عمان ـ «القدس العربي»: يبدو تحريك جزء بسيط من المنحة السعودية للأردن «إشارة جيدة» تتبع تنفيذيا إشارات مماثلة صدرت مؤخرا على صعيد احتواء خلافات باطنية بين حكومتي الرياض وعمان لا يرغب الطرفان بالحديث عنها حفاظا على الإرث الكبير في العلاقات بين الدولتين.
إقرار حزمة صغيرة لصالح تطوير مناطق صناعية في الأردن بنحو 30 مليون دولار يدفع مسؤولون أردنيون للتفاؤل باحتمالية التقارب مع السعودية أو على الأقل تغييب تلك الحسابات السلبية بين الجانبين والتي استقرت خلف الستارة لأكثر من عامين، رغم أن الدفعة المالية بالخصوص صغيرة ولا تلبي الحاجة الأردنية، وهي في كل الأحوال جزء من الحصة السعودية في منحة خليجية مقدارها خمسة مليارات دولار أقرت منذ خمس سنوات ولم تنفذ.
«القدس العربي» تلمست أجواء أكثر تفاؤلا حتى في مقر رئاسة الوزراء الأردنية بعد الاستقبال الدافئ الذي حظي به مبعوث ملكي أردني مؤخرا في الرياض، وهو يحمل رسالة من الملك الأردني لنظيره السعودي لم يكشف النقاب عن مضمونها.
عبرت الرسالة عن أول تماس اتصالي بين قيادة البلدين بعد سلسلة طويلة من التكهنات والتقارير التي تتحدث عن برودة العلاقات، وعن خلافات بشأن الخطط الميدانية لعاصفة الحزم السعودية في اليمن، وبعد استقبال المبعوث الملكي الأردني من المرجح أن حدة الكلام السلبي المنقول عبر وسطاء أو أطراف ثالثة خفت إلى حد كبير.
التأكيدات التي وصلت عمان خلال الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن السعودية لا زالت تقدر الدور الأردني ومعنية بدعم الأردن، وأنها لا تتجه نحو سياسات جديدة في المسألة الأردنية، خلافا لما شعر به سياسيون ومسؤولون في عمان.
بالنسبة للرياض لا يعكس عدم التواصل في الأشهر الثلاثة الماضية تغييرا من أي نوع تجاه «الشقيق الأردني» بقدر ما ينعكس الانشغال في «الأولويات» السعودية نفسها، سواء عندما يتعلق الأمر بالوضع الداخلي أو عندما يتعلق بالوضع الإقليمي والأهم «متطلبات» المعركة التي فرضها الإيقاع الحوثي في اليمن.
وفي الجانب السياسي يرى خبراء ودبلوماسيون أمريكيون، زاروا عمان مؤخرا، أن السعودية أطلقت «عاصفة الحزم» لإنها تخطط لتحسين موقعها وموقفها التفاوضي في مواجهة الطموح الإيراني في المنطقة، خصوصا بعد الاتفاق النووي الأمريكي – الإيراني.
حسب هؤلاء الخبراء تنحصر الأهمية الاستراتيجية لعاصفة الحزم في أنها تضع ورقة تفاوضية مهمة في جيب اللاعب السعودي، بدلا من أن تنكشف مدرسة الحكم السعودية الجديدة في وجه المشروع الإيراني المتنامي، الأمر الذي جعل «عاصفة الحزم» عمليا أولوية مطلقة عندما يتعلق الأمر بالعمق الاستراتيجي ومن الواضح أن الرياض هنا تتوقع أن تتفهم العواصم العربية الشقيقة هذا الأمر وتسعى لعدم إعاقته ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
الانطباع الذي يتداوله بعض الأردنيين حاليا في السياق يشير إلى أن مؤسسات عمان تتجاوب وتتعامل مع الرواية السعودية لمسارات الأحداث، ولكن الحكومة الأردنية لا تريد أن تنمو المساهمات في زيادة رقعة أزمة التواصل بين البلدين الحليفين، خصوصا ان للأردن دورا مهما وأساسيا في دعم الاتجاهات والاستراتيجيات السعودية في عدة مناطق مهمة وملتهبة، مثل سوريا والعراق وحتى اليمن حيث تشارك ثلاث طائرات أردنية في الطلعات الجوية ضد الحوثيين.
الاحتواء المزدوج لأي خلافات أصبح شعار المرحلة خلال الأسبوعين الماضيين، فاللغة الإيجابية تتصدر حاليا في الأردن وتغيب اللغة السلبية وعمان تبدو مستعدة لإعادة إنتاج نظام التعاون والمساعدات السعودية وسط توجيهات ملكية أردنية ترفض تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة، على أساس المساعدات وتركز على برنامج وطني للإصلاح ينتهي بوقف بناء أي خطط أصلا على أساس المساعدات سواء أكانت سعودية أو غير سعودية.
تبادل وجهات النظر بعد مواجهة «الجليد» مؤخرا في العلاقة بين عمان والرياض ساهم في تبديد الخلافات وإظهار قدر من التفاؤل، خصوصا إذا ما استرسلت الرياض في الإفراج عن حصتها من المنحة الخليجية لصالح مشاريع تنطوي على تحريك للاقتصاد الوطني الأردني.
بسام البدارين
الأردن هو خاصرة السعودية
ولذلك فمن المهم والضروري دعم هذه الخاصرة المحاطة بالأعداء !
برودة العلاقات بينهما كانت بسبب تمدد الاخوان الانتخابي بالأردن
ولهذا مسك الملك الأردني العصاة من المنتصف لمصلحة الحكم
ولا حول ولا قوة الا بالله
* مهما ظهر من هدوء في العلاقات ( السعودية / الأردنية )
ستبقى متينة و ( استراتيجية ) وتاريخية ومستمرة على هذا المنوال
( إن شاء الله ) مهما حصل من إنشغالات أو معوقات ؟؟؟
* شكرا
للتصحيح أخ بسام 6 طائرات مقاتلة أي سرب كامل وليس 3 طائرات كما ذكرت تشارك يوميا في عمليات التحالف العربي، السعودية والاردن لايمكن ان يستغنيان عن بعضهما ،خصوصاً هذه الأيام العصيبة التي تمر فيها منطقتنا العربية المنكوبة بالحروب والتدخلات والاطماع الخارجية .
مصلحة الاْردن هي تقليل العلاقات مع السعودية للحد الأدنى