إنهم يكتبونني

حجم الخط
1

ـ «قال، إنهم هكذا، يرددون الكلام نفسه الذي رددناه، يعيشون الأفكار نفسها التي عشناها، التي جمّعت الكثيرين منا، والتي فرّقت الكثيرين منا، الأفكار التي يمكنك أن تقول إنها خانتنا، والتي يمكنك أن تقول إننا خُنّاها، إنهم يعيشون الأحلام القديمة نفسها التي عشنا نحن من أجلها، والتي خابت، ثم إنه ضحك، لم تَخِب تماما، ولكنها شاخت، ونحن أيضا قد شِخنا، وأنت، أنت لا تريدهم أن يسلكوا الطريق نفسها والخطأ نفسه، وفي كل مرة تريد أن تقول، تحاول، مع أن الوقت سوف يمضي، وستعرف أنت الآخر أن عليك ألا تقول شيئا، ذلك أنهم صاروا يروننا أفضل حالا، وأكثر ميلا إلى التخاذل والتسليم، قال، إنهم هكذا، دائما».
إبراهيم أصلان من «يوسف والرداء» ـ صدرت في طبعات متعددة أحدثها عن دار الشروق.
ـ «المتشككون محقون عندما يؤكدون أن تاريخ الإنسانية سلسلة غير متناهية من الفرص الضائعة، ولحسن الطالع، وبفضل سخاء الخيال الذي لا ينضب، سنسد الخُلَل مالئين الثغرات بأفضل ما يمكننا، فاتحين معابر في الحارات المسدودة، التي ستظل مسدودة، مخترعين مفاتيح لفتح أبواب صارت بلا أقفال أو لم تكن بأقفال ذات يوم».
جوزيه ساراماجو من رواية «مسيرة الفيل» ـ ترجمة أحمد عبد اللطيف ـ صدرت عن سلسلة الجوائز ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ـ «ليس عمل الكاتب تبرير الواقع، بل تفسيره، والدعوة إلى تغييره إذا كان يتطلب التغيير، والكاتب القويم مكتشف ورائد، ومن أجل هذا يتحتم عليه أن يتحرر من كافة القيود التي تعيق حركة عقله الحر. وولاؤه أولا يجب أن يكون للحقيقة، مهتديا إليها في ضوء القيم الإنسانية وحدها، وعليه ألا يُقيِّد تفكيره باعتبارات السياسة أو العرف، حتى لا يضائل هذا التقييد من نفوذه في البحث عن الحق. إن الكاتب يرتبط باعتبارات السياسة والقانون والعرف، بوصفه مواطنا، بيد أنه يتخطى كل هذا ويجاوزه ويتفوق عليه بوصفه مفكرا.. ولو استطاع الكاتب في حياته كلها أن يترك لنا عشرة من قرائه اكتسبوا بتأثيره عادة البحث الحر، والشجاعة في إبداء الرأي فإن هذا الكاتب سيكون بطلا قوميا».
خالد محمد خالد من كتابه «في البدء كان الكلمة»
ـ «ثمة في البلادة مقدار من الجد، لو وُجّه بشكل أفضل، لأمكن له أن يضاعف محصولنا من الروائع».
إميل سيوران من كتاب «المياه بلون الغرق» ترجمة آدم فتحي ـ منشورات الجمل
ـ «فقد صارت الدنيا في نظري مدرسة حقيقية سوى أنها سخيفة، يتلقى المرء دروسه فيها حين يكون بين الناس سابحا معهم على متن الحياة يصارع أمواجها ويغالب أشباحها، حتى إذا كر على الشاطئ وارتمى على رماله ليريح أعضاءه ويستجم لخوض العباب مرة أخرى، شرع يفكر في ما لقيه ويجيل نظره فيه كالتلميذ، بعد أن ينصرف عن المدرسة، يُقلِّب صفحات كتبه ودفاتره ليستظهر ما فيها ويثبته في ذاكرته، ولكنها كما قلت مدرسة سخيفة يقضي فيها المرء حياته ليتعلم كيف يعيش، وتنصرم أيامه وهو يحذق الدرس ولم يفز بالجائزة».
إبراهيم عبد القادر المازني من «قبض الريح» ـ صدرت له طبعات متعددة، من بينها طبعة إلكترونية متاحة للتحميل والقراءة مجانا على موقع مؤسسة هنداوي على الإنترنت.
ـ «ليس لديّ أي شعور بالذنب بشأن الكتب التي لم أقرأها وربما لن أقرأها أبدا، فأنا أعرف بأن كتبي لديها صبر لا حدود له، سوف تظل تنتظرني حتى نهاية العمر، وهي لا تطلب مني أني أتظاهر بأني أعرفها كلها، ولا تطالبني أن أغدو واحدا من معالجي الكتب المحترفين الذي تخيله فلان أوبريان وهو الشخص الذي يجمع الكتب بشراهة لكنه لا يقرأها، والذي يمكنه أن يكسب مورد عيشه من معالجة الكتب لقاء أجر زهيد، حيث يجعلها في الظاهر تبدو مقروءة، إذ يملأ بالحواشي هوامش الكتاب بتعليقات وكتابات مزيفة، وحتى يدخل في الكتاب برامج لعروض مسرحية أو أشياء سريعة الزوال كمؤشر بين الصفحات العذراوات.. الكتب المنسية في مكتبتي تحيا حياة صامتة لا تلفت النظر، مع هذا فإن ميزة كونها منسية تتيح لي، أحيانا، إعادة اكتشاف قصة معينة، قصيدة معينة، كما لو أنها جديدة بالنسبة لي، افتح كتابا، كنت أظن أني لم أفتحه من قبل أبدا، فألتقي مصادفة بمقطع رائع، فأعزم على حفظه، ومن ثم أغلق الكتاب وأكتشف، على الورقة الأخيرة أن ذاتي الأصغر والأحكم كانت وضعت إشارة على المقطع الخاص حين اكتشفته أول مرة في عمر الثانية عشر أو الثالثة عشر».
ألبرتو مانغويل من كتاب «المكتبة في الليل» ـ ترجمة عباس المفرجي ـ دار المدى
«إن محبة الشعب بإطلاق لغو لا طائل منه أو فيه، فالشعب مضلل، وبسبب هذا التضليل فإنه عرضة لعيوب كثيرة، والحب عادة أعمى، فما نفع حب الشعب إذا كان ثمنه عدم تنبيهه إلى أخطائه؟، ما نفع حب الشعب إذا لم يكن هذا الحب موجها نحو فتح عيون الشعب على الحقيقة؟ ثم ما نفع حب الشعب، إذا كان هذا الحب سكوتا على الخرافات التي تجعل الشعب قطيعا من القُطعان؟».
حنا مينه من رواية «عاهرة ونصف مجنون» ـ دار الآداب
ـ «الحلم والثورة مصنوعان ليتعاهدا، لا ليستبعد الواحد الآخر. الحلم بالثورة ليس التراجع عنها، بل صنعها بشكل مزدوج، ومن دون تحفظات ذهنية. إحباط ما لا يُحـــتمل عيشـــه ليس للهرب من الحياة، بل الاندفاع نحوها كليا ودونما رجعة».
جورج حنين ـ ترجمة ساران ألكسندريان من كتابه الصادر عن منشورات الجمل

٭ كاتب مصري

 

إنهم يكتبونني

بلال فضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    مقتطفات جميلة ومعبرة

إشترك في قائمتنا البريدية