القاهرة ـ «القدس العربي» : أبرز اهتمامات الأغلبية الشعبية كان بسلسلة القرارات التي أصدرتها الحكومة بزيادة المعاشات، وبرنامج تكافل وكرامة، مع مخاوف من أن تتبع ذلك ارتفاعات جديدة وكبيرة في الأسعار.
والاهتمام بمتابعة المسلسلات وكذلك امتحانات الثانوية العامة في الرابع من يونيو/حزيران، وحصول فريق النادي الأهلي لكرة القدم على بطولة الدوري.
ومن الأخبار الأخرى التي لقيت متابعة جماهيرية المعلومات التي نشرتها وتنشرها الصحف المصرية عن المجرمين الذين ساعدوا الإرهابيين في مصر، في حادث مقتل المسيحيين الأقباط في المنيا. وتوزعت الاهتمامات بعد ذلك فالذين استولوا على أراضي الدولة، أو قاموا بالبناء المخالف عليها يعيشون في حالة قلق وذعر من إجراءات الدولة الجادة ضدهم، كما أن كثيرين يتابعون أسماء الكبار الذين طالتهم الإجراءات. وزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر، واجتماعهما مع وزيري الخارجية والدفاع المصريين، في اتفاق «اثنان زائد اثنان» أي وزيرين مع وزيرين، واستقبلهما الرئيس السيسي. والاهتمام بهذه الزيارة كان من جانب أصحاب المنشآت السياحية والعاملين فيها، الذين يتمنون أن توافق روسيا على إرسال سائحيها وعددهم ثلاثة ملايين سائح. وظهرت عدة مقالات تلمح إلى الأزمة بين مصر والسودان وتأجيل زيارة وزير خارجية السودان إبراهيم غندور إلى مصر، وقوله إنها نتيجة انشغالات طارئة. واشارت بعض المقالات إلى أن الضربة الجوية الثانية بعد ليبيا ستكون ضد معسكرات في السودان، تأوي إرهابيين يعملون ضد مصر. كما أن الرئيس البشير دأب على مهاجمة مصر واتهامها بارسال مدرعات إلى متمردي كردفان، وهذا أمر صعب تصديقه من جانب مصر، بالاضافة إلى استحالة أن تقوم مصر بعمل عسكري ضد السودان، وهو ما لم يحدث عام 1995 عندما تعرض الرئيس المصري محمد حسني مبارك إلى محاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أثناء اجتماعات قادة الدول الإفريقية، واتضح أن المنفذين مصريين جاءوا من السودان، وقامت حملة صحافية قادها وقتها إبراهيم سعدة رئيس تحرير «أخبار اليوم» تطالب بضربة جوية ضد السودان ومعسكرات الإرهابيين فيه، ولكن المستشار السياسي لمبارك وقتها المرحوم الدكتور أسامة الباز، سارع إلى الإدلاء بتصريح نفى فيه أن مصر يمكن أن تلجأ لعمل كهذا مع السودان، ما أغضب مبارك وهاجم في تصريح له الباز، دون ذكر اسمه، وقال عبارة أتذكرها الآن وهي «البعض خرج يتفلسف» وظل غاضبا من الدكتور أسامة حوالي شهر ثم صالحه. وإلى ما عندنا من أخبار..
المأجورون
ونبدأ بالمجزرة التي تعرض لها أشقاؤنا المسيحيون، وأبرز ردود الأفعال عليها وقول مستشار جريدة «الوطن» الدكتور محمود خليل يوم الاثنين في بابه «وطنطن»: «المسيحية ليست ذنباً حتى يقتل مَن يحمل بطاقة هوية تقول إنه مسيحي. المصري في النهاية مصري، سواء كان مسلماً أو مسيحياً. البسطاء في بلادنا يكافحون ويواجهون متاعب كثيرة من أجل الحياة لا تعادلها متاعب، يلاقون الأمرّين من أجل الحصول على جنيهات، وعندما يقبضون عليها يصبح كل تفكيرهم في كيفية حل اللغز المستعصي على الحل، بالتوفيق بين الجنيهات القليلة والاحتياجات المعيشية، التي تتحرك أسعارها بلا لجام. المسيحي في هذا البلد كالمسلم يجد الراحة في العبادة، وفي بيوت العبادة يهرع المسيحي إلى كنيسته، أو المسلم إلى مسجده، طالباً من خالق العباد أن يعينه على ظلم العباد، وأن يمنحه الصبر على ابتلاءات الحياة وضيق المعايش، هل يرضى المولى عز وجل أن يكون ختام الرحلة هو القتل؟ هؤلاء الذين ينفقون المال الغزيز على قتله، لا يهمهم من يقتل والمأجورون الذين يحملون السلاح لقتله يظنون أنهم يسدون خدمة لإله الناس، ولو أنهم تأملوا قوله تعالى: «مَن قَتَل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض» لأدركوا أن «قتل الفساد في الأرض» ينطبق عليهم كل الانطباق، فلست أرى معنى للقتل الذي يعكس الفساد سوى هذا النوع من القتل، الذي يقدم فيه مأجور على قتل إنسان لا يعرفه، إنسان لا يعرف عنه سوى ما قرأه في بطاقة هويته في خانة الديانة التي تقول إنه مسيحي. البسطاء الذين لا يجدون ما ينفقون يقتلون وينفق على قتلهم مال غزير، مال بلا حساب، من أجل مكايدة نظام أو سلطة سياسية، والنتيجة التي يحلم بها هؤلاء بالزج بهذا البلد إلى أتون الفوضى والتفكك هي أبعد ما تكون عن لحاهم وشواربهم. هذا الشعب قادر على تغيير أي نظام حين يريد، وهو كتلة صلبة ليس بإمكان أحد أن يفككها. ما أكثر الطبول التي دقت فوق رأس هذا الشعب، وما أكثر من كادوا له. الطبول تحطمت فوق رأسه الصلب العنيد، ومن كادوا له ابتلعهم في أحشائه ليضعهم بعد ذلك في مكانهم الطبيعي إنها مصر وكفى».
وراء الحادث خائن
أما ماهر مقلد في «الأهرام» فأكد وجود خائن أو خونة وراء إبلاغ الإرهابيين بتحرك السيارتين وقال في عموده «نقطة تحول»: «هناك خائن يقف وراء تنفيذ الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها شهداء من مصر، بينهم ملائكة صغار في طريق المنيا. الخائن قد يكون واحدا أو اثنين أو أكثر، هذا أمر مفروغ منه، وهو الذي رتب للقتلة السفاحين الموعد وخط السير، وقدم المعلومات عن خط سير الأوتوبيس وطبيعة المنطقة، وكل التقديرات التي وضعها القتلة المأجورون في الحسبان قبل وفي أثناء تنفيذ العملية الغادرة غير المسبوقة بهذه الطريقة الغادرة، كل هذه التساؤلات وغيرها قطعا سيتعامل معها، الآن ومنذ اللحظة الأولى، رجال الأمن وسلطات التحقيق، والثقة في الله العلي القدير، أن الجناة لن يفلتوا من العقاب، وسيتم التوصل إلى المعلومات الكافية للقبض عليهم. وقد يكون الخيط الأول في مهمة الوصول إلى القتلة المارقين معدومي الضمير هو القبض على الخائن الذي يعيش بيننا، ويقدم مثل هذه المعلومات ويرشد وهو يتظاهر بأنه بعيد عما يجري. 4 سيارات دفع رباعي تتحرك بهذه الطريقة ثم تختفي، أمر يتحقق في وجود خائن يعرف طبيعة المكان والزمان. والحكمة تقول الذي عقدها هو الذي يفكها والخائن حتما سيقع في يد العدالة».
البيئة المنتجة للإرهاب
أما فهمي هويدي فإنه برأ الاسلام والمسلمين من وزر هذه الجرائم بقوله في مقاله في الصفحة الأخيرة من «الشروق»: «إن تراث المسلمين وغير المسلمين حافل بما هو منير ومشين، لكنه يتعرض للانتقاء والتأويل، في ظروف تاريخية معينة، بحيث تدفن أو يستخرج منها ما هو منير تارة، في حين يستدعى منها ما هو مشين تارة أخرى. وتكون المشكلة دائما أن أصابع الاتهام تشير إلى الضحايا وإلى المرجع الفكري الذي جرى الاستناد إليه وتأويله، وليس إلى الظرف التاريخي الذي استدعى هذه المرجعية أو تلك. وأستأذن هنا في تكرار ما سبق أن أشرت إليه من أن ثمة ظروفا اجتماعية وسياسية تستخرج من الناس أفضل ما فيهم، لكنها حين تتغير في طور آخر فإنها تستخلص من الناس أنفسهم أسوأ ما فيهم، ولا مجال لاستعادة شواهد التاريخ الدالة على ذلك، لكنني أذكّر فقط بحالة الإجماع والتلاحم الوطني المبهر، التي شهدناها في مصر أثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وأدعو إلى مقارنتها بحالة الانفراط والنفور والاحتقان المحزن، التي خيمت على البلد منذ 30 يونيو/حزيران 2013. إن بعض زملائنا تحدثوا عن البيئة الحاضنة للإرهاب، لكنهم سكتوا عن البيئة المنتجة للإرهاب، على الرغم من أن الأخيرة أهم وأخطر بكثير من الأولى، لكن مشكلة أغلب المعلقين والسياسيين أنهم يمارسون الجرأة المجانية في التنديد بالبيئة الحاضنة، ولهم في ذلك بعض الحق، لكنهم ولأسباب تتعلق بالكلفة الباهظة يغضون الطرف عن البيئة المنتجة للإرهاب، التي هي الأحوج إلى كلمة الحق».
المهم أمن النظام
وأمس الثلاثاء كتب الدكتور محمد أبو الغار الأستاذ في كلية الطب في جامعة القاهرة، والرئيس السابق للحزب المصري الاجتماعي والسياسي والوطني، في مقاله الأسبوعي في «المصري اليوم» عن حادثة قتل أشقائنا المسيحيين وضرورة أن تتعاون الشرطة مع البدو قائلا: لماذا يصنع النظام هذه الكوارث؟ أولاً: شيء رهيب، محزن، كارثي يحدث في وادي النيل، قلبي يملؤه الغضب والأسى وعيناي تدمعان مثل ملايين المصريين. مجموعة إرهابية تركب أربع سيارات دفع رباعي توقف الأتوبيس وميكروباصا وسيارة نصف نقل وتقتل الجميع بهدوء، هؤلاء المجرمون لا يمكن أن يكونوا بشراً، لقد استشهد حوالى 29 مصريا، معظمهم من الأطفال. النظام الحالي مسؤول عن هذه الجريمة بدرجة كبيرة، الأجهزة الأمنية والمخابراتية المدججة بأحدث الوسائل الحديثة، يتم استخدامها لمراقبة أي شاب كتب جملة على الإنترنت أو انتقد النظام، فيُقبض على الشاب. أليس من وظيفة الأجهزة التنصت واكتشاف أي إرهابي؟ أليس من واجبها البسيط أن يكون لها رجال وجواسيس في هذه المناطق حتى تصل إليها معلومات دقيقة بصفة منتظمة؟ كيف تكون هناك أربع سيارات دفع رباعي و15 رجلا، ولم يقم أحد بالتبليغ لأنه ليس لنا عيون في هذه الصحراء، ومن رأى قد يخاف أن يبلغ لأنه فاقد الثقة في الشرطة، التي ربما تقبض عليه وتخترع له تهمة قد تؤدي إلى إعدامه. وقد أعلنت سفارتا أمريكا وألمانيا عن توقع عمل إرهابي وطلبتا من مواطنيهما الحذر، وعدم مغادرة القاهرة. ألم يكن من الواجب أن يبحث كل جهاز مخابراتي في محافظته فوراً عن احتمال حدوث إرهاب؟ توثيق العلاقة مع البدو في هذه المناطق بالتفاهم والأموال أمر أساسي. الشرطة والأجهزة عموماً تحتاج إلى نقلة للأمام في التدريب بعيداً عن الأمن السياسي، لأن هناك تقصيرا فاضحا فى الأمن الجنائي، والفوضى الموجودة في كل مصر وانتشار البلطجية والحرامية والمسلحين، راجع لأن الشعب ليس له أهمية عند النظام، المهم فقط أمن النظام وسعادته بإرسال تسريبات تافهة لإذاعتها في التلفزيون. الأمن الجنائي فى مصر منهار تماماً ولا يستطيع مصري واحد أن يتقدم لعمل محضر في قسم الشرطة إلا بالواسطة. هذا تدهور غير مسبوق. النظام معرض للخطر بسبب تدهور الأمن الجنائي. أما الخطة الطويلة لحرب الإرهاب فتشمل التعليم والتعامل مع السلفيين والمساواة بين المواطنين، وهي خطة يجب أن تبدأ من الآن».
«الآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه»
وننتقل إلى الصفحة الأخيرة من «عقيدتي» التي تصدر كل ثلاثاء وقول مؤمن الهباء في عموده «عين العقل»: «علمنا رسولنا الكريم أن القتل وإزهاق الروح الإنسانية البريئة من أعظم الكبائر. وكما قال صلى الله عليه وسلم «الآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه، وإن حرمة الكعبة المشرفة عند الله عظيمة، لكن دم الانسان البريء أعظم حرمة عند الله، ولئن تهدم الكعبة ثم تبنى ثم تهدم ثم تبنى ثم تهدم ثم تبنى لأهون عند الله من قتل نفس بريئة». من أجل ذلك قال سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم أنه «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» (المائدة آية 32 ).
الخطاب التحريضي منتشر في كل مكان
أما الكاتب والخبير الاقتصادي الدكتور زياد بهاء الدين فإنه في مقاله الأسبوعي في جريدة «الشروق» أثار قضية وجود اضطهاد أو استبعاد للمسيحيين، ومما قاله عن الحادث الإرهابي والقصور الأمني: «الصدمة من جريمة المنيا لم تكن فقط لفظاعتها ووحشيتها، بل لأنها أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرهاب لم يعد محصورا في شمال سيناء، بل امتد في الشهور الماضية إلى محافظات الوجهين البحري والقبلي، وهذا معناه أنه على الرغم من تضحيات رجال الشرطة والقوات المسلحة، والموارد التي جرى توفيرها، وقانون الطوارئ فإن كل هذا لم يكن كافيا لكسر شوكة الإرهاب، ووقف امتداده إلى مناطق جديدة، ولذلك فعلينا التفكير بشجاعة في ما اذا كان السبب هو تطور الدعم الخارجي للإرهاب، أم أن لدينا تقصيرا أمنيا يحتاج للمحاسبة والتصحيح؟ أم أن هناك تغيرا داخل البلد دفع إلى هذا التطور الخطير؟ وفي كل الأحوال فإن سؤال ما إذا كنا بحاجة لإعادة النظر في سياستنا للتعامل مع الإرهاب بشكل عام؟ يتضمن ما إذا كان الحديث الدائر عن تجديد الخطاب الديني قد أفضى إلى شيء محدد؟ وهل تم اتخاذ خطوات جادة لتطوير المناهج المدرسية؟ وهل تنفق الدولة مواردها في المجالات التي تحد من الاحتقان والفقر والتوتر الاجتماعي؟ وهل المساحة المتاحة لمؤسسات المجتمع السياسية والأهلية تجعلها قادرة على القيام بدورها في مناهضة الفكر التكفيري؟ أم أن كل هذه الأسئلة غير مجدية أصلا، لأن سياستنا في مواجهة الإرهاب ليست بحاجة للمراجعة؟ وحدتنا الوطنية قائمة وصامدة حتى الآن، ولكن هذا لا يعني تجاهل المظاهر والممارسات القبيحة التي تهددها، ولا أشكال التمييز الظاهرة والمستترة التي اعتدنا التعايش معها، ولا الخطاب التحريضي المنتشر في كل مكان، بل هذه هي اللحظة التي يلزم فيها بذل المزيد من الجهد وإظهار الكثير من الشجاعة، ليس فقط لوأد الفتنة في مهدها، وإنما لتحقيق طفرة حقيقية للأمام فهل نحن مستعدون لذلك؟ أم أن طموحنا هو بقاء الوضع على ما هو عليه؟».
حلول لكسب المعركة
لكن رئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين تقدم باقتراح بأن يجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة المجتمع والسياسيين من كل الاتجاهات، لبحث الأمر معهم، وقال في عموده اليومي «علامة تعجب»: «لكي نضمن النجاح في تسريع كسب المعركة ضد الإرهابيين فعلى الحكومة أن تؤمن بضرورة سرعة البحث عن تحالف 30 يونيو/حزيران المفقود، لا أقصد أن يجتمع الرئيس السيسي بأسماء محددة غدا أو بعد أسبوع، بل أن يجلس مع ممثلي القوى السياسية والمجتمعية الفعليين، ومرة أخرى لا أقصد أيضا رؤساء الأحزاب تحديدا، بل كل قادة المجتمع القادرين على التأثير فيه، سواء كان مدونا على الفيسبوك أو زعيما لحزب أو تيار، الجلوس والاجتماع ليس بغرض التقاط الصور، بل الحديث والبحث والاستماع إلى أفكار ربما تقود إلى حلول مختلفة، وفي اسوأ الأحوال سوف يخرج هؤلاء وهم يعتقدون أن الدولة تقدرهم وتستمع إليهم، وبالتالى سوف نضمن أوسع قدر ممكن من التوافق والاصطفاف خلف الدولة في معركتها الصعبة. مثل هذه الاجتماعات ينبغى أن لا تقتصر على المؤيدين، بل على أكبر قدر من القيادات السياسية والمجتمعية، حتى لو كانت معارضة، طالما أنها لا تؤمن بالعنف ولا تحرض عليه أو تدعو له تلميحا أو تصريحا. لن يخسر الرئيس أو الحكومة أو الأجهزة الأمنية شيئا إذا اجتمعوا مع كل ممثلي قوى المجتمع الحية والمؤثرة، بل سوف يكسبون الكثير».
الغارات على ليبيا
وإلى أبرز ردود الأفعال على غارات الطيران المصري على معاقل الإرهابيين في مدينة درنة الليبية، الذين جاءوا منها وارتكبوا المذبحة المروعة ضد أشقائنا المسيحيين وقول جلال دويدار رئيس تحرير «الأخبار» الأسبق يوم الاثنين في عموده اليومي «خواطر» في الصفحة الخامسة من «الأخبار»: «من المؤكد أن عالم العدالة الحريص على الأمن والاستقرار، يدرك تماما أن تصفية تنظيمات هذا الإرهاب الأسود هو لصالح ليبيا وشعب ليبيا، وكل دول العالم. كفى بالله هذا النفاق والتدليس وهذه المسخرة والهزل، التي تتعرض له هذه الدولة الشقيقة. إن التآمر عليها وصل إلى أقصى الحدود بهدف تفتيتها وإنهاء وجودها كدولة، من خلال تسليمها للتنظيمات الإرهابية الإجرامية، كل الدلائل تؤكد أن غاية هذا المخطط هو سرقة ونهب ثروات ليبيا لصالح هذه التنظيمات ولصالح القوى الاجنبية التي تقف وراءها».
الجريمة والعقاب
ونظل في «الأخبار» عدد أمس الثلاثاء، لنكون مع رئيس مجلس إدارتها الأسبق محمد بركات ونقرأ له قوله في عموده اليومي «بدون تردد»: « الضربات الموجعة والمستحقة التي وجهتها قواتنا المسلحة لمعاقل الإرهاب المتواجدة على الأراضي الليبية، والتي دمرت مناطق تمركز وتدريب العناصر الإرهابية، التي شاركت بالتخطيط والتنفيذ للجريمة الجبانة، التي تعرض لها الأخوة والابناء في المنيا، لم تكن مجرد رد فعل انتقامي من نسور مصر، ردا علي الاعتداء الجبان، بل كانت أكبر من ذلك بكثير في مضمونها ودلالاتها والرسائل التي بعثت بها لكل من يهمه الأمر إقليميا ودوليا. هذه الضربات القاصمة والعاجلة جاءت تأكيدا حاسما وسريعا علي مصداقية ما أعلنته مصر، من أن الإرهابي ليس هو فقط من يرتكب وينفذ الجريمة الإرهابية، بل هو ايضا من يخطط ويدرب ويمول ويؤوي الإرهابيين، من هنا كان ضرب وتدمير مراكز ومقار الإرهابيين ضرورة واجبة ولازمة. وجاءت الضربات بالشدة والسرعة التي اتسمت بها، تعبيرا عن الغضب المصري العارم، على مستوى القيادة والشعب، جراء الجريمة الغادرة والجبانة التي تعرض لها الأبناء والأهل في المنيا، وحتى تدرك جماعة الإفك والضلال وعصابات الإرهاب المتحالفة معها، أن لجرائمهم ضد مصر وشعبها ثمنا باهظا سوف يدفعونه فورا. وهكذا فقد حملت الطائرات المصرية معها لمحطة قيامها بالضربات لمعاقل الإرهاب ومراكز التدريب رسالة واضحة للعناصر الإرهابية التي تشارك في الجرائم ضد مصر تقول إن لحظة الحساب قد حلت، وإن العقاب الرادع والقصاص العاجل ينتظران كل من تسول له نفسه المساس بمصر، وتهديد أمنها القومي، بالاعتداء الإرهابي عليها، أو المشاركة في ذلك بالتخطيط والإعداد أو التدريب أو التسليح أو التمويل أو الحماية أو الإيواء.
بصمات «داعش»
والقضية نفسها شارك في مناقشتها أمس الثلاثاء في «الأهرام» فاروق جويدة بقوله في عموده اليومي «هوامش حرة»: «الأحداث الإرهابية الأخيرة ضد الإخوة الأقباط في الكنائس أو صعيد مصر تتسم بالوحشية، ولا تدخل في نطاق الجرائم العادية، وهذا النوع يحمل بصمات «داعش» وما كان يحدث من جرائمهم في سوريا والعراق، ولهذا كان من السهل على مؤسسات الدولة المصرية أن تدرك أبعاد هذه الأعمال، وأن تضع يدها على المشاركين فيها والمدبرين لها، ومن هنا كان رد الفعل الذي حسمه الجيش المصري، وانطلق سلاح الطيران إلى الأراضي الليبية، حيث تسللت حشود «داعش» إلى هناك. لا أعتقد أن هناك مصريا لم يوافق على رد الفعل المصري تجاه ما حدث، وكان ذلك واضحا في كلمة الرئيس السيسي للشعب أولاً، لأن الواضح الآن إننا أمام مؤامرة كبيرة تستهدف أمن مصر وشعبها، وهذه المؤامرة تجمع خلفها أكثر من جهة، ما بين التمويل والسلاح والتنفيذ والتخطيط، ولعل هذا ما طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الرياض، حول قضية الإرهاب. منذ فترة والدولة المصرية تدرك أن «داعش» سوف يحاول أن يرد على إنجازات الجيش المصري في سيناء، من خلال الأراضي الليبية وهذا ما حدث».
المتاجرة بدم المصريين
«على مواقع التواصل الاجتماعي، غضب قبطي «مشروع»، ليس فقط بسبب ما يعتقدون بأنه فشل السلطات الأمنية في حمايتهم، وإنما أيضًا بسبب التعاطي الرسمي مع مذبحة المنيا الأخيرة. هذا ما بدأ به محمود سلطان رأيه في «المصريون» مواصلا لم يطلب قبطي واحد من الدولة قصف ليبيا، وإنما توقع الأقباط، أن تحترم الدولة مشاعرهم، وتعلن الحداد ثلاثة أيام على الأقل. المذبحة كانت مروعة، وهي في فحواها الحقيقي، مصاب وطني جلل، زلزل مشاعر الجميع، مسلمين ومسيحيين، وكان من المفترض أن تتحلى السلطة، بروح المجاملة، ومراعاة الذوق العام، وتتشح بالسواد ثلاث ليالٍ، وتؤجل الفضائيات عرض المسلسلات، خاصة أن غالبيتها ذات مضمون ترفيهي واحتفالي، لا يليق بجلال الموقف وعظم المصيبة.
المفارقة أن الأردن أعلن الحداد ثلاثة أيام.. بل إن قطر التي يلعنونها آناء الليل وأطراف النهار، تضامنت مع الأقباط، برفع علم مصر على «شيراتون» الدوحة.. العالم كله كان تقريبًا فى حالة حداد، إلا مصر التي رفضت احترام مشاعر ذوي الضحايا، وضجت الفضائيات، بمسلسلات «هز الوسط». الرسالة كانت شديدة الوضوح، وربما تضيء المساحات المظلمة، في علاقة أجنحة داخل السلطة، مع القوى المالية الطفيلية، التي تستثمر في المسلسلات وسوق الإعلانات. الحداد ـ إذا أعلن ـ كان سيخلف أضرارًا بالغة، بجيوب وكروش حيتان هذا السوق الذي يضخ سنويًا المليارات من المال الحرام في حساباتهم البنكية. والمأزق أن السلطات المصرية، وجدت نفسها، أمام خيارات صعبة: تكسب الأقباط وتخسر حيتان هذا السوق، الذين يمثلون لها ظهيرًا تعبويًا لأجندتها السياسية.. أم تضحي بالحيتان مقابل واجبها الاجتماعي والأخلاقي والأبوي تجاه المصاب القبطي وقسوته؟ من حق الأقباط والمسلمين المصريين، أن يغضبوا، وهم يرون العالم كله أكثر حنانًا عليهم من السلطات المحلية التي انحازت لأصحاب النفوذ المالي.. وأحالت المأتم الوطني الكبير، إلى مولد يكتظ بكل ما هو مبتذل وسفيه.
لاحظت أن الأقباط لم يشغلهم قصف ليبيا، بقدر انشغالهم بهذا التبلد في التعاطي مع محنتهم، ليس فقط من الدولة التي راعت فقط «مصالح» الأغنياء.. ولكن أيضًا من تبلد أصحاب الفضائيات، الذين ما انفكوا يتاجرون ويزايدون على الدم القبطي ومظلومية الأقباط.. ومع أول اختبار حقيقي، هرب الجميع ليستمتع بدفء المال الحرام والاستمتاع بالنظر إلى اللحم الرخيص على الفضائيات».
حكومة ووزراء
وإلى الحكومة ووزرائها، حيث فوجئت أمس الثلاثاء بأن الكاتبة الاستاذة في كلية الطب في جامعة القاهرة الدكتورة غادة الشريف تشيد بأحد الوزراء في مقالها الأسبوعي في جريدة «المصري اليوم» وكان عنوانه «كسبنا صلاة النبي» وتقول عنه: «بس يا سيدي وبعد أن ظل وزير التنمية المحلية صامتا ومختفيا، حتى كدنا نعلن عن مكافأة لمن يجده، إذا به يظهر فجأة وخير اللهم أجعله خيرا، يقرر فرض قيود على موائد الرحمن، ولا تسأل يا حمادة هو ما له أصلا بموائد الرحمن، فالدكتور هشام الشريف منذ تعيينه وهو على ما يبدو لا يعلم اختصاصات الوزارة بالضبط، فتارة نراه يزور مدارس تكنولوجية، وقلنا الدم بيحن، ثم وجدناه تارة يتداخل في التعليم، وتارتين يتداخل في الكهرباء، وثلاثة تراتير يتداخل في الصحة، ويزور مستشفيات، لكنه لا يقترب من بعيد أو قريب من المحليات وشؤونها، ثم فجأة بعد كل هذا التخبط والتوهان، إذا به أخيرا يتحدث ويصدر قرارا بتقييد موائد الرحمن. كسبنا صلاة النبي، هنا تظهر عيوب تعيين وزير غير سياسي فلا يستطيع تقييم الحالة الكلية للبلاد، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب، بقى يا راجل في وسط كل هذا الغلاء وصراخ الناس من الأسعار، بحيث أصبحت الحاجة لموائد الرحمن هذا العام ضرورة ملحة تكاد تقترب من الفرض، فجأة كده تسير عكس الاتجاه وتمنع منفذا كان سيحفظ للحكومة ماء وجهها؟».
المسلسلات
وإلى المسلسلات التلفزيونية والبرامج التي تستحوذ على اهتمام الكثيرين، خاصة بعد انطلاق مدفع الإفطار مباشرة والشكوى من كثرتها وسخافة بعضها حيث قال عنها أمس الثلاثاء في مجلة «آخر ساعة» التي تصدر كل ثلاثاء عن مؤسسة أخبار اليوم رضا الشناوي في بابه «على نار هادية»: «ومع مضي الأسبوع الأول ـ سيشعر الجميع بوجود المثل القائل رجعت ريما لعادتها القديمة، لكن يبدو أن حليمة لا تتعظ من مقولة أن شهر رمضان هو محرقة للأعمال الفنية، بسبب كثرتها فتتكرر معها في الشهر الفضيل من كل عام أزمة تسببها المحطات الفضائية والأرضية والعربية، التي لا نسمع صراخها إلا خلال شهر الصوم، الذي رأينا قبل بدايته العديد من الممثلين وشركات الإنتاج قد استقروا للمشاركة، وتقديم أكبر كم من الأعمال الفنية، الأمر الذي يصيب المشاهد بالتخمة، خاصة أن الكم يفوق الطاقة الاستيعابية للعرض وتكون النتيجة ما نراه ونسمع عنه من أزمات ونداءات من البعض، يشتكون عدم عرض أعمالهم، ذات الوجوه وذات المخرجين وذات الفيللات، والأماكن التي يتم التصوير فيها، ووحدة السيناريو تتحرك من اتجاه إلى آخر باختلاف القصص والمؤلفين، وأود القول بأني لست ضد كشف القضايا التي تقلق المجتمع، لكنني أود أن يتولى أمر معالجة تلك القضايا من هم مؤهلون علمياً وفكرياً ومعرفياً للتصدي لها».
الفن الهابط
وفي جريدة «الدستور» عدد أمس الثلاثاء قال نشأت الديهي في بابه «قهوة الصباح» عن المسلسلات: «كانت الدراما المصرية عنوانًا للفن وكان الفن عنوانا للقوة الناعمة، وكانت القوة الناعمة عنوانًا للدولة، وكانت الدولة المصرية عنوانا للحضارة، وأصبحت الدراما في خبر كان، فتحولت إلى «قوة سائلة» منزوعة الدسم، ثم إلى «قوة غازية» تحمل رائحة خبيثة تهب على الأجواء فتسممها، فمن يتابع هذا الكم الرهيب من المسلسلات المصرية التي صنعت خصيصًا للعرض خلال شهر رمضان، الذي تحول دون أن ندري إلى شهر الدراما الهابطة والبرامج الساقطة سيلاحظ دون عناء أنها مسلسلات خالية من المضمون وعديمة الرسالة والهدف وطبعًا الجواب بيبان من عنوانه، والعناوين صادمة والأبطال ربنا يصبرنا والسيناريوهات مكتوبة بلغة رديئة هابطة مبتذلة».
آفة الجهل
ونظل مع أهل الفن وغرائبهم حيث قالت «الأخبار» أمس في بروازها «بوكس» في الصفحة الثانية الذي توقعه باسم «كلاي»: «النجم أحمد الفيشاوي دعا إلى تجديد الخطاب الديني وذلك ردا على انتقاد البعض لصور له وهو يشرب الخمر، أو لارتدائه الحلق، وقال إنه مؤمن بمقولة «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وأشكالكم ولكن إلى قلوبكم» وردت عليه مذيعة «أون»: ده كلام الإمام علي؟ في حين أنه جزء مشوه من حديث شريف، وهكذا يتم تسطيح المعني الجميل للتنوير وتجديد الخطاب الديني بين مذيع جاهل وضيف يكون عادة أكثر جهلا ويدفع المجتمع الثمن».
«يا حلاوة»
أما الرسام عمرو سليم فقد أخبرنا أمس الثلاثاء في «المصري اليوم» أنه ذهب لزيارة قريب له كان يشاهد التلفزيون مع صديق ويقول له: شفت بقى حلاوة مسلسلات رمضان؟ خلت الناس تنسى مسلسل هروب حبيب العادلي خالص يا باشا.
حسنين كروم
الضربات الجوية لا بأس بها ان كانت تصيب أهدافها ولكن ألهم من كل ذلك متابعة الكتب التي تشجع الشباب وخاصة الشباب على الانخراط في هذه المنظمات وهى كثيرة وتاحة ومتوفرة على النترنت ويتم تحميلها بك سهولة غمن الذى يمول نشرها ويروج لها ومن الذى يدعو بها في ضفوف الشباب ؟من يغرى الشباب بالسبعين حورية للشهيد؟لماذا لا يخرج علينا الأزهر الشريف بتعريف واضح للشهيد؟؟