ريف حلب ـ «القدس العربي» من ياسين رائد الحلبي: تصاعدت حدة الاشتباكات الناشبة، أمس الأحد، بين مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» وعناصر من «الجيش الحر»، في محيط مدينة اعزاز، بمحافظة حلب شمالي سوريا. وحسب مصادر محلية فإن الاشتباكات تتواصل في قريتي حوار كلس والبريكات، على بعد حوالى 30 كم، من اعزاز.
وسُمعت أصوات الاشتباكات والقصف المدفعي بين الجانبين من مدينة كلس التركية، المتاخمة للحدود مع سوريا، وشوهد ارتفاع الدخان في المنطقة.
وواصلت قوات الأمن التركية، من جانبها، اتخاذ التدابير على طول خط الحدود.
إلى ذلك خلف هجوم «الدولة» مؤخرًا على المناطق التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد، بمدينة الحسكة، شمالي سوريا، موجة نزوح من المدينة، إلى المناطق الشمالية من المحافظة (التي تحمل الاسم نفسه)، إثر اشتداد الاشتباكات بين الطرفين.
وفي وقت لم تتوفر فيه أية إحصاءات رسمية حول عدد النازحين من الحسكة، خلال الأيام القليلة الماضية، تحدث نازحون عن عشرات الآلاف.
وتعمل العديد من الحافلات والشاحنات لإجلاء السكان بمختلف أطيافهم، كردا، وعربا، وسريانا (مسيحيون)، الذين ينتظرون على قارعة الطرقات، من المدينة إلى مدينة القامشلي، وبلدات المالكية وعامودا وغيرها القريبة.
وأغلب النازحين الذين يتوجهون إلى مدينة القامشلي، يقيمون مع أقرباء لهم. وقالت النازحة سلمى غانم، (35 سنة) من حي النشوة في الحسكة، إن»عناصر داعش هاجموا الحي فجر أمس الأحد، وبسبب الاشتباكات هناك أُرغمنا على ترك منازلنا.»
وأضافت: «البعض خرج دون أن يتمكن من جلب إثباتاته الشخصية، فيما هرب آخرون حفاة من منازلهم».
وقال عبد الرحيم خليل، مسؤول سيطرة (حاجز) آسايش (قوات الأمن التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي)، عند مدخل القامشلي الجنوبي على طريق الحسكة، إن قواته «تتخذ بعض الإجراءات، وتفتش النازحين خشية تسلل عناصر تنظيم داعش إلى المدينة، والقيام بأعمال إرهابية».
ومن بين الإجراءات المتخذة، مساءلة النازحين عن أماكن سكناهم، وإلى أين يريدون الذهاب، وإبراز بطاقاتهم الشخصية، بحسب المسؤول نفسه.
وفي كنيسة القديسة فبرونيا، القريبة في قرية هيمو، غربي القامشلي، تجمع الكثير من النازحين السريان، بانتظار تأمين مأوى لهم.