«الاتجاه المعاكس» بين الغزو بالترغيب و«سوق المتعة»… ويعقوب شاهين عربي أم سرياني أم فلسطيني؟

قلبي عليك أيها العربي، فحيثما وليت وجهك، تلاحقك لعنة الإرهاب، لتغدو كالطريدة التي تخوض حروبها بأقدامها لا بسيوفها، ورغم أنك عابر للقارات، كلاجئ لا كسندباد، إلا أنك كالمرأة المعلقة، لا متزوجة ولا مطلقة، قدرك في الدنيا والآخرة يقع بين صراطين: الحدود والأعراف، فعروبتك كتاب يسارك يلقي بك في قعر الجحيم، وهويتك الطائفية كتاب يمينك، الذي يقذف بك في أتون جنات ملغومة، فهل ستنحاز إلى سمائك أم إلى أرضك؟

خوذات دببة في سوق فوانيس!!

الدكتورة ثريا الفرا، ضيفة «الاتجاه المعاكس» لهذا الثلاثاء، اختصرت المشهد برمته، وهي ترفض مقارنة الموقف الروسي بالموقف الأمريكي في حرب العراق، وتعترض على اعتبار التدخل الروسي غزوا، متذرعة باتفاقية الحماية التي تمت بناء على طلب سوري، وبالخسائر التي تكبدتها روسيا من أجل التزامها الأخلاقي، وبطرح الدستور – بصيغته الروسية – على سبيل الاستئناس! فهل تحولت سوريا يا دكتوة إلى «سوق للمتعة»، تتبادل فيه السعادين التحية على طريقة «الدفع» أم على طريقة فوانيس المناحيس؟ وفهمك كفاية أيها المشاهد؟
أعرف أن دمك فار، وشتائمك اللذيذة «تكرج» فوق لسانك، ودمعك كحميم كظيم يغلي من قهرك على عروبتك، لأنك (كالحرة، غيرتها بكا، وليست زنا كغيرة بنات الهوى)، خاصة وأنت تتذكر كيف ارتعدت فرائص الموسكويين الجدد لما لجأت الكويت لأمريكا باتفاقية حماية، عابوها عليها واستعروا من استعانتها بالأجنبي واستدراجها للغزاة كحماة، ولم يتهاونوا بنشر صكوك التخوين واللعنة على شعب الكويت وطرده من حظيرة العروبة، فلماذا يسمحون الآن لأنفسهم ما لم يبيحوه لأشقائهم، ويحاربوننا عندما نكيل بالمكيال ذاته؟ أم أنها حلال على ابن حافظ حرام على ابن الصباح؟!
إن كانت روسيا تتكبد خسائر هائلة مقابل انتشار متواضع لقواتها، حسب «الضيفة الفرا»، مما يشرعن حصتها من غنائم الغاز والنفط، فلماذا نعترض على أمريكا الآن، وهي ترتدي خوذة الدب الروسي في معركة الشيكات البيضاء؟
ثم إن كانت أخلاق الالتزام بالعهود تستدعي القتل اللاأخلاقي والتدمير الهمجي للبيئة والتاريخ والجغرافيا والإنسان، بحجة الثمن الباهظ لكل الحروب، فهذا يعني أن الصهاينة بهذا المفهوم ليسوا أعداء للأمة، وأن الأمريكان مخلصون لا محتلون!
أما أن يُطرح الدستور للاستئناس، فهذه طامة الإيناس! لأن الترغيب بالغزو يفوق جرائمية الترهيب منه، والأبلى مباركة عداوة الروس للإسلام، والقبول بتعديل موازين القوى على حساب الاعتبارات الأخلاقية والعروبية، والنتيجة حصيلة الغزوين: مناطق آمنة… وهو التعبير المحتشم للتقسيم الطائفي… ولا عزاء للعروبة أمكم، ثم أمكم، يا ويحكم!

يعقوب سرياني أم فلسطيني؟

إنه كوكب الدسائس، وعبيد الطوائف، الذين يتكومون كالصديد في دمامل الكترونية، تنشطر كقنابل عنقودية، تتفرقع بين من ثقلت أو خفت موازينه الفضائية: كميزان الحرارة، وميزان التجارة، وميزان العدل وميزان يوم الفصل!
إنه انزلاق الكتروني أعرج نحو حفر الانهدام العنصرية، التي تتغذى على حروب الردة الوطنية والدسائس القبلية، لتثير النعرات الطائفية حين تتأرجح بين فلسطينية المتسابق «يعقوب شاهين» وبين سريانيته، فكيف نحارب دولة الاحتلال لأنها كيان عنصري، يراوح بين ثقافة الوعود الدينية والسياسية، في إنشاء وطن قومي لليهود، بما يخالف كل الأعراف القانونية والتارخية والعرقية لفكرة الوطن، في الوقت ذاته، الذي نرتكب فيه الخطيئة نفسها، ونحن نقيم برزخا طائفيا، أو جدارا عزلويا «أبارتهايد» بين الديانات، في ترسيخ مكين للكيانات العنصرية، ونتخذ من الاختلاف وسيلة للتفرقة بدل أن تكون عروة وثقى تلتحم بها الطوائف على اختلافها، جهلا منا أن السريانية – مع كامل الاحترام لها – لم تكن أبدا مجتمعا قوميا بمفهوم الدولة، وما تم ترجمته من النصوص اليونانية القديمة، لا يتعدى كونه نقلا محرفا لمفاهيم خاطئة، تُوَرّث كشيفرة جينية مشوهة، تتماهى مع الأسلوب الإيراني، الصهيوني، بمحاربة العروبة، وطيفنتها، من خلال تكنيك دسائسي على طريقة سمكة الصحراء أو دودة «السقنقور»، التي تعيش بلا جحور، وتندس في الرمال لتمارس هوايتها الأخطر: اللعب بالغرائز وإثارة الشهوات، لتغدو البديل الوحيد للحبة الزرقاء في المجتمعات البدائية، أو التي في طور الانقراض! فهل تخاف على عروبتك أم على فلسطينيتك أم على سريانيتك يا يعقوب؟ أم كونك عربيا، لن يضطرك للتنازل عن دينك، ما دامت فلسطينك هي بيت السماء!

كفوري أفلاطون «آيدول»!

يلتقي وائل كفوري مع أفلاطون وصاحب «العقد الفريد»، بتعاطيه الجاد مع الموسيقى كمكرمة أخلاقية تروض الروح وتصقل الذهن، بأداء راق وحضور لا مبتذل، لا ينجرف به إلى الملهاة الفضائية التي ظَلَمتْ «أحلام» بإجراءات إدارية تعسفية حدَّتْ من تفاعلها مع المتسابقين العرب، حسب انتماءاتهم الوطنية، ولكنها سرعان ما استعادتْ توازنها بثقافتها الموسيقية الخصبة، واعتذارها حين تدرك خطر مبالغتها في التقييم أو احترام التعسف، لأن الانحياز للعروبة لا يمكن أبدا أن يقلل من شأن الانحياز للفن، بينما تظل نانسي عالقة بين الانشغال بالتهكم والمماحكة من جهة، والتملق والنفاق من جهة ثانية، ما يفقدها براءة وصدق الأداء، الذي أثبت جدارته في «ذا فويس كيدز»، على مستوى جماهيري عريض، وأخل بتمكنها، والتزامها بأدبيات التوازن، ليبدو حضورها مملا وثقيلا، لم يُضف ألقا ولم يختطف بريقا، ولست تدري كيف يصر البرنامج على التمسك بهذا العبء بينما يمكنه التخفيف من وزنه الثقيل بمن يتمتعن بخفة مهنية لأداء المهمة، ويملأن بجدارتهن مقعدا يشغره الفراغ، خصوصا وأن للمغرب العربي الأولوية، لموازنة الكفات الفضائية بين: المشرق والمغرب.. بانتظار نخلة سمراء من جنة الخضراء، كي توقف هذا الدمار!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

«الاتجاه المعاكس» بين الغزو بالترغيب و«سوق المتعة»… ويعقوب شاهين عربي أم سرياني أم فلسطيني؟

لينا أبو بكر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عزالدين يحيا الشوى:

    . الآشوريون كان لهم حضارة دامت آلاف السنين حتى سنة ٦١٢ قبل الميلاد. أهل تعلمين ان ابونا ابراهيم كان يتكلم السريانية وهل تعلمين بان عدد السريان/ الآشوريون كان حتى قبل عشرين عاما في العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين اكثر من خمس ملايين وبسبب البعض لمن لم يقبل الاخر بقي منهم اقل من النصف. أليس تعريب السرياني /الاشوري او الكردي عمل عنصري ؟
    أليس السريان/ الآشوريون هم من ترجم ونقل كل علوم الطب والفلك للعرب العباسيين والأمويين ؟. الم تكن بلاد الرافدين كلها للسريان/ الاشوريين؟ .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية