إسطنبول ـ «القدس العربي»: تصدرت القضايا الاقتصادية مباحثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزرائه مع كبار المسؤولين الكويتيين في الزيارة التي استمرت ليومين للعاصمة الكويت، وتناولت آخر التطورات الإقليمية لا سيما الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن وسوريا والعراق.
وتسعى تركيا لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج العربي، ورفع مستوى التبادل التجاري للاستمرار في تحقيق رؤيتها الاقتصادية للبلاد وتعويض الخسائر التي تعرض لها الاقتصاد التركي نتيجة الحروب التي شهدتها المنطقة لا سيما في سوريا والعراق.
وقال أردوغان، الذي اختتم زيارته للكويت ظهر الثلاثاء، إن بلاده تسعى إلى زيادة حجم التبادل التجاري مع الكويت إلى مليار دولار في عام 2016 مؤكدا أن دولة الكويت بوابة الخليج وتمثل أهم الشراكات الاقتصادية والاستثمارية في المنطقة. وأضاف في كلمته خلال اجتماع رجال الأعمال الأتراك ورجال الأعمال الكويتيين في قصر بيان بالكويت، إن حجم التبادل التجاري بين الكويت وتركيا بلغ 569 مليون دولار في عام 2014، مشيراً إلى أنه «تم طرح التبادل الحر بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ونحن الآن بانتظار إنشائه وإنجازه وإذا تحقق هذا التعاون سنحقق قفزة في حجم التبادل التجاري بيننا وبين دول مجلس التعاون وسنرى أرقاماً ونتائج مثمرة».
ورفضت مصر تجديد اتفاقية «الرور» التي تنتهي الشهر الجاري، والتي كانت تركيا تنقل بموجبها صادراتها إلى دول الخليج عبر الأراضي المصرية، وذلك بسبب تصاعد الخلافات السياسية بين البلدين على خلفية توجيه انقرة انتقادات متتالية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
لكن مسؤولين أتراكا قالوا إن بلادهم تسعى لإيجاد بدائل لإيصال بضائعها إلى دول الخليج، مشيرين إلى أن الموانئ الإيرانية تعتبر إحدى الخيارات.
وأوضح اردوغان أن حجم الاستثمارات الخليجية تبلغ نحو ملياري دولار «لكن ذلك دون المستوى المطلوب لان تركيا تقدم استثمارات هائلة» مبينا ان الاقتصاد التركي خلال 12 سنة الماضية حقق زيادة لافتة في ظل الازمة المالية العالمية، مشيراً إلى قدرة تركيا وبشهادة من الدول المتقدمة على تحقيق نمو بمعدل 3 في المئة، قائلاً إن بلاده انتهجت سياسة ناجحة للسيطرة على الوضع المالي حيث قامت بمشاريع عدة منها انشاء مطار دولي يستوعب 150 مليون مسافر وتدشين الجسر الثالث على البوسفور إلى جانب مشاريع كبرى اخرى مثل نفق تحت البحر.
والتقى أردوغان عددا كبيرا من رجال الأعمال الكويتيين، على مأدبة الإفطار، في الخيمة الأميرية في «قصر البيان»، واجتمع عقب اللقاء بالمدير التنفيذي لبيت التمويل الكويتي «حامد المرزوق»، ورئيس إدارة الاستثمار الكويتي «بدر محمد السعد»، في الزيارة التي يرافقه فيها وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، ووزير الاقتصاد «نهاد زيبكجي»، ووزير الدفاع «عصمت يلماز».
ودعا رجال الأعمال الكويتيين إلى الاستفادة من فرص الاستثمار المتنوعة في بلاده قائلا ان «الكويت بوابة الخليج ويجب تعزيز شراكتنا معها»، لافتاً إلى أن الكويت تعتبر من اوائل الدول في الاستثمار العقاري في تركيا، وأن هناك فرصا لرجال الاعمال الكويتيين في مجالات اخرى منها الزراعة والصحة موضحا أن بلاده بصدد بناء مستشفيات كبيرة ومدن صحية.
ودعا أردوغان إلى الاستثمار المشترك مع الكويت في مجال الصناعات الدفاعية، وأضاف «اننا نراقب عن كثب مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية الكويتية» قائلا إن الكويت تحقق نموا كبيرا وتتجه لتصبح مركزا ماليا وتجاريا. من جانبه، أكد وزير المالية الكويتي أنس الصالح نمو وتطور العلاقات التجارية بين الكويت وتركيا لاسيما في السنوات الاخيرة مبينا حرص البلدين على توثيق العلاقات الثنائية بالعديد من المجالات.
وقال في تصريح لوكالة الانباء الكويتية: «ان زيارة الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان مع القطاع الخاص التركي يعمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين».
وأضاف الصالح ان «هناك لقاءات ثنائية للقطاع الخاص بين الجانبين عقدت لبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لخدمة مصالح البلدين وتبادل الخبرات الاقتصادية فيما بينهما».
ورأى الصالح أن «هناك مساحة واسعة لتنمية العلاقات مع تركيا مؤكدا اهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين لدعم المشاريع التنموية باشراك القطاع الخاص بها». مشيراً إلى وجود فرص كبيرة لنمو وتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات الاقتصادية «لاسيما وان تركيا تمتلك امكانيات ومقومات جاذبة للمستثمرين الكويتيين لقطاعات الاقتصاد المختلفة خصوصا في قطاع الانشاءات والمقاولات والعقار».
وعقدت صباحاً جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين التركي والكويتي، في قصر بيان بمحافظة حولي جنوب الكويت، حيث ترأس الجانب الكويتي فيها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والجانب التركي الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال نائب وزير شؤون الديوان الأميري بالكويت، الشيخ علي جراح الصباح في تصريح صحافي إن المباحثات «تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وتوسيع أطر التعاون بين دولة الكويت وجمهورية تركيا الصديقة بما يخدم مصالحهما المشتركة وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وأضاف أنه «ساد المباحثات جو ودي عكس روح التفاهم والصداقة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين البلدين في خطوة تجسد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات كافة».
إسماعيل جمال
حمى الله الكويت واميرها وشعبها من شر هذا الرجل التركي