الإنقسام بين المؤسسات التعليمية السورية ينعكس سلبا في الاختبارات المعيارية في تركيا

حجم الخط
0

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: أنهى الطلاب السوريون اللاجئون في الأراضي التركية الامتحان المعياري لمرحلة الثالث الثانوي «البكالوريا» وسط الحديث عن نتائج مخيبة للآمال لمعظم الطلاب الذين قدموا امتحاناتهم المعيارية، حيث تم إجراء الفحص المعياري على أساس العمل على المنهاج الذي أقرته وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، وذلك بعد إصدار الأخيرة تعميماً يفيد أن الامتحان سيكون وفق منهاج كانت قد أقرته الحكومة وأرسلته إلى وزارة التعلـيم الوطـني التـركية لاعتمـاده.

تشتت الطلاب بين المنهاج التعليمي الليبي والمنهاج السوري

القصة تبدأ عندما أقرت الحكومة السورية المؤقتة التي تمثل المعارضة السياسية في سوريا منهاجا مختلفا عن المنهاج المعتمد سابقاً للطلاب السوريين في تركيا، حيث كان الطلاب يقدمون فحوصاتهم على أساس المنهج التعليمي الليبي، إلا أن وزارتي التربية السورية والتركية لم توافق على الاستمرار على المنهاج الليبي، لأنه سهل واستطاع عدد كبير جداً من الطلاب تجاوز الامتحانات دون أي صعوبة تذكر، وتم إقرار منهاج وزارة التربية لدى النظام، مع إزالة كل ما يتعلق بالمواد القومية والفقرات المتعلقة بالنظام السوري، وتم الاتفاق على اعتماده في منتصف العام الدراسي الحالي مما شكّل عقبة واضحة امام الطلبة.

خلافات الهيئات التدريسية السورية على المنهاج المعتمد

الهيئة السورية للتربية والتعليم «هيئة علم» إحدى الهيئات التدريسية التعليمية المستقلة والمختصة بتعليم الطلاب السوريين اعتمدت بتدريسها المنهاج الليبي، وعند إقرار الحكومة السورية المؤقتة المنهاج السوري رفضت هيئة علم الامتثال لقرار الحكومة، وراسلت وزارة التعليم الوطني التركية لإقرار المنهاج التعليمي الليبي على أنه منهاج رسمي، ووضعت الوزارة التركية نفسها بين طلبين متناقضين حيث لدى الجهتين طلاب يبلغ عددهم بالمئات.
بعد التضارب الذي حصل قررت الوزارة التركية للتعليم إدراج الأسئلة من المنهاجين لتحقق أكبر قدر من التكافؤ، لكن أقدمت على هذه الخطوة دون إبلاغ أي جهة تعليمية سورية، مما أدى إلى تذمر معظم الطلاب من أسئلة خارج المنهاج المقرر من قبل الحكومة السورية المؤقتة، ونتج عن ذلك صدمة كبيرة للطلاب والطالبات الذين حمّلو االحكومة السورية المؤقتة مسؤولية ما حصل.

طلاب يروون قصتهم ويحذرون من ضياع عام دراسي كامل

قال الطالب علي الحميدي لـ «القدس العربي»، «ذهبنا إلى الامتحان وكانت الأسئلة صادمة وظننت أنها صعبة ومعقدة في البداية، لكن عندما لم أستطع أن أجيب إلا عن الأسئلة الأدبية العامة مع أني قمت بالتحضير للفرع العـلمي، أيـقنت بـأن خطـأ ما حصـل أو تضـارب، وقمـت بتسليم ورقة إجابتي التي لم يتجاوز 40% منها أجوبة صحيحة، وخرجت لأجد معظم الطلاب كان تقديمهم سيئا اوغير موفق، وحالما بدأ الطلاب والمدرسـون بالاسـتنتاج ان الأسـئلة كـانت عامة ومـن المنهـجين ولم تعـتمد علـى أي منـهاج محـدد، وهذا انعكس سلباً على صحة إجاباتنا على الأسئلة ونحن الآن مهددون بهدر عام دراسي كامل بعد الدراسة والتحضير في ظل ظروف اللجوء والنزوح والضغط النفسي الصعب».

مطالبات بتدارك ما حصل مع الطلبة

ومن جـهته طالب عشـرات الطـلبة السـوريون أن يتم تدارك الخطأ او إعـادة الفـحص وـفق منـهاج محدد، أو التساهل بالسلالم التصحيحية، ووجه الطلاب اللوم والمسؤولية لكافة الجهات التعليمية السورية والتركية، حيث وصل الانقسام بين هيئات المعارضة إلى المجال التعليمي، والذي بدوره انـعكس بشكل مباشر على الشباب السوريين الراغبين بإكمـال تعليمهم، وبناء مستقبل لهم بعـيداً عن أحـداث الحرب الدائرة، ولكنها أبت هذه الحرب بانقساماتها بـين الطرف الواحد ان تلحقهم إلى أبسط حقوقهم.

ياسين رائد الحلبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية