اقتتال وتوتر واتهامات متبادلة بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي

حجم الخط
1

حلب – «القدس العربي»: لا يزال ريف حلب الغربي في (شمالي البلاد)، يشهد منذ أيام، توتراً واقتتالاً بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي، بعيد اتهام «الزنكي» لـ»تحرير الشام» بالبغي على كتائبها في بلدة حيان والجبهات القريبة في المنطقة، وفق بيان أصدرته.
وجاء في البيان أن مجموعات أمنية وعسكرية تابعة لـ»تحرير الشام» هاجمت مجموعة من قرية حيان كانت ترابط على جبهة رتيان، وسلبت سلاحهم وسياراتهم، وطردتهم من نقطة رباطهم.
وقالت مصادر محلية لـ»القدس العربي»، إن المواجهات بين حركة نور الدين «الزنكي» وهيئة «تحرير الشام»، اتعست بشكل متسارع، لتشمل قرى وبلدات عدة في ريف حلب الغربي منها خان العسل، وبسرطون، وبشقاتين وعويجل،الأبزمو، الشيخ سليمان، والفوج «111»، كفرناها، وسط اشتباكات وقصفاً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وحسب المصادر فإن قوات النخبة وجيش النصرة التابعين لـ«تحرير الشام تمكنوا من السيطرة على بلدة كفر تعال والابزمو وحواجز كفر ناها وقرية كفر عمة وحاجز مفرق عويجل وأطراف بلدة تقاد وقرية المزارع.
وأضافت إن مظاهرات للمدنيين خرجت في عدد من بلدات ريف حلب الغربي، ندد فيها المتظاهرون بالاقتتال الذي يجري في المنطقة بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي.
وتركزت كبرى المظاهرات التي خرجت بعد صلاة الجمعة في مدينة الأتارب وبلدة أورم الكبرى، حيث طالب المتظاهرون بوقف فوري للقتال الداخلي بين الفصائل، فيما وثق ناشطون بالفيديو لما قالوا إنه وقوع إصابات في صفوف المدنيين بينهم أطفال، جراء استهداف مظاهرة لوقف القتال في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي بالرصاص من قبل سيارة «بيك آب» مجهولة الهوية.

«حرب مفتوحة»

وأعلنت حركة نور الدين الزنكي أنها ستواجه «حرباً مفتوحة» مع هيئة تحرير الشام حتى النهاية، متهمة إياها بالسعي للقضاء على الثورة السورية وتكرار سيناريو تنظيم الدولة.
وجاء في بيان مصور اطلعت عليه «القدس العربي»، إن «الجهود التدميرية التي تقوم بها هيئة تحرير الشام من تفكيك لفصائل الجيش الحر والاعتداء على الشعب وحريته وبيع البنية التحتية للبلد والمتاجرة بقضية الشعب السوري تحت شعارات تحكيم الشريعة التي انكشف زيفها في التسريبات الأخيرة لم تعد خافية حسب البيان.
واتهم البيان هيئة تحرير الشام بالهجوم عليها دون سابق إشكال في قرية حيان، وتوجيه أرتال على مقراتها بالدانا ودير حسان وأطمة، والسيطرة على حواجزها دون استنفار من جانبها، حيث بقيت حتى ذلك الوقت تغلب صوت الشرع والعقل على هذه المراهقات اللامسؤولة على حد وصف البيان.
واعتبر أن ما جرى هو «إعلان حرب مفتوحة على الثورة وفصائلها ويؤكد للقاصي والداني هدف الهيئة ومشروعها في استئصال الثورة السورية وتسليمِ المحرر للنظام السوري كما فعل تنظيم الدولة في مناطق متعددة من سوريا والعراق».
في المقابل نفت «هيئة تحرير الشام» عبر وكالة «إباء» التابعة لها، ما جاء في بيان «الزنكي»، حيث اتهمت الزنكي بافتعال المشكلة. وجاء في بيان «مجلس شورى حيان»، أنه بعدما استقر وضعنا وقمنا بترتيب صفوفنا جاء الزنكي ليزرع مجموعاته بيننا لمكاسب سياسية وهذا الشيء لا نقبله أبداً، وأضاف: «إننا في مجلس شورى حيان وباسم أهالي حيان نرفض رفضاً قاطعاً أي تدخل لحركة نور الدين الزنكي في مناطقنا، وذلك لأنهم عاملونا معاملة الأعداء عندما كنا بأمس الحاجة لمكان نحفظ فيه أطفالنا ونساءنا عندما لجأنا إلى مناطقهم هرباً من بطش النظام المجرم».
واتهمت الزنكي بمحاولة تعطيل الجهود العسكرية الرامية لوقف زحف ميليشيات النظام في مناطق ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي، وكذلك تجنيد مجموعات تابعة لها في مناطقها لاختلاق المشاكل معها.

«تحكيم الشرع»

ودعا «جيش الأحرار» إلى وقف الاقتتال بين «هيئة تحرير الشام» وحركة «نور الدين الزنكي»، وتحكيم الشريعة بينهما.
وحثَّ جيش الأحرار في بيان اطلعت عليه القدس العربي، على رأب الصدع والمصالحة الشاملة من خلال إيقاف الاقتتال بين الفصيلين وإطلاق سراح المعتقلين من كافة الأطراف، وإرجاع الحقوق والمظالم لأصحابها.
كما دعا إلى تشكيل محكمة شرعية عُليا من أهل العلم الموثوقين ممن تشهد لهم نزاهتهم، يحتكم إليها عند كل نزاع بين الفصائل، وصياغة ميثاق عمل مشترك لتنظيم العمل بين الفصائل العاملة في المحرر.
وطالب جميع الفعاليات الشعبية والتنسيقيات والمراصد وخطباء المساجد والمدنيين بالضغط على جميع الأطراف لقبول المصالحة الشاملة ببنودها، والنزول للشارع في حال عدم الاستجابة لها.

اقتتال وتوتر واتهامات متبادلة بين هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي

عبد الرزاق النبهان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ” كما دعا جيش الأحرار إلى تشكيل محكمة شرعية عُليا من أهل العلم الموثوقين ممن تشهد لهم نزاهتهم، يحتكم إليها عند كل نزاع بين الفصائل، وصياغة ميثاق عمل مشترك لتنظيم العمل بين الفصائل العاملة في المحرر.” إهـ
    نعم لإنشاء محكمة شرعية عليا للإحتكام بين الفصائل ولا وألف لا للنزاعات المسلحة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية