الأمير هشام: مستقبل المغرب العربي أقل سوداوية من المشرق ونزاع الصحراء لا يوجب إعاقة التعاون

حجم الخط
40

مدريد – «القدس العربي»: في مقال جديد له في العدد الأخير للمجلة الشهرية «لوموند ديبلوماتيك»، يقدم
الأمير هشام ابن عم ملك المغرب محمد السادس مقالاً تحليلياً مطولاً بعنوان» المغرب العربي بين السلطوية وأفق التحول الديمقراطي» للوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب العربي – الأمازيغي، مبرزاً انفراد المنطقة بخاصيات عن المشرق العربي، مما يفسر الاستقرار السياسي والانسجام الذي تعيشه، لكن هذا لا يعني غياب عراقيل وتحديات تصل الى مستوى القلق بشأن المستقبل. في هذا الصدد، يقول الأمير «قد تبدو تونس والجزائر والمغرب للملاحظ الأجنبي وكأنها مختلفة على مستوى نوع النظام الحاكم والاقتصاد والسياسة الخارجية ولكنها تشكل وحدة منسجمة داخل العالم العربي من حيث ثقافتها ومجتمعاتها وخصائصها الجيوسياسية». وفي عامل آخر للانسجام يؤكد «البلدان الثلاثة بنت استقلالها على نموذج ممركز جداً تأثر بالعوامل الجغرافية وبالحقبة الاستعمارية التي خلفت جهازاً بيروقراطياً يتحكم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ثم إن التنوع العرقي والمذهبي في هذه البلدان لا يعرف الحدة التي تميز بعض بلدان الشرق العربي، فلا وجود هنا مثلاً للاصطدام بين السنة والشيعة، ولو أن سؤال الهوية الأمازيغية في المغرب والجزائر يظل مصدر توتر قوي». وحتى على مستوى الارتباط بالميتروبول جيوسياسي، فبوصلة دول المغرب العربي – الأمازيغي نحو باريس بينما المشرق العربي نحو لندن وواشنطن، وعليه لم يمزقه الصراع العربي – الإسرائيلي كما يمزق المشرق لكن هذا لا يمنعه من التموقع في الصراع الإيراني – السعودي، فالمغرب يصطف الى جانب الرياض في الصراع ضد إيران ومنه اليمن، وتقترب الجزائر من طهران وتحاول تونس الحفاظ على حيادها». ويلجأ كاتب المقال إلى المقارنة بين الدول الثلاث، المغرب وتونس والجزائر. وفي توصيف وتحليل نظام السلطة أو الحكم، يثني على تونس التي استطاعت القيام بثورة منذ الربيع العربي وحولت برلمانها الى مؤسسة تشريعية حقيقية تعتبر مثالًا لتلك الشعوب أو الدول في العالم العربي التي تريد السير على درب الديمقراطية.
ويكتب حول المغرب والجزائر «المغرب تحكمه الأسرة العلوية منذ أربعة قرون، بينما الجزائر تحكمها نخبة متسلطة عسكرية ذات واجهة مدنية ومن ثم فكل نظام له شرعيته: في المغرب مصدر الشرعية ذو طبيعة دينية وهو لقب أمير المومنين الذي يحمله الملك بصفته ظل الله على الأرض وله سلطات مطلقة، أما في الجزائر فالشرعية مصدرها  معركة التحرير مع المستعمر الفرنسي ومن يمسكها يمسك السلطة ويحمي الدولة».
ويقدم الأمير هشام قراءة تجعل اللوبيات الاقتصادية في كل من المغرب والجزائر آخذة في التشابه، حيث تحولت السلطة المركزية الى لعب دور التحكيم بينها أو استيعاب الجدد منها.
وضمن كل هذه التطورات، هنا يبرز دور الشارع المغاربي في المطالبة بالإصلاح وتحقيق الديمقراطية، حيث تتم مواجهة المطالب أحياناً بالعنف والتضييق، هذه المطالب التي جعلت الربيع العربي ينطلق من المغرب العربي-الأمازيغي وأساساً من تونس. وعن دور الإسلام السياسي، يؤكد الأمير وجود هذا التيار في البلدان الثلاثة ويبقى استقرار الدولة مرتبطاً بقدرتها على تأسيس تسوية ما مع الفاعل ذي المرجعية الدينية. وبشأن المغرب، هناك، وفق رأيه، مشهد يشوبه التضليل لأن حزب العدالة والتنمية الذي تصدر مرة أخرى الانتخابات التشريعية يبني أيديولوجيته على الحفاظ على الوضع القائم بدل التغيير ويدور في فلك الملكية محاولاً التغلغل في المؤسسات ولا يجرؤ على مزاحمة الملك في الحقل الدين. أما الجزائر التي عانت من الحرب الأهلية خلال تسعينيات القرن الماضي فقد كادت تصبح محصنة ضد فكر الإسلام السياسي بفعل الخشية من عودة العنف. وفي تونس برهنت الأحداث أن تيار الإسلام السياسي يمكنه أن يكون جزءاً من العملية الديمقراطية بناءً واشتغالاً، من خلال قدرته على التفاهم والتحالف مع القوى العلمانية والتنازلات التي قدمها عند صياغة الدستور. رغم هذه الاختلافات فدول المغرب والجزائر وتونس تتقاسم نقطة الضعف نفسها وهي هشاشتها وقابلية استقرارها للانفجار أمام أزمة اقتصادية مفاجئة أو شرارة تشتعل في مكان ما فتحرك الشباب الذي تعلم منذ بداية الربيع العربي أن يصرخ مدافعا عن الخبز والحرية والكرامة، خاصة في المغرب حيث قنوات التعبير كالصحافة الحرة تشكو من القمع والخنق منذ أكثر من عشر سنوات ومن هجوم صحافة السوء التي تحركها الدولة عن بعد.
ويتوقف المقال عند الملف الشائك وهو نزاع الصحراء، فعلى المستوى الداخلي، يلعب النظام المغربي ورقة الوحدة والتوحيد بهذا الملف، لكن البحث عن حل حقيقي يتطلب الدمقرطة ويتطلب إشراك المجتمع في القرارات المتخذة. ورغم كل التحديات التي يتحدث عنها المقال، يرى كاتبه، الأمير هشام، أن مستقبل البلدان المغاربية، بفضل رصيدها الثقافي والاجتماعي والجيوسياسي، يبدو أحسن من بلدان المشرق بدليل المثال التونسي الذي سلك بجدارة سبيل الديمقراطية. منادياً في الوقت ذاته بعدم هيمنة النزاعات مثل الصحراء وضرورة التنسيق والتعاون في المجالات التجارية والعلمية والصحة لكي تكتسب وزناً في مخاطبة الاتحاد الأوروبي.

الأمير هشام: مستقبل المغرب العربي أقل سوداوية من المشرق ونزاع الصحراء لا يوجب إعاقة التعاون

حسين مجدوبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مروان الاردن:

    الاخ موساليم :الصحراء الغربية كانت مستعمرة اسبانية و المغرب دخل مكانها دون مراعاة حق هذا الشعب في تقرير مصيره عبر استفتاء تشرف عليه الامم المتحدة كباقي الشعوب المستعمرة ,لماذا يخاف المغرب من اجراء الاستفتاء لهذا الشعب و يكون قد طبق قوانين الامم المتحدة و حق الشعوب في تقرير مصيرها بكل ديمقراطية ام انه يعرف النتيجة ,المغرب خرق قوانين الامم المتحدة و استولى على شعب رغما عن ارادته حاول ان يجنسه بالقوة و هذا مستحيل

  2. يقول Moussalim Ali:

    .
    – السيد Donald TRUMPQUAKE سوف لن يكمل الأربع سنوات ولايته .
    .
    – هناك احتمال أن يتمّ إقالته (كما حدث للرئيس الراحل NIXON ) ….
    بفضل إجراء يسمى …….Empeachement …..
    إن أستمرت الإحتجاجات ضده ، وحيث الطبقة المتوسطة ، وغيرها من الشباب غير رضين عن عنصريته .
    .
    – وهناك احتمال ثاني وهو أن ……….يفرّ من الكرسي !، لأنه رجل أعمال مذلل ، ماطن غير مستقر ، حيث قام بطلاق ستة ( 6 ) زوجات ، ثلاثة بقران متعة ، وثلاثة بقران شرعي ، وهل من مزيد ؟ …. وسوف لن يقوى على مواجهة الموقف العنصري الذي خلقه ، وتستنكره شريحة عريضة من الشعب الأميريكي .
    .
    – الملياردير الرجل (…) ، يتربع على أمبراطورية تجارية بألوف الملايير ، ألفين شركة عبر العالم ، ويخشى عليها . وهو ما جعله يخضع لسواد عيون ……….الدبّ الروسي في شخص Vladimir PUTAIN .
    .
    – النجاح في التجارة لا يعني بالضرورة النجاح في السياسة الدولية . والوطنية حتى . تصوروا ثلثة ملايين (3.000.000) مهاجر غير قانون يتمّ إرجاعهم إلى وطنهم الأصلي ….ماذا عن أبنائهم الذين ولدوا في أمريكا وكسبوا جنسيتها ؟ . وحرمان ” خمسون ملين ” أمريكي من الطغطية الصحية ؟ . فردية وانعزالية . وكراهية العالم نحو كل ما هو أمريكي …
    .
    – إن رفعت ضده أوروبا النيتو أصوتها ، وأمريكا الآتينية ، والشعوب العربية في إطارة استعداده للتعامل مع نظام الشرّ والإجرام في دمشق ، وموقفه من استمرار الإحتلال في فلسطين ، وإن لم يضغط بما فيه الكفاية على الجمهورية الإرهابية الفارسية في ملف النووي ، وانسحابه من معاهدة مراقبة التغيرات المناخية ودفع تكلفتها المستحقة ، ماذا يتبقى للأحمق دونالد يوتين أن يفعله ؟ . ربما تحرير الصحراء الغربية المغربية ؟…

  3. يقول صحراوي مغربي وأفتخر:

    عبَّر الرئيس التركي طيب رجب إردوغان عن موقف بلاده الرسمي والواضح بخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد دعمه المُطلق للمغرب ،كما انتقد في تصريحه تنظيم “البوليساريو” وكذا الجزائر التي تدعمه.
    وأضاف الرئيس التركي بقوله أن “البوليساريو تُشكل تهديدًا مستمرًا لمنطقة شمال إفريقيا” ،ودعا الى “محاربة هذا التنظيم الإرهابي” الدي يدعم الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل و الصحراء “لزعزعة” الأمن والسلم في منطقة شمال إفريقيا”..
    إلى ذلك ،طالب رجب طيب إردوغان المُجتمع الدولي بدعم المغرب لتجنيب المنطقة صراعًا عسكريًا سيخدم الإرهابيين بشمال افريقيا.

  4. يقول نعيم . المغرب:

    ماشاءالله عليك يا المعلق (((( كريم ))) الله يكثر من أمثالك. صراحتا عندك خبرة كبيرة في ميدان السياسة الخارجية وبالأخص قضية الصحراء المغربية وتاريخها وكل ما يدور حولها. شكرا على كل ما تكتبه .فأنا أستفيد جدا جدا على كل ما تكتبه. و كدالك على كل تعاليقك المفيدة جدا جدا وسلامي الحار

  5. يقول عبد الوهاب - الجزائر:

    قيل قديما… ومن يكن ذا فم مرير .. يجد به مرا الماء الزلالا…
    شكرا للأمير هشام على فكره المتفتح والعاقبة لعُبّاد القصر… وإنها لا تعمى الأبصار.

  6. يقول رضا الجزائر:

    مساليم استقلال القبائل معلق بتقرير مصير الريف الامازيغي و الصحراء الغربية خاصة بعد المظاهرات الاخيرة التي بينت للعالم حقيقة جمهورية الريف التاريخية

  7. يقول Ali argan المغرب:

    موضوع جيد في غاية الأهمية
    اللهم جنب بلدنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

  8. يقول محمد الصحراء الغربية:

    الصحراء الغربية ستنال استقلالها بعد نجاح ترامب بالولايات المتحدة ,استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي سيفرض بقرار من مجلس الامن و المغرب سينسحب الى حدوده المعترف بها ,كل استعمار انسحب من ارض غيره و المغرب سيكون مكرها لا مخيرا ,

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية