الأردن: «إبر تخدير» للرأي العام بشأن «تشغيل السوريين»… وحساسية مفرطة من عبارة «المكون السوري»

عمان ـ «القدس العربي»: ينضم وزير العدل الأردني الأسبق الدكتور إبراهيم العموش للنخب التي تطالب «الحلفاء والأشقاء» الذين ورطوا المملكة بـ «اللجوء السوري» بدفع ما عليهم من إلتزامات مالية بدلاً من ترك البلاد تعاني من كلفة استضافة اللاجئين منفردة.
قبل ذلك تحدث خبير اقتصادي بارز مقرب من القصر الملكي هو الدكتور عمر الرزاز عن الموضوع نفسه داعياً الجهات والدول التي حرضت على الأزمة السورية بتحمل مسؤولياتها.
العموش زاد قليلاً نسبة من الحدية في الموقف عندما تحدث عن «دائن ومدين» ملمحاً إلى ان الشعب الأردني هو الدائن وبعض الدول الشقيقة والصديقة هي المدين وعلى المدينين دفع حقوق الأردنيين.
الحكومة الأردنية لا تتحدث بهذه اللهجة وهي اقرب لمن «يبتلع الموس» على حد تعبير أحد أركان مجلس الوزراء وإن كان عضو البرلمان بسام البطوش قد اتهمها صراحة بالعمل على «توطين» السوريين.
الرسائل هنا واضحة عندما يتعلق الأمر بالمرسل إليه فكل التلميحات للسعودية ودول الخليج وللإدارة الأمريكية على اساس ان نادي «أصدقاء سوريا» الغربي والعربي هو الذي ضغط على الأردن من أجل فتح الأبواب امام اللاجئين السوريين قبل أكثر من خمس سنوات ووعد بتمويل الإنفاق عليهم.
وبالرغم من مشاعر الإحباط العامة من ضعف عوائد ومكاسب مؤتمر لندن للمانحين الدوليين إلا ان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ظهر في مؤتمر صحافي وهو يتحدث علناً عن تقدير المجتمع الدولي لدور الأردن مشيراً لما سماه بعض الإنجازات في مؤتمر لندن وهي إنجازات اقل بكثير من المتوقع وجزء من ضعفها نتج عن أداء الفريق التنفيذي الذي أخفق في استثمار المبادرات الملكية. على نحو أو آخر يمكن ملاحظة ان «تبريرات النسور» صعدت فيما كانت السفيرة الأمريكية في عمان اليس ويلز تحث الأردنيين على تطوير آليات وتقينات إعتمادهم على الذات بدلاً من المساعدات.
بدا لافتاً ان السفيرة ويلز لم تبلغ الأردنيين بكيفية صنع مستويات الاعتماد على الذات في الوقت الذي اصبح فيه 30% من السكان ضمن فئة اللاجئين.
على كل حال في أوساط الفريق الاقتصادي الوزاري الذي يقوده وزير التخطيط الدكتور عماد فاخوري ينظر بارتياب لتعليقات السفيرة ويلز وعلى اساس أنها مرسومة بقدر مساحة الإعتراض الأمريكي على الصعود اللافت جداً للمشاورات والتفاهمات العسكرية بين الأردن وروسيا.
في كل الأحوال يبدو ان الطاقم الأردني الذي اخفق في الاستثمار بصورة فعالة ومنتجة لمؤتمر لندن «يدافع عن نفسه» وهو يحاول «تجميل» صورة حصة المساعدات التي تقررت للأردن والبالغة نحو ملياري دولار على ثلاث سنوات مشترطة بمشاريع إنتاجية لدمج اللاجئين في المملكة.
بالتوازي يظهر الطاقم نفسه ميلاً للخضوع التام لما تقرر في لندن خصوصاً وان الوزير الفاخوري أعلن أن بلاده التزمت عملياً أمام المجتمع الدولي بتوفير 200 الف فرصة عمل للسوريين في الأردن مشيراً لقطاعات «لا يعمل فيها الأردنيون».
الإضافة الأخيرة عبارة عن «إبرة تخدير» للرأي العام المرتاب وهو يستمع إلى الحكومة تتحدث عن «إدماج السوريين» والتعاطي معهم باعتبارهم أحد المكونات في المجتمع الأردني.
عبارة المكون السوري وردت فيما يبدو ضمن سياقات رئيس الوزراء وفي باطن حديث لرئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة. بطبيعة الحال لم يوضح الوزير الفاخوري أي تفصيلات حول العدد الهائل من فرص العمل التي سيوفرها للسوريين ولا عن القطاعات التي لا يعمل بها الأردنيون خصوصاً وان عدد العاطلين عن العمل من الأردنيين يبلغ نحو 740 ألف شاب وخريج.
وزير العمل ايضا الدكتور نضال قطامين إنضم لموسم «تجميل» الصورة قدر الإمكان وهو يتحدث عن إجراءات في ظل مشروع «تشغيل السوريين» ستضمن عدم عرقلة تشغيل الأردنيين وعدم التأثير سلباً عليهم.
على وسائط التواصل الإجتماعي وجهت عشرات الإستفسارات للوزيرين القطامين وفاخوري حول تفاصيل تشرح ما يتحدثان عنه بسبب محدودية سوق العمل ووجود بطالة كبيرة اصلاً بين الأردنيين ومشكلات التنافس في العمالة الماهرة مع السوريين. وبالمقابل تنمو الحساسية في النقاشات العامة من عبارة «المكون السوري».

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    على دول الخليج مساعدة الأردن ماليا وذلك للأعباء الإقتصادية التي تسبب بها تدفق اللاجئين السوريين على الأردن الفقير ماديا
    أو
    على الأردن فتح ممر آمن لللاجئين يعبروا الحدود للسعودية وبالتالي الخليج
    وكما حصل بتركيا حيث تدفق مئات الآلاف من اللاجيئن السوريين إلى أوروبا
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول عامر الشمري:

    دول الخليج وامريكا واوروبا هي من ورطت الاردن في مشكله اللاجئين حيث اقنعت الاردن بأستقبالهم مقابل مساعدات ماليه ضخمه ولكن للاسف لم يصل الاردن سوى الفتات اذا ما هو الحل ؟ الحل هو ارجاع اللاجئين السوريين الى وطنهم الام واغلاق الحدود نهائيا والالتفات الى مشاكل البطاله التي يعاني منها المجتمع الاردني وعدم الزج بالجيش الاردني في اي حرب مستقبلا.

  3. يقول Passerby:

    لا يحتاج الأردن إلى أي مساعدة فهناك تحويلات بالملايين يومياً تصل من السوريين في الخارج لأهاليهم النازحين في الأردن, هل نسي الأردن أنه جزء لا يتجزأ من بلاد الشام؟

  4. يقول الهزايمة الاردن:

    اصحاب صنع القرار في الاردن يبحثون عن فرص عمل لتشغيل السوريون والشعب الاردني يعاني من البطالة وبصورة مرعبة المطلع على اعداد الشباب خريجوا الجامعات والذين لا يجدون عملا يصاب بالدهشة ما هذا المنطق الغريب والغير مقبول المنطق يقول دول العالم عليها تحمل مشاكل السوريون والاردن عليه الاهتمام بالشعب الاردني فقط

إشترك في قائمتنا البريدية