استقبال الرئيس التونسي لمهندس انقلاب بن علي يثير جدلا سياسيا في تونس

حجم الخط
3

تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: أثار خبر استقبال الرئيس التونسي للجنرال السابق الحبيب عمّار (مهندس انقلاب بن علي على بورقيبة) موجة من الانتقادات والجدل داخل الأروقة السياسية التونسية، حيث اعتبر البعض أنها محاولة لتكريم أحد أبرز رموز النظام السابق وتحصينه من المحاكمة في ظل وجود تهم عدة ضده تتعلق بالتعذيب وخرق القانون.
وكان الرئيس الباجي قائد السبسي استقبل، الأربعاء، الجنرال والوزير السابق الحبيب عمار بمناسبة إصداره كتابا باللغة الفرنسية بعنوان «مسيرة جندي: بين الواجب والأمل – 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987، أضواء على الأحداث»، يوثق لفترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي على مدى حوالى ربع قرن.
وكتب سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «أي فضيحة أكبر من هذه؟ رئيس الجمهورية يستقبل فارّا من العدالة وصادرة في شأنه مناشير تفتيش من أجل التعذيب!» وأضاف القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني «دولة تكريم المجرمين وخرق القوانين… السيد الحبيب عمَّار، وزير الداخلية الأسبق وأحد منفّذي الانقلاب الطبّي النّاعم على الحبيب بورقيبة، صادرة في حقّه بطاقة جلب من المحكمة العسكرية في قضية قتل تحت التعذيب، ولم يمتثل لها وهو الآن حرّ طليق! ورغم ذلك، فخامة رئيس الجمهورية يستضيفه ويكرّمه في قصر قرطاج (…) ما هي الرّسالة التي تريدون إيصالها إلى الشعب الكريم؟».
وكتب القاضي أحمد الرحموني رئيس «المرصد التونسي لاستقلال القضاء» الحبيب عمار – الذي تم استقباله على أعلى مستوى من قبل رئيس الجمهورية – هو شخص معروف لدى المحاكم والمنظمات المناهضة للتعذيب! دخوله إلى قصر قرطاج وهو مطلوب من المحاكم التونسية من شأنه أن يبعث الانطباع بأنه شخص مُحَصَّنٌ لا تطوله العدالة وأن القضاء «يستقوي» فقط على الضعفاء! للعلم فإن التقارير الوطنية والدولية تؤكد أن مقر وزارة الداخلية قد تحول في فترة إشرافه عليها إلى مركز للإيقاف والتعذيب! كما تم في سبتمبر (أيلول) 2003 تتبعه والمطالبة بإيقافه لدى القضاء السويسري من قبل المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب (التي يوجد لها فرع في تونس) إلى جانب بعض ضحاياه. وقد آلت الإجراءات إلى حفظ التتبع ضده من قبل الوكيل العام في منطقة جنيف في سويسرا لتمتعه بالحصانة. لكن هل ما زال الشخص نفسه يتمتع بالحصانة أمام القضاء التونسي؟».
وكان عمّار أثار قبل أيام جدلا كبيرا بعدما أكد أن حركة النهضة كانت تخطط في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1987 لاغتيال الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة والانقلاب على الحكم وإخراج الغنوشي من السجن آنذاك، معتبرا أنه وبن علي ساهما في إنقاذ البلاد من «حمام دم» عبر «انقلاب 7 نوفمبر»، وهو ما نفاه القيادي في حركة «النهضة» زبير الشهودي الذي أكد أن «منهج حركة النهضة، عبر تاريخها، يقوم على المنافسة السياسية والتغيير السلمي، وهي لا يمكن أن تفكّر بأي حال باتباع أسلوب مادي أو عنيف في التغيير سواء عبر الانقلاب أو غيره».

استقبال الرئيس التونسي لمهندس انقلاب بن علي يثير جدلا سياسيا في تونس
استنكارا لتكريم شخصية ملاحقة بتهم عدة تتعلق بالتعذيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    إنها الثورة المضادة بكامل أركانها – ننتظر العفو الرئاسي عن بن علي !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Moussalim Ali:

    .
    – تكاثرت زلاّت ” ضمير ” لدى بعض حكام تونس حاليا …
    .
    – ثورة العرب إنطلقت بسبب عقيدة التوريث والتنديم ، وفي تونس بالتحديد . وفي المقابل ، هناك في تونس حاليا من يعمل على إطالة عمر عقيدة التوريث والتمديد (…).
    .
    – الراحل الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة كان من كبار قادة القرن 20 . ( بسلبياته وإيجابياته ) .
    وكان مقاوما تونسيا كبيرا .
    خلعه من السلطة أتي بعد إنقلاب عسكري ابيض من قبل جنرالات الجيش التونسي . والباقي من القصة معروف لدى الجميع حيث الجنرال بن علي زين الهارب من العدالة استمرّ في الرئاسة لعقود .
    .
    – السؤال الذي يخالج ضميري باستمرار فيما يتعلق بتونس الثورة ، هو ، ” كيف لشعب تونس ان ينتخب للرئاسة ، احد راكئز القمع الذي شارك في العهد القديم لعقود ، هو كذلك ؟ ” .
    .
    – حكمة مغربية تقول :
    .
    *****” الجوقة اكبيرة ، والمّيت فأر ” .*****
    .
    – تونس أثارت الدنيا ولم تقعدها بثورتها ، وفي النهاية ” صوتت ” على من شارك في حكم تونس خلال عهد ثلاثة رؤساء…

  3. يقول Moussalim Ali:

    .
    – الفرق الأساس بين الدول المتقدمة والدول العربية هو ” استقلال القضاء ” .
    .
    – قوة الأنظمة من صالبة قوانينها .

إشترك في قائمتنا البريدية