حين يسمّي أحد الكتّاب الحاكمَ الطاغية بطلاً وطنياً ونظام حكمه نظاماً ضرورياً لضمان الاستقرار والأمن. وعندما يستلّ ذلك الكاتب قلمه كالبندقية الرشاشة كي يطلق النار على عناصر المعارضة مستعدياً السلطات عليهم متهماً إياهم بالعمالة للأجنبي دون قناعة حقيقية، حين نقرأ كتابات من هذا النوع فماذا نسميها؟
أقول هذا بسبب كثرة ما قرأت وأقرأ من سجالات بين أطراف متنازعة من الكتّاب هنا وهناك حول ما ينزل بالوطن العربي من أهوال، وبين هؤلاء كتّاب لا شبهة تطال سمعتهم، ولا شك في رفعة مستواهم الفكري كيف نميز بين الكاتب النفعيّ المرتزق والكاتب المبدئيّ المخلص؟ ومن هم باختصار الكتّاب المرتزقة، أو متى تكون الكتابة مدانةً فعلاً بجُرمْ النفاق والاحتيال والتزوير؟
يبدو من الصعب في مجال الكتابة التمييز بين الكتابة المبدئية والأخرى المرتزقة، ولهذا لا بد من استخدام معايير معينة في محاكمة هذه الكتابات المشبوهة، وصولاً إلى فرزٍ سليم لها دون أن نظلم أحداً من أصحابها وهي معايير كثيرة معقدة نختصرها في ما يلي:
أولا: افتراض حسن النيّة لدى الكاتب حتى يثبت عكس ذلك، من خلال إخضاع الكاتب للاختبار على جهاز اكتشاف الكذب، وهو جهاز معمول به في معظم بلدان العالم المتقدم بعد التأكد من أنه كاتب غير مدعوم من جهةٍ تساعده على اجتياز الإختبار بنجاح.
ثانيا: فحص حالة الكاتب المادية من أن رصيده المالي في المصارف المحلية والأجنبية على وجه التخصيص ناجم عن إرث عائلي أو جائزة كبرى في اليانصيب أو استثمارات قانونية رابحة بالحلال، للتأكد من أنها أموال نظيفة.
ثالثا: اختبار قدرات الكاتب اللغوية والفكرية في امتحان خاص بمستوى البكالوريا على الأقل.
رابعا: مطالبة الكاتب بتقديم وثائق سليمة مثبت صحّة كلامه بالوقائع والأرقام التي يذكرها.
وغيرها من الاختبارات والمعايير فإذا لم يتح لنا تطبيقها على الكاتب فمن الممكن الاكتفاء بإجراء مختص آخر وهو مطالبته بأن يقسم بأنه صادق، على الكتاب المقدّس الذي يؤمن به، فإذا لم يكن مؤمناً بأي كتاب مقدس فليقسم بشرفه، وإذا لم يكن له شرف يُعتدّ به فلا حلّ للمشكلة إلا بالامتناع عن قراءة الصحف المحلية ومشاهدة وسماع نشرات الأخبار المرئية والمسموعة لأمد يجب ألاّ يقلّ عن أسبوعين حتى يرتاح دماغنا من كوابيس الأكاذيب، ولكي يستردّ الواحد منا صفاء ذهنه كي يستطيع الحكم على الكاتب المرتزق بأنه مرتزق بالفعل، وإلا فإن مصيرنا آيل إلى أن نرضى بالواقع مهما كان وننتقل بالتالي درجةً درجة نحو الاقتناع بالكاتب أياً كانت كتاباته والدفاع عنه كي نغدو بدورنا مشبوهين أننا من المرتزقة دون أن ندري.
نقول كل هذا لأن ذلك الالتباس قد حصل فعلاً مع أحد الكتّاب، إذا رضي أن يخضع لجميع التحقيقات الواجب إجراؤها بشأنه في بلدٍ محايد ونجح فيها جميعاً، مع أن جميع الذين يعرفونه جيداً أكدوا أن ثروته متواضعة من زمان مع أن أرصدته المالية في عدد المصارف المحلية والأجنبية تؤكد عكس ذلك، وعلى الرغم من أن هذا الكاتب مشكوك ـ كما هو معروف عنه ـ بصدقه في أحاديثه المتنوعة، كما أنه أقسم على القرآن والإنجيل والتوراة بأنه رجل شريف من دون أن يرف له جفن، فما العمل إذن لاكتشاف حقيقة مثل هذا الكاتب وقد تكاثر أمثاله، كما يبدو حتى صار الواحد منّا يشك بنفسه، أم أن الكذب والصدق قد تساويا في هذا الزمان العجيب؟
٭ شاعر سوري
شوقي بغدادي
أسـتاذ بـغدادي / أطال الله عمرك، لـقد أتيت بواقع مرير تعيشه أمتنا العربية يوم أصبح الارتزاق وجمع الثروة من اقلام تحترف الكذب والنفاق معا، إذ بطبيعة الأشياء التي نراها في عالمنا الغريب هذا ان يمارس من يسمي نفسه ،، كاتب ،، في نفس الوقت يزيد علي هذا اللفظ ،، نفـــــاق ،، إن اجتمع الكذب والنفاق ذلك هو الضلال المبين كما سماه القرآن الكريم، صفة الكاتب الكاذب تنعدم فيه خصلة الحياء حتي لو انكشف امره لــدي عامة الناس عموما والقراء خصوصا انتقل من صفة الكاذب إلي صفـة ،، الكـــذاب ،،يصــير الكذب ملازما له الملازمة اليومية يصبح ويمسي عليه يعتبره الشجاعة والشطارة واللعب بعقول الناس، تلك مزية عنده أنه التفوق الفكري مكنه من درجة سفلي منحطة إلي ثانيها أرقي وأعلي يحسب له الحساب، هو ذا تفكيره وتخمينه لن تستطيع إصلاحه رده أو توبــته علي الإطلاق، كثيرا ما التقينا وعايشناأمثال هؤلاء، لاتعجب أستاذ بغــــدادي ولا تنـدهش، منهـم وبهتذه الطرق العمياء من بلغوا الدرجة العالية في المسؤوليات الرفيعة، منهم من وصل درجة وزيـرمنهم النائب البرلماني وقـد اختصروا الطريق بوصولهم إلي مبتغاهم ومناصبهم العليا عن طريق التزييف والتحريف والتزوير وقلب حقائق الأموروالغاية عندهم تبرر الوسيلة كما يقال، لازلت اذكر حتي الآن وهي مجرد عــينة عشتها بنفسي، شخص يمكنك أن تصنفه في جملة أميين تعوزهم القراءة والكتابة، التحق بصفوف محو الأمية مازال يتعثرتعثر المبتدئ في جمع الحروف والنطق بــها، يطول الحال بنا إن سردنا الخطوات التي قطعها مترددا علي وزارة بعد أخري وبأوراق مزيفة قدمها توصل إلي حصوله علي ضابط في جيش التحريرأولا وبفضل هذه الرتبة التي لها قيمتها ووزنها في الأوساط الحكومية وغير الحكومية تم تعيينه مفتشا للغة العربية في أروبا مازال كذلك حتي انقطعت أخباره وتوقف مجيئه ؟ ليضرب مثلا عاليا فيما هو غرابة وتكون الغرابة فيــــــــــــه .