عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: استبق الأردن اجتماع جدة بين نخبة من وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الأمريكي جون كيري بالإعلان عن عدم انضمام المملكة رسميا لعضوية تحالف دولي نوقش وتقرر في حلف الناتو بالاجتماع الأخير، والاستعداد بالتوازي لإعلان الانضمام علنا إذا أنجز.
قبل التحضير لاجتماعات جدة بحضور وزراء خارجية المنظومة الخليجية والأردن ومصر وصل كيري للمنطقة في مهمة أبلغت فيها عمان مسبقا بعنوان مشاورات تشكيل التحالف الجديد للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
لم تعرف بعد التفصيلات التي سيناقشها الوزير الأمريكي الحاضر برفقة «وفد أمني» هذه المرة مهمته مناقشة المعطيات الفنية مع الشركاء المحتملين من الدول العربية بعد الحصول فيما يبدو على»الغطاء العربي» عبر الجامعة العربية.
النقاشات ذات الصلة بالدور العربي تحديدا في التحالف الجديد خلف الكواليس تطال عدة محطات نوقشت فعلا وستخضع للمزيد من النقاش بعنوان «المعيقات» وهي المهمة السياسية الأبرز لجولة كيري في المنطقة. التوجيهات الأمريكية تقضي بإرجاء الخلافات داخل النادي الخليجي وعزل نقاشات التحالف الميدانية عنها لتجهيز غرفة موحدة دبلوماسيا وأخرى عملياتية، الأمر الذي يبرر برود جبهة الخلافات الخليجية البينية مع الاحتفاظ بحالات تحرش غير مرئية.
بين الموضوعات المثارة الموقف من «مشاركة إسرائيلية» محتملة سياسيا ولوجستيا مع تحديد طبيعة وملامح الدور الإسرائيلي وقراءة الوضع الميداني في جنوب لبنان وعلى هضبة الجولان في مواجهة إسرائيل.
المشاركون العرب يفضلون حسبما علمت «القدس العربي» ليس تنحية إسرائيل ولكن إخفاء دورها الاستخباري أو اقتصاره على الجبهة في شمال العراق مع المجموعات الكردية، وبصورة غير ظاهرة، والإدارة الأمريكية تفضل – حتى اللحظات الأخيرة – اتخاذ الجانب العربي لخطوة جريئة تتمثل في قبول إعلان التحالف مع الوجود الإسرائيلي، الأمر الذي لا تتحمس له الدول العربية.
مصريا كان حضور وزير الخارجية المصري لطاولة جدة عرض خلف الستارة على أساس أنه مناورة تكتيكية تخفف حدة الخلافات غير الظاهرة مع الوزير كيري بعد الإهانة الشهيرة له في حادثة التفتيش في القاهرة، وهي مسألة تدخل فيها حتى الطرف السعودي. الإدارة الأمريكية أصرت في النقاشات على استراتيجية «هجومية» ضد قوات وتجمعات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بدون التنسيق والتشاور مع نظام الرئيس بشار الأسد تجنبا لتقديم أي خدمات للنظام واستجابة لضغط سعودي وقطري في هذا السياق.
ورغم وجود «اتصالات «عن بعد عبر وسيط ألماني مع دمشق إلا ان النطاق العملياتي لجهد التحالف الميداني سيأخذ بالاعتبار عدم تمكين نظام دمشق من عوائد سياسية على الأرض،خصوصا وان السعودية مصرة على «توسيع» دور الأردن في عمق الحدود مع سوريا تجنبا لتقوية «جبهة النصرة» بعد وفي حال ضرب «داعش»، ومصرة في الوقت نفسه بالتوافق مع واشنطن على تحديد هوية من سيخلف تنظيم الدولة في حال تخليص بعض الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا تحديدا وهي إشكالية غير متوفرة في الحالة العراقية كما فهمت «القدس العربي».
دول الخليج تفضل العمل بالتوازي على تعزيز قدرات الجيش الحر والجبهة الإسلامية والإدارة الأمريكية تعتبر بدورها أن الأولوية ميدانيا لاستعادة الموصل وضرب منظومة التواصل بين تنظيمات الدولة على الطريق الفاصل بين حدود العراق مع سوريا فيما يهتم الأردن بتوسيع الهامش الجغرافي بين حدوده وقوات الدولة في الأنبار، مما قد يتطلب المزيد من تسليح العشائر الصديقة للأردن والسعودية في الأنبار والرمادي.
تفاصيل العمليات العسكرية ودور الأطراف في التحالف لم تتضح بعد والجانب الفني والأمني واللوجستي سيناقش تفصيلا بسلسلة اجتماعات سرية بعد انتهاء الترتيبات الدبلوماسية ووضع الخطوط العريضة لخارطة التحالف في اجتماع الأربعاء في جدة.
راحت عليك يابطه