الدوحة – «القدس العربي» : إفتتح خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» صباح أمس الاثنين مهرجان «كتارا» للرواية العربية، الذي يقام خلال الفترة من 18 إلى 21 مايو/أيار الجاري، بمشاركة شخصيات ثقافية وأدبية منها، واسيني الأعرج، زهور كرام، سعيد يقطين، إبراهيم عبد المجيد، ميسون هادي، إبراهيم عبدالله غلوم، عائشة الدرمكي، إبراهيم بوهندي، طلال الرميضي، وآخرون من داخل وخارج دولة قطر.
وفي كلمته أعرب خالد السليطي عن أمله مع إنطلاق مهرجان «كتارا» للرواية العربية في دورته الأولى، أن تكون فاتحة خير لمسيرة مباركة نحو الإرتقاء بالرواية، ضمن إستراتيجية واضحة وخطة طموحة، دشنتها جائزة «كتارا» للرواية العربية منذ انطلاقتها كشعلة مضيئة في فضاء الثقافة والأدب والفكر العربي، لتشكل إضافة حقيقة لعالم الرواية. وأضاف: «أننا في كتارا ونحن نستقبل هذه الكوكبة المميزة من الشخصيات، نتطلع لأن يلقى هذا المهرجان الفريد من نوعه صدى طيبا وتفاعلا واسعا في الساحة الثقافية العربية، لا سيما أنه يتضمن العديد من الفعاليات والندوات والمعارض والعروض، التي تحتفي بالرواية العربية، لتشكل لوحة إبداعية لما يجب أن تكون عليه حال الرواية ومكانتها في وجدان وقلب كل عربي».
مركز الرواية
بعد ذلك افتتح المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» مركز «كتارا» للرواية العربية، الذي يعد أحد المشروعات الحيوية، وهو مركز فريد من نوعه على مستوى المنطقة، من حيث تخصصه في الرواية العربية تحديدا، إضافة إلى ما يقدمه من خدمة للروائيين الشباب والكبار.
ويشمل المركز الجديد مكتبة للرواية العربية تضم مجموعة من الروايات الحديثة والقديمة، لنخبة من الأدباء العرب، إضافة إلى عدد من الأفلام العربية المقتبسة من روايات مشهورة، وهذه المكتبة قيد التطوير المستمر، حيث أنها مجرد بداية، كما يتوفر في المركز أرشيف وقاعدة بيانات للرواية العربية، ومعرض صور لأشهر الروائيين العرب، إلى جانب مركز للتدريب وورش عمل متخصصة في مجال كتابة الرواية، سيستفيد منه مشروع طلائع «كتارا» في الرواية العربية الذي ستطلقه جائزة «كتارا» للرواية العربية خلال المرحلة المقبلة.
كما تم إنشاء دليل الروائيين العرب من خلال الموقع الإلكتروني لجائزة كتارا للرواية العربية.
الطابع البريدي
كما قام خالد بن إبراهيم السليطي بتدشين طابع «كتارا» للرواية العربية، حيث تعاونت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» مع الشركة القطرية للخدمات البريدية، في إصدار طابع بريدي خاص تزامنا مع جائزة «كتارا» للرواية العربية في دورتها الأولى، حيث تأتي هذه الخطوة تخليدا للجائزة.
وقال: تعارفت الأمم على إحياء المناسبات والاحتفاء بالذاكرة الإنسانية وتعزيز الإبداعات الجديدة، بإصدار الطوابع البريدية، لما لهذه الطوابع من قيمة تاريخية واجتماعية وفنية؛ فالطابع البريدي تعبير عن عمق التواصل والتعارف والتراسل بين الأفراد والمجتمعات، وتوثيق لأحداث وطنية وسياسية واجتماعية وثقافية، وفي هذا البعد الفكري والأدبي يندرج إصدار طابع جائزة «كتارا» للرواية العربية كسفير ورحالة يجوب أنحاء العالم من دون قيود. والطابع تميز بتصميمه من خلال صورة الجائزة بتقنية الحفر والنفور في الآن ذاته، وهي تقنية تجعل الطابع مميزا من حيث الشكل الفني والهوية البصرية. وقد روعي في تصميم هذا الطابع استخدام اللون الرملي، إشارة إلى ماهية اللون الذي يطبع المجلدات والكتب والأسفار، وإلى طبيعة الصحراء التي تجمع الوطن العربي من المحيط إلى الخليج .وقد تمت طباعة 40 ألف طابع بريدي، حيث ستتوفر في كافة مكاتب البريد، من أجل استخدامها في المراسلات الإدارية الداخلية والخارجية لكتارا وغيرها من المؤسسات والأفراد.
المركز الإعلامي
عقب ذلك قام خالد بن إبراهيم السليطي بافتتاح المركز الإعلامي لمهرجان «كتارا» للرواية العربية، الذي أقيم في إطار مواكبة فعاليات المهرجان ليسهل على الصحافيين والإعلاميين متابعة فعاليات المهرجان والتواصل مع الضيوف من رسميين وأدباء وروائيين ومثقفين لإجراء المقابلات الصحافية والإذاعية والتلفزيونية، من خلال جناح معد لذلك.
وتتوفر في المركز كافة التجهيزات الفنية والتقنية لهذا الغرض، ليكون هذا المكان ملتقى يوميا للإعلاميين خلال أيام المهرجان. وقد شهد المركز حضورا إعلاميا كبيرا من مختلف وسائل الإعلام.
اللجنة الدائمة
من جهة ثانية، بدأ في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية، بهدف الإعداد للدورة المقبلة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو».
يأتي الاجتماع بعد الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، التي عقدت في الرياض في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث يبحث المجتمعون عددا من القضايا والموضوعات الثقافية، إضافة الى استعراض الواقع الراهن للأوضاع الثقافية العربية. وأعرب خالد بن إبراهيم السليطي عن سعادته بأن يتم عقد اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، في «كتارا». وأضاف في الكلمة الافتتاحية للاجتماع، التي ألقاها نيابة عنه خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة «كتارا» للرواية العربية إنه من حسن الطالع أن يأتي عقد هذا الاجتماع متزامنا مع افتتاح فعاليات مهرجان «كتارا» للرواية العربية، هذا الحدث الثقافي الكبير، الذي نأمل أن يشكل نقلة نوعية للثقافة العربية بوجه عام وللرواية العربية بوجه خاص. وقال: تكمن أهمية هذا الاجتماع في أنه أول ثمرة للتعاون بين المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألـكسو»، كما أنه يعطي دورا رياديا للحي الثقافي، باعتباره نقطة إشعاع لدعم العمل الثقافي العربي، بما يعود بالنفع على المثقفين والمبدعين في كافة أنحاء الوطن العربي، حيث تم مؤخرا عقد مذكرات تفاهم بين المنظمة و»كتارا»، جرى بموجبها عقد اتفاقيات عدة ومن أهمها اتفاقية اختيار «كتارا» بوابة للثقافة العربية، من خلال موقع إلكتروني متخصص في الأدب والفنون العربية.
بدورها أعربت حياة القرمازي مدير إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» عن شكرها للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» على استضافة اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية، مشيرة إلى دور «كتارا» البارز في دعم العمل العربي الثقافي وتشجيع المبدعين في مختلف المجالات.
ودعت، في كلمة خلال افتتاح اجتماع اللجنة، إلى إيلاء الثقافة العربية ما تستحق من عناية ودعم من وزارات الثقافة العربية، وتعزيز العمل العربي المشترك في المجال الثقافي، وتنفيذ ما يصدر عن مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.
من جانب آخر ترأس الإجتماع ناصر بن صالح الحجيلان رئيس اللجنة الدائمة للثقافة العربية، وتم بحث إعداد تصور بشأن «عقد عربي للحق الثقافي»، بعد انتهاء العقد العربي للتنمية الثقافية (2005-2014)، والملتقى الخاص بصياغة رؤى للعمل الثقافي العربي، الذي اعتمده المؤتمر في دورته الثامنة عشرة (المنامة 2012) تمهيداً لعقد القمة الثقافية العربية، إضافة إلى التشاور بشأن تحديد الدولة المضيفة للدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، ومناقشة موضوعها الرئيسي وهو الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي.
كما يبحث شؤونا ثقافية أخرى من بينها مشروع العواصم والمدن الثقافية العربية، والجائزة العربية للإبداع الثقافي، والأيام الثقافية العربية، وتفعيل الإستراتيجية العربية للتنمية المسرحية.
منى الشمري