استمرار الهجوم على وكيل المخابرات السابق لعدم إرساله معلومات صحيحة إلى محمد مرسي عندما كان رئيسا

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: ازدحمت صحف السبت والأحد 20 و21 سبتمبر/ايلول بالكثير من الأخبار والموضوعات الداخلية والخارجية، التي ينافس بعضها بعضا، في مساحات أو محاولة إبرازها للفت الانتباه، لكن الغالبية الساحقة لا تزال تركز اهتماماتها على قضايا معينة، أولها بدء الدراسة في المدارس، والشكوى المتكررة منذ عشرات السنين من ازدحام المرور، خاصة في الصباح أثناء الذهاب للمدارس وعند انتهاء اليوم الدراسي، ووجود نقص في استعدادات بعض المدارس وزيادة مصروفات المدارس الخاصة، لدرجة دعت أعدادا من أولياء الأمور لمحاولة اقتحام مقر وزارة التربية والتعليم، ولم ينصرفوا إلا بعد تقديم الوعود لهم بدراسة الأمر، وطبعا لن يستطيع الوزير تخفيض المصروفات، لأن الرد عليه سواء من أصحاب المدارس الخاصة أو التابعة لوزارته والذي يتم إشهاره كل سنة في وجه أي وزير هو: إذن فلتدفع الوزارة الزيادات في مرتبات المدرسين والعاملين.
والموضوع الثاني الجاذب لاهتمامات الغالبية هو، استعدادات عيد الأضحى المبارك، وإعلان الحكومة أخبارا سارة وهي توفير اللحوم بسعر خمسة وثلاثين جنيها للكيلوغرام الواحد، وتوفير الأغنام للأضحية وتجهيز ساحات صلاة العيد.
أيضا يتواصل الاهتمام بالكميات المستورة من عقار «سوفالدي» الأمريكي للقضاء على فيروس الكبد، سواء بالمجان من جانب الدولة لغير القادرين او بالأسعار المخفضة لغيرهم. ومن الأخبار الجاذبة للاهتمام استمرار رحلات الحج واستعدادات بعثة الحج الرسمية، وكذلك استعدادات الجامعات لبدء العام الدراسي وما اتخذته من احتياطات لمنع مظاهرات طلاب الإخوان، سواء داخل المدن الجامعية او داخل الحرم الجامعي، وذلك بنشر الكاميرات في كل مكان للتوصل لجميع المشاركين في المظاهرات أو أعمال العنف وفصلهم، كما صدر قانون يتيح لجامعة الأزهر فصل أي عضو في هيئة التدريس او طالب يشارك في أعمال عنف أو مظاهرات أو تحريض عليها، وذلك لقطع الطريق على الذين يلجأون لرفع دعاوى قضائية أمام مجلس الدولة طالبين إعادتهم. وعلى كل حال فإن موقف الدولة سيتعرض لإحراج شديد، إذا لم تتمكن من وضع حد للمظاهرات وأعمال التخريب في المدارس والجامعات، بسبب خوف الملايين من اولياء الامور على حياة ومستقبل أبنائهم، بعد أن أصبح الأمن هو الرغبة الأولى لهم، وضغوطهم على الدولة لأن تذهب لآخر مدى في توفيره.
أما بالنسبة لحالة الكهرباء فقد تحسنت إلى حد كبير، بينما لا تزال المناقشات متواصلة حول ارتفاع أسعارها وأسعار باقي السلع والخدمات، ومتابعة أعمال الحفر في القناة الجديدة، وزيادة عدد الشركات التي تعمل في المشروع، وأيضا زيادة عدد العاملين بعد أن أغلقت البنوك قبول طلبات شراء شهادات قناة السويس، بعد أن جمعت في ثمانية أيام مبلغ أربعة وستين ألف مليون، جنيه بينما المطلوب كان ستين مليارا.
وهناك اهتمامات أخرى، وإن كانت أقل بزيارة وزير الري لاثيوبيا ولموقع سد النهضة، من تعرض مصر لفقدان جزء من حصتها من المياه، وتقبلها تحمل بعض الآثار السلبية الضرورية لعدة سنوات حتى تمتلئ بحيرة السد بالمياه، ويبدأ بعدها توليد الكهرباء. كما بدأ جانب من الاهتمام يتجه إلى إظهار الدولة جديتها في تنفيذ مشروع المحطات النووية في الضبعة لتوليد الكهرباء، وتشجيع المستثمرين المصريين والعرب والأجانب على إنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية.
ولم يمنع اهتمام الغالبية الساحقة من الناس بالأوضاع الداخلية الخاصة بالمعيشة والأسعار والأمن من متابعة غيرها ذات الطابع السياسي مثل، زيارة الرئيس لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة، التي تعقدها الأمم المتحدة ولقاءاته التي سيقوم بها والاستقبالات التي تعدها الجالية المصرية بأمريكا للترحيب به، وكذلك المظاهرات التي يعدها ضده الإخوان المسلمون، وكان الكاتب محمد حسنين هيكل في لقائه مساء الجمعة مع زميلتنا مقدمة البرامج الجميلة لميس الحديدي في قناة سي. بي. سي، قد اعتبر زيارة السيسي لنيويورك قرارا شجاعا وتمنى ألا يقابل أوباما.
وأدلى السيسي بحديث إلى وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أكد فيه أن الباب مفتوح أمام الإخوان، الذين لم يتورطوا في أعمال العنف، للمشاركة في العمل السياسي. والحقيقة أن البعض حمّل كلامه معاني لا يقصدها أبدا، فما قاله للوكالة قاله أكثر من مرة في خطب وتصريحات داخل مصر، أي أن المصالحة مقبولة مع أعضاء في الجماعة، لكن ليس مع الجماعة ولا قياداتها التي تتم محاكمتهم الآن، لأنه لا السيسي ولا غيره قادر على إصدار قانون يلغي اعتبار الجماعة إرهابية، أو وقف المحاكمات أو إصدار عفو عن القيادات بعد إصدار الأحكام، لأن الأمور تعقدت، ولا قدرة لأحد أن يتحمل انفجارا أو تمردا ضد النظام، سواء من الغالبية الشعبية او الأجهزة العسكرية والأمنية.
ولم تهتم الغالبية أيضا بالتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم «داعش» واستمرار غارات طائراتها ضده في العراق، ودخول الطائرات الفرنسية شريكا في الغارات، بينما اخبرني زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في «المصري اليوم» أمس الأحد، أنه ضبط زوجا وزوجته مهتمين بـ«داعش» والتحالف الدولي والغارات ومشاهدتها في التلفزيون والزوجة الجميلة تقول لزوجها:
– ويا ترى أنهي اللي أحلى من التاني يا روحي الاحتلال الأمريكاني ولا الفرنساوي.
وما ينطبق على «داعش» انطبق على أخبار إصدار محكمة جنايات الجيزة حكما بإعدام خمسة من أعضاء خلية مدينة السادس من أكتوبر، والقبض على عشرات من الإخوان أثناء المظاهرات المحدودة يوم الجمعة، كان من بينهم أحد أبناء عزة الجرف الشهيرة بأم أيمن، وهو ابن زميلنا وصديقنا الإخواني بدر محمد بدر كان ربك في عونه.
أما بالنسبة لتحركات القوى والأحزاب السياسية استعدادا لانتخابات مجلس النواب في شهري أكتوبر/تشـــرين الاول ونوفمبر/تشــــرين الثاني القادميــــن فقد فـــاجأها تصريح السيسي بأنه لا تأجيل للموعد، بينما لم تستكمل مشاوراتها، بل ازداد الانقســــام في ما بينها باستقالة رئيس حـــزب المصـــريين الأحرار احمد سعيد من منصبه احتجاجا، كما نشر، على تصريحات السكرتير العام ورئيـــس لجنة انتخابات الحزب الدكتور عصام خليل. كما أعلن التيار الشعبي عن تشكيل حزب سياسي بواسطة مجموعة ناصرية، ليزداد الأمر تعقيدا في صفوف الناصريين، بعد أن أعلنت حركة «تمـــرد» أنها ستشكل حزبا، وهي ناصرية أيضا، بالإضافة إلى وجود حزب حركة الكرامة والعربي الديمقراطي الناصري. وإلى شيء من أشياء عندنا..

مختار مرزوق: يحرم
على المرأة لبس النقاب أثناء الحج

ونبدأ بالفتاوى من «اللواء الإسلامي» يوم الخميس الموافق الحادي عشر من سبتمبر/ايلول من صفحة «أنت تسأل والإسلام يجيب»، التي يشرف عليها زميلنا عبد العزيز عبد الحليم، حيث وصلت رسالة قالت فيها صاحبتها:
– ذهبت للحج العام الماضي وكنت منقبة، ثم علمت أنه لا يجوز تغطية الوجه خلال الحج، ولكنني عندما لبست النقاب كان قد قيل لي ومن مصدر موثوق به، إنه تجوز تغطية الوجه فهل على شيء معين؟
وأجاب عن سؤالها الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط قائلا:»يحرم على المرأة أثناء الحج أن تلبس النقاب، سواء كانت تلبسه في غير الحج أم لا، وسواء كانت تلبسه على القول بفرضيته، كما يذهب بعض العلماء، أم كانت تلبسه استحسانا، كما هو مذهب جمهور العلماء. أما من لبست النقاب في حجها السابق اعتقادا منها بأن ذلك جائز، فلا شيء عليها، لأنها تنزل منزلة الجاهل بالحكم، ولم يرد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه حرم على المحرمة تغطية وجهها، وإنما حرم عليها النقاب فقط لأنه لباس الوجه، وفرق بين النقاب وتغطية الوجه وعلى هذا فلو أن المرأة المحرمة غطت وجهها لقلنا هذا لا بأس به، ولكن الأفضل أن تكشفه، ما لم يكن حولها رجال أجانب فيجب عليها أن تستر وجهها عنهم، أما بالنسبة لما مضى من حجك بالصورة التي ذكرت فلا شيء، لعذر الجهل مثل النسيان، أي لو أن الإنسان نسي فلبس ثوبا وهو محرم، فليس عليه شيء، ولكن عليه متى تذكر أن يخلعه ويلبس الازار والرداء، وكذلك الطيب فلو تطيب وهو محرم ناسيا فلا شيء عليه، لكن عليه إذ ذكر أن يبادر الى غسله».

شوال وذي القعدة وعشرة
من ذي الحجة هي أشهر الحج

وفي العدد التالي من «اللواء الإسلامي» الخميس الماضي وفي الصفحة نفسها ورد سؤال نصه:»يقول الله تبارك وتعالى «الحج أشهر معلومات» والمعلوم أن أعمال الحج تبدأ في الثامن من ذي الحجة وتستمر بعد ذلك أياما، نرجو من فضيلتكم إلقاء الضوء على الآية بما يحقق فهمها فهما صحيحا. وأجاب عن السؤال الدكتور الشيخ علي جمعة المفتي الأسبق قائلا:
«الصحيح من قول العلماء، إن أشهر الحج التي يشرع لمن أراد أن يحرم بالحج فيها، المذكورة في قول الله تعالى «الحج أشهر معلومات» هي شهر شوال وذي القعدة وعشرة من ذي الحجة وبه قال ابن عباس وابن عمرو وابن الزبير (رضي الله عنهم) وإلى ذلك ذهب السدي والشعبي والنخمي والإمام الشافعي وغيرهم، وعلى ذلك يستحب لمن أراد الحج أن يحرم بالحج فيها. لكن إن أحرم بالحج في غيرها كره له ذلك وانعقد إحرامه. ويبقي على إحرامه حتى يُتم أعمال مناسك حجه، والله سبحانه يسر على عباده، فمن أراد الحج فإنه يدخل في النسك بنية التروية أستحب للمحلين بمكة، فمن أراد الحج أو كان متمتعا وحل من عمرته أن يحرم بالحج فيه قبل صلاة الظهر من مكة أو الحرم، أو مكانه الذي هو فيه لأمره (صلى الله عليه وسلم) بذلك حيث أن غالب أعمال الحج تبدأ بعد ذلك».

الهجوم على الرقص الشرقي جاهلية!

وإلى المعارك والردود المتميزة التي بدأها في «اللواء الإسلامي» يوم الخميس زميلنا الناقد الفني سمير الجمل، ضد من دافعوا عن برنامج «الراقصة» الذي أعلنت عنه قناة «القاهرة والناس»، وتم وقفه مؤقتا بقوله عنه: «هل يعقل أن تكون مهمة بعض هؤلاء الذين ينتسبون إلى ما يسمى بالنخبة أو الإعلاميين، الدفاع عن الرقص الشرقي، باعتبار الهجوم عليه أو انتقاده جاهلية يجب محاسبة أهلها عليه، وكأن الفن كله بل والوطنية والتراث في مسألة هز الصدور والأرداف، والأدهى أنهم يريدون تحويل مسابقة «مسخرة» إلى مشروع قومي، ويجعلونها معركة بين قوى الظلام وتنويرهم المزيف؟ وهذه أباطيل عجيبة لا يستحي أصحابها من تقديم هزلهم في صمت، بل وفقا لمنطق «اللي مش عاجبه يغير المحطة»، وهذا كلام قد لا يكون معقولا لو أنهم اكتفوا ببرنامج، من دون الضجة وهذا الحشد الإعلامي المدفوع الأجر، فماذا لو استيقظنا ذات صباح وعرفنا أن هناك «شوطة» أصابت جميع الراقصات بدرجاتهن المختلفة، هل ينقص هذا من حياتنا ويعطل مسيرتنا ويوقف حالنا؟ والواجب يقتضي أن نسأل لماذا تزامن برنامج «الراقصة» مع برامج أخرى تلعب على وتر الانحلال والإفساد نفسه باسم الفن، مثل برنامج «ستار أكاديمي» الذي يجمع بين الشباب والفتيات على غرار البرنامج الغربي «الأخ الأكبر»، ولم يقدم للحياة الفنية إلا الفاشلين وأرباع المواهب، رغم كل هذه الضجة التي تربح منها شركة الاتصالات على حساب «الملاحيس» السذج الذين ابتلعوا الطعم.
وفي الوقت نفسه تعلن قناة أخرى عن مسابقة للنخاسة وتجارة الأجساد باسم الجمال والدلال، وهؤلاء اختاروا لهذا الفعل الفاضح اسم «جمالك يا مصر»، فهل سنرى بلدنا تقف بالمايوه، لكي يتفحص أعضاء لجنة «التهجيص» (التحكيم) مقاييس جسدها، ثم يسألونها سؤالا ثقافيا رهيبا «اسمك إية يا مصر؟». إلى جانب برنامج «القمار» أو «الموني شو» وخلافه في همجية على العقول والقلوب، فهل هذا هو تنويركم يا أهل الظلمات؟».

علماء الأزهر يهاجمون
برنامج «الراقصة»

أما المعركة الثانية المتميزة، فكانت عن برنامج «الراقصة» أيضا ووقعت في اليوم التالي (الجمعة) في جريدة «الفتح» لسان حال جمعية الدعوة السلفية، التي خرج منها حزب النور وصاحبها عضو مجلس شورى الجمعية علي حاتم، الذي انقض على زميلنا وصديقنا سليمان جودة، لأنه ركز هجومه في «المصري اليوم» على حزب النور والسلفيين بسبب موقفهم من برنامج «الراقصة» فقال علي حاتم: «هذا البرنامج الذي لما يهاجمه السلفيون فقط إنما هاجمه علماء الأزهر، واستنكره واستهجنه، بل بصق عليه كل مصري غيور على دينه خائف على بلده وعلى من فيها من الشباب، ولقد نزل بيان علماء الأزهر على قلوب الناس بردا وسلاما، لما استنكر هذا البرنامج. وعلى أثره تم وقف البرنامج وصمم العلماء على ملاحقته فضائيا، حتى يتم وقفه نهائيا. وأعجبنا تمييز علماء الأزهر لموقفهم لأنه بالإضافة إلى حرمة الرقص الشرقي، الذي تظهر فيه النساء ما أمرهم الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) بإخفائه، كذلك فإن هذا البرنامج ظهر في توقيت سيئ للغاية يضر بمصر كلها، في الوقت الذي يبذل فيه الشيوخ والعلماء، ومن بينهم شيوخ ودعاة الدعوة السلفية جهودهم الكبيرة لإقناع الشباب بعدم الخضوع للفكر التكفيري المتشدد، وعدم الانسياق وراء كلمة «الخلافة الإسلامية» التي تطلقها وحوش بشرية لا علاقة لهم بالإسلام. في هذا الوقت الذي لا يكاد يخلو بيت في مصر إلا وفيه يتيم أو أرملة أو أب مكلوم حزين على ابنه الشاب الذي قتل وهو يدافع عن البلد. الكاتب يرى انشغال السلفيين بقضية برنامج الرقص الشرقي العالمي على أرض مصر لاختيار أفضل راقصة، أمرا غير جاد، وأقول للكاتب إنه أمر غير جاد بالنسبة لك، وإذا أجريت استفتاء على ذلك، من خلال صحيفتك، سوف تكتشف صدق ما أقول. الكاتب المذكور يتهم السلفيين بأنهم لم يكونوا موجودين في الاستفتاء على الدستور، وهم شركاء في وضعه، ونحن نتساءل كيف يشترك السلفيون في وضع دستور ثم يغيبون عن الاستفتاء عليه؟ أيها الكاتب لقد شاركت إن لم تكن من واضعي هذا الكذب والافتراء أصلا، حيث خرج علينا العديد من الإعلاميين المعروفين بأنهم مملون يتهمون السلفيين بعدم الخروج للاستفتاء، وانشغل هؤلاء في هذه القضية، وقتها لسان حالهم يقول، فرعنا من الإخوان فهيا بنا ننشغل بالسلفيين حتى نلحقهم بهم. أيها الكاتب أدعوك إلى التركيز في كلامك هذا، وسوف تكتشف أنه كلام فارغ لا أساس له من الصحة، ومؤامرة مكشوفة لدينا ومفضوحة ونحن نفهمها جيدا».

حماية طلاب الجامعة
من خطر تجار المخدرات

ومن معركة الراقصات إلى معركة أخرى متميزة، خاضها يوم السبت زميلنا في «أخبار اليوم» رفعت فياض المشرف على صفحة الجامعات، أيد فيها قرار رئيس جامعة القاهرة بإلزام كل طالب يقدم أوراقه للالتحاق بالمدينة الجامعة بإحضار تحليل بعدم تعاطي المخدرات وقال: «أؤيد رئيس جامعة القاهرة أيضا في ما انتهى إليه بضرورة أن يكون هناك مع أوراق القبول النهائية بالمدينة الجامعية، تحليل للمخدرات يأتي به الطالب، يؤكد أنه غير متعاط لها ولا يعرف طريقها، وهذا لا يغضب أحدا في شيء ما دام إنسانا سويا، بل سيسعد كل أسرة مصرية، خاصة أننا نطبق هذا في تجمع طلابي قد يتسبب فيه أصدقاء السوء بدفع المئات من الشباب المقيمين بهذه المدن الجامعية إلى الانزلاق في طريق المخدرات. وقد نفاجأ بالعديد من الجرائم التي يتم ارتكابها من جانب هؤلاء المتعاطين لهذه المخدرات، خاصة أن معدومي الضمير من الذين يتاجرون فيها ويبحثون عن المكسب يراهنــون دائما على نشرها بين المجتمعات الطلابية، خاصة أن الجامعات والمدن الجامعية تضم أكبر تجمع بشري لشباب في المرحلة العمرية المتأرجحة التفكير، وقد يسهل على بعضهم أن ينحرفوا في هذه السلوك الخطر. نحن لا نريد المتنطعين أو منحرفي الفكر والسلوك أن يجعلوا من هذه الإجراءات لبانة يلوكونها عن الحرية الشخصية».

شيوع الألفاظ الخادشة
للحياء في المجتمع المصري

ومن الراقصات والمخدرات بين طلاب المدينة الجامعية إلى البذاءات والألفاظ الخادشة للحياء، التي أصبحت سمة عامة في المجتمع، والتهليل لها، وكتب عنها في جريدة «الأهرام» عدد السبت صديقنا العزيز رئيس مركز القادة السابق، وبطل معركة كشف فضيحة بيع محلات عمر أفندي في عهد مبارك يحيى حسين عبد الهادي، الذي قال وهو في غاية الحزن مما حدث لمصر هي أمي وأمه: «في بداية السبعينيات من القرن الماضي، منذ أكثر من أربعين سنة قالت بطلة احد الأفلام في نهاية الفيلم، «يا ولاد الكلب»، واعتبرت هذه كبيرة من الكبائر دارت حولها مجادلات كثيرة في الصحف، رغم أن التطور الدرامي لأحداث الفيلم وخسة شخصياته، كانا يؤديان بالجمهور في نهايته لأن يقول اللفظ نفسه، الذي كانت تصرخ به البطلة، كان هذا فيلما سينمائيا. أما مسلسلات التلفزيون التي تقتحم علينا بيوتنا، فقد حافظت على التقاليد طوال هذه المدة، ثم انفجرت في وجوهنا في العامين الأخيرين بألفاظ يدينها معظم المصريين لو يسمعونها في شارع عمومي، ورغم انتقادنا لذلك إلا أن الأمر يظل تمثيلا في تمثيل. الجديد في الأمر أن البذاءة والفحش في القول لم تنتقل في الأعوام الأخيرة إلى البرامج الحية في الفضائيات الخاصة، والواقع المعيش فقط، وإنما صارت موضع احتفاء ترحيب وتنافس، أذكر أننا كنا نقاوم نظام مبارك وسياسات الوريث ونتعرض للأذى المعنوي والمادي والبدني، ونرفض أن يتلفظ أحد شبابنا المتحمسين بأي لفظ خارج عن حدود الادب. وفي مرحلة المجلس الأعلى للقوات المسلحة تطاولت فتاة غريرة على المشير محمد حسين طنطاوي، وبدلا من أن يلومها الكبار تسابق الجميع للاعتراض على تقديمها للمحاكمة، وعندما تطاول نائب شاب على الرجل نفسه تسابقت بعض الصحف والفضائيات للإشادة بتمسكه بعدم الاعتذار عن السب العلني وكأن الوقاحة فضيلة! وفي مرحلة الدكتور محمد مرسي اعترض شاب طريق الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان، وهو خارج مع أسرته من احد المطاعم، واسمعه أمام أسرته كلاما لا يليق، بغض النظر عن الاختلافات السياسية، ولقي هذا التصرف المعيب استحسان معظم برامج الفضائيات ليلتها، من دون أن يقول أحد إن ما يحدث عيب، باستثناء إبراهيم عيسى. أما مرحلة ما بعد 30 يونيو/حزيران فقد سقط الجميع في هذه الخطيئة».
وما قاله يحيى صحيح للأسف الشديد فقد امتد الفحش في الألفاظ إلى مسلسلات تلفزيونية أذيعت في شهر الصوم والصلاة رمضان الماضي.

التجسس على الناس
بحجة الأمن القومي

ومن المعارك المتميزة إنكار اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات العامة السابق بعض ما جاء في حديثه لجريدة «الوطن» وأجرته معه زميلتنا الجميلة منى مدكور، وردت «الوطن» بأنه إن لم يعتذر لها فإنها ستذيع نص حديثه المسجل، وانتهز زميلنا في «التحرير» وائل عبد الفتاح الفرصة ليقول يوم السبت: «اللواء ثروت جودة الذي تكلم بكل ما في جراب الحكايات الخرافية من تراث العبث الطويل، لكنه بدلا من أن يترك له الحبل على الغارب، كما في أيام الاعتماد على رواة الخبل، فإن هناك من اجبره على الإنكار والتكذيب، رغم أن محاورته منى مدكور لديها تسجيلات أعلنت «الوطن» أنها ستنشرها إن لم يعتذر اللواء جودة عن التكذيب، فالاعترافات التي قدمها وكيل المخابرات السابق تؤدي مهمة غير مطلوبة الآن، ولا ضرورية، وهذا ما يحدث في التوقيت نفسه مع القبضة الحديدية التي روجت لها الداخلية بفرسان الفخر بالتجسس على الناس، على اعتبار أن هذا هو الأمن القومي. وعندما نشر ماجد عاطف حوارا مع الشركة الموردة لبرامج التدريب على التجسس واقتحام المواقع الشخصية، أنكرت الداخلية واستدعت مدير الشركة، التي تعمل مع الداخلية من 28 سنة ووجهت إليه لوما، اضطر فيه إلى التكذيب والإنكار، رغم أن التسجيلات موجودة وسيكون نشرها فاضحا، لكن الفضيحة الشخصية لمن صدق أن أيام الخبل دائمة، أهون من فضيحة الإعلان عن دخول النظام في مصر المنافسة مع مخبول كوريا الشمالية».

اندفاع القول لدى البعض
من غير حساب للنتائج

وقضية حديث اللواء جودة تناولها في اليوم ذاته، أي السبت، مستشار «الوطن» الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود خليل بقوله:
«هل تدري معنى وقيمة الثبات الانفعالي؟ تعال نحاول الاستدلال على ذلك من خلال حوار أجرته جريدة «الوطن» مع اللواء ثروت جودة وكيل المخابرات العامة السابق، ذكر اللواء كلاما شديد الإثارة في حوار كان من بينه: «قلت للواء رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة أيام مرسي، إنس القسم الذي حلفته، ولا تعط مرسي معلومة واحدة. وقال «شفيق هو الفائز في الانتخابات» يقصد انتخابات الرئاسة 2012. والمستشار حاتم بجاتو يعلم ذلك والمشير طنطاوي لم يكن يريد أحمد شفيق ولا عمر سليمان في رئاسة الجمهورية. وقال: طارق حجي ذكر لجريدة «واشنطن بوست» أنه كان يجلس مع رئيس المخابرات المركزية الأمريكية وقال له في حضور جون كيري، «أحنا اللي نجحنا مرسي». وقال: عمر سليمان قال لديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي بوش الصغير، عليك أن تتحدث مع مبارك بأدب، فرد عليه: أنا أتكلم براحتي أنا أمريكا، فطرده عمر سليمان من مكتبه.
أقرأ هذه التصريحات جيدا وسوف تدرك معنى غياب الثبات الانفعالي، وأنه يعبر عن حالة اندفاع القول من دون حساب، أو بعبارة أخرى «فلتان لسان إنسان» من دون اكتراث بالطريقة التي يؤول بها الآخرون ما يقال ومن دون إعطاء أي اعتبار لمفهوم «المواءمة السياسية». لقد فرح الإخوان أيما فرح بكلام اللواء ثروت جودة، حيث تناقلته القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية التابعة للجماعة، واحتفت به أشد الاحتفاء بتسرب إحساس لديهم بأن ثمة فقدانا للثبات الانفعالي بدأ يتسرب إلى أعصاب خصومهم، ولو أن الطرفين المتخاصمين فكرا قليلا فسوف يدركان أن حالة النشوة التي أصابت الجماعة بعد وصولهم الى السلطة والسيطرة على العديد من مؤسسات الدولة بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 أفقدتها رشدها، ولم يتوافر لأغلب أعضائها الدرجة المعقولة من الثبات الانفعالي التي تمكنهم من القراءة الصحيحة والمتأنية للأوضاع بشكل يسمح لهم باستيعاب أن الإحساس بالقدرة والسيطرة على الحياة لا يعني شيئا سوى السقوط.
وكانت جريدة «الفجر» الأسبوعية المستقلة منذ حوالى شهر أو أكثر قليلا قد شنت هجوما عنيفا ضد اللواء ثروت جودة وطالبته بالتراجع عن المشاركة في احد المشروعات».

في انتخابات إسكتلندا لم تستخدم
أسلحة التراشق اللفظي أو المادي

وفي «الشروق» عدد يوم امس الاحد كتب لنا فهمي هويدي عن الانتخابات الاسكتلندية وانقسام المصوتين بين مؤيد لاستمرار عقد الزواج بينهم وبين بريطانيا او الانفصال عن بعض بالتراضي يقول:» من أخبار مملكة العجائب أن جمعا غفيرا من أهلها ضاقوا بالزيجة التى استمرت لأكثر من ثلاثمئة عام بين بريطانيا واسكتلندا، ورأوا أنهم سيكونون أفضل حالا في ظل الطلاق. من ثم فقد توافق أهل السياسة على أن يتم الطلاق بإحسان إذا كان لابد منه. وارتأوا أن استفتاء الناس على ذلك أفضل طرق الإحسان في العصر الحديث. وتحدد يوم الخميس الماضى (9/18) موعدا للاستفتاء، الذى سبقه أكثر من 20 استطلاعا للرأي اتفقت كلها على أن المجتمع منقسم، وأن حظوظ المؤيدين للطلاق والمعارضين له متقاربة. وكان ذلك شيئا عاديا ومفهوما، إلا أن ما كان عجيبا في المشهد هو كيف أديرت معركة تحديد مصير اسكتلندا، وكيف حسم الأمر في نهاية المطاف. ذلك أنه من واقع خبرتنا فإن انقساما حول المصير بين طرفين بهذه القوة العددية لا يفترض له أن يمر بهدوء ولا ينتهى على خير. وإذا تذكرت أنه بين فريقين أحدهما يدافع عن استقلال اسكتلندا والثاني يؤيد بقاءها ضمن المملكة المتحدة، فستدرك على الفور أن الأمر بهذا الشكل يفتح الباب واسعا للتجريح والمطاعن، التي تتعلق بالولاء لاسكتلندا والبراء من الإنكليز.
ما استغربته أن التنافس على شدته لم يتحول إلى معركة، ولم تستخدم فيه أسلحة التراشق التي نعرفها، والتي تتراوح بين كيل الاتهامات والتلفيق والتجريح المتبادل، الذي يستهدف هدم الأشخاص والرموز وليس هدم المشروع أو الفكرة. وأثار انتباهي أن الأمر تحول إلى موضوع للمناقشة تم الاحتكام فيها إلى الصالح العام الذي يتحقق للوطن وللمواطنين. فمؤيدو البقاء فى إطار المملكة المتحدة رفعوا شعار «معا أفضل»، لكن دعاة الاستقلال الذين كانوا على الضد منهم وصفوهم بأنهم يجسدون «مشروع الخوف»، وجاء أقوى تنديد بهم على لسان رئيس الوزراء اليكس سامون، الذى قاد الدعوة إلى الانفصال، حيث وصفهم بأنهم الأكثر بؤسا وسلبية وإحباطا، وأنهم يبعثون على الملل.
خارج هذا الإطار فإن المناقشات تركزت حول تأثير الانفصال على أمن اسكتلندا، وما إذا كان ذلك سيكون في صالح الفقراء أم الأغنياء. فذكرت حكومة أدنبرة مثلا أن دخل الفرد الاسكتلندي سوف يزيد بمعدل ألف جنيه استرليني بعد 15 عاما، إلا أن وزارة الخزانة البريطانية ذكرت أن البقاء فى إطار المملكة المتحدة سيحافظ على مستوى أقل من الضرائب للمواطن الاسكتلندي، فى حين أن الانفصال سيحمل ذلك المواطن عبئا يعادل 1400 جنيه استرليني ابتداء من العام المالي 2016 ــ 2017.
ما همني في الموضوع أن العملية تمت بدون أي عنف لفظي أو مادي. فلم يحدث أن أريقت قطرة دم، أو اشتبك جمهور المتظاهرين مع الشرطة، التي لم تحتجز أحدا منهم، بل وجدنا فى أجواء التنافس والانفعال أناسا يلوحون بالأعلام ويوزعون الزهور ويعزفون الموسيقى وهم يتضاحكون.. إلى غير ذلك من المظاهر التي لا تكاد ترى إلا فى بلد هذبت الديمقراطية المستقرة أهله، فامتصت مراراتهم وقلمت أظافرهم، وأبقت على إنسانيتهم منزهة عن البغض والكراهية.
المظاهر التي من ذلك القبيل لا عد لها ولا حصر في مملكة العجائب، ذلك أن استقرار قيمة تداول السلطة وتثبيت حاكمية القانون، الذي يسري على كل مواطن حاكما كان أو محكوما، ألغى القداسة التي اعتدنا إضفاءها على أهل الحكم. آية ذلك أننا قرأنا قبل أيام أن ملك السويد كارل جوستاف بجلالة قدره تعرض لحادث سير في ستوكهولم، حين كان متجها إلى المطار للسفر إلى شمال البلاد. ولأنه لم يصب بأذى، فإنه أوقف سيارته واستقل سيارة أخرى أوصلته إلى المطار. قرأنا أيضا عن أن ثمة جدلا في ألمانيا حول ارتفاع تكلفة وجبات الطعام التي تقدم لرئيس الجمهورية يواخيم كوك، الذي يتمتع بشعبية واسعة. فقد تبين من مراجعة حسابات الرئاسة أن إفطار الرئيس الذي يتكون عادة من المربى وقطعة «بان كيك» يتكلف ما يعادل 6 يوروات يوميا. وهو ما اعتبرته اللجنة المالية المختصة مبلغا أزيد من اللازم، خصوصا أن دافع الضرائب هو الذي يتحمل تكلفة الإنفاق على غذاء الرئيس. وحين راجعت اللجنة مصروفات وجباته فإنها وجدت أن مطبخه يكلف دافع الضرائب سبعة آلاف يورو حتى سنة 2015. وهو ما يرفضه المواطنون. وقال الخبراء المختصون إن صحة رئيس الجمهورية أمر مهم لا ريب، لكن إفطاره لا ينبغي أن تتجاوز قيمته 4 يوروات، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في عقد الشركة التي تورد أطعمته….
لدي قائمة طويلة لأخبار من ذلك القبيل تعد من الغرائب في بلادنا، التي تتحصن فيها مؤسسات الحكم في أبراج عالية وترتفع فيها مقامات أهل الحكم بحيث يصبحون في مصاف الآلهة التي لا تسأل عما تفعل، في حين أنهم في مملكة العجائب لا يسألون فقط عما يفعلون ولكنهم يسألون أيضا عما يأكلون.
إذا قال قائل إن المسلمين الأوائل فعلوا كل ذلك الذي نتوق إليه وأكثر منه ولذلك استحقوا وصف السلف الصالح، فلن اختلف معه، لكنني أصبحت استحي من ذكر ذلك لأن ممارسات الخلف باتت وحدها المشهودة والمرصودة، ولأنها كذلك فإنها محت صفحة السلف، حتى صرنا نحسد أهل مملكة العجائب ونتمنى لو صرنا مثلهم يوما ما».

حسنين كروم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حامد الجزائر:

    متى داعش تواجه اسرائيل ؟
    متعطشين لرؤية داعش ضد اسرائيل فى دورى مباريات الشرق الاوسط التى دوما تدول
    بين فرق محليه ومدربين اجانب و بعض الاحبان فرق دوليه مثل امريكا الكاو بوى واوربا
    ونحن جمهور داعش بنشجع داعش ونأسف على ماتم بين داعش واخواننا فى العراق وسوريا
    ولو فكرو رياضيا سواء العراقين والسورين ما كان مفروض تسيل هذه الدما والدمار بين عرب
    وكرد وكلهم لونهم متشابه واسمائهم متشابه محمد ضد محمد وعلى ضد على و كلهم بعض الاحيان
    من مدينه او شارع واحد
    هل ابليس لديه الخبره والمعرفه ليشعل هذه الحروب ليل نهار وعلى مدار السنين
    العالم حولنا يعيش فى امان ونحن لانستطيع ان نتوجه معا لحرب عدو واحد اسرائيل
    يارب
    عجل بحرب تننهى اسرائيل
    وبزوالها ينكسر كل صنم فى عالمنا من الخليج الى المحيط
    يارب اكسر الاصنام

إشترك في قائمتنا البريدية