نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين عن إفتتاح الدورة الواحدة والستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة التي تـُعقد بين يومي الثالث عشر والرابع والعشرين من الشهر الحالي بالتركيز على «تمكين النساء في عالم العمل المتغير».
ويشارك في هذه الدورة نحو 8000 امرأة ورجل يمثلون الدول الأعضاء والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ومختلف الجهات لبحث أوضاع حقوق النساء والفتيات وسبل تمكينهن.
وفي مستهل كلمته شكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوفود وممثلي المجتمع المدني على جهودهم لدعم تمكين النساء وكفالة كرامتهن بأنحاء العالم. وقال إن جهود ضمان المساواة تسهم في جعل العالم مكانا أفضل للجميع. وأضاف غوتيريش «في عالم يهيمن عليه الذكور، يجب أن يكون تمكين المرأة أولوية رئيسية. تمتلك النساء العوامل اللازمة للنجاح، إن التمكين يعني تحطيم الحواجز الهيكلية. ما زال الرجال يهيمنون، حتى في الدول التي تعتبر نفسها متقدمة. وتعيق الشوفينية الذكورية النساء، بما يضر الجميع. إننا جميعا نكون في وضع أفضل عندما نفتح أبواب الفرص للنساء والفتيات في الفصول الدراسية ومجالس إدارات الشركات، والرتب العسكرية، ومحادثات السلام، في جميع أبعاد الحياة المنتجة. إنه أمر حيوي لمعالجة الظلم التاريخي المستمر حتى اليوم».
وأضاف الأمين العام أن تمكين النساء وتحقيق المساواة بين الجنسين لا يهدف فقط إلى معالجة هذا الظلم التاريخي، إذ يتعلق الأمر أيضا بتحقيق فوائد تعم على الجميع. وأكد أن المؤسسات والشركات والحكومات والمنظمات التي تعكس تنوع الأشخاص الذين تمثلهم، تحقق نتائج أفضل بكل المقاييس «إذا عالجت الدول الفجوة بين الجنسين في مجال العمل، فإن النساء يمكن أن يولدن تمويلا يدعم تحقيق النجاح في أجندة التنمية المستدامة 2030، التي اتفق عليها كل قادة العالم في الأمم المتحدة في عام 2015. وتظهر إحدى الدراسات أن تحقيق المساواة بين الجنسين يمكن أن يضيف 12 تريليون دولار للنمو العالمي خلال العقد المقبل».
وأكد غوتيريش أن تمكين النساء هو أفضل سبل التصدي لتحديات توفير الحماية الناجمة عن التطرف العنيف وانتهاكات حقوق الإنسان، وكراهية الأجانب وغير ذلك من تهديدات. وتحدث الأمين العام عن الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في أنحاء العالم، من التطرف الذي يبني أيدلوجياته على إخضاع النساء والفتيات وحرمانهن من حقوقهن، إلى العنف الجنسي والإجبار على الزواج والاتجار بالبشر وغير ذلك من انتهاكات. وأشار أيضا إلى أن بعض الحكومات تضع قوانين تحد من حريات النساء، فيما تزيل أخرى تدابير الحماية القانونية من العنف الأسري. وأكد أن حقوق النساء هي حقوق الإنسان. وشدد على أهمية مشاركة جميع الرجال في دعم تمكين النساء. وقال إن العالم بحاجة إلى قيادات نسائية، وإلى مزيد من الرجال الذين يدعمون المساواة بين الجنسين. وأعلن أنطونيو غوتيريش انضمامه إلى الشبكة الدولية لأبطال المساواة بين الجنسين، وشجع كبار القادة على الانضمام لتلك الحملة.
وتعد اجتماعات اللجنة من أكبر التجمعات العالمية التي يشارك فيها قادة دوليون وممثلو منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وشركاء الأمم المتحدة والنشطاء من مختلف أنحاء العالم لبحث وضع حقوق النساء والفتيات وتمكينهن في كل مكان.
وتعقد اجتماعات هذا العام في مرحلة دقيقة، إذ يتغير عالم العمل بشكل سريع مدفوع بالابتكار والعولمة وزيادة تنقلات البشر. وفي نفس الوقت يتأثر عالم العمل بتغير المناخ والأزمات الإنسانية وزيادة القطاع غير الرسمي في نشاط العمل، وانعدام المساواة الاقتصادية.
وفي لقاء مع «القدس العربي» حول أعمال الدورة الحالية قالت وزيرة شؤون المرأة في الجمهورية التونسية نزيهة العبيدي، «جئنا لهذا المؤتمر لنؤد للعالم ان تونس تعيش حالة من التوتزن والتسامح والاحترام المتبادل بيننا رجالا ونساء والرسالة التي نريد أن نبلغها للعالم أننا مجتمع جذره ثابت في الأرض وفروعه في السماءزنؤمن بحرية الفكر وحرية الإنسان ونؤمن حقوق الإنسان هي مكسب للجميع في أي بلد وفي أي مجتمع».
وزيرة التضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية في المغرب، بسيمة الحقاوي، خصت «القدس العربي» بمقالة (تنشر لاحقا) قالت إن الرسالة التي يحملها المغرب لهذا المؤتمر مفادها أن «المغرب من الدول التي إستطاعت إنطلاقا من رؤيتها الحقوقية إنصاف المرأة على العديد من المستويات. وخاصة في السنوات الخمس عشرة السابقة. في مدونة الأسرة حققنا ثورة ثقافية حقيقية إنطلاقا من نص القانون الذي وضع مسؤولية الأسرة تحت رعاية الزوجين على قدم المساواة بإلغاء التفاوت الذي كان موجودا في نص قانون الأحوال الشخصية.
عبد الحميد صيام