مدريد ـ «القدس العربي» من حسين مجدوبي: تفقد اسبانيا بعد تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش، أهم مخاطب سياسي واقتصادي مع الملكيات العربية من المغرب الى أنظمة الخليج العربي. ولا تربط الملك المقبل، ولي العهد الأمير فيليبي علاقات متينة وحميمة مثل التي ميزت علاقات والده مع الملوك والأمراء العرب.
وكان ملك اسبانيا خوان كارلوس قد أعلن منذ يومين تنازله عن العرش لفائدة ابنه الأمير فيليبي. وصادقت الحكومة أمس على قانون ينظم التنازل عن العرش في ظل وجود توتر بسبب ارتفاع أنصار الجمهورية الذين يرغبون في الاستفتاء حول بقاء الملكية أو الانتقال الى الجمهورية. ومن المنتظر أن يصبح الأمير فيليبي ملكا في ظرف ثلاثة أسابيع في أقصى تقدير. ويشكل التنازل عن العرش وقدوم ملك جديد مناسبة لمعالجة مختلف زوايا هذا الحدث الهام في تاريخ اسبانيا وتمتد تشعباته الى الخارج.
ومن ضمن الزوايا الأساسية التي تخضع للنقاش والتحليل دور الملك خوان كارلوس في العلاقات الخارجية ومنها مع الأنظمة الملكية في العالم العربي. وإذا كان دوره بارزا في العلاقات مع المغرب، بلد بدوره ملكي بحكم كثافة العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط ويحتاج لمخاطبين متعددين، فقد لعب خوان كارلوس دورا بارزا في العلاقات مع الخليج العربي. وليس من باب الصدف أن معظم الزيارات التي قام بها الملك خوان كارلوس الى الخارج خلال 12 شهرا الأخيرة كانت الى العالم العربي، المغرب والإمارات العربية والبحرين والكويت والعربية السعودية، وكان قد برمج زيارة الى قطر ولكنه تنازل عن العرش.
ويقول دبلوماسي اسباني «الأنظمة الملكية في الخليج العربي كانت تفضل التعامل مع الملك خوان كارلوس وليس رؤساء حكومات منتخبين ديمقراطيا، ولهذا فزيارات الملك لهذه الدول تفوق زيارات رؤساء الحكومات، الأمر الذي لم يحدث في حالة دول مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا أو الأرجنتين»
وخلال العقود الأخيرة، لعب الملك خوان كارلوس في تعزيز علاقات اسبانيا بالخليج العربي، ولا يمكن فهم اقتحام الشركات الإسبانية لأسواق الخليج بدون دور الملك.
ويقف الأخير وراء أكبر صفقة حصلت عليها اسبانيا في الخارج، ويتعلق الأمر
بتشييد تجمع شركات اسبانية للقطارات السريعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ ثلاث سنوات بقيمة ستة مليارات ونصف مليار يورو (قرابة ثمانية مليارات و700 مليون دولار) وجعل الملك اسبانيا تتبوأ مكانة في مبيعات الأسلحة بلغت قرابة مليار يورو السنة الماضية لدول الخليج أساسا الإمارات العربية، وهناك احتمال توقيع العربية السعودية صفقة لشراء فرقاطات عسكرية بقيمة تتجاوز مليار يورو.
ويقول مصدر عليم بالأنظمة الملكية العربية أن «بعض الملوك والأمراء العرب كانوا يعتبرون خوان كارلوس ملكا غربيا بدماء شرقية، فهو يتصرف مثلهم عندما يجتمعون، بخلاف لقاءات الملوك والأمراء العرب مع ملكيات شمال أوروبا حيث يغلب البروتوكول على الطابع الإنساني». ويضيف «البعض كان يناديه بأمير الأندلس».
ويوجد شبه إجماع على ضعف علاقات الملك المقبل فيليبي السادس مع الأنظمة الملكية العربية، فهو لم يطور العلاقات الحميمة معها، وبدون شك ستصبح علاقة الملكية الإسبانية بملكيات الخليج مثل علاقة الأخيرة بملكيات شمال أوروبا، بروتوكولية بدون حرارة إنسانية.
إذا كان الأمر كذلك بالنسبة لملوك وأمراء الخليج ، فإن الأمر يختلف بالنسبة لعلاقة الملك الجديد لإسبانيا بالملك محمد السادس الذي تجمعه به علاقة حميمية وقديمة حيث كانا غالبا ما نشاهدهما في فصل الصيف يقضيان سويا عطلتهما السنوية في منتجع المضيق بساحل مدينة تطوان
شيئٌ مدهش أرجو أحداً أن يفسر لي ما هو سر العلاقة بين أسبانيا والمغرب حيث أنه ومنذ وفاة فرانكو والى اليوم فان أول زيارة رسمية للمسؤلين الأسبان تكون للمغرب على الرغم من أن علاقات المغرب سواء الأقتصادية أو السياسية هي علاقاتٌ متوترة دائماً .أسأل هذا لأنه هناك شائعاتٌ كثيرة في هذا الخصوص لا أريد الخوض فيها لخطورتها .أرجو تنويرنا بما ينفعنا وشكراً