نواكشوط ـ القدس العربي» متابعة: عبدالله مولود: تسلم وكلاء من الشرطة الدولية «الإنتربول» أمس من السلطات الأمنية الموريتانية، الخمسينية اللبنانية نزهة نسرين داغر المطلوبة للعدالة، وتولوا تسليمها للسلطات القضائية السنغالية، وذلك بعد أشهر من البحث والتقصي.
وتقيم نزهة داغر منذ منتصف شهر مايو/أيار الماضي في سجن النساء بالعاصمة الموريتانية نواكشوط بعد حبسها في شكوى تقدم بها ضدها رجل أعمال سنغالي مقيم في موريتانيا.
وتواجه تهما عدة في السنغال وفي موريتانيا، حيث أكد شاكون منها أنهم يطالبونها بمبالغ مالية كبيرة كانت قد احتالت عليهم بخصوصها.
وأول الشاكين في هذا المسلسل على مستوى السنغال هي السفارة المصرية في داكار التي كانت نزهة نسرين داغر تعمل فيها قبل «أن تستلف مبلغ خمسة آلاف دولار ثم تختفي عن الأنظار»، حسب ما ورد في شكوى السفارة المصرية الموجهة لوزارة الداخلية السنغالية في أيار/مايو الماضي.
وكلفت الداخلية السنغالية إدارة الشرطة في السنغال بالبحث عن نزهة نسرين لكنها لم تجد لها أثرا لكونها فرت، حسب تقرير للشرطة، إلى موريتانيا المجاورة.
وأكدت السفارة اللبنانية في داكار أنها لا تتوفر على أية معلومات عن نزهة نسرين هذه.
وحسب تقرير الشرطة السنغالية حول الموضوع فإن «نزهة نسرين ارتكبت جريمة قتل «باب مام صار» حارس منزل كانت تؤجره في داكار، خوفا من أن يدل الأمن عليها، لينضاف هذا إلى ملف يحوي قضايا كثيرة أخرى».
وتقدم رجل أعمال لبناني مقيم في السنغال للقضاء السنغالي بشكوى ضد نزهة نسرين مفادها أن «نزهة احتالت عليه وأخذت منه 350 مليون فرنك أفريقي قبل أن تختفي» وبذل اللبناني الشاكي كل الجهد للعثور عليها دون فائدة.
وكانت نزهة قد أخذت أموال اللبناني لتكثيرها لدى سحرة مختصين، حسب تحريات للشرطة السنغالية.
وتؤكد المصادر الأمنية الموريتانية «أن نزهة نسرين كانت قد فرت من السنغال في نيسان/أبريل الماضي بأوراق مزورة بمساعدة رجل أعمال سنغالي يدعى عمر غي مقيم في موريتانيا، كانت نزهة قد تعرفت عليه عبر صديق له سنغالي قاطن في داكار يسمى عبد القادر كادير.
واحتالت نزهة نسرين على عمر غي هذا، حسب أقواله، حيث استلفت منه ثلاثة ملايين وأربعمائة وعشرين مليون أوقية موريتانية (حوالى 12.000 دولار)، لإقامة مطعم لبناني راق في نواكشوط.
وأكدت نزهة أن المال سيعاد مضاعفا إلى رجل الأعمال بعد وصول أموال سيرسلها والدها من لبنان عبر الوسترن يونيون.
غير أن الأموال لم تصل وطال الانتظار، واعتذرت نزهة بأن الحرب في سوريا هي سبب تأخير التحويلات.
وسافر عمر غي إلى السنغال ليستفسر عن نزهة نسرين فاكتشف أنها حسب تصريحاته «معروفة بالنصب والاحتيال وأنها مطلوبة من طرف العدالة السنغالية»، عندها رجع إلى موريتانيا وأخبرها بأنه وجد معلومات عنها وأن عليها أن تسدد له ديونه.
هنا، حسب مصدر مقرب من الملف، تقدمت نزهة بشكوى للقضاء الموريتاني ضد رجل الأعمال عمر غي واتهمته في شكواها بأنه سرق أموالها وحليها وأساورها الذهبية.
وأبلغ عمر غي السلطات القضائية والأمنية في موريتانيا بالمعلومات التي جمعها عن نزهة نسرين في السنغال، وشهد له شهود بأن نزهة احتالت عليه وأخذت أمواله.
وأكد عمر غي «أن نزهة خطر على الأمن العام وأنه تجب متابعتها»، مما استدعى اعتقالها على ذمة التحقيق.
وفيما كان ملف التقاضي بين نزهة نسرين وعمر غي موضوعا تحت نظر القضاء الموريتاني، وصلت رسالة من الأمن السنغالي، تطالب السلطات الموريتانية بتسليم نزهة نسرين إليها لتورطها في جرائم قتل واحتيال.
وطلبت سلطات داكار من الإنتربول الدخول في الموضوع، وقبلت السلطات الموريتانية تسليم اللبنانية نزهة نسرين إلى الشرطة الدولية التي سلمتها للسلطات السنغالية أمس، حسب مصدر أمني في نواكشوط.
وستواجه نزهة نسرين مجموعة التهم الموجهة إليها أمام العدالة بعد أشهر قضتها بين السنغال وموريتانيا .