إسطنبول ـ «القدس العربي» : باستثناء المهرجان الكبير الذي عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أنصاره في البوسنة، أمس الأحد، لا يبدو أن زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم سيتمكن من عقد مهرجانات خطابية وحملات انتخابية في الدول الأوروبية التي حظرت هذه الأنشطة على خلفية المشاكل الكبيرة التي تصاعدت بين الجانين إبان الاستفتاء على التعديلات الدستورية والذي جرى في نيسان/أبريل من العام الماضي.
ويولي أردوغان أهمية كبرى لأصوات أتراك الخارج الذين تتركز النسبة الأكبر منهم في دول الاتحاد الأوروبي التي يتهمها أردوغان بالسعي إلى إسقاطه من خلال التضييق على أنصاره ومنع الحملات الانتخابية المؤيدة له على غرار ما حصل إبان الاستفتاء ما أدى إلى تدهورت العلاقات بين أنقرة وبروكسل إلى مستوى غير مسبوق.
وعقب إعلان معظم الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا أنها لن تسمح لأردوغان أو قيادات حزبه وحكومته تنظيم مهرجانات انتخابية على أراضيها، أضطر أردوغان لحشد جزء من أنصاره في أوروبا في ساراييفو وذلك بدعم من «صديقه» رئيس المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك، بكر عزت بيغوفيتش.
وبلغة الأرقام، وحسب آخر إحصائيات نشرتها اللجنة العليا للانتخابات في تركيا فإن عدد الناخبين الأتراك المسجلين ويحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران المقبل بلغ 59 مليون و390 ألف ناخب، منهم 3 مليون و50 ألف خارج تركيا، سوف يدلون بأصواتهم في 123 سفارة وممثلية في 60 دولة حول العالم.
ومن بين أكثر من 3 مليون ناخب تركي مسجلين خارج البلاد، هناك أغلبية ساحقة منهم تعيش في أوروبا لا سيما ألمانيا التي يتواجد فيها لوحدها قرابة نصف هذا العدد ( 104 مليون ) وهو ما يدفع حزب العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة التركية إلى تكثيف أنشطتهم وحملاتهم الانتخابية لكسب هذا الكم الكبير من الأصوات.
وعلى الرغم من أن 3 مليون ناخب في الخارج لا يمثلون الكثير مقابل أكثر من 56 مليون ناخب داخل البلاد، إلا أن قوة المنافسة في الانتخابات التركية والتقارب الكبير بين النسب التي تحصل عليها التحالفات الانتخابية، يجعل من هذه الأصوات كتلة كبيرة قادرة على حسم نتائج الانتخابات فعلياً لأحد الأطراف.
وبينما حسم أردوغان الاستفتاء الماضي بنسبة لا تتجاوز كثيراً ال1% فقط من أصوات الناخبين، تعطي نتائج استطلاعات الرأي التي أعلنها حزب العدالة والتنمية الحاكم أردوغان نسبة 45% من أصوات الناخبين، وهي نسبة غير مريحة وتجعل من مئات آلاف الأصوات سواء من الداخل أو الخارج قادرة على تغيير فارق الـ4% وجر الانتخابات الرئاسية لجولة ثانية تتوحد فيها المعارضة خلف أحد المرشحين في محاولة لإقصاء أردوغان عن الحكم.
وفي الاستفتاء الذي جرى العام الماضي على تحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي وعلى الرغم من المنع والتضييق الأوروبي على حملات أردوغان الانتخابية في دول الاتحاد، إلا أن أردوغان تمكن من حصد أعلى نسبة من الأصوات المؤيدة لخياره التصويت بـ«نعم» في الدول الأوروبية نفسها.
ففي ألمانيا التي تضم نصف ناخبي الخارج حصل أردوغان على 63% من الأصوات، وفي هولندا حصل أردوغان على71% من الأصوات، و75% في بلجيكا، و65% في فرنسا،73% في النمسا، و60% في الدنمارك، وهي أرقام تؤكد بمجملها تفوق أنصار أردوغان على معارضيهم في دول الاتحاد الأوروبي.
ومن غير المعروف ما إذا كان أردوغان سوف يعمد إلى التركيز في حملته للانتخابات المقبلة على الخطاب المعادي لأوروبا وتعزيز النزعة القومية لدى الأتراك في الداخل والخارج، على غرار ما حصل في الاستفتاء الماضي حيث وصف دولاً أوروبية بـ»النازية والفاشية والعنصرية».
وتعاني العلاقات التركية الأوروبية من تراجع متزايد في السنوات الأخيرة على خلفية الاتهامات لأنقرة بالتضييق على الحريات العامة والابتعاد كثيراً عن مبادئ الاتحاد الأوروبي، وتأمل تركيا أن تؤدي نتائج الانتخابات المقبلة في حال فوز أردوغان بولاية جديدة إلى «تسليم» الدول الأوروبية بالواقع وتحسين تعاملها وتعاونها مع تركيا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات تدريجياً، يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة زخماً أكبر للحملات الانتخابية وخاصة مع إعلان حزب العدالة والتنمية الحاكم نيته الكشف عن قائمة مرشحيه للانتخابات البرلمانية يوم الخميس المقبل، وسط تكهنات حول مصير كبار المسؤولين ونواب البرلمان الحالي الذين سيترشح جزءاً منهم لانتخابات البرلمان بينما سيتنع آخرون عن ذلك أملاً في الحصول على مقاعد وزارية ومناصب أخرى عقب الانتخابات وفي حال فوز الحزب الحاكم.
وتعليقاً على وجود خطة لاغتياله خلال زيارته البلقان، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد، «إنّ مثل هذه التهديدات لن تثنينا عن مواصلة طريقنا».
وجاءت تصريحات أردوغان هذه في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع بكر عزت بيغوفيتش رئيس المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك، على هامش زيارته إلى العاصمة البوسنية سراييفو.وفي هذا السياق قال أردوغان: «هذا الخبر وصلني من جهاز الاستخبارات التركي لذلك أنا موجود هنا.. فمثل هذه التهديدات لا تثنينا عن مواصلة طريقنا».
اسأل الله العلي القدير ان يحفك بعنايته دائماً و أبدا !
فالله خير حفيظ و لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا !
و حسبنا الله ونعم الوكيل !
دعاية انتخابية فلن يستطيع احد من اغتيالك خارج تركيا وانت تعرف ذلك