الأردن يخطط لعمليات كوماندوز لضرب «الدولة الإسلامية»

حجم الخط
18

عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: بدا واضحا أن الغارات التي نفذتها طائرات سلاح الجو الملكي الأردني ضد مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقة السورية والأنبار العراقية، أمس الخميس، ذات طابع رمزي وتأكيدي على أن ما حصل مع الطيار معاذ الكساسبة لن «يردع» الأردن ولن يخيف الطيارين والجنود الأردنيين.
العديد من الطلعات الجوية قررت على هذا الأساس في مجلس الأمن القومي الأردني بميزة غير مسبوقة هذه المرة، تتمثل في الأداء الفردي وعدم الانطلاق من قواعد اشتباك مقررة في غرف عمليات التحالف الدولي.
مسؤولون يؤكدون أن هذه الطلعات الجوية برزت في الإطار المعنوي لتأكيد تثبيت الثأر والانتقام من تنظيم «الدولة الإسلامية» وتهيئة الرأي العام المحلي للرد وإظهار عدم المبالاة إزاء سياسة التخويف الداعشية، على أساس ان مقاتلي سلاح الجو من زملاء الشهيد الكساسبة لديهم قابلية مباشرة للانتقام.
اللافت في السياق كما فهمت «القدس العربي» أن عملية التنسيق والإبلاغ المسبق بكل الأحوال لا يعترض عليها التحالف، لكنها تتم وسط حالة «عدم اعتراض» سياسية واضحة الملامح من جانب النظام السوري ووسط «ترحيب» حكومة بغداد برئاسة حيدر العبادي.
أهمية الطلعات الجوية لا تقف عند هذه الحدود بل تؤكد التحليل الأردني والإماراتي القائل بأن طائرة معاذ الكساسبة سقطت أصلا بسبب خلل في البروتوكول المنظم في غرفة عمليات التحالف، وليس بسبب ضعف في أداء الطيران بدليل ان طياري سلاح الجو الملكي الأردني أغاروا وبحماس ووسط تأييد شعبي عارم ومرات عدة منذ الثلاثاء وحتى الخميس على مواقع «داعش» في العراق وسوريا.
الحكومة الأردنية كانت قد وعدت بـ»ردّ مزلزل» على البشاعة التي أعدم فيها طيارها الكساسبة والملك عبدالله الثاني شخصيا أعاد التأكيد لعائلة الكساسبة عندما زارها معزيا برفقة كبار المسؤولين، ظهر الخميس، أن دم الطيار لن يذهب هدرا وأن الأردن سيرد بحزم وصرامة وسيواصل الرد عسكريا وأمنيا.
الإمارات كانت في وقت سابق قد «علقت» مشاركتها في غارات التحالف الجوية بسبب الاعتراض، حسب مصدر دبلوماسي عربي مطلع تحدث لـ»القدس العربي»، على الإحداثيات المضللة لغرفة العمليات التي يقودها الأمريكيون، وبسبب ضعف جاهزية الطائرات العربية قياسا بالطائرات الأمريكية، وعدم وجود خطط إنقاذ جوية للطيارين العرب لمواجهة الطوارئ.
الاعتراضات الإماراتية تبنتها عمان أيضا خلف الكواليس ودفعت مسؤولين بارزين في اجتماعات مغلقة قبل إعدام الطيار الكساسبة للتحدث عن «شجاعة» الطيار العربي والأردني واضطراره للطيران بعلو منخفض بسبب غياب التجهيزات.
الانطباع المتشكل بعد اليوم الرابع لإعدام الطيار الكساسبة يشير إلى أن القرار السياسي اتخذ بسلسلة ردود عسكرية الطابع لن تقف عند حدود الغارات الجوية التي تهدف لتثبيت رسالة عدم الخوف من تلويحات وتهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية».
الضجيج شعبيا لا يزال يتواصل تحت عنوان المطالبة بالانتقام العسكري وشعار «هي حربنا»، والضغط الشعبي شديد على القرار السياسي والدولة الأردنية تبدو مهيأة لكل الخيارات والسيناريوهات، بالرغم من البيان الأخير للتنظيم والذي هدد بنقل المعركة إلى وسط العاصمة عمان، بعد إعدام السجينة العراقية ساجدة الريشاوي.
السيناريو الأقرب للمنطق حسب مصدر مطلع هو حتى اللحظة تجنب العمل العسكري البري المباشر والتركيز على طلعات جوية هادفة وشديدة مع مراقبة أمنية طارئة وعمليات خاصة إذا ما لزم الأمر لاحقا.
هذا السيناريو يتحدث عن عمليات كوماندوز خاصة قد تشن بالتعاون مع دول حليفة وصديقة هدفها إيذاء تنظيم «الدولة الإسلامية» وإضعافه، ورغم أن الأردن مستاء من التحالف وسبق ان لوح بالعمل منفردا بعيدا عنه إلا أن الإدارة الأمريكية تبدو قد منحت عمان «التفويض» اللازم للتنويع في خيارات العمليات ضد «داعش» مع الدعم اللوجستي المحتمل على شكل أسلحة خاصة يفترض ان تصل لاحقا، وفقا لما أعلنته لجان في الكونغرس.
عمليا تريد غرفة العمليات الأردنية حتى اللحظة ان تجري جميع العمليات، سواء الأمنية او العسكرية، بعيدا عن الإعلام وبصمت وتكتم حرصا على عزل العمل المهني الأمني والعسكري عن ضغوط العواطف الشعبية او فضول وسائل الإعلام.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نمر ياسين حريري:

    Reply .نمر ياسين حريري ــ فرنسا

    بدل كل هذا اللف والدوران على المنطقة العربية ان تضع امريكا امام واحدة من احتمالين :
    ــ امّا ان تستدعي مستخدمها بشار الاسد الى ديارها واكثر من صحيفة ومرجع يقول ان وراء داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية وراءها النظام السوري
    ــ او انها ستلقى هي المتاعب مباشرة في مصالها بالمنطقة , وخاصة من العالم السني , كرأس الافعى

    ..

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    عمليات الكوماندوز تعني التسلل خلف خطوط الأعداء
    وقد يكون بعملية انزال جوي في أماكن القيادة لهذا التنظيم المجرم

    وأفضل الحلول هو باشراك المعارضة السورية كالجيش الحر مثلا للقيام بعملية نوعية لاقتحام مدينة الرقة عاصمة التنظيم

    قد تتعاون جبهة النصرة بسبب ثاراتها القديمة مع التنظيم
    وقد لا تتعاون بسبب التحالف الدولي – الصليبي
    ولهذا تم اطلاق سراح أبومحمد المقدسي

    لقد حان لهذا التنظيم المخترق الأرعن بالخروج من سوريا التي ابتليت به

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول بومحسن:

    بالتأكيد الاردن يمتاز بمهارة قل نظيرها في دول الشرق الأوسط بالمستوى العسكري خصوصاً القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب والاستخبارات القويه ولكن لابد من دعم التحالف للأردن حتى تكون النتائج كبيرة.

  4. يقول سامح // الامارات:

    * ( الأردن ) قادر ويملك الإمكانيات والنشامى الأبطال ليرد
    الصاع صاعين وأكثر للمجرمين مصاصي الدماء ( الدواعش ) قاتلهم الله .
    * داعش المجرمة حفرت قبرها بنفسها والى زوال والى جهنم وبئس المصير .
    شكرا .

  5. يقول jousef hbrahim:

    ان البعض يفتخر في القتال ضد داعش الارهابي لما لا طالما امريكا
    تدفع الثمن لذلك وهذا شئ غريب الجميع يقف ضد داعش مع الاسد
    لتدمير البلاد وتشريد العباد وايران اصبحت صديقة لانها تدمر العراق وسوريا
    واليمن وبلاد اخرى تحت البحث
    والسوال لو كانت اسراءيل قريبة لستعملوا ايضا حرب ضدها وبدلا من
    ضرب داعش التى هي وسمة عار على الاسلام والمسليمين واعمالها
    لا يرضي اللة ولا رسولة وتدمر بلاد الاسلام باسم الاسلام كيف يحصل ذلك
    وبهذة المناسبة ضهرة اسلحت العرب وطاءراتة المدمرة وجيشة الذي لا يقهر
    ضد من ومن المستفيد والعرب اصبحوا عالة غلى العالم كثرا عددهم
    لذلك قتل بعض الشئ منهم لا يضر بل مفيد للمستقبل
    يوسف ابراهيم

  6. يقول حسام محمد الاردن:

    يتم القضاء على الدولة الاسلامية عسكريا بمحاربة سفاحينها والقضاء عليهم، وثقافيا من خلال تحرير نظام التعليم الأردني من الاخوان المسلمين وتأثيرهم عليه، وسياسيا من خلال فصل الدين عن الدولة الاردنية ورفض الاسلام السياسي بكافة أشكاله.

  7. يقول ابراهيم البصري من العراق:

    كنا نتمنى ان لايكون حرصكم لقتال داعش فقط عندما احرق مغول العصر الطيار الكساسبه رحمه الله فقد بقي العرب اقرب للمتفرج على مايجري في العراق وسوريه وكان الامر لايعنيهم حتى وصلت حرائق داعش الى ذيل ثيابهم فأنتفضوا

  8. يقول slimane:

    a movie prepared in holywood

  9. يقول راعي الاوله:

    هي مسرحية الهدف منها ادخال الاردن في دوامه العدو فيها وهمي صنيعة غربية الشعب الاردن كان الكثره معظمها كانت ضد ارسال جيشنا خارج البلادالان جرونا غصبن عنا الى حرب استنزاف ليس فيها شيء محدد لا هدف لا زمن ولا نهاية ولا تتحاوز افلام من صنع دوائر التخطيط الغربية والان خسر معاذ ويخسر سلاحة وطائراته وهو بالامس يطالب برفع الكهربا حتى يفي بالتزاماته امام المؤسسات الماليه العالميه من ولمصلحة من وكيف ومتى وكل هذا يظهر في غياب المؤسسات والفردية فء اتخاذ القرار. حتى متى. لا اريكم الا ما ارى ولا اهديكم الا سبيل الرشاد ونحن من سيء الى اسوأ

  10. يقول رياض- المانيا:

    لمن يفرح بهذا الخبر اقول: للأسف لقد استدرج الاردن الى معركة ارادوها له فقاوم الضغوط في البداية لانه يعلم ان الثمن سيكون باهظا. فاكتفى بضربات جوية محدودة ولم يحسب صانع القرار ان هذه الضربات قد توقع بعض الطياريين في الاسر وهذا ما حصل. طريقة اعدام الكساسبة الوحشية هي مدروسة بعناية من بعض القوى التي تدعم داعش وتريد للاردن ان ينجر للمستنقع . لا يجب ان تبنى قرارات الدول على العواطف والاحداث الفردية وانما على المصلحة العامة، ورأيي الشخصي الذي لا يلزم احدا بالتأكيد انه كان على الاردن ان يتبع سياسة النأي بالنفس من البداية عن ما يحصل في سوريا لان الجغرافيا قريبة ووضعه الداخلي هش. واني ارى ان القرار الافضل للاردن كان الانسحاب من التحالف، بدل زيادة الضربات المحفوفة بتكرار ما حصل للكساسبة رحمه الله وحينها يكون الرأي العام العربي قد تعود على حرق الطيارين فهكذا نحن العرب اصبحنا نتعود بسرعة على المشاهد المؤلمة لتصبح جزء من حياتنا. لذلك علقت الامارات العربية مشاركتها في الحملة واعتقد ان صغوطا امريكية تمارس على الجميع حتى لا ينفرط عقد التحالف. ما يحزن ان الطياريين العرب هم اشد عرضة لنيران العدو لانهم هم من يقوموا بعمليات المسح الجوي قبل قدوم الطائرات الاخرى فنحن دائما من ندفع الثمن
    تحية طيبة وشكر خالص للقدس العربي

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية