زيادة هنا… نقصان هناك… حرمان هنالك. الزيادة جاءت في المغرب، والنقصان تم في تونس، أما الحرمان فكان بمصر… والمقصود من كل ذلك ليسوا سوى «الإخوان» من نواب البرلمان.
في المغرب: الانتخابات البرلمانية الأخيرة أعادت مرة أخرى إلى الصدارة «حزب العدالة والتنمية» الذي كان فاز في الانتخابات السابقة عام 2011 في أعقاب الحراك الشعبي الذي شهدته المملكة وأفرز دستورا جديدا قلـّـص بعضا من صلاحيات الملك المطلقة. زادت مقاعد هذا الحزب من 107 في انتخابات 2011 إلى 125 من مقاعد البرلمان الــ 395 في انتخابات هذا الشهر، يليه حزب «الأصالة والمعاصرة» بـــ 102، مما سيخوله تشكيل الحكومة الجديدة إذا استطاع ضم أحزاب أخرى في ائتلاف يحظى بالأغلبية.
في تونس: في أول انتخابات عامة بعد الثورة الشعبية التي أزاحت بن علي من السلطة عام 2011، تصدرت «حركة النهضة» المجلس التأسيسي بـ 89 مقعدا من الــ 217 وهو المجلس الذي عهد إليه بسن دستور جديد للبلاد مع القوانين الأساسية الكبرى. لكن هذا المشهد تغير مع الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 حيث تراجعت الحركة إلى المرتبة الثانية ليتقلص حجمها إلى 67 تاركة الصدارة لحزب «نداء تونس» بزعامة الباجي قايد السبسي (86 مقعدا) قبل أن ينقسم هذا الحزب ويفقد المركز الأول تحت قبة البرلمان.
في مصر: بعد أول انتخابات برلمانية في مصر بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك ظفر «التحالف الديمقراطي» الذي قاده «حزب الحرية والعدالة» المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين بــ 238 مقعدا من إجمالي 498 مقعدا في البرلمان. وقد حصد هذا الحزب بمفرده 218 مقعدا من هذه المقاعد. أما إذا أضفنا «التحالف الإسلامي» ذا التوجه السلفي الذي قاده بالأساس «حزب النور» فقد حصل على 127 مقعدا بحيث أن الأحزاب الإسلامية مجتمعة، بمختلف تلويناتها، حصدت أكثر من 70 في المئة من مقاعد هذا البرلمان. هذا كله «شـُــفط» مرة واحدة بعد الانقلاب العسكري في تموز/يوليو 2013، حُـل البرلمان وأطيح بالرئيس فذهبوا جميعا إلى السجون أو المنافي او التواري عن الأنظار.
في الحالتين المغربية والتونسية، اتضح أن «الزج» بالإسلاميين، الذين ارتضوا بقواعد اللعبة الديمقراطية والاحتكام إلى القانون وصناديق الاقتراع، ساعد بدرجات مختلفة في الحد من تأثير دعاة العنف والإرهاب داخل هذه العائلة الفكرية الواسعة، كما أنه ساهم في ظهور حركية «صعود ونزول» لهم داخل المعادلة السياسية لكل بلد كما تتجلى مع كل موعد انتخابي.
وإذا كان الناخب التونسي قد أزاح «حركة النهضة» من المرتبة الأولى في الهيئة التشريعية لأنها خيبت ظنه في كثير من نواحي إدارتها للبلاد خلال الفترة الانتقالية، فإنه من غير المستبعد بالكامل أن يعيد نفس هذا الناخب إختيارها من جديد في موعد مقبل بعد أن خاب ظنه أكثر في اعتقد أنه بديل جيد لها، أي حركة «نداء تونس» التي أظهرت من قلة التوفيق والصراعات الداخلية المستعرة والانقسامات ما جعلها تتراجع في مستوى تقدير الناس لها.
أما في المغرب، فإن ما تعرض له حزب «العدالة والتنمية» من مضايقات مختلفة من دوائر محسوبة على «المخزن» (المؤسسة الملكية) أعطى مفعولا معاكسا، فصوت له الناس تعاطفا وكثير منهم ليسوا من الإسلاميين أصلا. ارتفعت حصة الحزب في البرلمان رغم أنه أقدم على عدد لا بأس به من القرارات غير الشعبية تتعلق بدعم المواد الأساسية وسعر النفط والغاز وصندوق التقاعد وهو ما لم تستطع أي حكومة قبله أن تجازف باتخاذها.
في مصر، كان بالإمكان اعتماد نفس الأسلوب المبني على سعة الأفق والوثوق في الحركية التي تفرزها الحريات ولكنه الاستعجال وقلة الحيلة وضعف الإيمان بقدرة الشعب على الإختيار والمراجعة والتعديل. لقد ارتكب «الإخوان» في مصر الكثير من الهفوات القاتلة واغتروا بفوزهم الرئاسي والبرلمان، مع عدم نفي شراسة ما تعرضوا له من تكالب داخلي وإقليمي بات معروفا اليوم. ولهذا كان يمكن لأي انتخابات مقبلة رئاسية وبرلمانية أن تطيح بهم بدرجة أو أخرى، لم يصبر العسكر ولا المتحالفون معهم فكان أن حدث ما حدث، خاصة وقد أثبتت تجارب مصر وتونس وغيرهما أن قمع هذه الحركات عبر السنوات لم يكن حلا ولم يغيبها عن الساحة، إن لم يكن قدم لها خدمة جليلة. شيء واحد أكيد الآن، أن فاتورة تحمل «الإخوان» حتى موعد المحاسبة في الانتخابات المقبلة كانت ستكون أخف بكثير من فاتورة الانقلاب العسكري وما جره على البلد من ويلات.
في السياسة كما في كرة القدم، من الأفضل اللعب بذكاء وخطط مدروسة بدل اعتماد اللعب الخشن الذي يكسر الأرجل ويبعد عن الملاعب.
٭ كاتب وإعلامي تونسي
محمد كريشان
ماذا لو إنتظر المعارضون للرئيس مرسي لغاية 30-6-2016 لتغيير الرئيس بالإنتخابات ؟
ماذا لو قبل المعارضون للإخوان إنتخابات جديدة سنة 2013 لتغيير الدستور الذي أقره الشعب بالأغلبية ؟
ماذا لو وماذا لو – لقد أرتدت أعمالكم عليكم حسرات بعد أن غدر بكم العسكر الذي إستغل حقدكم على الإخوان الشرفاء
( ح اسيبك للزمن لا عتاب ولا شجن, تقاسي م الندم وتعرف الألم
تشكي مش ح اسأل عليك تبكى مش ح ارحم عنيك
ياللى ما رحمتش عنيه لما كان قلبى فى ايديك
دارت الأيام عليك )
– مقطع من أُغنية لأم كلثوم تفيد من به ندم وحسرة على ما فات ! –
ولا حول ولا قوة الا بالله
التنوع جميل ياداود, أليس كذلك.
إخوان مصر حين ضيعوا ميعادهم مع فرصة العمر وحصل ماحصل فكان لأم كلثوم كذلك رأي فقالت :
فات الميعاد وبقينا بعاد
والنار بقت دخان ورماد
تفيد بايـه يا ندم وتعمل ايه يا عذاب.
تحياتي.
تحية للكاتب المحترم
ومتى وأين كان العسكر يلعبون بذكاء ؟
ألم يفضح الإنقلاب العسكري الليبراليين والمثقفين والإعلام والقضاء وبعض ثوار السبوبة ؟
لعلك سي محمد لم تسمع بالمؤتمر العاشر للنهضة و الذي قررت فيه الفصل بين الدعوي و السياسي و أصبح الحزب مدنيا يعمل للارتقاء بالشعب في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و لم يعد اخوانيا كما ذكرت..و تلك نقلة نوعية بعد مراجعات عميقة صلب الحركة..لكن الخصوم ما زالوا يعتبروها اخوانية كما ذكرت و غايتهم في ذلك اقصاؤهم من المشهد السياسي كما في مصر..لكن الشعب و هذا المهم ما زال يميل الى من يدهم نظيفة بالمقارنة بغيرهم..و ما نجاحهم في المغرب الا أكبر دليل على ذلك..
الأخ محمد نسيت أن لإخوان المغرب ( بعبع ) يشتكون مظلوميته للناس . الشعب قهرته ( البعابع ) طوال نصف قرن , شعب طيب يهرع لمساندة المظلوم . هذا لم يكن متوفرا لإخوان تونس, تظلماتهم كانت على أحزاب مثلهم لاحول لها ولاقوة . إخوانيو مصر, أولئك أزيحوا في رمشة عين وهم يمسكون بأجهزة الدولة , فلاحديث عنهم.
إذا كانت السياسة تشبه كرة القدم،فعلى المرء أن يعتزل المشاركة الانتخابية إذا لم تكن الشروط مهيأة،أو كانت عبثا لا تنتج مؤسسات منتجة ومسؤولة.
ليسو سواء استادنا العزيز كريشان و لا اعرف السبب الدي يجعلك و انت القامة الكبيرة تخلط بين الاخوان في مصر و مع هدا الزبد الدي لن يمكث في الارض.فبكيران داته تبرء من الاخوان و وزير من العدالة وصف احوال مصر في عهد السيسي بانها ا فضل حالا من دي قبل ناهيك بان ما قام بيه السيسي من رفع الدعم عن المحروقات و الرفع من اسعار المواد الاستهلاكية و حماية المفسدين و العفو عنهم و قمع مظاهرات المعطلين الخ الخ ورغم كل هدا يصر بعض العلمانيين و بعض المتقفين العرب للخلط بين تنظميين لا يستويان مثلاوهي دعوة لكم جميعا للتكتشفوا البون الشاسع بين التنظيم الاصل و بين الدين من يستغل الدين من عرض من عرض الدنيا
المغاربة صوتو على إخوان بنكيران لأنهم ليسو إخوان مصر ،و هذه حادثة مميزة في الإختيار.
“…في مؤتمر حركة النهضة، وخلافاً للواقع، ذهبت وتوجهت إليهم بخطاب وقلت بوضوح: لن يكون لديكم مستقبل اذا لم تعملوا تحت سقف الوطنية… فإما أن تتغيروا أو ستفشلون… وأنا قبلت بالتوافق لأن لدي أملاً أن لديكم من الذكاء ما يمكنكم من أن تتطوروا.”
مقتطف من كلام الرئيس التونسي مع القدس العربي اليوم.
أكانوا إخوان تونس أو إخوان المغرب, هم ليسوا بانتحاريين كي يصبح مصيرهم مصير إخوانهم في مصر بطريقة أو أخرى. السياسة مرسومة , دولة الخلافة لكن متى وكيف ؟ هو المشكل بالنسبة لهم.
الدولة الوحيدة التي يستطيع الإسلاميون حكمها هي تركيا لأنها ببساطة مستقلة أما الدول العربية فهم في أفضل الحالات شركاء في الحكم أما الحالة العامة فهي الإقصاء إرضاءا للغرب