وجدت في بريدي اليوم كتاباً (هدية) من صديقة: إنه نسخة مزورة من كتابي «ختم الذاكرة بالشمع الأحمر»، قالت لي إنها اشترته من مطار الكويت ومعه الفاتورة. الغلاف رمادي تتوسطه اللوحة التي كنت قد نشرتها على غلاف الكتاب الأصلي، ولكن بطباعة رديئة حقاً حتى انني دهشت من الخط الجميل للخطاط الذي كتب عنوان الكتاب. ضايقني انني قرأت اسم «منشورات » على الغلاف بل ودون شعار الدار وهو: البومة!
الكتاب المزور من الحجم الصغير حتى خيل إليّ قبل تصفحه أنهم حذفوا بعض قصائده ونصوصه. لكنني فوجئت بأنهم أعادوا صفه بحرف أصغر من الأصل وعلى ورق مصفر رخيص الثمن.
أكرر: الطباعة رديئة حتى ان الصفحة 162 منه تطالعنا بعنوان مشوش معكوس لا تستطيع قراءة حروفه إلا إذا وضعته أمام المرآة!
بطل التزوير قرر إلغاء كلمة غلاف الكتاب (الأصلي!) واختار سطوراً من نص بعنوان (هوامش على فاتورة دمشقية) وقولي فيها: «وكانت الرسائل تصلني من الجميع إلا من دمشق.. وكنت أمزق رسائل الأحبة بحنق، فقد كان لها في غربتي طعم حزمة الغاردينيا تُقدم لامرأة جائعة تفضل رغيف خبز.. ولم يكن من الممكن أن يداوي جوعي المسعور للحنان غير رغيف حبز دمشقي».
لن ألعب دور آغاثا كريستي في الكشف عن (المجرم) ولكنني أتساءل: ترى هل المزور سوري؟ ألا يشي ذلك الاختيار بذلك؟ لماذا لم يختر مثلاً كلمة أخرى مثل رسالتي المهداة إلى غسان كنفاني على الصفحة 75 مثلاً؟
لا أغفر السرقة من القارئ
سبق لي ان غفرت قليلاً لمزور مجهول قام بتزوير روايتي الأخيرة «يا دمشق.. وداعاً» ونَشرَها في سوريا. فأنا احب أن يطالعني القارئ في وطني الأم، ولو مجاناً. والظروف الحالية لا تتيح لنا تصدير الكتب إلى الشام.
وتوهمت أن الأمانة في السرقة ستحتم عليه توزيع الكتاب في سوريا وحدها (وصحتين على قلبه) لكنني اكتشفت أنه صار يبيع الكتاب في أسواق عربية أخــــرى في منافسة غير مشروعة.
صديقتي سددت فاتورة «خــــتم الذاكرة..» في مطار الكويت بعشرة دولارات. وهنا السرقة ليست مني وحدي بل من القارئ أولاً. فالكتاب الذي اصدرتُه وصار اليوم في طبعته الخامسة يباع بنصف سعر الكتاب المزور تقريباً على الرغم من طباعته الأنيقة. ما معنى ذلك؟ معـــناه ببساطة ان المــــزور يستغل حب القارئ لأبجـــديتي لسرقــــته وهذا غـــير مقــبول لا قانونيــــاً ولا أخلاقياً.. سرقتي والقارئ معاً أمر لا أســتطيع الســكوت عنه.
السرقة الوحيدة التي لا تُعاقب!
أتمنى على وزارات الداخلية والثقافة العربية منع بيع هذه الكتب المسروقة تماماً كأي سرقة أخرى.. هل يعقل أن نمنع سرقة السيارات والمجوهرات والمنازل ولا نهتم بسرقة أعماق كاتب ونزفه على الورقة: أي الكتاب.
البلاد العربية كلها تعاقب السارق باستثناء سرقة الأدباء والشعراء. فلماذا؟ وهذه اللامبالاة السائدة أليست دعوة إلى التزوير وسرقة تعب الأدباء والشعراء؟
الحقوق محفوظة.. للسارق
ولأن شر البلية ما يضحك انفجرت ضحكاً دامعاً وأنا أقرأ في الصفحة 4 عبارة: «جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة»!.. وتحتها اسم منشوراتي ورقم الهاتف والفاكس فيها!! هذا كله وانا لم أعلم بأن لي أي حقوق إلا مصادفة عن طريق صديقة.
أي (حقوق) محفوظة لي وأنا آخر من يعلم؟
صديقتي قالت لي ايضاً انها وجدت كتابي «ليل الغرباء» في مطار الكويت في طبعة مزورة ولم تحمله لي خوفاً على أعصابي! يا عزيزتي لو لم تكن أعصابي جليدية من الثلوج القطبية لكففت عن الكتابة من زمان.
مكتبة مدبولي والأمانة الأدبية
يوم صدر كتابي الشعري «أعلنت عليك الحب» ولقي إقبالاً من القراء اتصل بي من القاهرة (الأوادم حقاً) أصحاب مكتبة مدبولي وقدموا لي اقتراحاً جميلاً نبيلاً وهو اصدار طبعة مشتركة شعبية للكتاب دفعاً لتزويره وهكذا أصدرت برفقة المدبولي طبعة شعبية تحرم المزور من شهية السرقة!!
الكتاب اليوم في طبعته رقم 16 واستطاع النجاة من التزوير بفضل أمانة «مكتبة مدبولي».
وعلى ذكر الأمانة، تقتضي الأمانة القول بأنني لست فريدة في حقل تزوير الكتب. لقد تم تزوير كتب سواي قبلي وسيتم ايضاً تزوير الكتب من بعدي ما دام ثمة من لا يبالي من المسؤولين بتلك المأساة شبه السرية..
الشاعر نزار قباني تعرض كثيراً لتزوير كتبه، ولم يكن يستسلم للأمر بل كان يعمل كمحقق لاكتشاف المصدر (وهذا حقه) ثم يذهب إلى حاكم بلد المزور للشكوى.. ولم يمنع ذلك المزيد من التزوير له ولسواه..
هذا لا يحدث في الغرب
لا يمكن لأحد في الغرب تزوير كتاب دون عقاب ـ فحق الملكية الفكرية محترم ومصان.
الترجمة الإنكليزية لروايتي الأخيرة «يا دمشق وداعاً» والتي تصدر هذا الشهر عن منشورات (دارف ببليشيرز) في لندن أعرف ان احداً لن يزوّرها.. لأنه لا يجرؤ.. لا كطبعتها العربية المزورة!!
ليس بوسعنا نحن اللواتي والذين زورت كتبهم القيام حقاً بشيء، فعالمنا العربي يغلي بالمآسي والتشرد والغرقى على الشواطئ.. والأولوية ليست لكتاب مخطوف هنا وهناك، بل في معالجة الاحزان الكبيرة وحياة الناس وأطفالهم وبيوتهم.. ولذا اكتفي بهذا القدر من التبويم!!
غادة السمان
يمكنك انشاء مكتب استشارات مع شركاء وايضا شركات اخرى وهذا لكسب المال في المستقبل للشركة وللمساهميين بنفس الاهداف .. ان استطعت واردت فلننتقل الى الافعال الحقيقيه وللنجاج على الارض وليس على الورق لان به مكاسب نفسيه واجتماعيه وماليه وروحيه واخلاقيه اكثر بكثيير مما فات
تواصل…
بمناسبة نجاح الاخت العزيزة منى / الجزائر خالص التهاني والتبريكات متمنياً لها التوفيق ومزيد من النجاح ، أود ان احيي وابارك للاصدقاء جميعا بمناسبة اطلاله شهر رمضان المبارك اساتذتي رؤوف بدران وافانين كبه ورياض واسامه وغاندي وبلنوار وعمرو وسوري واتمنى عودة الغائبين الحاضرين شيخ المعلقين داود الكروي وغادة الشاويش ود.اثير مع حفظ الالقاب والمقامات ..سعادتي بهذا التواصل تحت مظله خان ، صالون ، منتدى الايقونة غادة السمان ..
تحياتي
نجم الدراجي.بغداد
حياك الله عزيزي نجم وحيا الله الجميع ورمضان كريم
ولا حول ولا قوة الا بالله
أشكر جميع الزملاء المعلقين وأهنئكم جميعا بالشهر الكريم، أني الان انتظر آذان المغرب وقد قرأت كل التعليقات الجميلة وأردت ان أبارك للاخت منى بنجاحها، أيتها العائلة الكريمة التي جمعتنا حولها كاتبتنا الغالية غادة، غادة دمشق، وأنا كدمشقي لا تتصوروا كم أحن إلى رمضان في دمشق عندما كنت طفلا كان جدي ووالدي يوقضانني على السحور، وكنت مسحورا بالمسحراتي الذي يجول حارتنا في العمارة القريبة من المسجد الأموي، وبعد السحور كنا نتوجه للمسجد الاموي لصلاة الفجر، وكان جدي ووالدي يقفان أمام مقام سيدنا الحسين مرة وأمام مقام سيدنا يحيى ( دفن رأس سيدنا الحسين في المسجد، وكذلك رأس يوحنا المعمدان) وعندما اتذكر الان هذه الفترة ـ ونحن عائلة سنية محافظة ـ كم كانت فترة تسامح ومحبة وطيبة لا احد يعرف من هو شيعي ومن هو علوي أو درزي أو اسماعيلي.. قبل ان نبتلى بحزب البعث وحكم الأسدين القاتلين والدا وولد،
اليوم وثورتنا المجيدة في عامها السابع ندعو العلي القدير ان لا يأتي رمضان المقبل الا وسورية محررة من هذا النظام المجرم
افطارا شهيا للجميع
إن شاء الله يا أخي سوري وشكراً على هذا التعقيب الجميل.
صحّ فطوركم اخوتي جميعا…
أشكر اخوتي الأعزاء رياض وأسامة و نجم مع حفظ الالقاب والاستاذ سوري لكم جميعا على تهنئتكم الراقية شكرا لكم من اعماق قلبي …
تأثّرت كثيرا بما كتبته استاذ سوري عن سوريا الحبيبة ؛يعجز اللسان عن وصف فظائع القرن التي تحدث هناك …..الحداثة وما بعد الحداثة ظل المفهوم الاكثر تداولا في النقاشات الاكاديمية في توصيف ونقد المجتمع الانساني المعاصر…أما الآن فأظن أننا مقبلون على مفهوم آخر لا ادري كيف سيكون شكل حروفه لكن معناه ومغزاه بدون شك سيكون له ارتباط وثيق بماقبل سوريا وما بعد سوريا…الحرب في سوريا عرّت الانسانية والسياسة وبينت مفهوم الاخلاق التي يعبث بها أولئك المتشدقون بالحريات ،
قلبي ودعائي لسوريا والعراق وفلسطين وليبيا ومصر اليمن ………..
تصبحون على وطن حر….
شكرا أختي منى على هذه الكلمات النبيلة. ورغم أعتقادي أن كلامك صحيح تماما لكني أعتقد أيضاً أنه مفهوم الربيع العربي ومابعده! وإن إن شاء الله سنرى ربيعاً أخر قادم مهما طال الخريف. ومع أنني أدرك جيداً أننا نعيش ١٠٠ عام بعد بلفور و٦٥ عام بعد النكبة لكن الأمل بالله لاينقطع وإرادة الحياة كما هي دائماً أقوى من إرادة الوحشية.