الناصرة – «القدس العربي»: تتوالى الاعتداءات اليهودية على المسيحيين ومقدساتهم فيما تكتفي سلطات الاحتلال بالاستنكار. فقد تعرضت كنيسة رقاد العذراء البندكتانية الألمانية في القدس المحتلة أمس إلى أعمال تدنيس جديدة حيث اكتشف كتابات مسيئة معادية للمسيحية على أبواب وجدران الكنيسة.
وبعد ثلاثة أيام من التدنيس الذي طال دير السالزيان في بيت جمال، تعرضت كنيسة رقاد العذراء، التي تمثل مكاناً مهماً للحوار بين الأديان بين المسيحيين واليهود، وللمرة الثالثة إلى أعمال تخريب جديدة.
وقام المخربون بكتابة عبارات: «الموت للمسيحيين أعداء إسرائيل» و»ليُمحى اسم وذكرى يسوع» و»انتقام شعب إسرائيل قادم».
وأدانت البطريركية اللاتينية وبشدة هذا الاعتداء. وأكدت أن الحل لمثل هذه التصرفات يتمثل في رقابة التعليم في المدارس التي يرتادها هؤلاء الشباب، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه من يقومون بالتحريض على التعصب ضد المسيحيين. وتابعت الكنيسة ببيانها «من المؤسف أن مثل هذه الكراهية ما زالت قائمة بعد 50 عاماً على وثيقة «في عصرنا» التي وضعت الأساس للحوار بين الأديان للكنيسة الكاثوليكية والديانات الأخرى، والتي فتحت صفحة جديدة بين الكنيسة الكاثوليكية واليهودية. نأمل اعتقال هؤلاء الفعلة قبل أن تنتقل تهديداتهم إلى أرض الواقع.
وكان الرهبان السالزيان (رهبنة في الكنيسة الكاثوليكية (المسؤولون عن دير بيت جمال بالقرب من مدينة بيت شيمش، إلى الغرب من القدس، قد أخبروا في الأسبوع الماضي عن تعرض مقبرة ديرهم إلى أعمال تدنيس من قبل مجهولين. وأكد الرهبان تعرض عشرات الصلبان للتكسير في المقبرة التي تعرضت لاعتداء مماثل في 27 سبتمبر/ أيلول 1981، كما تعرض الدير للتدنيس في مارس / آذار من عام 2014 حين كتبت شعارات معادية للمسيحية على جدرانه.
وأدانت الكنيسة الاعتداءات ووجهت انتقادا مبطنا للسلطات الإسرائيلية بقولها «نحن نستنكر هذا العمل ونذكر الجميع بأن هذا ليس العمل الأول من نوعه الذي يرتكب في الأعوام الأخيرة، حيث لا تزال الغالبية العظمى من هذه الأعمال مسجلة وكأنها ارتكبت من «مجهولين».
وفي رده على هذا العمل التخريبي قال النائب احمد الطيبي رئيس لجنة القدس في القائمة المشتركة – العربية للتغيير: «يأتي هذا الاعتداء التخريبي ليتناغم مع سياسات حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تعطي الضوء الأخضر لمثل هذه الاعتداءات من خلال التحريض وتهاون السلطات في تطبيق القانون امام انفلات المتطرفين» . وقال الطيبي لـ «القدس العربي» إن هذا اعتداء آخر جديد يُضاف الى سلسلة اعتداءات على الكنائس والأديرة والرهبان والمقابر المسيحية». واضاف أنه لا يجوز التهاون أمام هذه الأعمال العنصرية. وتابع «مدينة القدس تشهد اعتداءات ضد رجال الدين والكنائس، ناهيك عن الاعتداءات على المساجد، على مدار سنوات عديدة دون اتخاذ خطوات كافية من قبل السلطات لردع كل من تسول له نفسه للقيام بمثل هذه الاعتداءات والأعمال التخريبية»K على أن استمرار هذا النهج سيؤدي الى تفاقم الأوضاع في القدس المحتلة ولا يمكن ان تمر هذه الاعتداءات مر الكرام. كما دعا الطيبي المجتمع الدولي والعالم العربي الى حماية المقدسات المسيحية وضمان أمنها، تماماً كما كان دعا الى حماية المقدسات الإسلامية.
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أثناء جلسة الحكومة امس إن هذا العمل يستحق التنديد ولا مكان لمثل هذه الأفعال، لافتا إلى أن المسيحيين وأبناء الديانات الأخرى الذين يعيشون في إسرائيل يتمتعون بحرية العبادة، زاعما أنها هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتزايد فيه عدد المسيحيين. وتابع متجاهلا استمرار الاعتداءات بالتزامن مع استنكارها من قبل حكومته «الشرطة تعمل من أجل اعتقال الضالعين».
الإرهاب اليهودي
وفي السياق ذاته اعترف النائب العام الإسرائيلي شاي نيتسان بأن الإرهاب اليهودي ليس مجرد حفنة أشخاص. وردا على سؤال القناة الإسرائيلية السابعة حول ما إذا كان يعتقد أن الجريمة في دوما كانت «نادرة» وتم تنفيذها من قبل «حفنة»، قال نيتسان إن «الناس الذين يستطيعون الخروج لقتل عائلة هم نادرون، ولكن كم من الناس يكرهون القطاع الآخر او يعلنون تأييدهم او فرحهم لحدوث مثل هذه الأمور». وتابع «لا يبدو لي أن المقصود حفنة، فشريط عرس الدم والكراهية، مثلا، سبب لي صدمة. هذا شريط يصعب مشاهدته».
وقال نيتسان في رسالة موجهة الى الحاخامات: «أريد التوضيح بأنه لن يحظى الحاخامات بحصانة. يجب ان لا يوهم أي حاخام نفسه بأنه اذا ارتكب مخالفة التحريض سيحظى بالحصانة».
مهاجمة مصور صحافي
وكشف أيضا أمس أنه سيقدم خلال الأيام القريبة لوائح اتهام ضد عدد من مستوطني بيت ايل الذين اعتدوا على مصور صحافي فلسطيني عباس المومني في مطلع .2014 وحسب شهود عيان فقد اعتدى المستوطنون على المومني أمام الجنود لكنهم لم يتدخلوا لمنعه، لا بل تم توثيق الاعتداء من قبل جندي يخدم في مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. ولكن الناطق رفض تسليم تفاصيل الجندي الذي وثق للحادث والشريط الذي صوره للشرطة العسكرية التي تحقق في الحادث، بادعاء أن «وحدة التوثيق ليس هدفها تجريم الجنود».
ويستدل من إفادات الفلسطينيين وضباط الجيش وتوثيق الحادث أن مستوطنين هاجموا في السابع من مارس/ آذار 2014، المصور المومني خلال سفره مع زميل آخر لتوثيق المواجهة الأسبوعية بين الجنود والفتية الفلسطينيين قرب مخيم الجلزون. وركض ستة او سبعة مستوطنين، بعضهم يحملون مسدسات، نحو السيارة على الشارع الفاصل بين المستوطنة والمخيم. ورشق عدد منهم بالحجارة من مسافة قصيرة السيارة وحطموا زجاجها الأمامي. ولم يتمكن المصوران من النزول منها لأن المستوطنين واصلوا رشقهم بالحجارة. وأصيب المومني في يده جراء شظايا الزجاج. وشاهد المومني وزميله الجنود وهم يقفون في الجهة المقابلة دون أن يحركوا ساكنا. وقال أحد المستوطنين خلال افادته امام الشرطة العسكرية انه بعد مهاجمة الصحافي «تحدث معنا الجيش وقالوا لنا كل الاحترام».يشار الى أن المومني هو احد مصورين اعتدى عليهما الجنود ايضا وحطموا كاميراتهما في أيلول/سبتمبر 2015، بعد جنازة شاب قتله الجيش داخل سيارته على حاجز بيت فوريك قرب نابلس. وفي حينه تم اقصاء قائد القوة من منصبه بسبب ذلك.
وديع عواودة
عنجهية وتهور قطعان الصهاينة دائما تكون عكس ما يخططون. المسيحيون المعتدى على كنائسهم يمكنهم استعمال صلبان من فولاذ ثم ضرب كل يهودي صهيوني على رأسه بصليب أو شحذ ذاك الصليب وجعله حادا بحيث يقوم مقام سكين وبذلك يتحد كل الفلسطينيين في مقاومة الإحتلال الصهيوني.
ماذا ترجوا من عدوكم انهوا الاحتلال يسلبكم ارضكم ويعتدي عليكم .قوموا الاحتلال حتى تكون الارض لكم و ترتاحون من الظلم والاعتدا