اعتقالات استباقية لثلاثة مغاربة لهم ارتباطات بتنظيم «الدولة الإسلامية» خوفاً من تنفيذهم عمليات إرهابية في إسبانيا

مدريد ـ «القدس العربي»: اعتقلت الأجهزة الأمنية الإسبانية، امس الثلاثاء في مدريد، ثلاثة مغاربة بتهمة التفكير في تنفيذ عمليات إرهابية بتواطؤ مع تنظيم الدولة الاسلامية، ورفعت اسبانيا من الإجراءات الأمنية بسبب التخوفات من عودة متطرفين من سوريا بسبب القصف الروسي.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية في مدريد قيام الأجهزة الأمنية وتحت إشراف المحكمة الوطنية المكلفة بالقضايا الكبرى، ومنها الإرهاب، باعتقال ثلاثة مغاربة تتراوح أعمارهم ما بين 26 سنة و29 سنة بتهمة الإرهاب. وتتجلى التهمة الموجهة لهم أساسا في تلقي تعليمات من «الدولة» بتنفيذ عمليات إرهابية بشكل انفرادي على شكل فتح النار ضد الشرطة أو استعمال الأسلحة البيضاء في مواجهة أفراد الأمن.
وكانت الشرطة تراقب نشاط الثلاثة عبر الإنترنت. وبعدما أدركت تجاوزهم مرحلة الاستقطاب إلى احتمال تنفيذ عمل إرهابي، قامت باعتقالات استباقية وإحالتهم على القضاء. وتفضل الأجهزة الأمنية الإسبانية – مثل مثيلاتها الأوروبية – تقنية الاستباق نظرا لعدم وجود معلومات كافية بشأن طريقة اشتغال ما يسمى «بالذئب المنفرد» في الإرهاب، أي تنفيذ عملية إرهابية من طرف شخص واحد، ليست معروفة حتى الآن، عكس العمليات التي تشرف عليها مجموعة متكاملة ويسهل أحيانا رصد التوقيت والأهداف.
ولا تعتبر تقنية «الذئب المنفرد» في الإرهاب بالتقنية الجديدة. فقد استعملها في الماضي أفراد من منظمات إرهابية مثل إيتا الباسكية وإيرا في إيرلندا. لكنها جديدة من طرف المتطرفين الإسلاميين. وتعتبر أول عملية «الذئب المنفرد» في أوروبا هي التي نفذها محمد مراح منذ أربع سنوات في فرنسا.
في الوقت ذاته، مما دفع الأجهزة الأمنية الإسبانية إلى الاعتقال الفوري هو إقامة الثلاثة في منطقة في ضواحي مدريد معروفة بالإجرام المنظم وسهولة بيع وشراء أسلحة نارية، وبالتالي الاحتمال القوي لشرائهم مسدسات.
وتعتبر هذه هي العملية الثانية التي تنفذها الأجهزة الأمنية الإسبانية خلال الأسبوعين الأخيرين. وكانت الأولى في مدينة ويلفا جنوب غرب البلاد بعد اعتقال فتاة اسبانية كانت تنوي الالتحاق بسوريا في أعقاب استقطابها من طرف مقاتلي داعش.
وعلاقة بموضوع مكافحة الإرهاب، تعيش اسبانيا حالة من الحذر الأمني لمواجهة عودة بعض المقاتلين من سوريا نتيجة ارتفاع القصف الروسي ضد تنظيم الدولة الاسلامية وحركات اسلامية أخرى. وتتجلى الاستراتيجية في مراقبة هوية اللاجئين السوريين لمعرفة هل تسلل معهم متطرفون، وتقوم بهذه العملية رفقة معظم الأجهزة الأمنية والمخابراتية في أوروبا. والشق الثاني هو تتبع الشباب الذي التحق بسوريا ويفترض أن البعض منهم قد عاد إلى اسبانيا، وعدد المتطرفين الأوروبيين في سوريا. وتحتل اسبانيا مراكز متأخرة مقارنة مع فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا.

حسين مجدوبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية