غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن نحو 2700 أسرة لاجئة من قطاع غزة، ممن دمرت منازلها في العدوان الأخير «الجرف الصامد» ستتلقى دعما ماليا، لدفع بدل إيجار، أو تنفيذ إصلاحات للمساكن المتضررة.
وذكرت «الأونروا» في بيان صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن 2698 أسرة لاجئة في مختلف أنحاء قطاع غزة ستتلقى هذا الأسبوع مساعدات نقدية لمخصصات بدل الإيجار، أو لتنفيذ الإصلاحات البسيطة للمساكن المتضررة.
وأوضحت أن المبلغ هذا سيوزع على هذه الأسر، بعد توفر تمويل بقيمة 1.94 مليون دولار، خصص لهذا الغرض، وأنه سيكون بمقدور هذه الأسر استلام مستحقاتها عبر البنوك المحلية.
وأكدت «الأونروا» أن الإيواء الطارئ، بما في ذلك الدعم المخصص لتنفيذ الإصلاحات للمساكن المتضررة، إعادة الإعمار، وحلول الإسكان المؤقت، يبقى على رأس أولوياتها. وجددت التزامها بدعم الأسر المتضررة، لكنها قالت إنها تحتاج إلى تمويل جديد لاستئناف برنامج المساعدات النقدية الخاصة بالمساكن.
ولم تبدأ بعد عمليات الإعمار الكلي للمنازل التي دمرت خلال الحرب على غزة. ويبلغ عدد المنازل المدمرة كليا أكثر من 40 ألف منزل ومنشأة، وهناك ضعف هذا العدد من المنازل المدمرة جزئيا.
ويقيم الكثير من سكان المنازل المدمرة في «مراكز إيواء»، وهناك أسر أقامت خياما على أنقاض الدمار، فيما تقيم عوائل أخرى في منازل مستأجرة.
ولم تبدأ الدول المانحة التي تبرعت لصالح إعمار ما دمره الاحتلال، في ضخ الأموال اللازمة، إذ التزمت في مؤتمر القاهرة الذي عقد في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بـ 5.4 مليار دولار.
وقبل يومين أكد تقرير دولي أصدرته 45 منظمة إغاثة دولية أن الدول المانحة التي حضرت مؤتمر إعمار غزة في القاهرة، لم تحول حتى اللحظة من المبلغ المتبرع به لإعادة بناء القطاع سوى 27%، وحذرت هذه المنظمات من عودة «النزاع المسلح» وانفجار الوضع إذا ما استمر الحال على هذا النحو.
وأكدت أن استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، خاصة بعد مرور ستة أشهر على مؤتمر الدول المانحة في القاهرة. وأشارت إلى أن عملية إعادة إعمار القطاع «تراوح مكانها والظروف المعيشية للسكان تتدهور».
وفي هذا السياق أكدت «الأونروا» مجددا أن التبرعات المالية لها لم تواكب مستوى الطلب المتزايد على الخدمات الذي تسبب به العدد المتزايد من اللاجئين المسجلين والحاجة المتنامية والفقر المتفاقم.
وقالت إنه نتيجة لذلك، فإن الموازنة العامة للوكالة التي تعمل على دعم الأنشطة الرئيسة لها والتي تعتمد على التبرعات الطوعية بنسبة 97% قد بدأت في كل عام وهي تعاني من عجز متوقع كبير.
وأشارت إلى أنه في الوقت الحالي، يبلغ العجز المالي في الموازنة العامة للوكالة ما مجموعه 100 مليون دولار.
يذكر أنه في مرات سابقة كثيرة نظمت في قطاع غزة عدة فعاليات احتجاجية ضد تأخر الإعمار، هاجم خلال إحداها سكان المنازل المدمرة مقر الأمم المتحدة.
وطالب مسؤولون دوليون ودبلوماسيون أجانب زاروا غزة عقب الحرب برفع الحصار، وتحسين وضع السكان المحاصرين.
ووضعت الأمم المتحدة بالاتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل خطة لإعادة إعمار القطاع، غير أنها لم تنل استحسان السكان والفصائل.
وتشير تقارير دولية إلى أنه في حال استمرت وتيرة الإعمار بهذا الشكل، فإن بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة سيحتاج إلى عشرات السنوات.
وحذرت في وقت سابق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» من انفجار الأوضاع مجددا في قطاع غزة بسبب عدم تحسن الوضع الاقتصادي، وتأخر عملية الإعمار.
أشرف الهور