القاهرة ـ «القدس العربي»: أكثر الأخبار والموضوعات في صحف أمس الخميس 26 فبراير/شباط اجتذابا لاهتمامات الأغلبية، كان قرار المحكمة الدستورية العليا تأجيل الحكم في الطعون المقدمة ضد قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر إلى يوم الأحد، وهو ما أدى إلى هدوء في الحملات الدعائية للمرشحين، خاصة أن تقرير هيئة المفوضين أكد وجود عوار قانوني ودستوري، مما قد يدفع المحكمة للأخذ به كما جرت العادة، وهو ما سيترتب عليه تأجيل موعد المرحلة الأولى من الانتخابات المقرر إجراؤها في الواحد والعشرين من الشهر المقبل إلى حين تلافي المخالفات الموجودة، ولأن تعديل الدوائر سوف يستدعي فتح الباب من جديد بتقديم طلبات ترشيح بعد غلقه، كما يتوقع قانونيون، أو قد لا تأخذ المحكمة بما انتهى إليه تقرير هيئة المفوضين وهو احتمال ضعيف جدا.
أما الموضوع الثاني الأكثر اجتذابا لاهتمامات الأغلبية فكان موافقة الحكومة على عودة مباريات الدوري العام، ولكن بدون جمهور، وأيضا وعودها بحل قريب لأزمة أنابيب البوتاجاز التي امتدت إلى عدد من المحافظات وبحل مشكلة انقطاع الكهرباء نتيجة موافقة السعودية والكويت والإمارات على إمداد مصر بمساعدات جديدة في الغاز والمواد البترولية، بمبلغ يتجاوز الثمانمئة مليون دولار. أما رجال الأعمال والاقتصاد والمستثمرين والدولة فاهتماماتهم مركزة على المؤتمر الاقتصادي الدولي، الذي سيعقد في شرم الشيخ، والمشروعات التي سيتم تمويلها من جانب الدول والمستثمرين العرب والأجانب، وكذلك مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في الشهر نفسه مارس/آذار في شرم الشيخ، والاتفاق على تكوين قوة تدخل عسكرية عربية تتكون أساسا من مصر والسعودية والإمارات والأردن، تنطلق من اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ويرتبط بذلك أي المؤتمر الاقتصادي والقمة العربية والانتخابات، إظهار الدولة لقبضتها لتأمين ذلك كله باستمرار قوات النخبة من الجيش والشرطة في مواصلة خطتها القائمة على المطاردات طوال الأربع والعشرين ساعة للإرهابيين في سيناء وبمساعدة طائرات الآباتشي وإطلاق النار على أي أفراد أو سيارات يتم الاشتباه فيها وتفجيرها، وكذلك قتل أكبر عدد ممكن دون انتظار القوات المهاجمة أي تعليمات بكيفية التعامل، وهو ما حدث في الهجوم الذي شنته الشرطة ضد مجموعة في مدينة السادس من أكتوبر كانت تخطط لعمليات في القاهرة أثناء عقد المؤتمر الاقتصادي.
كما اخبرنا أمس في «الوطن» زميلنا الرسام أنور أنه أثناء سيره في شارع قريب من منزله شاهد عاملا يخرج من بلاعة مجاري ويقول لشرطي أراد القبض عليه:
– داعش مين يا عمنا ده أنا كنت تحت بسلك البلاعة.
كما أشارت الصحف إلى استقبال الرئيس السيسي عددا من قيادات الإخوان السابقين، وهم الدكتور كمال الهلباوي وثروت الخرباوي وصديقنا مختار نوح، وأشارت إلى قيام الرئيس بزيارة يوم الأحد للسعودية للاجتماع مع الملك سلمان وإلى لقاء وزير الخارجية سامح شكري مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس واستمرار استعدادات المنتجين والفنانين لمسلسلات رمضان المقبل.
وإلى شئ من أشياء عندنا….
داعش أفشل محام يدافع عن قضايا الإسلام العادلة
ونبدأ بإخواننا في التيار الديني ومعاركهم التي بدأها صديقنا العزيز الكاتب وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم ومطالبته الدواعش بترك رسول الله في حاله وقوله لهم في «اللواء الإسلامي» أمس الخميس: «نداء عاجل إلى «داعش» أرجوكم ابتعدوا عن الرسول ولا تنطقوا اسمه، أو تتحدثوا عنه، ولا تذكروا أحاديثه أو سيرته أو تشرحوها لأنكم ببساطة ومن دون لف ودوران، تسيئون إليه وتقدمونه أسوأ تقديم وتلطخون رسالته بالدماء الحرام وتشوهون رسالته الرحيمة ببغيكم وجهلكم.
رسالته تتحدث وحدها عن نفسها فأنتم أفشل محام يمكن أن يدافع عن قضايا الإسلام العادلة، وأخون تاجر تولى تجارة الإسلام الرابحة التي حولتموها إلى تجارة خاسرة كاسدة، حتى في أوطاننا، فضلا عن بلاد غير المسلمين. فلم يجد تاريخ الإسلام من نفّر الناس عنه وشكك الناس في رسالة نبيه مثلكم، وقد وبخ النبي صحابيا أطال بالناس في الصلاة فجعلهم يتركونها قائلا: «إن منكم منفرين». فماذا كان سيقول وهو يرى سفهاء الدواعش وهم يذبحون الأبرياء ومعصومي الدماء بين الحين والآخر.
يا «داعش» أنت بالذات لا تتحدث عن القرآن الذي استحى أن يذكر جواز قتل أسرى الحرب، حتى لا يتخذها البعض ذريعة للتوسع فيها، واكتفى بالمن أو الفداء، فإما منا بعد وإما فداء، حتى تضع الحرب أوزارها. ولم يذكر عقوبة الرجم لقسوتها وشدتها وحتى لا يسوغها لكل حاكم ظالم أو تنظيم فاجر، رغم ورود العقوبتين في السنة. ما لكم يا «داعش» والرسول، فليس بينكم قرابة ولا نسب ولا حب ولا مودة ولا اتباع ولا طاعة، والرسول صفته «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وأنتم قيل عنكم «أرسلت «داعش» من الشيطان مدمرة للعالمين» ومفجرة للعالمين وحارقة وكارهة وذابحة للعالمين».
ذبح البشر عادة عربية وليست إسلامية
هذه بعض أوصاف ناجح لـتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الشيطان ومدمرة ومفجرة وحارقة وكارهة وذابحة، وأضاف إليها الدكتور محمود خليل في «الوطن» يوم الأربعاء صلة أخرى بالذبح، وهو أن الذبح ليس من الإسلام وإنما من عادات العرب، وأننا لو أجرينا تعديلا في حرفين فسيصبح «داعش» هي «داحس» أو كما قال: «المرة الثانية التي ظهرت فيها فكرة ذبح الإنسان لآخر، أو ذبح أب لابنه، ولدتها الثقافة العربية وارتبطت بعبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم فقد حدث أن عيره قومه بذكره الوحيد الحارث بن عبد المطلب، يوم أن كان يحفر زمزم فنذر أن يذبح ابنا من أبنائه أمام الكعبة، إذا رزقه الله عشرة ذكور، فلما رزقه الله بهم أراد عبد المطلب أن يفي بنذره فاستسهم، أي أجرى القرعة على أبنائه، فخرج عبد الله والد النبي فجزعت قريش وطلبت منه أن يتريث حتى يراجع إحدى الكاهنات لتحكم في الأمر. وحكمت الكاهنة بأن تضرب القداح ما بين الله ودية القتيل المعلومة لدى العرب، وهي عشرة من الإبل وظلت الأقدام تضرب والإبل تزيد حتى بلغت المئة فوقع السهم عليها، ونجا عبد الله لينجب محمد «صلى الله عليه وسلم « تبدو ملامح التشابه بين هذه القصة وقصة منام نبي الله إبراهيم الذي رأي فيه أنه يذبح ولده إسماعيل واضحة، فكلاهما يدور حول موضوع ذبح أب لابنه وفي القضيتين تم افتداء الابن بقربان إلى الله.
ويمكننا فقط القبول بتلك القصة في سياق الثقافة العربية، التي لم يكن لديها مانع في أن يذبح البشر بعضهم بعضا لأتفه الأسباب. يكفي ان نستشهد في هذا السياق بحرب «داحس والغبراء»، وعلى سبيل الاستئناس أشير إلى أن الفارق بين «داحس» و«داعش» حرفان، وكلاهما على الوزن نفسه، يبدو الذبح فكرة عربية أكثر منه فكرة إسلامية تتأسس على المزاج القبلي والانحياز للعصبية، وقد حارب القرآن هذه المعاني اللاإنسانية والله تعالى يقول: «يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم». ولفظ الناس واضح في دلالته على البشر جميعا، فهل يعقل بعد ذلك أن نقبل ما تقوله كتب السيرة والحديث حول عبارة «جئتكم بالذبح»؟ إنها عبارة اخترعها العرب اختراعا وحاولوا نسبتها إلى النبي ليبرروا لأنفسهم أنهار الدماء التي أراقوها في صراعهم على الحكم بحد «السيف».
كتب التراث لا تتفق مع مستجدات العصر
وإلى معارك أخرى خاصة بتجديد الخطاب الديني وتنقية كتب التراث مما فيها من أحاديث ووقائع أصبحت موضع انتقاد وهجوم، ونشرت مجلة «المصور» يوم الأربعاء تحقيقا أعده زميلنا طه فرغلي جاء فيه: «تؤكد الدكتورة آمنة نصير أستاذة الفلسفة والعقيدة الإسلامية في جامعة الأزهر، أن تأخر الأزهر في قضية تجديد الخطاب الديني حتى أصبح الجميع يتحدث عنه. ولو كان الأزهر قد التفت إلى هذه القضية لما كنا شاهدنا الهجوم الذي تعرض له مؤخرا والاتهامات التي وجهت له وترك الأمر لكل إنسان يقول فيه ما يحلو له. ولي ملاحظات كثيرة خاصة في كتب التراث، وما زلت أرى أن كثيرا منها لا يتفق مع مستجدات العصر. وأساس تجديد الخطاب الديني، كما قلت في الماضي، هو كيف أننا لا نقتلع من جذورنا ولا نتغرب عن مستجدات العصر. وما بين عدم الاقتلاع عن الجذور لابد أن نؤكد أن لكل أمة تراثا، وأرى أن هناك من يتحدث في أمر التراث الديني ويخوض في هذه الأمور ويستدعي بعض الآراء التي يستهجنها العقل المعاصر، ثم يسلط الأضواء على هذه الأمور وكأنها كلها من التراث.
العلماء الأفذاذ في الأزمان السابقة كانوا يتصدون للخطاب الديني ويجددونه، وأذكر هنا ما قام به شيخي الجليل أبو الفرج الجوزي في القرن السادس الهجري، وهو صاحب كتاب «تلبيس إبليس»‘ فقد نقد العلم والعلماء، وهذا الرجل هو الشخص الثاني بعد أحمد بن حنبل في مدرسة السلفية الحقيقية، وليس السلفية المزعومة الآن. وألف شيخي الجوزي ما يقرب من 283 مؤلفا نقد فيها الفكر المنحرف والتصوف المنحرف، والفهم غير الصحيح للدين وبعض النصوص، ونقد بعض كتب الحديث ومنها صحيح البخاري في كتابه «الموضوعات» وطبع في 3 مجلدات، فما يقال الآن حول قضية تجديد الخطاب الديني سبق إليه علماء الأمة مثل أبو الفرج الجوزي.
وزارة الأوقاف المسؤول المباشر
عن تجديد الخطاب الديني
وفي العدد نفسه قال الدكتور سالم عبد الجليل وكيل الأوقاف السابق لشؤون الدعوة: «نتأخر في قضية تجديد الخطاب الديني، ولكن لأنه ليست هناك إستراتيجية في وزارة الأوقاف نسير عليها، بغض النظر عن اسم الوزير، تم إهمال القضية. وقضية تجديد الخطاب الديني كانت مرتبطة بشخص الدكتور زقزوق، ونتيجة لقيام الثورة ودخول مصر دوامة الأزمات أهملت هذه القضية، وانشغل عنها الوزراء اللاحقون بقضايا وأزمات أخرى. الأزهر ليس هو المسؤول بشكل مباشر عن قضية تجديد الخطاب الديني، ولكن العبء على أرض الواقع يقع على وزارة الأوقاف، ووقت ان كنا في الوزارة قدمنا مجموعة من المؤلفات وأهمها «دليل الإمام إلى الخطاب الديني»، وعقدت حلقات على خمسين في المئة من الأئمة والدعاة، ولكن توقف الأمر عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني. والتجديد يعني عرض الخطاب الديني بشكل صحيح بعيدا عن الخرافات والدجل والضلالات والأهواء والتطرف واستغلال الدين في السياسة، ونحن نحتاج الآن إلى خطاب ديني متوازن يراعي الجانب الروحي والمادي.
التجديد يحتاج أيضا إلى إعادة تأهيل خريجي الأزهر ولا يخفي على المتابعين أن الأعداد التي يضخها الأزهر كل عام، مع تقديري للأساتذة الذين بذلوا جهدا خرافيا في تعليمهم، إلا أن مستوى هؤلاء الخريجين ضعيف جدا، مما يعطي مسؤولية مشتركة على الأزهر كجهة تعليمية، وعلى الأوقاف كجهة دعوية ومستخدمة لهؤلاء الخريجين، ولابد من أن ندرب الإمام على استعمال جميع الوسائل الحديثة ليتواصل على مدار أربع وعشرين ساعة مع الجماهير عن طريق الإنترنت أو التلفزيون».
أحمد عبد المعطي حجازي:
لم يتحقق شيء لتجديد الخطاب الديني
والدكتور سالم يشير إلى الوزير الأسبق في عهد مبارك الدكتور محمود حمدي زقزوق، وما ذكره عما قام به صحيح وصادق وظل في منصبه أكثر من عشرة أعوام. ولكن بينما ذكرتنا الدكتورة آمنة نصير بالإمام أحمد بن حنبل وأبو الفرج الجوزي في عملية التطوير والثورة، وغيرها أشار إلى الإمام المجدد الشيخ محمد عبده، فقد فضل زميلنا وصديقنا الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في يوم الأربعاء نفسه أن يشبه الرئيس السيسي في دعوته لتجديد الخطاب الديني لا بأحمد بن حنبل وأبو الفرج الجوزي، كما فعلت الدكتورة آمنة ولا بالإمام الشيخ محمد عبده كما يفعل آخرون، أو بأئمة العلماء الكبار من تلاميذه، وإنما اختار أن يشبه دعوته بمؤسس المذهب المسيحي البروتستانتي، إذ قال بالنص: «حين قرأت الكلمة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي لأصحاب الفضيلة علماء الأزهر الشريف، في الاحتفال الذي حضره معهم بمولد الرسول وحدثهم فيه عن حاجتنا لثورة دينية، وطالبهم بأن يقوموا وإلا فسوف يشكوهم لله ويحاججهم أمامه يوم القيامة، حين قرأت هذه الكلمة الخطيرة اعتبرتها في حد ذاتها ثورة، لأن الثورة إنما تقوم ضد السلطة القائمة التي تعمل في معظم الأحيان على إبقاء الأوضاع كما هي، خصوصا في ما يتعلق بالأوضاع الدينية لأنها تستخدم الدين في دعم وجودها والمحافظة على امتيازاتها والدفاع عن مصالحها. وهذه التطورات تذكر بما عرفته أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حين ثار مارتن لوثر في ألمانيا على كنيسة روما التي كانت ولا تزال تدافع عن ثقافة العصور الوسطى، فظهرت الكنيسة البروتستانتية، وقد رأى بعض السادة أن تجديد الخطاب الديني يتحقق بضبطه، وذلك بان يضع المسؤولون في المؤسسات الدينية قواعد يلتزم بها من يتصدون للخطابة، أو للفتوى.. غير أن شيئا لم يتحقق حتى الآن في الطريق لتجديد الخطاب الديني، مناهج الدراسة في المعاهد الأزهرية لم تتغير، وهل يتفق تجديد الخطاب الديني مع تدليل الخطاب السلفي وإفساح المجال له عن منع السلفيين والمتطفلين والأدعياء من فرض أنفسهم على المساجد التابعة للوزارة، أي للدولة الوطنية، لكن الثورة الدينية آتية لا شك فيها لأن البديل هو نهايتها، إما الثورة وإما داعش».
مات التهامي آخر عمالقة
المدرسة التقليدية في الشعر العربي
وبمناسبة الشعر فقد أحزنني زميلنا في «الأهرام» الشاعر فاروق جويدة في العدد نفسه وهو يقول عن شاعر ظل وفيا لعروبته ومدافعا عنها لآخر لحظة ولم ينقلب إلى مهاجم لها مثل حجازي الذي كان يا ما كان ناصريا ثم بعثيا عراقيا قال جويدة وهو حزين وأنا أشاركه حزنه: «رحل الشاعر الكبير محمد التهامي وهو آخر ما بقي من أجيال المدرسة التقليدية العريقة في الشعر العربي، كان شاعرا متميزا بكل المقاييس حيث رصانة اللغة وفصاحة البيان، وكان رحمة الله عليه، يجيد إلقاء شعره بصوته الجهوري وعباراته المجلجلة، التي كم أثرت في وجدان الجماهير ومسامعها. كان دائما شديد الود مع أصدقاء مشواره، وارتبط بعلاقات حميمة مع فرسان القصيدة العمودية، رامي وصالح جودت وأحمد هيكل، وقد اختار دائما موقفا لم يتغير في دفاعه عن القومية العربية وقضايا الإنسان العربي، وكان شديد التعصب للقصيدة التقليدية مدافعا عن اللغة العربية الفصحى، وخاض معارك كثيرة بسبب ذلك. وقد دخل في صراعات طويلة مع قصيدة النثر وكان يرفض كل ألونها وكل شعرائها ولا يعترف بها.
وقد تولى التهامي مناصب كثيرة في الصحافة وجامعة الدول العربية، وإن بقي للشعر، قضية عمره وحياته. وقد تناول في شعره موضوعات كثيرة خاصة قضايا العروبة والإسلام، حيث دافع كثيرا عن حلم الوحدة العربية وقضى سنوات عمره مدافعا عن هذا الحلم، وفي فترة من الفترات، كان التهامي من أقوى أصدقاء أم كلثوم وكان يقرأ معها الشعر ويختار ما تغني منه».
مصر وغزة
وإلى نوعية أخرى من المعارك، حيث ردد البعض أن مصر قد تشن ضربة جوية ضد بعض مراكز حركة حماس في غزة، التي ترسل منها إرهابيين يهاجمون القوات المصرية أسوة بما حدث ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة درنة في ليبيا، فقال زميلنا في «الأهرام» أشرف أبو الهول يوم الاثنين: «منذ ورود الأنباء الأولى عن قيام الطائرات الحربية المصرية بقصف معسكرات تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة درنة الليبية، ردا على قيام عناصر التنظيم بذبح 21 مواطنا مصريا في بداية الأسبوع الماضي، وبعض الإعلاميين المصريين يطالبون ليل نهار بتكرار الأمر ذاته مع حركة حماس الفلسطينية، وقيام القوات الجوية بتوجيه ضربة موجعة لمواقع الحركة والفصائل الأخرى المتشددة المتحالفة معها مثل، تنظيم جيش الإسلام بزعامة ممتاز دغمش في قطاع غزة مبررين ذلك بالعلاقة بينها وبين تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي في سيناء ومشاركتها، سواء بالتدريب أو التسليح في عملياته القذرة في سيناء.
والحقيقة أن مثل هذه الدعوات العنترية من بعض الإعلاميين ومن يدعون أنهم محللون سياسيون تسيء لنا كمصريين، لأنها تجعل المسلمين حول العالم يضعون مصر وإسرائيل في سلة واحدة من ناحية العدوان على المدنيين في غزة، كما أن هؤلاء لا يعرفون مقدار عشق غالبية سكان القطاع لمصر، ورفضهم أي إساءة لها، وبالتالي فمن أجل هؤلاء لا أظن ان القيادة السياسية المصرية فكرت أو ستفكر في تحريك طائرة واحدة في اتجاه القطاع. وأعتقد أن المضي قدما في إقامة المنطقة العازلة وإغلاق الأنفاق نهائيا سيكون كفيلا بمنع التسلل لأي إرهابي من أو إلى غزة. كما أن هناك طرقا أخرى لاصطياد من يهدد أمن مصر مثل، ممتاز دغمش وبالتالي نقضي على الخطر المقبل من المتطرفين بالقطاع، من دون إراقة قطرة دم واحدة لشقيق فلسطيني».
مصر لا ولن تفكر بعمل
عسكري ضد أي موقع في غزة
والموضوع نفسه كتب عنه في «الوطن» يوم الأربعاء زميلنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة «أكتوبر» الدكتور حسن أبو طالب قائلا:
«يعلم الجميع هنا أن حالة ضرب «داعش» يختلف جملة وتفصيلا عن حالة «حماس». وبقدر معرفتي بأسس السياسة المصرية والتزاماتها تجاه القضية الفلسطينية، ورغم كل الإساءات فإن مصر لا تفكر ولا تستطيع أن تفكر بعمل عسكري ضد أي موقع في غزة، ففي غزة أهل ونسب للمصريين.. وحين ضرب نسور مصر مواقع عسكرية لـ»داعش» في ليبيا لم يكن فيها أهل وعشيرة، بل كان فيها إرهابيون عتاة وجب القصاص منهم، ومهما حدث فإن مصر تعي أن هناك من يريد أن يورطها في عمل استفزازي يجعل من جيش مصر معتديا على أرض عربية وشعب عربي، وهو ما لن يحدث أبدا».
سياسة أمريكا هي الخداع والتدليس
واستمرت الحملات التي تتهم أمريكا بالتآمر على مصر ومساندة الإرهاب، وجاءت من المنتمين لكل التيارات السياسية من اليمين واليسار والوسط، ومن كل فج عميق، ففي «أخبار» الاثنين، قال زميلنا وصديقنا رئيس تحريرها الأسبق جلال دويدار في عموده اليومي «خواطر»: «إلى متى ستظل سياسات أوباما تواصل عداءها لمصر والعالم العربي؟ إنها تلجأ إلى التدليس والخداع لإقناعنا بغير ذلك، وهو ما تصححه مواقفها غير العادلة من العدوان الإسرائيلي على الحقوق العربية وتبنيها للمنظمات الإرهابية، لتفعيل مخططها القائم على تخريب وتدمير العالم العربي. هل يمكن لأحد أن يصدق ما تنادي به هذه الإدارة بشأن إرساء الديمقراطية الصحيحة التي تخدم مصالح الشعوب».
لا يمكن تجاهل علاقة أمريكا وأوروبا بالإرهاب
أيضا فإن زميله وصديقنا رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم» الأسبق محمد بركات قال في عموده اليومي «بدون تردد»: «لا يمكننا تجاهل العديد من المؤشرات والدلائل التي تؤكد وجود علاقة خاصة ومشبوهة بين الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة، والدول الغربية الأوروبية بصفة عامة، وبين التنظيمات والجماعات الإرهابية المتطرفة، سواء «القاعدة» أو «النصرة» أو «داعش» أو غيرها».
الوقت لم يعد صالحا للمزيد من الخسارات المجانية
وكان رزق أمريكا واسعا ففي يوم الاثنين نفسه قال عنها في «الأهرام» الدكتور يسري عبد الله: «نحن الآن إمام الموجة الأسوأ من موجات التحالف المشبوه بين الرجعية والاستعمار، يعتمد فيها الاستعمار الجديد على القوة الغشوم، عبر دعم التنظيمات المتطرفة من جهة والخطاب المراوغ من جهة ثانية، وبينهما عشرات الأسئلة المطروحة على واقعنا العربي الذي يجب أن يلتفت ساسته الوطنيون ومثقفوه الحقيقيون لما يحاك لبلدانهم من مخاطر. أما أذناب العولمة الأمريكية في فريقي السياسة والثقافة لدينا من أبناء الرأسمالية المتوحشة والنمط الاستهلاكي في رؤية الحياة والعالم، فليمتنعوا قليلا لأن الوقت لم يعد صالحا للمزيد من الخسارات المجانية، لأمة تبحث عن نفسها واستقلالها الوطني وروحها الشغوف بقيم الكرامة والعدل والحرية».
أمريكا لا تريد محاربة من صنعتهم بأيديها
ويوم الأربعاء أراد زميلنا وصديقنا عضو المكتب السياسي لحزب التجمع والمتحدث الرسمي باسمه نبيل زكي، إظهار موقف أمريكا فقال في «الأهالي» لسان حال الحزب: «ما يدعو إلى السخرية أن واشنطن أصبحت الآن وفجأة لا تعرف حلا لمشكلة «داعش» سوى الحل السياسي والدبلوماسي، وعقد اجتماعات ومؤتمرات قمة لمعالجة المشكلة، بينما الأمر لا يحتاج إلى مزيد من الاجتماعات، وإنما يحتاج إلى خطة عملية وفورية للمواجهة. لماذا إذن لم تبحث أمريكا عن حل سياسي مع صدام حسين أو القذافي أو يوغوسلافيا؟ ولم يدرك أوباما حتى الآن أن قواعد اللعبة قد تغيرت بعد ضرب السلاح الجوي المصري لأهداف «داعش» داخل ليبيا على حد تعبير الجنرال الأمريكي سبايدر ماركسي، وأن المعيار الوحيد للجدية في مواجهة الإرهاب هو دعم مصر وجيشها وإلغاء القيود المفروضة على تصدير الأسلحة إليها وإلى الحكومة الشرعية الليبية، ولكن من ذا الذي يزعم أن أمريكا أوباما تريد محاربة الإرهاب، أي محاربة ما صنعته بأيديها وتستخدمه لتحقيق أغراضها؟».
مصر منذ ثورة يناير تعمل
بسلطتين فقط التنفيذية والقضائية
لا توجد سلطة تشريعية في مصر منذ ثورة يناير/كانون الثاني، أي منذ أكثر من 4 سنوات ومصر تعمل في غيبة عقلها الرقابي والتشريعي، هذا ما بدأ به مقاله الكاتب طه خليفة في «المصريون وواصل كلامه قائلا: «كان هناك برلمان تم انتخابه نهاية 2011، وانعقدت جلساته في يناير/كانون الثاني 2012، لكنه لم يعمر طويلا، فقد تم حله قبل أن يكمل 6 أشهر من عمره، وعمليا هو لم يقدم شيئا مفيدا، واستهلك جلساته المحدودة في نقاشات وممارسات أضرت بصورة أول برلمان للثورة، وبصورة النواب الجدد في عالم السياسة والتشريع.
مصر منذ ثور يناير تعمل بسلطتين فقط، التنفيذية والقضائية، والسلطة الثالثة في مثلث النظام الدستوري وهي التشريعية غير موجودة، وربما غير مرغوب في وجودها. السلطة القضائية ثابتة مهما كانت المتغيرات التي تتعرض لها البلدان والمجتمعات حتى في التحولات الثورية الكبرى، فلا يطال القضاء تعطيل ولا تأجيل ولا حل ولا إلغاء، لأنه سلطة مرتبطة بحياة وحقوق الناس، وليست مرتبطة بطبيعة وشكل النظام السياسي، ومن هنا تكون ميزة الاستقلال الكامل للسلطة القضائية عن النظام السياسي الحاكم حتى لا يمسسها غبار أي تحولات كـــبرى في المجتمع والدولة، لكن سلطة القضاء قد تتعرض لإصلاحات مثلا، لكنها لا تُلغـــى من الجــذور، ولا يتغير اسمها ولا شكلها ولا جوهر عملها في تطبيق القانون وتحقيق العدالة. مصر منذ ثـــورة يناير لـــديها سلطة تنفيذية لم تتعطل يوما واحدا، وحتى في أشد فترات العنفوان الثوري كان هناك رئيس هو مبارك، وكانت هناك حكومة يرأسها أحمد شـــفيق، وبعد رحـــيل مبارك انتقــــلت السلطة التنفيذية منه إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، حصل تسليم وتسلم للرئاسة من مبارك إلى طنطــــاوي وقادة المجلس في اللحظة نفســـها التي أعلن فيها الراحل اللـــواء عمر سليمان بيانه الشهير على الهواء عن تخلي مبارك عن الحكم، وطوال الســـنوات الأربع لم يحدث فراغ في السلطة التنفيذية… اتصور أن جزءاً كبـــيرا ومهما من أزمـــات مصر، أو من تفاقم الأزمات هو بسبب غيبة البرلمان، لأننا نفتقد آلة التشريع للمجتمع، وآلة الرقابة على أداء السلطة التنفيذية، ولو كان هناك برلمان ما كانت سلطة التشريع تجتمع في أيدي الرئيس صاحب سلطة التنفيذ من طنطاوي إلى مرسي ومنصور وصولا للسيسي، وماكانت هناك قوانين تصدر وتثير ضجة بشأنها لأن الضجة كانت ستتم داخل البرلمان خلال جلسات النقاش للوصول إلى أفضل شكل للقانون يرضي معظم فئات المجتمع.
أما اليوم فالقوانين تصدر من دون أن تحظى بالرضا العام حتى من القوى القريبة من السلطة، مثل قانون تنظيم التظاهر، واحتكار شخص للتشريع حتى لو كان الرئيس ليس صحيحا لأنه مهما كانت اللجان التي تضع القانون له فهي لا تشعر بنبض الجمهور، بعكس النواب الذين يفهمون مطالب الجماهير التي يمثلونها، وتلك القوانين ستُسجل عليهم، وستُحاسبهم دوائرهم عليها إن لم تكن شعبية أو ملبية لطموح ومطالب المواطنين.
كثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كانت ستجد حلا، أو رؤى مختلفة للحل في ظل وجود البرلمان الشعبي المنتخب بنزاهة في أجواء من الحرية ليكون معبرا عن مختلف طوائف وطبقات وفئات المجتمع، كنا سنجد سلطة تفرمل اندفاع سلطة التنفيذ، أو تقوّم اعوجاجها أو استبدادها…».
مذيعة تقرأ نشرة الأخبار بـ«السواريه»
وإلى المعارك السريعة والخاطفة ويبدأها من يوم الأحد زميلنا في «الجمهورية» سمير الجمل في بروازه اليومي المتميز «آكشن» بالقول: «عندما تطل علينا قارئة نشرة الأخبار في ماكياج مبالغ فيه كأنها ذاهبة إلى فرح ابنة خالتها العانس، وعندما تقرأ نشرة الأخبار من لبنان البلد ولبنان المحطة وترى «جيسكا» تقدمها لنا «بالسواريه».
– وعندما نجد مقدمة البرامج السياسية قد تحولت إلى «عالمة» ونرى العالمة «الأبيحة تود دخول البرلمان على واحدة ونص».
– عند كل هذا يجب أن نعترف بأننا على أبواب مرحلة إعلام الكباريه وسياسة «أم سوسو» صديقة الطلبة».
انتصارات كرة القدم المصدر الوحيد للبهجة
وثاني معركة ستكون لزميلنا في «الأخبار» عبد القادر محمد علي يوم الاثنين في بروازه اليومي المتميز «صباح النعناع» وقوله: «خسارة الأهلي في مباراة السوبر الأفريقي أمام وفاق سطيف الجزائري أمر عادي جدا يمكن أن يحدث لأي ناد كبير، فالرياضة مكسب وخسارة، ولكن مشجعي النادي الأهلي وكل جماهير الكرة في مصر صدمتهم النتيجة وامضوا ليلة حزينة لأنهم اعتادوا على أن تكون انتصارات كرة القدم المصدر الوحيد للبهجة، إذا اشتد الهم، ولكن الحظ خذلهم هذه المرة وأصر على استمرار تعكير المزاج العام للمصريين حتى إشعار آخر حتى أنت يا حظ؟».
حسنين كروم