اختراق سيارة ليبية لمطار «قرطاج» يكشف عن ضعف الإجراءات الأمنية في المؤسسات الحساسة في تونس

حجم الخط
0

تونس ـ «القدس العربي»: كشف اختراق سيارة ليبية لجميع الحواجز الأمنية في مطار «قرطاج» وصولا إلى المدرج الخاص بالطائرات عن ضعف الإجراءات الأمنية في أحد أكثر المؤسسات الحساسة في تونس، في وقت تحدثت فيه إحدى الصحف عن سيطرة «لوبيات» من رجال الأعمال والسياسة على المناصب الهامة في المطار.
وكانت سيارة ليبية تمكنت السبت من التسلل إلى المدرج الخاص بالطائرات من دون أن يتم إيقافها أو تفتيشها من قبل عناصر عشرات الحواجز الأمنية المنتشرة في المطار، في حادثة هي الأولى من نوعها في تونس، التي تشهد حاليا أوضاعا أمنية مضطربة.
وذكرت صحيفة «الشروق» التونسية أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا عاجلا لمعرفة المتورطين بالحادث، مشيرة إلى أن سائق السيارة تسلل من الطريق الخلفي للمطار مستغلا وقت الذروة ودخول كل الحافلات والسيارات التابعة لديوان الطيران المدني.
ورغم بعض المصادر أكدت أن السيارة مدنية وغير مفخخة، إلا ان حوادث من هذا النوع قد تقود لاحقا إلى كارثة في أحد أكثر المؤسسات الحيوية والهامة في تونس، في ظل تهديد المجموعات الإرهابية، التي يتلقى أغلبها تدريبا في ليبيا، باستهداف المؤسسات الحيوية والسيادية في تونس.
من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن مطار «قرطاج» يعيش صراعات عدة بين عدد من رجال الاعمال والسياسيين المتنفذين بهدف السيطرة على المناصب الحساسة في المطار وتعيين أنصارهم لخدمة مصالحهم الشخصية، مشيرا إلى أن هذا الصراع أثر سلبا على المردود الأمني في المطار، حتى أن «عددا من مسؤولي المطار أصبحوا يؤدون واجبهم تحت الضغط تمهيدا لتعويضهم بمقربين من رجال أعمال أو أصحاب النفوذ السياسي في البلاد»، داعيا وزير الداخلية ناجم الغرسلي إلى فتح تحقيق بهذا الأمر لإيقاف تسييس هذه المؤسسة الهامة في البلاد.
وأشار المصدر المذكور إلى أن حادث تسلل السيارة الليبية ربما يهدف للإطاحة بقيادات أمنية من داخل المطار وتعويضها بآخرين محسوبين على رجال وسياسيين، مضيفا انه في الفترة الاخيرة «عرف المطار عمليات أمنية ضد المهربين وهو ما جعل المتورطين يخططون لضرب الاستقرار وإعادة رموزهم إلى مناصب حساسة».
وكان متشددون تونسيون مرتبطون بتنظيم «الدولة الإسلامية» وضعوا مؤخرا قائمة لأهداف تونسية قالوا إنهم سينفذون هجمات ضدها خلال الأشهر المقبلة، من بينها مطار قرطاج وجزيرة جربة وعدد من المراكز الأمنية والسياحية.
وكان الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي نفى في وقت سابق لـ«القدس العربي» ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول تعرض حركة الطيران المدني والاتصالات العسكرية في كل من تونس والجزائر لعمليات تشويش لاسلكي من قبل جماعات سلفية جهادية موالية لتنظيم «الدولة الإسلامية».
فيما استبعد محللون عسكريون تكرار سيناريو هجمات «11 أيلول/سبتمبر» في بلدان المغرب العربي، بعد اختفاء طائرات مدنية من طرابلس وسيطرة متشددين على مطار سرت، مؤكدين أن القيام بهذا النوع من الهجمات يحتاج لخبرة كبيرة غير متوفرة لدى الجماعات الإرهابية في المنطقة، إضافة إلى عدم وجود مراكز استراتيجية أو اقتصادية ضخمة (كبرجي التجارة العالميين) في هذه البلدان.

حسن سلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية