اتهامات للمخابرات الأمريكية بصناعة داعش وتحريضها على احتلال الكويت

حجم الخط
3

القاهرة ـ «القدس العربي»: واصلت الصحف الصادرة أمس الخميس 7 أغسطس/آب تخصيص مساحات واسعة للمشروع الذي بدأه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء قناة جديدة موازية ومكملة لقناة السويس، سواء في التحقيقات الصحافية او الصور والمقالات. ولوحظ أنها تستعيد الأجواء نفسها التي سادت مصر عام 1956، عندما أعلن خالد الذكر تأميم شركة قناة السويس، وإعادة إذاعة الأغاني والأناشيد الوطنية التي صاحبته، خاصة أغنية الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، كلمات زميلنا الشاعر الموهوب المرحوم صلاح جاهين. وكانت جريدتا «الوطن» و»التحرير» يوم الأربعاء قد حولتا المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى إلى مقطع من الأغنية وهو، ضربة كانت من معلم في الوطن وضربة معلم في التحرير، وبسبب المنافسة تنبهت جريدة «المصري إليوم» أمس للسبق الذي حققته «الوطن» و»التحرير» فكان المانشيت الرئيسي في صفحتها الأولى، كوبليه آخر من الأغنية وهو «ابتدى الشعب الحكاية».
وأشارت الصحف إلى استمرار العمل في عمليات الحفر طوال الأربع والعشرين ساعة يوميا، وارتفاع عدد الشركات المشاركة إلى حوالى ثلاثين أو أكثر للانتهاء من الحفر الجاف بعد سنة، بناء على طلب الرئيس بدلا من ثلاث سنوات.
كما واصلت الصحف أيضا إبراز استمرار الهدنة في غزة بين إسرائيل وحماس، والعمل على مدها أياما أخرى أكثر من ثلاثة أيام لتوفير الأجواء للمحادثات بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني برئاسة السلطة ومشاركة حماس والجهاد، استنادا إلى المبادرة المصرية، والبحث في المطالب الفلسطينية الأخرى من رفع الحصار وفتح المعابر وتشغيل ميناء ومطار غزة ومشاركة الأمريكان والاتحاد الأوروبي في المحادثات.
وفي شمال سيناء واصلت قوات الجيش الثاني والشرطة عملياتها، فقتلت ثلاثة إرهابيين وقبضت على أحد عشر منهم، وأصدر النائب العام المستشار هشام بركات قرارا بحظر النشر عن حادث الهجوم الإرهابي في الضبعة بمحافظة مرسى مطروح، على سيارة شرطة ومقتل الضابط والأربعة جنود.
وأصدرت محكمة في قضية مقتل اللواء نبيل فراج في كرداسة، حكما بالإعدام لاثني عشر والمؤبد لعشرة، من بينهم هاربون وبراءة واحد. كما أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بالمؤبد على ثلاثة من الإخوان المسلمين بينهم سيدتان لاستخدامهم العنف في أحداث مسجد الفتح، في شارع رمسيس عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، كما تمت إحالة ثلاثة وعشرين من أعضاء تنظيم كتائب أنصار الشريعة إلى محكمة الجنايات.
ودفع رجل أعمال نظام مبارك أحمد عز مبلغ واحد وستين مليون جنيه من الكفالة البالغة مئة مليون جنيه للإفراج عنه، على ان يستكمل الباقي في ظرف شهر، في قضية الكسب غير المشروع. وطلب وزيرة القوى العاملة والهجرة ناهد العشري ترحيل الراقصة الروسية الجميلة وذات الشعبية الواسعة صافينار، لأنها تعمل بدون ترخيص، كما أنها قدمت رقصة ببذلة رقص على هيئة علم مصر هي أمي.
كما دخل وزير الأوقاف الدكتور الشيخ محمد مختار جمعة في معركة أخرى ضد الطبيب أسامة القوصي، الذي أفتي بجواز نظر الخطيب إلى جسد خطيبته وهي تستحم، وأراد الوزير إحراجه بأن سأله نقلا عن زميلنا في «الأخبار» عبد الرحمن عبد الحليم:»أقول له ولأمثاله أي نخوة وأي رجولة في هذا، هل تقبله أنت على ابنتك؟ وإذا كانت طبيعتك أنت تقبله فطبيعة الشعب المصري المؤمن المتحضر بمسلميه ومسيحييه لا تقبله».
هذا وكان الوزير من قبل قد هاجم زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى بسبب ما أثاره عن عذاب القبر والثعبان الأقرع، وبدأت الاستعدادات للسنة الدراسية الجديدة بأن واصلت وزارة التربية والتعليم تنقية بعض الكتب من المواد التي أدخلها الإخوان عليها، كما حذفت ما تم وضعه بأن الرئيس الأسبق حسني مبارك قائد الضربة الجوية في حرب أكتوبر التي حققت النصر.
وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا..

المسيحيون وداعش

ونبدأ تقريرنا إليوم بالمأساة أو المهزلة أو المؤامرة، سمها ما شئت، التي يتعرض لها أشقاؤنا المسيحيون في العراق على أيدي داعش، وهي جزء من مأساة الشعب العراقي، الذي انقسمت بلاده وتحارب على أسس مذهبية. ثم بدأت عملية تهجير المسيحيين منه بعد الغزو الأمريكي ـ البريطاني عام 2003، والغريب في الأمر أن يحدث ذلك للمسيحيين رغم خضوع بلادهم لاحتلال دول مسيحية، ثم يصمت العالم المسيحي كله بدوله وشعوبه عما يحدث لهم على أيدي داعش، مما أذهل عددا كبيرا من المسيحيين، فوجدنا زميلنا يوسف سيدهم رئيس تحرير صحيفة «وطني» الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل أحد يقول:»لم يستطع العالم الحر ابتلاع ما يجري، وانفجرت مظاهرات الشعوب تدين ما يتعرض له مسلمو البوسنة والهرسك، ووصل الأمر إلى استحالة وقوف الأسرة العالمية متفرجة على ما يحدث، وعندما لم ينصع الصرب والكروات المسيحيون لقرارات الأمم المتحدة إيقاف القتال والتطهير العرقي، لم يكن هناك مفر من إرسال قوات دولية لفرض إيقاف إطلاق النار بالقوة والفصل بين الأطراف المتحاربة.
وتبع ذلك اتفاق دول حلف الأطلنطي والولايات المتحدة على شن سلسلة متلاحقة من غارات القصف الجوي على مواقع وتجمعات وتحصينات الصرب والكروات، لكسر شوكتهم وإجبارهم على إيقاف ضربات التطهير العرقي التي يواصلون توجيهها لمسلمي البوسنة والهرسك.
واستمر الأمر كذلك لفترة غير قصيرة، حتى نجح العالم في كبح جماح المعتدين وتأمين استقلال الأقلية المسلمة، وها نحن نتابع منذ شهر آخر وأبشع فصول مأساة العراق المفكك المغلوب على أمره، بظهور تنظيم «داعش» الإرهابي المسلح واجتياحه إقليم الموصل المسيحي وانطلاقه في ممارسة كل أشكال التطهير العرقي لمسيحيي العراق. الآن العالم يشهد في صمت مريب ومخجل كيف يطرد مسيحيو الموصل من بيوتهم وتنتزع ممتلكاتهم».

لم يعد المسيحيون الشرقيون
في دائرة اهتمام حكومات الغرب

ومن يوسف سيدهم في «وطني» إلى الأب رفيق جريس في «الشروق» في اليوم نفسه، الأحد:»بلاد الغرب لم تعد بلادا مسيحية، كما كان حتى القرن التاسع عشر، فأغلب الدول الغربية فصلت الدين عن الدولة، بالطبع ما زالت هناك قيم غربية هي في الأساس قيم مسيحية مثل، احترام الآخر والقيام بأعمال الرحمة، إلى آخره، إلا أن الإيمان هناك أصبح حرية شخصية، وبالتالي هناك مسيحيون في الغرب، ولكن لم يعد الغرب مسيحيا ولم يعد المسيحيون الشرقيون في دائرة اهتمام حكومات الغرب، فعندما احترقت الكنائس في مصر ليلة 14 ـ 15 أغسطس/آب 2013، لم تصدر أي إدانة ضد الإرهابيين إلا بعض الكلمات على استحياء. فقضية الأقليات بالنسبة للحكومات الغربية هي قضايا لخدمة المصالح والضغط على الحكومات العربية، خاصة ذات التوجه الأوتوقراطي والثيوقراطي، حتى تكون كارت ضغط عليهم ليس إلا. وفي لقاء وفد من الكنائس المسيحية مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في يوليو/تموز 2014 أوضحنا لها، أولا: المسيحيون لا يريدون ترك بلادهم. ثانيا: وعودكم عن حماية الأقليات هي وعود واهية، لأن سوابقكم لما جرى لمسيحيي العراق بعد الغزو وتشتيت وتهجير هذا الشعب في ظل وجودكم ينم عن عدم اهتمامكم بالوجود المسيحي في الشرق، وسكوتكم عما يجري في الأراضي الفلسطينية من تجريف وتشتيت واضطهاد للمسيحيين من قبل إسرائيل المحتلة، ينم أيضا عن عدم اكتراث بإبقاء المسيحيين في أوطانهم.
ولهذا علينا أن نثمن دور المؤسسات الإسلامية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف وإمامه الأكبر وشخصيات إسلامية وعربية، بل وحكام عرب، الذين أدانوا ما تقوم به داعش الإرهابية من اضطهاد وتهجير وسلب ونهب المسيحيين في العراق وسوريا، الذين هم أصحاب الأرض، حيث جذورهم فيها ويتعايشون بود ومحبة مع إخوانهم المسلمين منذ 1450 سنة.
وكما تم اضطهاد والتنكيل بالمسيحيين تم أيضا من قبل داعش، صلب المسلمين الذين رفضوا وحاولوا الوقوف ضد داعش، فكان أجرهم القتل والصلب والتنكيل. المسيحيون لا يريدون ترك أوطانهم، وينتظرون من شعوب العالم، خاصة الدول العربية والإسلامية أن يدعموا بقاءهم في الشرق، أي في بلدانهم وأماكن وجودهم وعدم ترك الأرض التي هي مهد الأديان وموصي الأنبياء، وأولهم إبراهيم أبو المؤمنين جميعا».
ومن الأب جريس و»الشروق» إلى «الأخبار» والدكتور القس صفوت البياض وقوله في اليوم ذاته: «إن ما يحدث لمسيحيي العراق في الموصل بشكل خاص، لم يحرك مشاعر أحد لا من قريب ولا من بعيد، فأين الذين لامونا وأدانوننا لأننا لم نرحم الخنازير وقتلناها أو دفناها في الجير الحي بلا شفقة، فهل أشفقتم فقط على الخنازير، ويتبعها بالطبع الكلاب التي تحمل مكانة عالية في نفوس غالبية سكان المعمورة.
يقتل المسيحي على هويته وتغتصب الفتيات بلا رحمة حتى الموت، وتقطع رأس المسن بالسيف، لأنه رفض أن يبدل دينه، ويصلب المسن عمي إبراهيم وتلقى المرأة المسنة من السيارة لتسير على قدميها أميالا، بعد أن جردوها من كل ما معها، قتلوا من خالف تعليماتهم. وصدرت التعليمات ألا يخرج احد الى الشوارع ولو لشراء احتياجاتهم الضرورية. كل هذا والمجتمع الدولي يقف متفرجا، والمجتمع العربي يصمت. هل أخرس الحياء ألسنتنا، حتى كنائس المنطقة ممثلة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، يا للخزي والعار، أين مجلس الكنائس العالمي الذي كان يهتز من نفخة ريح تصيب نفرا في الصومال أو في أفريقيا؟ أين جامعة الدول العربية التي يجتمع وزراء دولها لأقل الأحداث وأين أمينها العام الهمام؟ أين مصر بلد التاريخ والحضارة وفنون الثقافة والعمارة؟ أين الضمائر التي تبلدت وتجمدت ونحست؟ هل تقصدون توجيه تحذير للبقية».

التضامن مع مسيحيي العراق وسوريا واجب كل مصري

وإلى مسلم شارك في النقاش هو زميلنا في «الأهرام» الدكتور عمرو الشوبكي وقوله يوم الاثنين في عموده في «المصري إليوم» ـ معا ـ عن المسيحيين في الموصل:»هل كان يمكن أن يتصور أحد في العالم العربي قبل ربع قرن لا أكثر، أن يأتي تنظيم إرهابي من خارج الحدود ويجد حاضنة شعبية سنية ولو بقدر، ساعدها وجود نظام سياسي طائفي يقوده المالكي ويطالب سكان الموصل بالتحول إلى الإسلام أو دفع الجزية، فيضطرون إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم ويهجرون مدينتهم بعد أن شاهدوا جرائم الذبح التي مارسها التنظيم بحق المسيحيين في سوريا وبحق الشيعة والعلويين. الكارثة أن من يواجه داعش ليست دولة ولا جيشا وطنيا، إنما قوات المالكي الحكومية ودولة محاصة طائفية جلبت المليشيات الطائفية الشيعية مكان أجهزة الأمن، ومارست جرائم طائفية بحق السنة لا تختلف كثيرا عن جرائم تنظيم داعش بحق الشيعة.
التضامن مع مسيحيين على طريقة التضامن التي عرفناها في مصر مع مسلمي البوسنة، إنما هو قضية إسلامية وإنسانية تخص كل من له ضمير حي من بني آدم، يعني هو واجب على كل مصري بصرف النظر عن ديانته. أما الدعم السياسي فسيكون برفض هذا النموذج الذي طبق في العراق وفضحه والعمل على عدم تكراره في أي مكان».

كتابات جورجي زيدان ما زالت تمثل سبقا فكريا جسورا

وما أن سمع صاحبنا نبيل مرقص بمطالبة عمرو المصريين بمساندة المسيحيين في العراق وسوريا، حتى ذكرنا في اليوم نفسه في مقال له في «الأهرام» بواحد من أشقائنا اللبنانيين المسيحيين الذي وفد إلى مصر وأنشأ دار الهلال الصحافية التي أصدرت مجلة «المصور» ومجلة «الهلال»، وكانت له مؤلفات في التاريخ الإسلامي وهو جورجي زيدان وقال عنه: «احتفلت دار الهلال منذ أسابيع قليلة بالتعاون مع السفارة اللبنانية في القاهرة بسنوية رحيل الكاتب الكبير جورجي زيدان 1861 – 1914 الذي تدعونا حياته وكتاباته وأعماله للتأمل الهادئ في ذلك النموذج الفريد للمثقف الذي آمن ومارس وجسد عبر سنوات عمره ما أدركه من معنى وعمق وعبقرية ظاهرة العيش المشترك في مشرقنا العربي. اشتهر جورجي زيدان برواياته التاريخية التي تصور الحياة في العصور الإسلامية المختلفة، فألف اثنتين وعشرين رواية تاريخية جعلها متسلسلة منذ ظهور الإسلام، تتناول كل واحدة منها عصرا تاريخيا، فتصف رجاله وعاداته وحوادثه مع المحافظة على الأصل قدر الإمكان. ومع ذلك يبدو أن تصدي أحد الكتاب المسيحيين لكتابة تاريخ التمدن الإسلامي بأجزائه الخمسة، قد أثارت بعض الحساسيات لدى كبار العلماء والفقهاء المسلمين المعاصرين لجورجي زيدان وقد انبرى عدد منهم لتنفيذ بعض ما عاينوه من قصور في مادته التاريخية، وأيضا في نقص إحاطته بكل أحكام وطروحات ومناهج العلوم الإسلامية، وكان على رأس هؤلاء النقاد الذين أسهموا بالتعليق المهذب والانتقاد الرقيق الشيخ رشيد محمد رضا.
إن كتابات جورجي زيدان ما زالت تمثل سبقا فكريا جسورا، فهي تجسد تطلع وطموح المسيحيين في الاندماج الكامل في كل مناحي الحضارة العربية الإسلامية معرفة وممارسة وانتماء، فرؤية صاحب التمدن الإسلامي تؤكد أنه يرى نفسه منتميا بالفكر والحضور الإنساني إلى الحضارة العربية الإسلامية. كان جورجي زيدان مواطنا عربيا مسيحيا يحمل كل هموم أمته العربية الإسلامية داخله، ويسعى في جد وإخلاص إلى نهضتها وتحديثها وإعادة بنائها بالاعتماد على جهد وإبداع كل أبنائها المخلصين».

تجربة صحافية مصرية مع داعش

ومن الكلام إلى الأفعال والتجارب مع داعش كما روتها لنا زميلتنا الجميلة في «الأخبار» عضو مجلس نقابة الصحافيين عبير سعدي يوم الثلاثاء بقولها:»كم عدد صلوات المسلم يا أمة الله؟ أربكني السؤال الارتباك لم يكن بسبب جهلي بالفريضة التي أؤديها يوميا، بل بسبب المشهد كله، فقد وجدت نفسي وزملائي في فريق إغاثة في المنطقة الحدودية شمال سوريا، وجها لوجه مع نقطة تفتيش تابعة لقوات تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بـ»داعش» لم نكن على دراية بذلك، لأن خريطة حدود هذا الكيان تتغير بين لحظة وأخرى، وكانت مهمتنا إنقاذ مصور صحافي سوري مطلوب من «داعش» والنظام في أن واحد.
تركت أوراقي الثبوتية في السيارة، لأنها يمكن أن تقود إلى الإعدام بسبب مهنتي، عندما وقفنا عند الحاجز كنت أتحرك بزي لا يظهر سوى عينيّ منكسة الرأس، ولم أتوقع أن يترك الرجل «الداعشي»جميع رفاق السفر ويختصني أنا بالسؤال عن الصلوات، خشيت أن أرد فيعرف هويتي من لهجتي فأشرت له بيدي المختبئة في القفاز عن عدد الركعات في كل فرض فقال لي: ماكو سنة يا كفرة؟ ودفعني دفعة قوية ارتطمت على أثرها بحجر أصابني في ركبتي ولم ينقذني سوى مجيء زميل له عثر على علبة سجائر في سيارة أحد المارة، وذلك في شرعهم يستحق الجلد عندئذ فقط تركنا ليتفرغ للجلد، تلك احدى تجاربي مع «داعش» التي التقيت بأفرادها في العراق وسوريا».

البغدادي: سنواجه أمريكا بعد الكويت

اييه.. اييه.. وهكذا ذكرنا هذا الإرهابي بعبارة «ماكو سنة يا كفرة» بعبارة أخرى ترددت على ألسنة بعض قادة القوة العراقية الموجودة أثناء حرب فلسطين عام 1948 عندما كانوا يسألونهم لماذا لا تتحركون لمهاجمة القوات الإسرائيلية لتخفيف الضغط على القوات المصرية.. كانوا يقولون «ماكو أوامر». واستمر الاهتمام بحكاية داعش والخليفة أبو بكر البغدادي الذي قال عنه يوم الأربعاء زميلنا في «اليوم السابع» عبد الفتاح عبد المنعم:»نشر العبيط الأهبل المدعو أبو بكر البغدادي خليفة التنظيم الإرهابي داعش على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن تنظيمه سيواجه أمريكا بعد أن تقوم داعش باحتلال الكويت، الذي هو في الأساس صناعة أمريكانية وتربية ألسي أي أيه».

داعش دسيسة على الدين الإسلامي

وهذا الاتهام لأمريكا ردده أيضا في اليوم نفسه الأربعاء زميلنا وصديقنا في «الأخبار» رئيس تحريرها الأسبق جلال دويدار بقوله في عموده إليومي ـ خواطر:»لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هؤلاء القتلة ينتمون للإسلام من قريب أو بعيد، المؤكد أنهم دسيسة على هذا الدين، جرت ولادتها في العراق، الذي تأمرت عليه الإمبريالية الأمريكية وقررت أن تجعل منه نموذجا لما يستهدفه مخططها التآمري».
طبعا.. طبعا.. هذا ما لا شك فيه ولا ريب، والدليل أنه في العدد نفسه أخبرنا زميلنا الرسام الموهوب مصطفي حسين أنه شاهد بعينيه الاثنين الرئيس أوباما وهو يرفع علم بلاده وكان عبارة عن ثعابين وعقارب.

ليس من حق الديب التشهير بالجميع وبيته من زجاج

وإلى أبرز ردود الأفعال على مرافعة فريد الديب محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، التي قال عنها يوم الثلاثاء رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الشروق» زميلنا وصديقنا عماد الدين حسين:»من حق المحامي فريد الديب أن يلجأ لكل الحيل والأساليب ليبرئ موكله محمد حسني مبارك، ومن حقنا أن نقول له « أنت مخطئ» وليس من حقك أن تشهر بالجميع وبيتك من زجاج. ما فعله الديب في قاعة المحكمة طبيعي جدا، كنا نعتقد في الماضي أنه مقصور على الأفلام السينمائية بالأبيض والأسود، وأن القاضي سيتدخل لكي يجبر المحامي على الحديث في صلب الموضوع، وألا يتركه يذرع القاعة جيئة وذهابا ويسترسل ويلطش في الجميع حكاما ومحكومين، حكومة ومعارضة، أنصار 25 يناير/كانون الثاني وخصومها، مؤيدي 30 يونيو/حزيران ومعارضيها. فضل الديب إستراتيجية شهيرة وهي التركيز على السياسة وليس على الأمور القضائية الفنية محل الاتهام. تقديره أن هذا المدخل أفضل كثيرا هذه الأيام، في ظل الرفض الشعبي الكاسح لجماعة الإخوان المسلمين وما سببوه للبلاد، وأن ذاكرة الناس ضعيفة ويمكن الضحك عليهم بمعسول الكلام أو التمثيل. الديب خانه ذكاؤه أكثر من مرة، فهو نسي أنه هاجم مبارك ونظامه بضراوة عام 2005، وهو مقال يصح أن يتم وضعه في عريضة الاتهام كان ينبغي أن يحاكم مبارك على ما جاء بمقال الديب بالفساد وتزوير الانتخابات والتجبر، ثم أن مبارك نفسه أعلن على الهواء مباشرة تفهمه الثورة وموافقته عليها، بعد اجراء تغييرات كثيرة، ظنا أن الثوار سيعودون لبيوتهم. والأهم أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة انحاز لهذه المطالب وأجبر مبارك على التنحي. والسؤال للديب هل كان الجيش ضالعا في المؤامرة ضد مصر حينما فعل ذلك؟».

مبارك كان يعشق كرسي الحكم

ومن عماد في «الشروق» إلى زميلنا وصديقنا رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «التحرير» إبراهيم منصور الذي واصل هجومه بقوله:»كأنه تاريخ جديد لثورة يناير/كانون الثاني وأحداثها وما قبلها وما بعدها، كأننا نعايش تلك الفترة ولم نر استبداد مبارك ولا ظلمه، ولم نر تشبث مبارك بالسلطة والحكم وتوريث منصب رئيس الجمهورية، بعد أن يظل في الحكم الى الأبد. فالرجل كان يعشق كرسي الحكم حتى لو كان فاقدا للوعي، ولم نر اتساع نفوذ سوزان مبارك وتدخلها في الحكم برجالها الوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة، ولم نر فساد الحزب الوطني ورجاله، ولم نر فساد لجنة سياسات ورجالها الذين تغطوا بنفوذ مبارك الابن، فاستباحوا البلاد. ولم نر رجال أعمال الابن يحتكرون وينهبون ويتاجرون بالناس، ولا يهمهم إلا جمع الأموال. ولم نر تزوير إرادة المصريين عيني عينك لصالح أرباب الحزب الوطني وأذنابه في كل الانتخابات التي جرت. ولم نسمع ما قاله مبارك باستهتار واستخفاف بالناس عندما اتهموا برلمانه بالتزوير، وسعي بعض السياسيين لتشكيل كيان أو برلمان مواز، «خليهم يتسلوا». ولم نرصد تحويل مصر على يد مبارك وعائلته إلى عزبة خاصة، ولم نر إهمال الدولة المصرية ودورها في المنطقة، ولم نر سعيه بكل ما يملك إلى إرضاء أمريكا لأنه يعتقد أن مفاتيح بقائه في السلطة وتوريثه الحكم لابنه من بعده في يدها، وكأن مبارك لم يرحل عن السلطة وكأن الملايين لم تخرج بعد إعلان مبارك تخليه عن السلطة».
ما هي إنجازات
مبارك لمصر يا ديب؟

طبعا.. طبعا.. لم نر شيئا من ذلك على طريقة «لا أسمع.. لا أتكلم.. لا ارى» ولكن زميلنا في «الوفد» محمود الشربيني رأى وسمع وقال يوم الثلاثاء أيضا مخاطبا الديب:»ليس هناك من شخص في هذا العالم حجة على 25 يناير/كانون الثاني أو على الشعب المصري العظيم، فهذه الثورة احد تجلياته وأحد أعظم أمجاده، ولا علينا من أن 30 يونيو/حزيران صححت مسارها أو لم تصححه، ليس من أحد حجة على هذه الثورة لا الرئيس السيسي نفسه، ولا طنطاوي ولا تابعه عنان، ولا اللواءات موافي وثروت والرويني، الذين تحدث عنهم وأورد أسماءهم ديب مبارك وأورد شهاداتهم.
شعب مصر هو الذي قُتل وسُحل وضُرب يوم جمعة الغضب في 25 يناير، التي بشهادة الإخوان أنفسهم لم يكونوا جزءا منها في هذا اليوم مطلقا، ولم يكونوا وقودا لها، بينما كان حلمك أن تستعيد أنت نظامك العفن ودولتك القديمة. أي بطولة تتحدث عنها لمبارك وكأنه صانع حرب أكتوبر ومحرر سيناء، التي أهملت منذ بدايات عهده وحتى الآن، وأصبحت تمثل أكبر تهديد لمصر وأكبر خطر عليها، أي إنجاز تتحدث لمبارك وتعليمه على النحو الذي نشاهده، والفساد المستوطن المعشش الذي لا نستطيع اجتثاثه، أي عدالة وأي قضاء وأي أحزاب وأي مجتمع مدني وأي دولة وطنية تتحدث عنها، ومقولة ان مبارك كان كنزا إستراتيجيا لإسرائيل صكها يهودي إسرائيلي صهيوني لا معارض سياسي مصري؟ أي إنجاز تتحدث عنه وفي عهده استولى الأغنياء على الأراضي بأبخس الأسعار، أين إنجازاته والبطالة في عهده في أعلى المستويات، أين بطولاته وضحايا عبارات السلام بالآلاف وسراق المال العام المفلتون من العقاب بالمئات، أين مستشفياته لعلاج الجرحى والمصابين والفقراء؟ قل لنا يا ديب مبارك ما هي إنجازاته ما هي نجاحاته، ما هي الحياة السياسية والحزبية والديمقراطية التي حققها، ولا تنس أن تبرر لنا تزويره للانتخابات واعتداءه على الدستور والقانون».

محمد عبد الحافظ: أشم رائحة
تنبئ بقدوم الفلول مرة أخرى

ويبدو أنه حدث توارد خواطر بين الشربيني وبين زميلنا محمد عبد الحافظ رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة أخبار إليوم في عبارة ديب مبارك التي كتبها الشربيني لأن عنوان مقال عبد الحافظ كان ديب مبارك أكل الثورة وقال:»ليس بمستغرب على محامي الجاسوس الإسرائيلي أن ينكر الدستور أبو القوانين، التي من المفروض أنه يدافع بموجبها لكي يبرئ موكله الذي ثار عليه الشعب، بصراحة لا ألوم على الدفاع ولا على الفلول الذين تصوروا أنه مع انتهاء الاحتلال الإخواني لمصر سيعودون مرة أخرى للحكم والسلطة والسيطرة، ولكن نلوم أنفسنا لأننا رفضنا من البداية أن نشكل محاكم ثورة لمحاكمة نظام مبارك الذي قضى على ثلاثة أجيال كاملة منهم من مات أو يئس أو هاجر وترك البلد.
اعذروني لو قلت انني أشم رائحة هبوب رياح تنبئ بقدوم الفلول مرة أخرى، وهذه المرة ستكون الأمور معكوسة، وسيميل إليهم البعض ليس حبا فيهم ولكن كرها وخوفا من عودة الإخوان، وسينتخبهم الناخبون بمنطق نص العمى ولا العمى كله. والحكم الأخير الذي صدر بأحقيتهم في خوض الانتخابات البرلمانية ينبئ بذلك، فما زال منهم رجال أعمال يسيطرون على سوق المال ويمتلكون آلات إعلامية وينفقون عليها الملايين، ويستعدون لخوض الانتخابات، أتمنى ألا يكون ظني في محله وأن يكون الشعب المصري العبقري صاحب ثورة 25 يناير و 30 يونيو أصبح أكثر وعيا.
واخيرا ننهي الجولة مع الكاتبة منار الشوربجي ومقالها يوم الثلاثاء في «المصري اليوم» عن هيلاري كلينتون وكتابها الذي اثار ضجة ولغطا بدأ ولم ينته في عالمنا العربي تقول:»هي الأقاويل التي نسبت مؤخرا، في مصر، لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، بمناسبة صدور كتابها الأخير. والحقيقة أن بعض تلك الأقاويل بلغت في نزقها درجة اللامعقول، حتى انني أشعر بصدمة حقيقية حين أجد من يوليها اهتماما، ناهيك عمن يصدقها. لكنني لم أكن لأجرؤ على مناقشة تلك الأقاويل إلا بعد أن اقتنيت الكتاب وقرأته. والكتاب، الوحيد بالمناسبة، الذي صدر لهيلارى كلينتون مؤخرا، عنوانه «الخيارات الصعبة»، بمثابة مذكراتها في الفترة التي قضتها وزيرة للخارجية. ومن بين الأقاويل الزاعقة التي نشرت على لسان هيلارى كلينتون كان أنها وعدت مرسي بإعلان دولة الخلافة في 5 يوليو/تموز 2013 ! وقد نشر على لسانها في صحفنا التي نقل عنها للأسف صحافيون كبار أنها قالت «كان كل شيء على ما يرام.
وفجأة قامت ثورة 30 يونيو/حزيران، فتغير كل شيء، كنا على اتفاق مع الإخوان على ضم حلايب وشلاتين للسودان وفتح الحدود مع ليبيا من جهة السلوم وإعلان الدولة الإسلامية في سيناء يوم 5 يوليو 2013 وكنا ننتظر الإعلان رسميا كي نعترف بها نحن ودول الاتحاد الأوروبي، وفجأة تحطم كل شيء أمام أعيننا بدون سابق إنذار».
وأنا لا أعرف كيف يمكن لأحد، حتى بدون أن يقرأ الكتاب أن يصدق كلاما من هذا القبيل. فالذي فبرك هذا الكلام لم ينم إلى علمه أن هيلارى كلينتون لم تكن وزيرة للخارجية في 30 يونيو/حزيران، وبالتالي لم تكن تملك سلطة «وعد» مرسي ولا الاعتراف بالدولة الإسلامية ولا يحزنون! ثم ما علاقة منح حلايب وشلاتين للسودان وفتح السلوم على ليبيا بإعلان دولة الخلافة في سيناء؟ إلا إذا كان المفبركاتي سيفتح الدول الثلاث على بعضها لاحقا! ثم «أمريكا» تعلن الخلافة الإسلامية؟ وعلى حدود إسرائيل؟ ما الذي حدث للعقل والمنطق في مصر؟.. كتاب كلينتون يسهم، عبر تقديم وقائع بعينها، في هدم أسطورة صنعها البعض وصدقها في مصر وهي أن ثورة يناير مؤامرة أمريكية. فالكتاب قدم من الوقائع ما يوضح أن 25 يناير فاجأت أمريكا وأربكتها.
وقالت كلينتون إن الإدارة وقتها «اهتمت بالمبادئ» لكنها خشيت من وصول الإخوان المسلمين للسلطة لو انهار نظام مبارك، ولم تشأ أن تبدو أمام حلفائها في الخليج بمظهر من تخلت عن حليفها القديم. ويحوي الكتاب أيضا ما يفند أسطورة دعم أمريكا للإخوان، حيث تروي بوضوح ما يؤكد أن العلاقة مع مرسي كانت علاقة براغماتية مع رئيس منتخب. فأمريكا صاحبة مصالح حيوية ومن ثم ستتعامل مع أي كان في الحكم في مصر، رغم أنها كانت متوجسة طوال الوقت من الإخوان.
وقد قالت هيلاري كلينتون نصا في كتابها إن «الإخوان المسلمين فشلوا في أن يحكموا بشكل شفاف وجامع، واصطدم مريى مرارا بالقضاء وسعى لتهميش معارضيه السياسيين بدلا من أن يبني إجماعا وطنيا واسعا، ولم يفعل الكثير لتحسين الوضع الاقتصادي، وسمح باستمرار اضطهاد الأقليات بما في ذلك الأقباط». وتلك ليست لغة ولا لهجة من يدعم الإخوان أو يتعهد لهم بإعلان دولة الخلافة الإسلامية».

حسنين كروم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    كلام البغدادي عن غزو خطير ويجب أن ينتبه الكويتيون له
    فلداعش خلايا نائمة بالكويت تنتظر ساعة الصفر
    وبالكويت الآن مشاكل سياسية يجب حلها

    أصبحت داعش الآن البعبع رقم وحد حالها كايران واسرائيل

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول tchee:

    لا يوجدنا شك انما يحدث بالعالم العربي من ذبح وقتل وارهاب ةسجن ةتلفييق تهم كلها صنيعة الاستعمار وتبعاته واتباعه غقط تغيرت المسميات

  3. يقول أ.د خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    السلام عليكم أستاذ حسنين…تحت فقرة:

    ” داعش دسيسة على الدين الإسلامي ” للاستاذ دويدار أردف بالقول تأييداً لما ذهب اليه و أذكّر القارئ أن البغدادي وداعش هي المجموعة الارهابية المتطرفة التي ولدت بعد أستأصال أبو مصعب الزرقاوي (من قبل القوات الاميريكية عام 2006) ودولة العراق الاسلامية التي أعلنت في محافظة الانبار في عام 2005.

    بناءً على ما ورد أقول أن كل ” الارهاب ” و الارهابيين هم صناعة أميريكية صهيونية بأمتياز منذ أبن لادن في نهاية التسعينيات ولغية يومنا هذا. ما هي الاهداف:

    أولاً: تدنيس و تشويه و تمزيق عروة الدين الاسلامي الحق الحنيف وعقيدته الوسطية وشريعته السمحاء.

    ثانياً: وضع أيران في المنطقة و أحلامها في ” أنشاء الدولة الشيعية الشرق أوسطية ” تحت التهديد الدائم من قبل أسياد العالم: أميريكا وأسرائيل.

إشترك في قائمتنا البريدية