .
قلت الحقيقة وأعلنتها للملايين وتكلمت بلسان الثكالى والأيتام والمشردين ممن نسيهم من حقك فوق صدورهم ممن يدعي انه يمثلهم زورا وبهتانا وهم ليسوا الا رعاة عند اسيادهم البيض الغاصبين
وأقول هل يا ترى ضمائرهم مرتاحة لخذلهم الأحرار والشرفاء ورقصهم فوق دماء الشهداء والأبرار
جزاك الله خيرا فقد احسنت التخليل وقلت الحقيقة التي يرددها ملايين الأحرار والشرفاء
أخي الحبيب دكتور أبو لافي
أنت تكلمت نيابة عنا حميعا ، أنت هنا تمثل كل أحرار فلسطين و العرب ….
كفيت و وفيت ؛جزاك الله خيرا؛د.عبد الحميد صيام
شكرا دكتور صيام. أضم صوتي لكل من يتبرأ من ذل ونفاق وخيانة القيادات العربية التي شاركت في جنازة مجرم حرب.
نعم ،دافعت بوعي ،وواقع الضحايا بألأسماء والمواقع ،فإذا كان مؤسس وبطل بالنسبة للمشروع
الصهيوني ،فإنه سفاح ومجرم بالنسبة لنا كعرب وفلسطينيين ،والقائمة التي وثقت إدانة وافية لسجلة وتاريخة،وقدراتة ومهاراتة في إدارة العلاقات العامة مع الإشتراكية الدولية ،لا تغطي أفعالة
عندما كان في مواقع السؤولية !.
من يهن يسهل الهوان علية…ما لجرح بميت إيلام ،كما قال الشاعر.
حياك الله يا دكتور عبدالحميد. تكلمت بسم الاحرار الشرفاء فكنت خير متكلم.
واخيرا وضعت النقاط علي الحروف ,ليس هناك الا ابيض واسود في الواقع العربي هكذا تكون الامور سلمت يا صديقي
حياك الله
نسيت ابناء يافا ضحايا مجزرة السراي و الهجوم المابشر من تل ابيب و خديعة العرب لهم بالخروج لمدة اسبوعين لحين وصول الجيوش العربية حيث كانت يافا من ضمن الدولة العربية حسب قرار التقسيم
اخي تحية لك أيها الحر الابي … من الصحراء الغربية
تأكدوا ان فلسطين في قلوبنا و لن نتنازل عنها و نتمنى ان ينجلي عنا الاحتلال المغربي كي نتفرق اكثر من الان في نصرة شعبنا الفلسطيني
و انت زرت المخيمات و تعرف ماذا تعني لنا فلسطين شعبا و حكومة و ما تعني لنا إسرائيل كذلك … و ما ضاع حق وراءه مطالب
عزيزي
لا يسعنا الا ان نثني على شجاعتك وصراحتك وتعريتك للمواقف المتخاذله التي تنتهجها بعض الزعامات العربيه والتي هي في الاصل وجدت لحماية الكيان الصهيوني فلولا وجود هذه الانظمه لما تمكن هذا الكيان من بسط نفوذه على فلسطين ، لو ان هذه الانظمه لم تتامر على الشعب الفلسطيني وفتحت الجبهات امام الشعوب العبيه لما حصل ما نحن عليه الان ، نحن بحاجه الى مزيد من الشرفاء لتعرية الاحتلال واعوانه في منطقتنا العربيه .