الإمبراطورية الإيرانية (الشرق الاوسط سابقا)!

حجم الخط
62

أعلنت إيران على لسان مستشار الرئيس حسن روحاني أنها عادت «إمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ، وأن بغداد هي عاصمتها» في إشارة إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها. وذهب المستشار علي يونسي أبعد حيث قال إن «كل منطقة شرق الأوسط إيرانية، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية»على حد تعبيره. وردت وزارة الخارجية العراقية بالقول إنها: «تعرب عن  استغرابها للتصريحات المنسوبة إلى الشيخ علي يونسي المستشار للسيد الرئيس الإيراني بخصوص العراق».
والحقيقة ان كلام المستشار الإيراني لم يكن منعزلا، بل أكده أمس الأول أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني عندما قال إن بلاده منعت سقوط دمشق وبغداد وأربيل بيد تنظيم «الدولة»، مضيفا «أن إيران باتت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ومضيق باب المندب». وتزامن كذلك مع تصريحات لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال فيها إن «إيران أصبحت تهيمن على العراق»، وأخرى لرئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي أكد فيها أن «التدخل العسكري الإيراني الحالي في العراق هو الأكثر وضوحا». ولعل دخول القوات العراقية المدعومة علنا من إيران إلى وسط مدينة تكريت أمس يكرس واقعا لا يمكن التغاضي عنه، أو تصور أنه يمكن أن ينحسر مع غياب استراتيجية عربية محددة الملامح لتحديه أو على الأقل احتوائه.
ويجدر هنا القاء نظرة متأنية على عناصر هذا «المخاض الجيواستراتيجي» الذي تعرفه المنطقة، وخاصة من وجهة موقع العرب فيه:
أولا: إن ما يجب أن يستغرب ليس اعلان إيران عن انتصاراتها الإقليمية وأحلامها الإمبراطورية، بل غياب أي رؤية استراتيجية عربية لدورهم في مستقبل المنطقة، خاصة في ظل قوى أخرى لا تخفي طموحاتها، إذ يتحدث المسؤولون الأتراك عن عودة «السلطنة العثمانية» أو مايعرف بـ «العثمانية الجديدة»، بينما تسعى إسرائيل إلى توسيع اختراقاتها الإقليمية لتشكيل جبهة «الأمر الواقع» ضد النفوذ الإيراني. ويبدو المأزق العربي أعمق كثيرا من مجرد غياب الرؤية، إذ إن استمرار الصراعات العربية – العربية بموازاة تصاعد موجة التكفير والإرهاب باسم الدين، أصبح يشكل تهديدا وجوديا للعرب ليس فقط من جهة مفهوم «الأمة» التي ترتكز في تعريفها الأكاديمي إلى «وجود جوهر عرقي»، بل وحتى كدول قطرية. وبكلمات أخرى فإن أمام العرب معركة شرسة لتثبيت وجودهم أولا، قبل أن يتأهلوا للبحث عن مكان في مستقبل الخارطة الاستراتيجية للمنطقة.
ثانيا: إن تسرع البعض في الحديث عن تشكيل «كتلة سنية» لمواجهة إيران، يتجاهل كثيرا من الحقائق الصعبة على الأرض. أولها إن تركيا، بعكس أغلب الدول العربية، ترتبط بعلاقات جيدة مع إيران، بعد أن توصلا إلى صيغة براغماتية تفصل الثنائي عما هو إقليمي. ويأمل البلدان في مضاعفة التبادل التجاري بينهما إلى ثلاثين مليار دولار بنهاية العام الحالي. كما أن الموقف التركي تجاه العهد الجديد في مصر، يبقى عقبة أمام تشكيل «الكتلة السنية». كما أنه ليس واردا أن تغيب «مصر مستقرة» بثقلها المعروف عن تشكيل هكذا كتلة.
ثالثا: إن «الإمبراطورية الإيرانية» الجديدة تبدي حرصا شديدا على أن تنزع الطابع الطائفي عن تكوينها أو أهدافها، وهو مايبدو جليا في سلسلة من المقاربات السياسية خلال الفترة الأخيرة، ومنها مسارعتها إلى طمأنة مصر على حرية الملاحة في باب المندب، عبر إرسال وفد من الحوثيين إلى القاهرة، ضمن سياسة ثابتة تسعى إلى جذب مصر إلى جانبها، أو تحييدها على الأقل.
كما عمدت إيران إلى إعادة الوشائج مع حركة حماس (السنية) باستئناف دعمها، وإن كانت مازالت ترفض استقبال خالد مشعل بسبب ما تعتبره «تدخلا» ضد النظام في الأزمة السورية.
وهكذا تجعل العرب يبدون وكأنهم هم من يسعون إلى تكريس الطابع الطائفي للصراع بالحديث عن «مشروع سني»، بدلا من إحياء مشروعهم القومي الذي لم يكن معنيا عبر تاريخه بالاختلافات الدينية أو المذهبية، بل طالما استقطب الأحرار من مختلف أنحاء العالم إلى جانب قضاياه العادلة في سبيل التحرر ومقاومة الهيمنة الامبريالية.
فهل ستبحث الدول العربية حقا في قمتها المقررة هذا الشهر عن استراتيجية عاجلة للدفاع عن أمنها القومي، وضمان موطئ قدم في خارطة جديدة تتشكل للإقليم، في ظل هذه الطموحات أو الهواجس المتلاطمة بين «إمبراطورية إيرانية» أو «خلافة داعشية» أو «سلطنة عثمانية» أو «هيمنة اسرائيلية»؟ أم انهم سيكتفون بتكريس خلافاتهم وصراعاتهم؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صفي الدين موريتانيا:

    كنت قد ذكرت في مقال سابق ان ايران بتدخلاتها في الشرق الاوسط هنا و هناك تستشعر التمزق الحاصل و تريد ان تسابق الزمن في بسط نفوذها كاملا علي المنطقة و ابعد. و كنت اشرت ان بغداد و من ثم دمشق و صنعاء و بيروت هي عواصم اصبحت تتبع مباشرة للخمينية الفارسية و انه عن قريب ستقع القاهرة و البحرين و ربما الامارات في الشراك بحيث تبقى السعودية و قطر يدوران في فلك محاصر من الجهات الستة . و ها ان مخاوفي تتحقق يوما بعد يوم، و مع الاسف ليس لنا قبل بالارادة الفارسية إزاء تشرذمنا و انغماس حكامنا – أزالهم الله الي الجحيم- في تدجيننا و تدجيلنا و تسويق بلداننا بأخس الاثمان .

  2. يقول عربي-فلسطيني:

    المقال يطرح ثلاثه محاور مهمه: طبيعه الخطر المحدق بامتنا العربيه، موقف العرب منه، و ما يرجي من اجتماع القمه القادم.

    اعتقد ان هناك وعي كامل، كما يتضح من بعض التعليقات، علي ان الكيان الصهيوني، ايران و تركيا كل منهما يشكل خطرا و ان اختلفت طبيعه هذا الخطر. واعتقد ان من الصعب انكار ان الكيان الصهيوني و اسياده في الغرب هو الخطر الاساسي و السبب الحقيقي لما نحن فيه الان. كما انه السبب الحقيقي في تعاظم الاخطار الاخرى.

    لقد انتهي عهد الاحتلال العسكري و بداء عهد التبعيه بالذات الاقتصاديه وبالتالي التصريح الايراني ان كان صحيحا فهو فارغ في محتواه. ولكن اعتقد ان ما يخطط (بفتح الخاء) له الان هو سياسه الاحتلال ب”القضم”. باختصار، تقسيم بلاد الشام، السماح لايران باحتواء جزء من العراق، مراضاة تركيا بجزء من سوريا وانشاء “امارات” ارضاء للطوائف الدينيه والتي ستصبح مزبله للمتطرفين الدينين، عرب و غير عرب، الذين انتجهم الغرب نفسه.

    اذن هذه المره اتفاقيه الملا-العثماني للتقسيم و كالمعتاد الهدف حمايه “امن” الكيان الصهيوني الذي كان ابعاده عما يحدث متعمدا منذ ان استهدف العراق.

    ماذا يفعلون العرب؟ باختصار، الانظمه العربيه المفطومه علي الطاعه تؤكد ولائها للغرب، والاخري حتي الان لا تعي اهميه امتلاك مخططات بعيده المدي. ام الشعب العربي بجميع طوائفه و اطيافه فقد اعلن موقفه في التصدي في العراق و،اكثر عموما، في ثوراته التي اندلعت و قمعت وان كان جمرها تحت الرماد مضىئ.

    اما القمه العربيه القادمه فنحن سلفا نشكرها بقدر ما حققت حتي الان من قرارتها السابقه!

    واخيرا، ماهو الحل؟ اعتقد ان علينا جميعا ان نؤكد وعينا بان الكيان الصهيوني و انصاره يشكلون الخطر الحقيقي. وبالتالي لابد من وحده الهدف سواء علي المستوي الشعبي او الرسمي. كما يجب ان نؤكد ان في عصرنا هذا، عصر التكتلات السياسيه و الاقتصاديه، تصبح الوحده العربيه و بالذات بين دول المواجهه هي الحل الوحيد.

    1. يقول سلمى:

      أنا أختلف معك أخي الكريم و مع بعض المعلقين بالموضوع التركي. طبعا تركيا تبحث عن مصالحها و عن دور ريادي في محيطها لكنها دولة لا يحركها الكره أو الرغبة بالاحتلال و لذا أعتقد أن على العرب التحالف معها على مختلف الأصعدة. مع جزيل الشكر.

    2. يقول عربي-فلسطيني:

      اخت سلمى، تحيه.

      السبب في ادخال تركيا في هذه المعادله هو احتلالها للاراضي العربيه من باب الهوي الي ادنا مرورا بالاسكندرون، علاقتها القويه مع الكيان الصهيوني اقتصاديا و عسكريا، اختيارها في الانضمام للمعسكر الغربي.

      هل هذا يعني عدم التعامل معها قطعا لا. و هنا انا اتفق معك. علينا نحن العرب ان نبداء اولا بالتعاون معا لتحديد هدف واحد وهو التخلص من اخطار الكيان الصهيوني. وعليه يجب علينا التعامل مع القوي الموجوده في المنطقه بما يخدم اهدافنا و مصالحنا. هذا ينطبق علي تركيا و ايران. و هذه هي مبادئ السياسه التي اتمني ان يعيها حكامنا.

  3. يقول مغربية حرة:

    للاخ سامح اراك تناسيت المغرب العربي برمته سوى بذكر حدوده المحيطية. اظن ان انبعاث الامة لن يكون الا من مغربها.

  4. يقول قارئ فلسطيني:

    العرب مشغوولون باعداد قوائم للمنظمات والكيانات والحركات والتي يصفونها بالارهابيه وطبعا تضم خصومهم السياسيين والمعارضيين وجمعيات اسلاميه عالميه تعمل لمصلحة الاقليات الاسلاميه بالغرب.
    ويمكن القول ان لوائحهم هذه اسمن بكثير من لوائح من اخترع فكره مثل هذه اللوائح اصلا. ايران تعمل بلا تعب لاستغلال الظروف المخجله التى يمر بها العرب كي تتمدد وتسيطير على مقاليد الامور في دول عربيه فيها مايسمى مستضعفين شيعه يعني.
    من يلام على هذا الانحدار العربي وتنافس الامبراطوريات على فرض سيطرتهم على المنطقه العربيه؟
    العرب انفسهم الحكام والنخبه والشعوب..

  5. يقول sayef:

    لكل يتحدث عن مطامع وإيران وتركيا ..

    الحقيقه الواضحه للجميع وهي إن تركيا ليس لها أي ميليشيات أو جنود في أي بلد عربي …

    بينما إيران على العكس تماماً …وقد صرحت بكل وضوح عن امبراطوريتها وعن احتلالها لعدة عواصم عربيه وحرسها الثوري

    موجود في سورية والعراق …

    بصراحه إذا خيرت بين إيران وتركيا فبصراحه أفضل تركيا على إيران بمليون مره مع إنه أحلاهم مر …

  6. يقول علي محمد علي:

    الدول العربيه تخاف وتتردد ان تدعم المقاومه العربيه الاسلاميه ضد حلفاء فارس وشعبها بقلب بلاد العرب والمسلمين كي لا تصور وكانها تدعم الارهاب والتطرف !
    عجيب هذا التفكير . اوليس حزب الله والحوثيون واشباههم من المليشيلت الشيعيه والعلويه ارهابيون ويمارسون العنف والقتل والتهدبيد ضد ملايين العرب والمسلمين. فارس تعي ذلك وتستغل خوف العرب من تهم واهيه قد توجه اليها وتحقق بناء على ذلك اهدافها وطموحاتها على حساب بلاد العرب والمسلمين
    يا حكام العرب ان هذه المقاومه التي يصفها الغرب بالارهاب هي اخر حاجز يحاول بما يملك ان يمنع السقوط النهائي لبلاد العرب .
    وصلنا الى ساعه الصفر فاما ان نوحد الصفوف وندافع عن استقلالنا وننقذ ما امكمن وما تبقى واما……
    تنظبم الدوله متطرف ويمارس حسب وسائل الاعلام القتل والارهب ولكن لا ننسى وممنوع ان ننسى ان هذا التنظيم وجد كي يحمي العرب معتقدهم وبلادهم من اطماع فارس وان كنا كعرب شرفاء ومسلمون حكماء نعارض اساليب التدمير والانتقام التي يمارسها منتموا هذا التنظيم
    ادعموا المقاومه جهارا نهارا بالمال والعتاد والسلاح ولا تخشوا ما سيقوله الاخرون فبلادنا استقلالنا ومعتقدنا على المحك .هل هناك اوضح من هذا .

  7. يقول Sadoon:

    يران استفحلت بعد الاحتلال. مع الاسف اقولها بمراره بموافقه خليجيه وعربيه على حد سواء. ومنها السعوديه التي الآن تلطم تبكي. هي من دعمت الآحتلال وشاركة فيه. الآن لاينفع الندم. بل ما نحن فاعلون؟ الطائيفه التي يتبنوها دول الخليج فشلت. اذن انا اتفق مع الكاتب عندم قال: وهكذا تجعل العرب يبدون وكأنهم هم من يسعون إلى تكريس الطابع الطائفي للصراع بالحديث عن «مشروع سني»، بدلا من إحياء مشروعهم القومي الذي لم يكن معنيا عبر تاريخه بالاختلافات الدينية أو المذهبية، بل طالما استقطب الأحرار من مختلف أنحاء العالم إلى جانب قضاياه العادلة في سبيل التحرر ومقاومة الهيمنة الامبريالية. ” وهو احياء مشروع القوميه العربيه. لما لا , لان كل الامم تتباها بقوميتهم. لماذا حلال عليهم وحرام علينا. فالحكومه العراقيه الحاليه لاتهضم القوميون العرب لكن تهضم القوميون الاكراد ومنها حكومة الاقليم الكردي المتعصبه. فنحن العرب ايضا نكيل بمكيالين كما يفعل الاخرون.

  8. يقول ياسر القيسي / ايطاليا:

    أن اول من عرف الفرس و مكرهم , هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه حينما قال : ربي اجعل بيننا و بينهم جبل من نار , لم يقلها الخليفة عمر بن الخطاب (رض) جزافا , وانما كان ادرى بهؤلاء القوم و دخولهم الاسلام لم يكن ايمانا و انما خوفا من المسلمين , لذا اصبحوا شوكة بخاصرة الاسلام والمسلمين و التأريخ يشهد ذلك … ارجو ان تكرروا معي دعاء سيدنا عمر بن الخطاب (رض) : ربي اجعل بيننا و بين الايرانيين جبال من نار, لا يرونا و لا نراهم الى يوم الدين … قولوا اميين.

  9. يقول Dr. abufahd UK:

    الأخوة الأعزاء قراء المقال و تعليقاته: “إيران عادت «إمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ، وأن بغداد هي عاصمتها». لنفترض جدلا صحة هذة المقولة. و لنعترف فى نفس الوقت مع الكثير من الأخوة فى تعليقاتهم أننا نعيش الأن فى عصر الإنحطاط العربي ولا حول لنا ولا قوة. فالسؤال المطروح حاليا هو: ما هو أهون الشرين أو الشرور: إعلان الأمبراطورية الفارسية المسلمة أو حتي دولة الخلافة العثمانية فى كل العالم العربي أم التحول الى 22 مستعمرة إستيطانية اسرائيلية من الخليج الى المحيط أو التحول الى 22 نجمة زيادة على العلم الأمريكي لتصبح الأمبراطورية الأمريكية العظمي ب 72 نجمة على العلم؟ إذا لم يكن هناك سوي هذين الحلين فقط لا غير كما ذكرنا بسبب عصر الإنحطاط العربي الحالي. فأيهما نختار؟.

  10. يقول ناصر الدين جعفر- المغرب:

    إن العرب اليوم يواجهون أكبر تحديات تهدد وجودهم ككيان اسمه ” أمة”، فقد تكالبت عليه العضات وتكالبت عليهم الأمم، كما نبأ بذلك رسولنا الكريم محمد (ص)، ” أمن قلة نحن يا رسول الله؟” قال ” بلا، بل أنتم كثر، ولكنكم غثاء كغثاء السيل”.
    منذ موجة الربيع العربي، اتخذت جامعة الدول العربية العديد من المواقف الخاطئة سواء فيما يتعلق بتدخل حلف الناتو لإسقاط نظام امعمر القذافي، وبه تحولت ليبيا إلى “دولة فاشلة”، أم بسبب الموقف من الحرب الأهلية في سوريا، ونحن هنا لا نبرأ أحدا من تحمل مسؤولياته وأخطائه القاتلة في تردي أوضاع حقوق الاسنان، و تكريس الفساد، وعدم ملائمة التعليم مع الحقل العلمي والتكنولوجي للنهوض بالأمة….. لكن هناك أولويات، عندما تصبح جامعة الدول العربية بيد مشايخ النفط، وتتخذ المواقف بما يلائم نفوذ المال، فرحمة الله على هذه الجامعة، فقد تحولت الى جسد بلا روح.
    فعاصمة العروبة والصمود دمشق، تتعرض لأعنف الموجات من قبل التكفريين، وبأموال خليجية، من فتح الباب على مصرعيه لايران كي تستأسد بدمشق غير الأخطاء العربية؟ هل نظام دمشق طائفي؟ لقد تبنى خيار العروبة والقومية، وتبنى خيار المقاومة من أجل الحفاظ والدفاع عن الحقوق العربية. هل وضع المرأة في الرياض أفضل من وضع المرأة في دمشق؟ هل العقلانية والحداثة والأفكار التقدمية في الرياض أفضل منها في دمشق؟ أم أن أموال النفط قد أعمت بصيرة الجامعة العربية؟
    لقد تعرض المشروع القومي العربي للاجهاض بسبب الأخطاء الداخلية والمؤامرات الخارجية، سواء مع جمال عبد الناصر في مصر أو مع صدام حسين في العراق.
    إن اسرائيل تفتخر أمام قادة العالم الحر أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وذلك بسبب عدم الخلط بين الدين والسياسة، فكل مؤسساتها المدنية ذات طابع علماني لائكي، من قناعة الشعب الإسرائيلي ومن قيمه الثقافية، بل ان اسرئيل تفتخر أنها تضم أزيد من مليون عربي مسلم إلى جنسيتها الاسرائيلية.
    لقد زاد تنظيم ما يسمى ب ” الدولة الإسلامية”، وعنفه الوحشي اللاإنساني من تشويه صورة العرب والمسلمين، حتى تم وضعهم في الائحة السوداء، خوفا من دينهم. فكان بالأحرى أن تنفق تلك الأموال الخليجية في العلم والمعرفة، بدلا من تأجيج الصراع بين السنة والشيعة.

1 2 3 4 5 6

إشترك في قائمتنا البريدية