الحسكة ـ «القدس العربي»: أصدرت هيئات وتجمعات أهلية ومدنية من إعلاميين ونشطاء من أبناء محافظة الرقة شمالي سوريا، بياناً اتهموا فيه «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، بإرسال احداثيات خاطئة لمقاتلات التحالف الدولي على الأرض.
وجاء في البيان «نحمل قوات التحالف الدولي وذراعها العسكرية في سوريا المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، والتي تقودها قوات الحماية الشعبية، وتقوم بإعطاء الإحداثيات على الأرض، كامل المسؤولية عن سلامة المدنيين في مدينة الرقة وريفها. وأضاف البيان، أنه تم توثيق خلال الـ 48 ساعة الماضية، وعن طريق مراكز توثيق مستقلة وأطباء، وقوع أكثر من 300 قتيل في صفوف المدنين، إذ نعلن عن بدء تشكيل هيئة حقوقية للمرافعة ضد انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل القوى المهاجمة بحق المدنيين».
وأشار البيان إلى أن «بعض مقرات تنظيم الدولة، تحتوي على العديد من الأسرى المدنيين، وعليه نطالب التحالف الدولي بتحمل المسؤولية كاملة تجاه الأسرى واحترام قواعد الحرب».
وحمل الناشط السوري أبو محمد الرقاوي «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقودها الوحدات الكردية وقوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة عن استهداف وقتل المدنيين في الرقة.
وأكد في تصريح لـ «القدس العربي» أن «الوضع في الرقة كارثي بل هو وضع يفوق ذلك إلى وضع ما بعد الكارثة»، متهماً «قوات سوريا الديمقراطية» بارسال احداثيات خاطئة للتحالف الدولي التي بدورها «تقوم بارتكاب كل أنواع الإجرام بحق المدنيين في الرقة، حيث تقصف أحياء سكنية ليست فيها معسكرات أو ثكنات عسكرية لتنظيم الدولة، بل تستهدف أحياء الرقة المكتظة بالمدنيين»، حسب تعبيره.
وأضاف «ارتفعت حصيلة القتلى خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى أكثر من 300 مدني جراء غارات لطائرات التحالف الدولي بعدما استهدفت أسواقاً شعبية وأفراناً ومدارس تؤوي نازحين من مختلف المناطق السورية في مدينتي الطبقة والمنصورة بريف الرقة الغربي».
ودعا الرقاوي المنظمات الدولية والحقوقية إلى «تشكيل لجنة للتحقيق في ما يجري من استهداف للمدنيين في محافظة الرقة، معتبراً أنه لا مجال للتساهل في قتل المدنيين ولو عن طريق الخطأ كما تدعي هذه القوى».
واستبعد العقيد الطيار حسام الأطرش احتمالات الخطأ من قبل التحالف الدولي، مرجحاً بشدة احتمال أن تكون الأخطاء في الضربات الجوية عائدة إلى أن المعلومات التي تم اعطاؤها غير صحيحة أو غير دقيقة.
وأوضح لـ «القدس العربي» أن «الطيار يقصف المواقع المحددة وفقاً للاحداثيات التي تم اعطاؤها له الذي هو مجرد منفذ التعليمات ليقوم بإلقاء القذائف»، مؤكداً أنه «يستحيل أن يقوم الطيار من تلقاء نفسه بضرب مواقع غير المعطاة له، لأن الأمر سيكون مكشوفاً وبشكل عاجل».
لكن القيادي في «حركة المجتمع الديمقراطي» عمر علوش اعتبر ان الاتهامات الموجهة لـ»قوات سوريا الديمقراطية» بإعطاء احديثات خاطئة لمقاتلات التحالف الدولي أمر غير واقعي، وأضاف لـ»القدس العربي»: «أن الإحداثيات لا تعطيها قوات سوريا الديمقراطية للتحالف الدولي، وإذا فرضنا ذلك فإن هذه الإحداثيات تخضع للتمحيص والتدقيق من قبل مسؤالي التحالف الذين يقومون بدورهم بمقارنة هذه المعلومات مع التقارير الاستخبارية الموجودة لديهم».
وأكد «وقوع أخطاء سواء من قبل قوات التحالف الدولي أو غيرها، لكن لا اتوقع ابداً أن الدول التي تقاتل ضمن اطار قوات التحالف قادمة لكي تقتل المدنيين الابرياء عن عمد فهذا امر مرفوض، إلا أن الأمر الأهم أن قوات سوريا الديمقراطية ليست الجهة التي تزود التحالف الدولي الإحداثيات بمفردها من الممكن أن تعطي معلومات موجودة على الأرض ولكن هذه الإحداثيات ليست أوامر لتلك لقوات التحالف.
يذكر أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يواصل منذ اشهر دك الأحياء والمباني و البنية التحتية والجسور، الأمر الذي أدى إلى وقوع مجازر بحق أهالي الرقة وذلك بحجة محاربة الإرهاب في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا».
عبد الرزاق النبهان