مدريد – «القدس العربي» ارتفعت نسبة المغاربة المعتقلين في إسبانيا خلال السنة الجارية بتهمة الإرهاب والرغبة في الانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» حيث يشكلون الأغلبية المطلقة من نسبة المعتقلين التي وصلت 69 شخصا. وهذا التطور المقلق يطرح مجددا تأطير المهاجرين دينيا.
وكانت آخر عمليات الاعتقال قد جرت يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري في مدينة بامبلونا شمال إسبانيا بعدما نجحت وحدات من الحرس المدني في رصد مواطن مغربي يفترض قيامه بالترويج لأفكار «داعش» انطلاقا من مقهى يمتلكها ويعمل على استقطاب شبان للذهاب إلى سوريا لدعم هذا التنظيم.
وقبل عملية الاعتقال هذه بثلاثة أيام نجحت قوات الأمن في اعتقال ثلاثة أشخاص، من ضمنهم فتاة، بتهمة الترويج للأرهاب في مدينة برشلونة، وقرر القضاء بعد التحقيق معهم الاعتقال الاحتياطي للثلاثة في أفق مزيد من التحريات.
ومنذ تفجيرات 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في باريس التي خلفت مقتل 130 شخصا وجرح أكثر من 300، رفعت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسبانية من مستوى الحذر، وخاصة تتبع المتطرفين في شبكات التواصل الاجتماعي. وعمليا، تتوخى إسبانيا الحذر منذ تفجيرات 11 آذار/مارس 2004 التي خلفت مقتل 192 شخصا وجرح أكثر من ألف، وكانت قد استهدفت قطارات في العاصمة مدريد. ورغم غياب مؤشرات لتعرضها لعمل إرهابي، فمع كل اعتداء يقع في أوروبا أو في البحر الأبيض المتوسط، مثل الاعتداء الذي تعرضت له تونس ترفع من مستوى الإجراءات الأمنية.
واعتقلت مختلف الأجهزة الأمنية منذ بداية السنة الجارية 69 شخصا في عمليات شملت معظم المناطق الإسبانية، وأساسا في العاصمة مدريد وإقليم كتالونيا وعاصمته برشلونة. ويسجل هذا الإقليم أعلى معدل من الاعتقالات بتهمة الاشتباه في الترويج للإرهاب أو التخطيط للذهاب إلى سوريا للالتاحق بـ»داعش».
ويتصدر المغاربة والإسبان من أصول مغربية جنسيات المعتقلين بفرق شاسع عن باقي الجنسيات الأخرى. وقد يعود هذا إلى اعتبارهم يشكلون ما بين 55% الى 60% من مسلمي إسبانيا.
وارتفاع تورط المغاربة في أنشطة إرهابية وأغلبها الترويج للفكر الداعشي، دفع إسبانيا إلى رفع التنسيق مع المخابرات المغربية، بما فيها الانضمام إلى فرق أمنية إسبانية، خلال عمليات الاقتحام والاستنطاق، وفي الوقت نفسه التفكير الجدي في استراتيجية جديدة لإدماج المهاجرين المسلمين. وفشلت إسبانيا في عمليات الإدماج، حيث تبدي الحكومات المتعاقبة حماسا في هذا الشأن إبان وقوع أعمال إرهابية، ويتراجع هذا الحماس مع زوال الخطر.
ومقارنة مع باقي الدول، ورغم وجود جالية مسلمة تقترب من مليوني شخص، تبقى إسبانيا هي الدولة التي ذهب منها أقل عدد من المتطرفين إلى سوريا والعراق، مقارنة مع دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا.
حسين مجدوبي