القاهرة ـ «القدس العربي» بينما استأنفت «القسام» وشقيقاتها امس تشييع الورود للسماء، تواصل العواصم العربية ارسال برقيات الحنين للكيان الصهيوني.. فتل أبيب التي تستهلك نفطاً خليجياً، حسبما تؤكد تقارير اعلامية، فيما لا يجد الغزاويون حتى اللحظة نقطة مياه عذبة. لا تغري الدماء النقية التي تتدفق كشريان نهر قلوب الزعماء العرب لأن يولوا وجوههم قبل المسجد الاقصى، لأنهم بالسليقة وبحساب الشهوات يرون في إسرائيل ملاذاً آمناً ضد المقاومة التي تذكرهم بعجزهم التاريخي، وعلى هدى الزعماء الذين يتحلون بالصمت جراء ما يجري من قتل وابادة جماعية للاطفال والنساء والمسنين على كل شبر من ارض القطاع، يصر رجال الدين في العواصم العربية على الاضراب عن الكلام، فعلى مدار شهر من بدء الحرب لم تغر تلك المذابح التي لم يشهد التاريخ مثلها من قبل، ان يتناول اي من تلك الزعامات الدينية حبوب الشجاعة ويعلن التنديد بالموقف المتخاذل للحكومات العربية.
اسقط نتنياهو رداء الكرامة عن الزعماء في المنطقة العربية، حينما أكد أنهم سعداء بالحرب التي تجري ضد الشعب الاعزل المحتسب الصابر في وجه ابشع آلة تدمير عرفتها البشرية، وفيما كان العدوان يمحو منازل بمن فيها من فوق الخريطة، كان كثير من رجال الدين مشغولين حتى إشعار آخر بالجدل حول عذاب القبر ونعيمه، والرد على الفتاوى التي تبيح للشاب رؤية الفتاة وهي تستحم قبل ان يخطبها.. ولأن الكثير منها لا تجد ما تنشره، وترى في متابعة ما يجري من انباء الحرب امرا لا يستحق النشر والخوض فيه، تفرغت العديد من الصحف في اعادة نشر قديم الفتاوى وجديدها حول ذلك الجدل المشتعل بين رجال الدين، فقد اصبح الخوض في امور الغيبيات هو ابرز الحلول من اجل إلهاء الجماهير عن متابعة ما يجري في غزة، وحولها، لذا فمن الطبيعي ان يحل الصمت الاقرب للموت على العواصم العربية والاسلامية، خاصة حينما تنطلق تصريحات أهم مرجعية دينية في ارض الحجاز، مؤكدة ان المظاهرات التي تنطلق منددة بالحرب على غزة لا تفيد الشعب الفلسطيني، وهي الكلمات التي نزلت على معظم كتاب الصحف المناوئين للمقاومة برداً وسلاماً، واهتمت تلك الصحف بمشروع القناة وابرزت اهتمام الرئيس بالاطمئنان على صحة الفنانة فاتن حمامة!
الجامعة العربية ليس بيدها فعل شيء
يتساءل كثيرون عن حالة الصمت التي تخيم على الجامعة العربية، التي نرى موقفها تجاه الحرب على غزة متخاذلاً، لكن رئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين لديه تفسير لاسباب هذا الموقف المتخاذل: «للأسف الناس لا تدرك أن الجامعة لا تملك جيشا لتأمره بالتحرك لتحرير فلسطين، أو وقف الاقتتال في البلدان العربية، بل إن غالبية البلدان العربية ترفض ما تعتبره تدخلا من الجامعة في شؤونها الداخلية، ولذلك فإن الجامعة تقول نحن نحاول أن «نساعد» ولا نريد أن «نتدخل»، يضيف حسين في رأي الأمين العام، أن العالم العربي لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة. في تقديره، أن مشكلة فلسطين هي الاحتلال، وبالتالي فالمقاومة هي حق طبيعي، والأوضاع في غزة كارثية، وأنه عندما زار غزة عام 2012 وصل إلى قناعة بأنه «لا يمكن للمرء أن يرى بؤسا أكثر من هذا»، والأمر يشبه السجن فعلا، فالفلسطينيون أحرار نعم، لكنهم داخل سجن يقف عليه سجان اسمه إسرائيل، هو يرى أنه لابد من قرار دولي لإعادة إعمار غزة، هو ليس متفائلا كثيرا بحكاية أن تشكو فلسطين إسرائيل في «الجنائية الدولية» لأن موازين القوى الدولية لن تسمح بإدانة إسرائيل، لكنه متفائل بتغير موقف الرأي العام العالمي من العدوان. وكشف عماد ان «العربي تحدث بأسى شديد عن سوريا وعدد اللاجئين الذي وصل إلى ستة ملايين والمهجرين الذين زاد عددهم على مليونين ونصف المليون، كما تحدث العربي طويلا عن القانون الدولي وضرورة انصياع إسرائيل له». ويرى الكاتب ان «إسرائيل لن تعطينا أي حلول لأن واقعنا مأساوي، ولا نملك أي أوراق ضغط، وكل القوى الرئيسية التي كانت تمثل أوراق قوة عربية على إسرائيل تفككت أو ضعفت مثل سوريا والعراق، وبالتالي علينا أن نفكر في طرق جديدة للمقاومة».
هيلاري ليست مجنونة كي تقول هذا الكلام
حوارات ونقاشات وجدل واسع حول تصريحات مدهشة جدا منسوبة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، في مذكراتها التي نشرت مؤخرا، المعلومات المنسوبة لكلينتون هي من العيار الثقيل والأسطوري، كما يؤكد جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون»: «الاعترافات الصريحة بالتآمر على مصر والسيسي ونحو ذلك، وهو كلام وتصريحات يصعب تصديق صدورها عن شخصية بهذا الحجم، والكلمات والعبارات والفكرة كلها هي من التلفيق، إلى الحد الذي يستعصي على عقلك قبوله أو حتى افتراضه، ومع ذلك كانت هذه العبارات والأفكار تدور على نطاق واسع بين مفكرين وإعلاميين وصحافيين وخبراء استراتيجيين من هذا الصنف الذي يكثر في الفضائيات المصرية، وخلاصة الكلام المنسوب لكلينتون في مذكراتها أنها وضعت خطة مع الإخوان المسلمين لإعلان الخلافة الإسلامية في سيناء، أي والله، وأن المخطط يقتضي ضم حلايب والشلاتين إلى السودان، ولم يوضح الناقل صلة حلايب وشلاتين بسيناء، لكن هكذا قال، وأن «ثورة 30 يونيو/حزيران» فاجأت الولايات المتحدة وأربكت مخططها مع الإخوان المسلمين، وأن أمريكا أرسلت بوارجها الحربية للعدوان على مصر، ولكنها فوجئت بقدرات هائلة للجيش المصري بقيادة السيسي فاضطرت إلى الانسحاب والابتعاد عن الأجواء المصرية». يضف سلطان: «بصراحة، من كثرة سماعي لتلك التسريبات، سواء في البرامج الفضائية أو صفحات الصحف أو حتى في الحوارات الخاصة اعتقدت أن الكلام ربما كان صحيحا، وأن لوثة عقلية أصابت السيدة الأمريكية فكانت تهذي بهذه الكلمات».
الثعبان الأقرع يصل للنائب العام
ازمة عذاب القبر التي انتشرت عن طريق احدى الفتاوى لإلهاء الناس عما يجري في غزة، ما زالت مستمرة، وها هي سحر جعارة في «المصري اليوم» تقرر تقديم بلاغ ضد احد خصومها: «في العدد الماضي كتبت أدافع عن الكاتب إبراهيم عيسى ضد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها من أنصار «الثعبان الأقرع». وفوجئت برد من الشيخ عبدالعزيز النجار، مدير عام شؤون الوعظ بمجمع البحوث الإسلامية، على موقع «صدى البلد»، يقول فيه عنى: (إنها تعمل هي وأمثالها لأجندات خارجية لا نعرفها)، وهو اتهام – من دون سند أو قرينة – لا يُرد عليه إلا ببلاغ أمام النائب العام، لأنه «قذف» ينال من سمعتي المهنية وشرفي.. وأنا أسأله: هل روجت مثلا للفكر الوهابي لأصبح من أنصار أجندة خارجية؟! لكن من هو «النجار» أصلا؟.. إنه الرجل الذي شن حملة شعواء على فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، متهما إياه بأنه ينتمي لـ«أمانة سياسات مبارك»، وقال إن المشيخة كانت توزع أموال الزكاة على ضباط أمن الدولة.. ووزع النجار ما سماه مستندات على كل الجرائد، وقال ذلك على الفضائيات! لقد ردد النجار في رده كلمة «الشريعة» 5 مرات، (وهو ما ذكرني بشرعية مرسي)، وتسأل الكاتبة خصمها: «هل تعرف الفرق بين الشريعة والفقه؟ الشريعة هي مراد الله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) «الشورى: 13».. ولا أحد يستطيع التحدث نيابة عن الله. أما الفقه فهو فهمنا لمراد الله من القرآن والسنة، وهناك أكثر من حوالى 8 ملايين تفسير لهما: (ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك) «هود: 118».وتتساءل سحر: «هل كان سيدنا عمر بن الخطاب مخالفا للشريعة عندما ألغى حد السرقة في عام الرمادة؟!».
غزة بدون العرب.. ذلك أجمل!
ونعود للحبيبة غزة ولاهلها الصابرين، حيث يرى نادر بكار في جريدة «الشروق»، ان الامور تسير في صالح القضية رغم الخسائر التي تقع في صفوف المدنيين الفلسطينيين: «من الناحية الميدانية فإن عمليات المقاومة تميزت بالتنوع والابتكار بشكل مثير، ومنها عمليات الإنزال خلف خطوط الجيش الإسرائيلي، التي تكررت أكثر من مرة بنجاح كبير، قتل أكثر من سبعين ضابطا وجنديا، في الوقت الذي لا تستطيع فيه إسرائيل أن تعلن أمام شعبها عن خسائر حماس البشرية، فالعالم كله لا يرى إلا جثث القتلى من المدنيين، خاصة الأطفال والنساء والعجائز. ومع أنه يمكن بشيء من التجوز القول بأن الجانب الإسرائيلي قد استفاد تكتيكيا من (القبة الحديدية) رغم أن نسبة تصدي القبة لصواريخ حماس لا يتعدى الثلاثين بالمئة، لكن المؤكد أن القبة الحديدية كلفت الحكومة الإسرائيلية خسارة استراتيجية كبيرة». من ناحية أخرى يرى بكار ان «حماية (القبة الحديدية) لمدنيي إسرائيل مع ارتفاع ضحايا الجانب الفلسطيني من المدنيين ورَّط الجانب الإسرائيلي في أزمة أخلاقية أمام العالم، وكأن إسرائيل تدفع ثمن التفوق التكنولوجي بصورة سلبية». ويؤكد الكاتب ان «حجم التعاطف الشعبي العالمي مع القضية الفلسطينية، خاصة الغربي منها تضاعف بشكل غير مسبوق، وعبرت عنها المظاهرات التي اجتاحت عددا من عواصم العالم الغربي، ورغم محاولات الآلة الإعلامية الغربية الانحياز إلى الجانب الإسرائيلي، لكن ما نقلته من صور فظيعة للضحايا على الجانب الفلسطيني، مع محدودية للأضرار الناجمة عن سقوط صواريخ حماس ضاعف من حجم هذا التعاطف». ويرى بكار ان «خسارة إسرائيل إعلاميا لا تعني أن حماس قد كسبت إعلاميا، ولكنها تعني أن حجم الوعي الشعبي العالمي بعدالة قضية الفلسطينيين قد ازداد بصورة ملحوظة».
رغم كل شيء.. هناك أمل يولد
ونتابع ردود الافعال حول الحرب، حيث يشير محمد المنشاوي في «الشروق» إلى ان المستقبل يحمل مفاجآت سارة بالنسبة للفلسطينيين: «على الرغم من بشاعة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، فإن طريقة إدارة إسرائيل لعدوانها، وطريقة إدارة المقاومة الفلسطينية للعدوان نتج عنها بصيص من الأمل، في ما سيأتي به مستقبل الصراع مع إسرائيل. فقد أوجد العدوان الإسرائيلي ما أراه فرصا يجب على العرب استغلالها إن أرادوا تغيير موازين القوة في صراعهم مع العدو التاريخي». وقد رصد الكاتب تغيرين مهمين يرتبطان بالولايات المتحدة «النقطة الأولى تتعلق ببديهية الدعم الأمريكي المطلق لكل ما تقوم به إسرائيل. فقد أظهر العدوان بصيصا من الأمل في إمكانية تغيير الموقف الأمريكي الرسمي، وتغيير نظرة الأمريكيين للصراع، الذي قد يكون من شأنه تغيير معادلة التأييد المطلق تجاه إسرائيل. فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه «معهد بيو»، وهو أحد أهم المراكز المتخصصة والمعروف بجديته، أنه على الرغم من الدعم الكبير بين صفوف الجمهوريين والديمقراطيين لإسرائيل، فإن الموقف يختلف بصورة كبيرة بين أوساط الشباب الأمريكي. لقد ألقى الشباب الأمريكي من الفئة العمرية (18 ــ 29) عاما باللوم على إسرائيل في هذه الجولة من العدوان بنسبة 29٪، في حين ألقى فقط 21٪ منهم باللوم على تنظيم حماس. وأهمية هذه النسبة أن 19٪ فقط من الشعب الأمريكي يلقي باللوم على إسرائيل في حين يلقي باللوم على حماس 40٪ منهم. ويعني خروج الشباب عن النص الأمريكي وجود فرصة سياسية مهمة لدى الجانب العربي إن أحسن التخطيط لذلك وتوافرت النيات والإرادات الصادقة لضمان وقوف هذا الجيل الأمريكي الشاب في جانب الحق العربي».
ماذا لو فشل السيسي في تمويل مشروعاته؟
السؤال يطرحه سليمان جودة في «المصري اليوم» محاولاً دعم الرئيس بما يملك: «لا أعرف ما الذي سوف يفعله الرئيس السيسي إذا ما عجز صندوق «تحيا مصر» عن جمع المبلغ المطلوب، الذي يصل سقفه، كما حدده الرجل، إلى مئة مليار جنيه؟!.. إننا جميعاً نتمنى أن يصل المبلغ إلى ضعف هذا الرقم، غير أن الرئيس يجب ألا ينسى، ويجب ألا ننسى نحن معه أن الصندوق اسمه صندوق «تبرعات» من جانب أصحاب الأعمال والقادرين عموماً في البلد، وبما أن الحكاية «تبرعات» فإنها خاضعة في النهاية لرغبة كل قادر». والمعنى كما يراه الكاتب أن «فلاناً من القادرين وأصحاب المال قد يتبرع بمبلغ كذا فنشكره، وقد لا يتبرع علان من القادرين أيضاً، فلا نستطيع ولا نملك، ولا يجب ان نرغمه.. فالتبرع بطبيعته تطوع في غاية المطاف، وإذا جاز لنا أن نستخدم لغة الشريعة في الموضوع، قلنا إن القادر مادياً بيننا «مخير» في الأمر، وليس مسيراً بأى مقياس، أي أنه من حقه أن يختار، ولو شئت أن أصارح الرئيس أكثر يهمس جوده في اذن الرئيس: «إن صدى عبارة «هتدفعوا.. هتدفعوا» التي راح هو يوجهها للقادرين، في خطابه الأخير أثناء تدشين مشروع محور القناة، كان من النوع الذي لا أظن أن الرئيس يريده ويحبه، وقد تأفف منها عدد من أصحاب الأعمال، ممن رأيتهم وسمعتهم، لكنهم، مع غيرهم طبعاً، استحوا، ولايزالون يستحون من إظهار تأففهم على الملأ، ولم يكن ذلك راجعاً إلى أنهم لا يحبون أن يتبرعوا، كما فهمت من بعضهم، وإنما التأفف من جانبهم راجع إلى أنهم، وعندهم حق، يرون أن هذه ليست لهجة يخاطبهم بها رئيس الدولة، ولم يتعودوا عليها منه، ولا توقعوها، وقد قال هو نفسه، من قبل، إنه لن يرغم أحداً على أن يتبرع».
مشروع القناة طريق مصر لعبور الأزمات
المتابع لصحف الامس يجد حفاوة شديدة لمشروع قناة السويس الذي يعتبره محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الاهرام» بأنه طريق مصر لعبور ازماتها والانطلاق نحو الرخاء: «مـا شهدته مدينة الإسماعيلية يوم الثلاثاء الماضي من إطلاق لمشروع تنمية منطقة قناة السويس ليس مجرد عملية اطلاق لمشروع عملاق ولن تكون أبداً مجرد درب من دروب الدعاية السياسية، مثلما يروج بعض منتقدي السلطة الحالية في مصر ممن لا يروق لهم أي شيء ويكرهون أن تدفع مصر عجلة التنمية في اتجاهات جديدة غير تقليدية، حتى لا يثبت النظام السياسي الجديد – وركيزته الأساسية ثورة 30 يونيو/حزيران». يضيف الكاتب «دعونا نتحدث بصراحة عن مناخ داخلي وإقليمي وسياق عالمي ربما لا يشجع على إطلاق مبادرات كبرى في طريق التنمية والتحديث، ولكن هناك عددا من الحقائق التي يتحتم أن نقدمها للقارئ عند الحديث عما يجري اليوم انطلاقا من حتمية الجغرافيا وتجارب التاريخ وقراءة الواقع». ويرى علام ان «مشروع تنمية قناة السويس تأخر كثيرا عن موعده، مقارنة بما جرى في مناطق أخرى من العالم نجحت في الاستفادة من امكانيات وميزات ما يطلق عليه «الممرات المائية» في إحداث نقلات صناعية وتجارية واستثمارية، وهناك قصص نجاح لا يمكن الاختلاف بشأنها من الشرق والغرب في كيفية تعظيم المكاسب من تلك الممرات والقنوات الملاحية، فكان الأجدر بمصر وهي التي تتوسط خريطة العالم أن تفكر بشكل مختلف، وأن تسبق الكل في اقامة منطقة متكاملة للتجارة والصناعة والخدمات». ولا يدع الكاتب الفرصة تمر من دون ان يحذر من المخاطر الذي تهدد المنطقة: «شواهد التربص والتواطؤ على المشروع الوطني المصري للتحديث مازالت تحمل رائحة الماضي، وربما تكون الموجة الحالية أكثر شدة وضراوة بعد أن توحدت قوى إقليمية تملك المال الوفير مع أطراف دولية مهمة لدعم قوى ظلامية تتستر وراء الدين هدفها الرئيس هدم الدولة القومية في العالم العربي».
البرلمان القادم سيغير وجه الحياة
تنتظر القوى الوطنية بفارغ الصبر الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويشير عبد المعطي محمد في «الاهرام» انه ستسفر عن اخطر برلمان في تاريخنا الحديث: «البرلمان المقبل إذا قرر ـ طبقا للمادة «131» من الدستور ـ سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء أو احد نوابه أو احد الوزراء، وأعلنت الحكومة تضامنها معه قبل التصويت على القرار، وجب أن تقدم الحكومة استقالتها، وإذا كان سحب الثقة متعلقا باحد أعضاء الحكومة وجبت استقالته، وبالتالي فسلطة البرلمان تبعا لدستور مصر الحالي أكبر من سلطة كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، ثم إن هذا البرلمان كما يؤكد الكاتب، له أهمية خاصة ومحورية، فهو الذي سيحول مواد الدستور إلى تشريعات وقوانين يشعر بها المواطن العادي وتنعكس عليه إيجابيا وهو الذي سيصدق على القوانين بقرارات جمهورية، التي صدرت قبل انتخابه، وهو الذي سيصدر القوانين والتشريعات المنفذة للمشروعات القومية المعبرة عن آمال وطموحات شعب مصر العظيم، بل يمكن لهذا البرلمان إيقاف أي إجراءات اصلاحات يراها رئيس الجمهورية، أو على الأقل تأخير اعتمادها، وبالتالي يمكن أن ندخل في دوامة تشريعية ومناقشات عقيمة لا تحتملها بلادنا في الأشهر المقبلة». يضيف الكاتب: «من هنا نستطيع ان نقول بكل أمانة وصدق إن البرلمان المقبل سيكون نقطة تحول خطيرة، إما ان يكون طريقنا لمزيد من الاستقرار، وإما أن يكون مغامرة كبرى يدفع المصريون ثمنها غاليا».
داعش خطر يهدد العرب والمسلمين
لا ينتهي الحديث عن داعش وشقيقاتها التي تخوض المعارك على اكثر من جبهة، وهو ما يحذر منه جلال دويدار في «الاخبار»: «لم يعد خافيا أن ما تقوم به «داعش» ومعها التنظيمات الأخرى المشابهة هو حلقة من حلقات المخطط الامريكي لتدمير العالمين العربي والاسلامي.
تواصلا مع هذا المخطط فإن أجهزة المخابرات الامريكية كانت وراء استغلال مشاعر الغضب السائدة في بعض الدول العربية، نتيجة سوء الاوضاع السياسية والمعيشية. جرى ذلك من خلال عمليات السطو على ثورات هذه الشعوب وتسخير الأذناب والعملاء للتسلط عليها والدفع بها إلى الصراع والتقاتل ونشر الفوضى وعدم الاستقرار. تم تفعيل هذه الخطة في اعقاب احداث 11 سبتمبر/ايلول على اساس اعتبار العالم العربي والاسلامي بديلا للصراع وللتآمر وخوض الحروب… بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. وجدوا أن وسيلتهم لتحقيق ذلك العمل هو خلق مثل هذه الكيانات الارهابية وتمويلها بالمال والسلاح، للقيام بالدور المرسوم لها». ويرى دويدار ان «كل الدلائل تؤكد أن كل التنظيمات التي تمارس الاعمال الارهابية في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان ومصر هي صناعة أمريكية. انطلاقا من هذه الحقيقة خرجت داعش من رحم الفتنة الطائفية التي أشعلها الاحتلال الأمريكي بالعراق وأتاح لها امتداد نشاطها إلى سوريا، من خلال الدعم المباشر والرعاية التركية». وبحسب رأي الكاتب فإن «امريكا ووفقا لمجريات التاريخ لا تؤمن بأن يكون لها صديق.. فلا مانع من الزج بهذا التنظيم الارهابي للصراع مع الاكراد حلفائها في شمال العراق. اذن وعلى ضوء ما يجري فإن الاحداث تكشف أن تنظيم داعش التتاري ما هو إلا ذنب من أذناب الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مخططها لتدمير العالمين العربي والاسلامي مثلما كان تنظيم «القاعدة» قبل الانقلاب عليه».
الشاب هل من حقه أن ينظر للفتاة وهي تغتسل؟
ولا يمكن ان نتجاهل تلك الفتوى التي تبرأ منه صاحبها الدكتور اسامة القوصي، لكن محمد حسن البنا في «الاخبار» مصر على تجريسه: «مازال اشباه العلماء يبحثون عن الشهرة بأي وسيلة، وبأي كلام، الشهرة داء يصيب بعضهم فيخترع كلاما ويصور للناس انه بيده جميع الحلول لمشاكلنا، حتى ان منهم من خرج يفتئت على الدين وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وادعى النبوة وقال انه المهدي المنتظر، وآخر يقول انه داعية ينتمي لحزب النور الذي يعتبر نفسه يمثل الدعوة السلفية». يضيف البنا: «خرج هذا المدعي يلهي الشعب المصري بفتوى يقول فيها بجواز رؤية الخطيب لخطيبته وهي تستحم!». واعجب الكاتب برد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف الفوري على هذا المدعي حيث استنكر في بيان له فتوى الداعية السلفي التي تنص على جواز نظر الرجل إلى خطيبته وهي تستحم، معتبراً أن «هذا الأمر ينافي صحيح الدين، وأخلاقيات وسلوك الشعب المصري، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف، «إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وقل ما شئت». ووجه الوزير سؤاله إلى صاحب الفتوى قائلاً: «هل تقبله أنت على ابنتك؟ وإذا كانت طبيعتك أنت تقبله، فطبيعة الشعب المصري المؤمن المتحضر بمسلميه ومسيحييه لا تقبله ولا تُقرّه، فضلا عن شريعة الإسلام التي أكدت أن الحياء فطرة أجمعت عليها الأديان كلها. ورغم ما أعلنه هذا المدعي من انه يتبرأ من الفتوى وأنها قديمة عندما كان متطرفا حتى انه كفّر والديه واتهم من اعاد نشر الفيديو الخاص بالفتوى بأنه يريد ان يشوه صورته وينتقم منه. على العموم اعتقد ان مثل هذه الافعال والاقوال جريمة في حق المجتمع يجب ان يحاكم من يرتكبها، وسبق ان نبهنا لذلك اكثر من مرة، لقد خان مثل هؤلاء الشعب ومصر وغرروا بالبسطاء ولعبوا بالدين».
لماذا اختفت الملائكة ولم
يظهر لها صوت أمام الجيش الإسرائيلي؟
بصراحة سؤال مهم خاصة اذا كان من احد الد خصوم الاخوان وهو درنداوي الهواري في «اليوم السابع»: سؤال شغل عددا كبيرا من المصريين، لماذا لم يهبط الوحي، وسيدنا «جبريل» والملائكة ليقاتلوا في صفوف حماس «الإخوانية» في غزة، في حربها وجهادها ضد الصهاينة، أعداء الإسلام، والمحتلين للأرض، والمسيئين للشرف والعرض، وسافكي دماء الأطفال وكبار السن؟». ويستمر الهواري في تساؤلاته: «لماذا هبط الوحي في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، إبان اعتصام الإخوان وحلفائهم، وبعث لهم برسائل الطمأنينة، وبشرهم بالنصر القريب على المتمردين المصريين، وعبدالفتاح السيسي ورجاله، وأسدى لهم وعدا بعودة المعزول محمد مرسي للقصر، عصر أحد الأيام، مثلما كانت المنصة تعلن ذلك علانية؟ يضيف الكاتب أيضاً، اختفى من كان يتحدث باسم الوحي، يوسف القرضاوي، صاحب فتاوى إباحة قتل بشار الأسد وجنوده، والسيسي وجنوده، وكل رجال الشرطة المصرية، ولم يصدر أي فتاوى تهدر دماء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أو باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أو شيمعون بيريز، أو حتى جنود الجيش الصهيوني الكافر». ويهاجم الكاتب أيضاً «اختفى الشيخ محمد العريفي، الذي كان يرى في منامه ويقظته، رؤى الملائكة تقاتل الجيوش العربية والإسلامية، فهل اختفت الملائكة ولم يظهر لها صوت أمام الجيش الإسرائيلي، وهو يدنس الأقصى بأحذية جنوده وضباطه، ويهتك قدسية القدس، ويقتل المسلمين أعضاء حماس؟». يضيف: «كل هؤلاء، اختفوا تماماً، في نصرة راية حماس الإخوانية، ضد جيش الكفر والطغيان الإسرائيلي، ولم يظهروا إلا لقتال الجيوش التي تنطق شهادة «ألا إله إلا الله محمدا رسول الله»، مثلما ادعت المدعية، الكاذبة، «داعش» بأن الوحى لم يهبط عليها ليأمرها بقتال اليهود، وإنما أمرهم فقط بقتال المسلمين، المصلين، الرافعين لاسم الله في المساجد».
المقاومة صنعت ما فشلت فيه الجيوش
ولا يمكن ان ننهي جولتنا قبل ان نعبر نحو صحيفة «الشعب» حيث علي القماش يمجد المقاومة ويخرس ألسنة منتقديها وعلى رأسهم احد ابرز نجوم صحيفة «الاهرام»: «للاسى والاسف انضمت الكاتبة سناء البيسي الى طابور الاعلاميين الذين يسخرون من المقاومة في غزة، فكتبت ساخرة تحت عنوان « متقدرشي» مشبهة صواريخ المقاومة ببمب الاطفال، وان رجال المقاومة مثل الشخص الذي يقع تحت اخر اقوى منه ألف مرة ومرة، ويقول له «قوم من فوقي وانا اوريك»، او مثل المشهد المعروف في مسرحية الفنان محمد صبحي بحمل رجل ضخم لشخص ضعيف وهزيل، فاذا بالضعيف يقول له متقدرشي». ويرى الكاتب ان «هذه السخرية ليست فنا من اصناف الكتابة، بل هي نوع من الانهزامية، ولا نعرف كيف لكاتبة كبيرة لم تقرأ حتى اعترافات العدو الاسرائيلي نفسه بما تكبده من خسائر ومقتل عدد من ضباطه وجنوده لم يخسر مثلهم في حروب كثيرة، وانه فوجئ بالعتاد الفلسطيني. وكيف لا تعلم البيسي ان ميزان القوى لا يقاس بالعتاد وحده، بل ايضا بموازين اخرى واهمها الشجاعة والروح والعقيدة القتالية. نفهم ان يقال ان العدو الاسرائيلي يلجأ الى القتل العشوائي والتدمير الشامل، فتضيع ارواح الابرياء من النساء والاطفال، وانه يمكن العمل على حقن الدماء، ولكن حتى هذا التعاطف ضاع من البيسي وامثالها بفعل الشماتة والسخرية». يضيف القماش «لا نعرف ماذا لو كانت البيسي تكتب وقت خوض مصر لحرب الاستنزاف لمجابهة العدو الصهيوني باسلحة اقل الف مرة، بعد ان دمرت كل اسلحتنا في حرب 67، وكان العدو الهمجي يلقي قنابله على الاطفال والابرياء، مثلما فعل في بحر البقر وابو زعبل، هل كانت البيسي ستكتب «متقدرشي» وتدعو للسلامة وترك المحتل يعبث في ارضنا؟».
حسام عبد البصير
معظم الصحف المصرية متآمرة على الديمقراطية والعدالة ،ومساندة لكل عملية انبطاحية ومتصهينة اكثر من الصهاينة ،وداعشية في مساندتها للموقف السلطوي الانقلابي الخا
العدالة الدولية كفيلة بلجم إسرائيل ومحاسبتها ووقف عدوانها المتكررعلي الفلسطينيين . لايجب التقليل من شأنها وكأنها عدالة عربية . من يرفض شيئ علية تقديم البديل . مجرمي حرب البوسنة يقبعون في سجونها . الرأى العام العالمي علي نبلة ليس بديلا كافيا . الفعالية مفهوم يفتقدة العرب حتي في فكرهم الذى يدور في دوائر فكرية صغيرة لا يقدم ولا يؤخر , كلام لا يزيد الجهلاء إلا جهلا .
الاعلام المصري المحرض على غزه والذي مهد للعدوان على غزه وساعد وساند اليهود ضد اهل غزه ماذا استفاد.!!!!!!؟؟؟؟؟؟