عواصم ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان ووكالات: أكّدت مصادر إعلامية عديدة معلومات عن إنشاء مكتب للتنسيق بين قوات النظام السوري و«وحدات الحماية الكردية» للهجوم على مواقع للمعارضة السورية غربيّ حلب، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيش النظام السوري سيطر على قرية الزلاقيات شمالي حماة أمس الأحد وسط قصف عنيف على الرغم من سريان اتفاق بوساطة روسيا، الداعم الأجنبي الأساسي لدمشق، لتقليل العنف.
واندلعت أعمال عنف في ريف حماة الشمالي لمدة زادت عن الشهر منذ أن شن مقاتلو المعارضة هجوما ضد قوات الحكومة انقلب ضدهم بسرعة وتحول حاليا إلى تقدم للجيش في المنطقة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة العام الماضي.
ووفقا لاتفاق دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة كان من المفترض أن يتراجع القتال على مدى ستة أشهر في أربع «مناطق لتخفيف التوتر» كان القتال فيها بين الجيش ومقاتلي المعارضة على أشده.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من «حزب الله» اللبناني إن المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق كفريا الفوعة ومضايا الزبداني بدأت أمس الاحد والتي تقضي بإخراج جرحى مسلحي «هيئة تحرير الشام» من منطقة مخيم اليرموك جنوب دمشق باتجاه مدينة إدلب إضافة إلى بعض المرافقين والذي وصل عددهم إلى خمسين مسلحاً.
من جانبه نفى مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق السفير أنور عبد الهادي إجلاء أي جريح من مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق .وقال: «لم يخرج أي مريض من مخيم اليرموك اليوم (أمس) على الاطلاق».
وتناقلت مواقع إعلامية عدة خلال الأيام الماضية معلومات تشير إلى استعدادات مكثفة يجريها ما يسمى بـ»جيش الثوار» المنضوي ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساسا من «وحدات الحماية الكردية»، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم جوي من الطيران الحربي الروسي لعمل عسكري جديد يستهدف مدينتي دارة عزة وعندان اللتين تتميزان بموقعهما الاستراتيجي الواصل بين ريف حلب الشمالي وريف حلب الغربي والمنفذ إلى داخل مدينة حلب.
وقال مصدر خاص لـ«القدس العربي»، طلب عدم ذكر اسمه، إن قوات سوريا الديمقراطية وقوات نظام الأسد بدأت الاستعداد لهجوم محتمل من أجل السيطرة على مدينتي عندان ودارة عزة في ريف حلب الغربي من فصائل المعارضة السورية، إذ تواصل قوات الأسد تعزيز انتشارها العسكري بريف مدينة عفرين في شمالي حلب.
وأضاف: إن حشودا كبيرة لقوات الأسد وميليشيات «حزب الله» اللبناني تتواجد في قرية الطامورة الخاضعة لسيطرتهما، والتي تبعد نحو كيلو متر واحد عن قرية باشمرا في ريف عفرين، وذلك بهدف السيطرة على بلدة عندان والمناطق المحيطة لها وفتح الطريق أمام توجه قوات الأسد إلى مناطق ريف إدلب، منوهاً إلى وجود ما يقارب الـ 25 دبابة وراجمات صواريخ للنظام السوري في قرية الطامورة إلى جانب تواجد القوات الروسية وميليشيات «حزب الله».
وأشار المصدر إلى أن وحدات الحماية الكردية قامت خلال الأيام الماضية بنقل معظم قواتها العسكرية المتواجدة على الحدود الجنوبية – الشرقية لعفرين إلى مناطق ناحية راجو، فضلا عن مطالبتها لسكان تلك المنطقة بإخلاء منازلهم، الذين توجهوا إلى أقربائهم في القرى المجاورة.
ولفت المصدر إلى إنشاء مقر قيادة مشتركة بين قوات نظام الأسد ووحدات الحماية الكردية على حاجز الغزاوية في مدينة عفرين من أجل التنسيق بينهما لتسليم العسكريين والمطلوبين لقوات النظام الذين يتوافدون إلى المدينة من أجل العبور من خلالها إلى شمالي حلب أو غربها.
واعتبر الناشط السياسي درويش خليفة «أن نظام الأسد وحليفه الانفصالي «بي واي دي» يحاولان توجيه رسالة رفض لمخرجات الأستانة عبر الهجوم على بلدتي عندان ودارة عزة في الريف الشمالي الغربي لحلب».