ارتدادات قوية للانتخابات التركية… خلافات حادة تكاد تطيح بأكشينار من رئاسة «حزب الجيد» وإنجي يواصل مساعيه لإسقاط «كلتشدار أوغلو»

حجم الخط
1

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع استمرار محاولات مرشح حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض للانتخابات الرئاسية «محرم إنجي» مساعيه القوية لإسقاط كمال كلتشدار أوغلو من رئاسة الحزب، هز زلزال سياسي كبير «حزب الجيد» المنشق عن حزب الحركة القومية تمثل في الإعلان عن عقد مؤتمر عام استثنائي للحزب أكدت زعيمته «ميرال أكشينار» أنها لن تترشح فيه مجدداً.
هذه الارتدادات القوية التي تعيشها أبرز أحزاب المعارضة التركية تأتي على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي وفاز فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و«تحالف الجمهور» المكون من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، على «تحالف الأمة» الذي ضم أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والسعادة.
و«الجيد» هو حزب سياسي تركي تشكل قبل أشهر فقط على يد مجموعة من قيادات ونواب حزب الحركة القومية اليميني بسبب خلافات بين أعضائه، على خلفية تحالف زعيم الحزب «دولت بهتشيلي» مع أردوغان ودعمه في مساعيه لتمرير التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم في البرلمان من برلماني إلى رئاسي.
وفي الانتخابات الأخيرة التي تعتبر أول انتخابات يخوضها الحزب المشكل حديثاً، حصلت رئيسته على 7.3٪ من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، فيما تمكن الحزب من الحصول على 10٪ من الأصوات في الانتخابات البرلمانية وحصل على 44مقعداً في البرلمان من اصل 600.
وعلى الرغم من أن الكثير من الأطراف من داخل وخارج الحزب اعتبرت حصوله على هذا العدد من النواب في الانتخابات الأولى في تاريخه السياسي انجازاً كبيراً، رأت تكتلات أخرى داخل الحزب أن زعيمته «ميرال أكشينار» فشلت في الحصول على نسبة أصوات أفضل في الانتخابات الرئاسية، لا سيما وأن الكثير من استطلاعات الرأي كانت تعطيها قرابة 15٪ من الأصوات وهي النسبة التي لم تحصل على نصفها فعلياً.
وإلى جانب ذلك، يعاني الحزب من مشكلة كبيرة في تحديد توجهه الفكري والسياسي، ويدور صراع كبير بين تكتل يريد الحفاظ على الهوية القومية اليمينية للحزب، وتكتل آخر مع اعتباره حزب وسطي، وآخرين يريدونه حزب جامع لشريحة أوسع من التوجهات الفكرية.
وانفجرت الخلافات بشكل علني لأول مرة داخل أروقة الحزب عقب الجلسة الأولى للبرلمان التركي الجديد وذلك عندما أقدم على عدد من نواب «حزب الجيد» على تقبيل يد زعيم حزب الحركة القومية ـ الحزب الأم قبيل الانشقاق ـ وهو تقليد متبع داخل أروقة الحركة القومية وتعلق باحترام الأكبر سناً وزعيم الحزب.
هذه الخطوة أثارت غضب زعيمة الحزب «ميرال أكشينار» التي انتقدت تصرف النواب ودعتهم إلى الاستقالة من الحزب قبل أن تفتح هذه الحادثة الباب واسعاً أمام مزيداً من الخلافات التي ضلت طي الكتمان فترة الانتخابات وصولاً للإعلان المفاجئ، الأحد، عن قرار قيادة الحزب عقد مؤتمر عام استثنائي له خلال شهر لانتخاب رئيس جديد للحزب.
وفي خطوة لا تقل أهمية، أعلنت أكشينار وعبر تويتر أنها لن تترشح لرئاسة الحزب في الانتخابات التي تجري في المؤتمر العام المقبل، وهو القرار الذي فتح الباب واسعاً أمام التكهنات باحتمال انهيار الحزب وتفككه الذي سيؤدي إلى عودة جزء كبير من قياداته إلى الحزب الأم ـ الحركة القومية ـ. وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قال عدد كبير من نواب الحزب في البرلمان، أمس الاثنين، إنهم مصرون على ترشح أكشينار مجدداً لرئاسة الحزب، وسط أنباء عن دور كبير لحزب الحركة القومية في تحريك هذه الخلافات لإعادة المنشقين عنه إلى صفوف الحزب.
هذه الأزمة التي تعصف في حزب «الجيد»، تأتي بالتزامن مع تصاعد أزمة أكبر داخل أروقة حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، حيث بدأ منذ أيام «محرم إنجي» محاولة كبرى للإطاحة بزعيم الحزب كمال كلتشدار أوغلو من رئاسته في ظل اتهامات واسعة للأخير بالفشل عقب خسارته 9استحقاقات انتخابية متتالية أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وبدأ تكتل محرم إنجي داخل الحزب، بجمع تواقيع الأعضاء الأساسيين للحزب في محاولة للحصول على عدد من التواقيع يسمح لهم بإجبار قيادة الحزب على عقد مؤتمر عام استثنائي يتخلله انتخابات لرئاسته يترشح فيها إنجي في محاولة للإطاحة بكلتشدار أوغلو.
وحسب القانون الداخلي للحزب، يتعين على إنجي جمع تواقيع 625من منتسبي القاعدة الأساسية للحزب، من أصل 1248عضوا يتوزعون على المحافظات التركية الـ 81، وعلى الرغم من عدم وجود أرقام نهائية إلا أن تكتل إنجي يقول إنه اقترب من تجميع عدد التوقيع اللازم لعقد المؤتمر العام، فيما يقول تكتل كلتشدار أوغلو إن إنجي سوف يفشل في هذه المهمة التي ستظهر نتائجها النهائية خلال أيام.
ويتصاعد الحراك الداخلي في معسكر المعارضة التركية عقب الفشل في الانتخابات الأخيرة، ومع اقتراب استحقاق الانتخابات البلدية/المحلية المقررة في آذار/مارس المقبل والتي يسعى فيها الشعب الجمهوري إلى سحب البلديات الكبرى من سيطرة العدالة والتنمية لأول مرة منذ 16عاماً.

 

ارتدادات قوية للانتخابات التركية… خلافات حادة تكاد تطيح بأكشينار من رئاسة «حزب الجيد» وإنجي يواصل مساعيه لإسقاط «كلتشدار أوغلو»
الخلافات في «الجيد» بدأت عقب تقبيل نواب منه يد زعيم «الحركة القومية»
إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الأردن:

    *كان (للمعارضة) هدف واحد وهو إسقاط
    اردوغان وعندما فشلوا ونجح الموهوب اردوغان دبت الخلافات بينهم.
    سلام

إشترك في قائمتنا البريدية