كتبت في مقال سابق عن الصحافي الفرنسي واليساري إمريك كارون، وأوضحت مدى تضامنه مع القضية الفلسطينية ووقوفه بجانب الفلسطينيين قلبا وقالبا، وها أنا أخصص مقالا جديدا له، تحية وتقديرا لشجاعته وتضامنا معه في الحملة الشرسة التي صدرت بحقه من قبل الصهاينة في فرنسا.
تأتي الحملة بعد مواجهة حامية الوطيس بين الصحافي الفرنسي وبرنارد هنري ليفي الصهــيوني المتمرس «الحرباء»، والذي لا يتوقف عن المناداة بالإنفتاح على الثقافات الأخرى والتوقف عن الانغلاق على النفس لأسباب الهوية الدينية والثقافية وهو في الوقت نفسه لا يخفي أبدا حقيقة اتباعه لليهودية وتشبثه بها!
برنارد هنري ليفي «حليق الصدر» وهذا انتقاد شخصي لا يهم القارىء في شيء سوى بأن يحاول تخيل شخصية الـ»دون جوان»، والذي يعتبر نفسه نجما سينمائيا وعبقري الشاشة الفرنسية، رغم كره الجماهير له، إلا أنه يفرض نفسه على الشاشات والمحطات والإذاعات شاءت أم أبت!
برنارد هنري ليفي النرجسي والذي لا يكف عن التذكير بأنه «من خلص الليبيين من الديكتاتور» وهو من ذهب ومجموعة من الـ»سوريين المشبوهين والمتسلقين على ظهر الثورة» إلى مدرجات مهرجان كان ليعلن تضامنه مع المعارضة السورية في باريس!
لم يجد ما يقوله هنري ليفي أمام الشجاع إيمريك كارون، الذي حاربه بتناقضاته «كيف لك أن تصمت ولا ترفع صوتك في وجه الأطفال الذين قتلوا في غزة» ليجيب ليفي «لقد قتلوا نتيجة حفرهم للأنفاق» و»حماس هي المسؤولة وليست إسرائيل»!
ومن يومها والصحافي «المسكين» مهدد بالموت، ليس هو لوحده، بل والداه أيضا من قبل الصهاينة المتطرفين في فرنسا، ولن أتحدث عن المواقع التي خصصت له المقالات كمعاد للسامية!
صمت ليا سلامة: «الضمير أم الشهرة»!
كم أتمنى بأن تتبع زميلته «العربية واللبنانية» ليا سلامة، والتي تحدثت عنها أيضا مسبقا، نهجه وتتوقف عن «مياطتها»، وتأخد بحزام الأمور وتبصق ما يبصقه كارون من نفاق وتناقض في وجه الصهاينة والعنصريين على الشاشة!
ليا سلامة وكارون زميلان في برنامج «لم ننم» على القناة الفرنسية الثانية وهو برنامج ترفيهي يسجل نسبة مشاهدة عالية. ليا سلامة التحقت بالبرنامج مؤخرا بدلا من نتاشا بولوني «اليمينية»، وما أثار فضولي هو صمت ليا سلامة أمام «صرخة وغضب» زميلها أميريك كارون في وجه برنارد هنري ليفي، فبدا وحيدا أمام «الوحش»!
ليا اللبنانية «العربية واسمها الأصلي هالة»، لم تتأخر في وضع حدود آرائها قبل التحاقها بالبرنامج وبعكس سابقاتها «اللاتي لم يُخفين للحظة مواقفهن السياسية الواضحة» بين يمينيات ويساريات.
ليا أوضحت قبل توقيع العقد مع البرنامج «لا تحلموا بأن أحمل آراء سياسية وبأن أعبر عنها» و»أنا لست يمينية ولا يسارية» لتبعد بهذا أي شبهة وأي نقد سلبي يمس بها!
ألا يجب على الصحافية اللبنانية أن تقوم بالدفاع عن غزة وأهلها وعن سوريا وأهلها في وجه الصهيوني ليفي؟! هل خافت ليا على منصبها الجديد وفقدانها بالتالي للـ»فانز» والمعجبين، وخاصة بعد الحديث عن «ثقل ظلها» وتعثرها أثناء الأداء في دورها الجديد!؟
هل كون سلامة ابنة وزير وعربية لبنانية في تلفزيون فرنسي محلي سيحميها من النقد وسيجعلني أن أغمض عيني عن صمتها؟! سلامة التي تحدثت عن «سد الأنف وحبس النفس إن مرت بجانب مسلم على الرصيف»، واعتذرت موضحة بأنها استخدمت الصورة للتوضيح فقط وبأنها ليست عنصرية البتة بعد سيل التعليقات الغاضبة من المسلمين في فرنسا!
هل تستخدم سلامة ما يريد الإعلام الفرنسي سماعه من مصطلحات وتبقى «نظيفة سياسيا»، كما يقول الفرنسيون! لم لم تهاجم سلامة هنري ليفي بدلا من كارون وتوضح ولو لمرة موقفها الصارم حيال ما يحدث من حولها، واكتفت بسؤال ليفي عن «من ربح الحرب على غزة، أليست حماس؟».
مقالي هنا عن التضامن مع أماريك في أزمته وأتمنى أن لا أسمع عن خبر طرده من المحطة كون الانتقادات أصبحت كبيرة ضده! ومقالي أيضا يوضح فارقا بين صحافي يلتزم بموقفه ويخاطر بإسمه وشهرته لنشر الحقيقة وبين صحافية اختارت الحماية والاستقرار لكي تحتفظ بالمنصب والشهرة، وأترك لسلامة حرية الاختيار!!
غضب الراب من وصف اولاند للفقراء «بلا أسنان»!
في زاوية سابقة أعلنت عن خبر كتاب نشرته رفيقة اولاند السابقة فاليري تريرفلير «شكرا على تلك اللحظات»، وبعد أن لاقى الكتاب نجاحا غير مسبوق، وبعد الضجة الإعلامية التي أحدثها، أجبر اولاند على الرد على بعض من اتهامات شريكته عبر لقاء أجرته معه «لو نوفل أوبسيرفاتور».
وقد اتهمته تريرفلير بأنه يكره الفقراء ويصفهم بأناس «بلا أسنان»، ويشير الوصف إلى معرفة الطبقة الفقيرة عن طريق الأسنان، ففي فرنسا يعاني العديد من الناس من الفقر إلى درجة أنهم لا يملكون الإمكانية المالية لمعالجة أسنانهم ذات التكاليف الباهظة الثمن.
وقد أوضحت تريرفلير بأنه لم يسىء للفقراء فقط في وصفه هذا بل هي «إساءة لحياتها كلها»! ولم يرحم الإعلام بدوره عبارة اولاند هذه لتصل لمسمع مغني الراب الشهير ليلوس أكسيوم ليخصص بدوره «فيديو كليب» بعنوان غضب الـ»بلا أسنان» ويصـــور «ضبـــة أسنان متحركة وترقص» ووجه عبارات غاضبة لاولاند عبر الأغنية مثل «هل تسمع غضب الناس الذين بدون أسنان؟»، متحدثا عن الناس الذين يعانون من البطالة والفقر في المجتمع الفرنسي.
ويذكرني الحديث هذا بالرئيس الأسبق شيراك، عندما تحدث عن العرب والفقراء الذين يعيشون في الضواحي مسخدما كلمتي «الرائحة والضوضاء»، مما أدى بفرقة «زبدة» المنحدرة من أصول عربية إلى توزيع وتلحين الكلمات لعرضها في فيديو ينتقد شيراك وعنصريته بإسم «الرائحة والضوضاء» نفسه.
وربما كون شيراك يمينيا يجعلني لا أستغرب كلامه وأن يتفوه ساركوزي اليميني من بعده بوصـــف سكان الضــــواحي الفقراء بـ»هؤلاء الصعاليك يجب رشهم بمضخة المياه لتنظيف الضواحي منهم» لا يثير فضولي أكثر من أن يتفوه رئيس يساري واشتراكي بـ»احتقار الفقراء والبسطاء» ووصفهم بـ»لا أسنان»، بدلا من محاولة مساعدتهم في تحسين أوضاعهم الصحية والاجتماعية، التي تمنعهم من العلاج!! اولاند ينفي هذا، ولكنني أؤمن بصدق إمرأة جرح كبرياءها!
كاني ويست وجنون العظمة
خلال حفل غنائي للنجم كاني ويست في مدينة سيدني وأمام الآلاف من المشاهدين، طلب من الجميع الوقوف تحية له، وقال «سأكمل الغناء والحفل فقط إن وقف الجميع»، وتابع «وفي حال ما كنتم مقعدين وتجلسون في الأماكن المخصصة لكم، فإنني سأراكم حتما، لأنكم لن تقفوا وأؤكد لكم بأن لدي معرفتي الخاصة في هكذا أمور!».
وعندما وقف الجميع، ولم يبق غير إثنين مقعدين، أحدهما استطاع جاهدا الوقوف، والآخر لم يستطع نظرا لإعاقته الشديدة، لم يكن من ويست إلا أن صرخ في وجهه «إنها المرة الأولى التي اضطر فيها للانتظار طويلا لغناء أغنية، يا للهول!»، فما كان من الجمهـــور إلا أن صـــفروا وهــللوا ضده ودافعوا عن المقعد، موضحين لويست بأنه مقعد وبأن يدعـــه وشأنــــه. لقد أثار ويست بتصرفه اللا إنساني والأحمق هذا غضب جمعيات الدفاع عن حقوق المعاقين والتي طالبته بالاعتذار وبأن «يثقف نفسه ويتفهم معنى الإعاقة»، فعلا «اللي استحوا ماتو»!
يغضب من زوجته فيصفها بالداعشية
بعد جدال حاد مع زوجته، توجه فرنسي من مدينة بوردو إلى الشرطة في الحي الذي يقطنه، وصرح بأن زوجته اعتنقت الإسلام وترغب في التوجه إلى الجهاد في ليبيا، وبأنها لم تتوقف عن سب أمريكا واسرائيل وترتدي البرقع الإسلامي.
وبعد أن وصل الخبر إلى أكبر مسؤول في وزارة الداخلية الفرنسية، وتمت عملية البحث عن الزوجة «الداعشية» فوجئت الشرطة بوجودها في منزل صديقتها في المدينة نفسها ترتدي تنورة قصيرة «ميني جوب» وليس البرقع، وتلعب ألعاب فيديو مع أطفالها لتتم ملاحقة الزوج من قبل الشرطة بسبب البلاغ الكاذب،»شر البلية ما يضحك»!
٭ اعلامية فلسطينية مقيمة في باريس
أسمى العطاونة
مقال رائع كالعادة شكرا للكاتبة .
“..ترتدي تنورة قصيرة «ميني جوب» وليس البرقع، وتلعب ألعاب فيديو مع أطفالها..”
فقط!. المعيار الفاصل بين الداعشي وغير الداعشي هو هذا؟. الذين فجروا البرجين في أحداث سبتمبر في أمريكا لم يكونوا يرتدون القميص الأفغاني؟ تصوري ( فقط دون إلقاء التهمة على هذه السيدة) أن هذه السيدة حقيقة كما صورها الزوج, وأن معلومات توصلت بها ( من أصدقاء, أقرباء ) أنه بلغ أوسيبلغ عنها للشرطة بالتهمة المعروفة, في الحالة هذه , ما هي أفضل طريقة للتخلص من التهمة؟ لو اقتضى الأمر كانت ستضع هناك مشروبات ربما أو ماإلى ذلك.
تذكير, أنا لاأتهم السدة إطلاقا, فقط طريقة التعامل مع القضية , إن كان فقط من هذه الزاوية فهو خطأ كبير إن لم تقم الشرطة بالموازاة بالتحري والبحث في سيرتها الشخصية من جهات أخرى.
شكرا لك وصباح جميل
اعد الاتحاد الاوروبي استطلاع راي(قبل 5او6سنوات) حول اخطر بلد فى العالم فجاء الكيان الصهيوني في المرتبة الاولى وبفارق كبير عن البقية وسحب الاستطلاع بعد دلك… المقايضة بمعاداة السامية لم تعد تنفع فالشعوب اصبح لها القدرة للوصول الى المعلومة والراى الاخر و قضية خيرمثال فرغم عملية التشويه والترهيب الواسعةمن طرف وسائل الاعلام ( التقليدية) الا انه استطاع ايصال صوته ورأيه لملايين من الناس …شكرا
الأخ عبدالكريم
كانت ترتدي ملابس مخالفة للتي وصفها زوجها
الموضوع ليس عن لبسها بل عن استخدام «تهمة داعش» من قبل فرنسي لايعرف عن الموضوع شيئا غير ما ينقله له التلفاز!
شكرا لمرورك
الأخ مروان
أشاركك الرأي فما حدث مؤخرا في غزة وردود الرأي العام المتنضامنة مع فلسطين أكدت أن الناس هنا ملت من الخوف الدائم والحذر عند انتقاد «إسرائيل» وملوا أيضا من اتهامهم بمعاداة السامية كلما تضامنوا مع فلسطين
شكرا لك
للتوضيح فقط…القضية التى اشرت اليها هى قضية ديودونى (كوميدى فرنسى)…شكرا
مقال رائع جدا بمواضيعه المختلفة و التي صيغته بطريقة لطيفة.
تحية شكر و تقدير لك ايضا لتعقيبك على ردود الاخوة
الأخ مروان كتبت في زاوية سابقة عن ديودونيه بعنوان الصحفيين الفرنسيين «كلاب الحراسة الجدد»
الأخ محمد شكرا جزيلا لك