الانقلابيون يرمون بآخر سهامهم والولايات المتحدة تدخل على خط المواجهة: اليمن يتجه نحو المجهول والتحالف لم يحسم المعركة

حجم الخط
2

تعز ـ «القدس العربي»:ذكرت مصادر سياسية أن مؤشرات قوية بدأت تتصاعد حول دخول اليمن نحو المجهول مع عجز قوات التحالف العربي والقوات الحكومية اليمنية عن حسم المعركة عسكريا خلال أكثر من عامين ضد الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، وزاد من تعقيد القضية دخول القوات الأمريكية مؤخرا على الخط وإن كانت بطريقة غير مباشرة.
وقالت لـ«القدس العربي» ان «اليمن يتجه نحو المجهول بكل المقاييس، جبهات مفتوحة وغير محسومة في كل المناطق، ترحيل الأزمات وإرجاء عمليات الحسم لأجل غير مسمى، لأسباب ليست عسكرية ولكن لأسباب سياسية، الانقلابيون يعيدون ترتيب أوضاعهم مع كل منعطف جديد، وقوات التحالف تعاني عدم انسجام وكل طرف يعمل بإجندة خاصة به، ربما تتناقض مع توجهات الآخرين».
وأوضحت أن «كل هذه المعوقات مجتمعة أو متفرقة تقف حجرة عثرة أمام محاولات حسم الأمور في اليمن، وتساعدها في ذلك أيضا عدم وحدة الجبهة الداخلية لدى السلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث تتجاذبها تيارات غير متجانسة في الجنوب، وقوى متناحرة في الشمال، ولم يستطع هادي تجميع القوى حوله لتحقيق الهدف القريب والبعيد وهو استعادة السلطة الشرعية والقضاء على الانقلاب المسلح الذي تتزعمه جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح».
وأشاروا إلى أن «مشكلة الرئيس هادي انه يكرر الأخطاء بشكل مستمر، منذ تسلمه للسلطة في شباط/فبراير 2012، بعدم القدرة على قراءة الواقع بشكل حصيف، حيث يحجّم القوى المتعاونة معه والتي تشاركه الهمّ والهدف نفسه، لإرضاء بعض الأطراف الخارجية، ويجد نفسه في الأخير مكشوفا ووحيدا في الساحة بل ولقمة سائغة يلتهمه أضعف طرف، وهو ما كان سببا رئيسيا في تسهيل مهمة الانقلاب عليه من قبل الحوثيين وصالح في 2014».
وأضافت ان «الرئيس هادي يكرر اليوم الأخطاء نفسها التي ارتكبها عندما كان في أوج سلطته بالعاصمة صنعاء، حتى وجد نفسه مؤخرا مكشوفا أمام قوات محسوبة عليه تعمل ضده وضد توجهات سلطته التي يطمح من خلالها الى إنهاء الانقلاب، ووصل الحال إلى أن تستخدم هذه القوات ما بأيديها من أسلحة ثقيلة ضد قوات موالية له».
وكانت مصادر عديدة تحدثت عن صراع عميق بين قوات تابعة للرئيس هادي وقوات موالية لقوات الإمارات العربية المتحدة المتواجدة في عدن وبقية محافظات الجنوب، «والتي تعمل بشكل واضح ضد توجهات وأهداف قوات التحالف العربي، ربما لإجندة خاصة، تتكشف يوما بعد يوم». وأرجعت أسباب تأخر عمليات الحسم في أغلب الجبهات في تعز وفي الساحل الغربي وفي محافظات شبوه ومأرب وغيرها لـ«قبضتها الحديدية» على القرار العسكري ورغبتها في إبقاء الأمور معلقة بدون حسم لأسباب غير معروفة، حسب هذه المصادر.
وذكرت مصادر سياسية أن تأخر عملية الحسم العسكري في اليمن لأكثر من عامين أسفر عن تحركات دولية ليست لصالح الحكومة الشرعية، عبر مشاريع تعزز الوضع الانقلابي وتقدمه بديلا عن السلطة المنتخبة، وهو ما يظهر جليا من خلال مشاريع الحل الغربية أو خريطة الطريق التي قدمتها الأمم المتحدة أو مبادرة وزير الخارجية السابق جون كيري.

منعطفات خطيرة

وأشارت إلى أن «الأخطر من ذلك تدخل القوات الأمريكية في اليمن بشكل مريب عبر الإنزال الجوي الذي حصل في كانون الأول/يناير في محافظة البيضاء أو الغارات الجوية التي حصلت قبل يومين في محافظات أبين وشبوه والبيضاء وغيرها والتي تجاوزت عمليات الطائرات بدون طيار (دورنز) لممارسة عمليات عسكرية مباشرة في عمق الأراضي اليمنية، لأهداف ظاهرها الحرب ضد عناصر القاعدة، وباطنها ممارسة تدخل عسكري قد ينكشف النقاب عنه لاحقا».
وذكرت أنه «لا يستبعد أن يكون الهدف من هذه العمليات توفير غطاء جوي للقوات الانقلابية التابعة للحوثي وصالح، بمبرر محاربة القاعدة بينما ضرباتها تتجه نحو صدور القوات الحكومية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كما حصل في غاراتها نهاية العام 2014 التي استخدمت طائرات الدورنز كغطاء جوي لتقدم ميليشيا الحوثي في المناطق القبلية في محافظة البيضاء، حيث حاولت القبائل هناك الوقوف أمام الاجتياح الحوثي لمناطقهم القبلية».
وفي المقابل أظهر الخطاب الأخير للرئيس السابق علي صالح أنه رمى بآخر سهامه ضد خصومه السياسيين، بعد أن «استنفد كافة طاقاته العسكرية والأمنية والسياسية والدبلوماسية وظهر فيه بمظهر العاجز الذي أنهكته الحرب واستهلكت كافة مخزونه من التكتيكات التي كان يجيدها في مختلف منعطفات حياته».
وان كان خطاب صالح يعبر عن الحالة الانهزامية التي وصلت إليها الجبهة الانقلابية التي يمثل صالح واجهتها الرئيسية كحليف أساسي للانقلابيين الحوثيين، إلا أن نتائج العملية الانقلابية التي قد لا يحالفها الحظ في السيطرة على زمام الأمور ولو على الأمد البعيد، لا شك ان الشعب اليمني هو من يدفع الثمن حاليا وسيدفعه مستقبلا في كل الأحوال، والذي أصبح اليمن يتجه نحو منعطفات خطيرة كل يوم، فيما المنظمات الدولية نقف متفرجة وتستعد للقادم الأسوأ.

الانقلابيون يرمون بآخر سهامهم والولايات المتحدة تدخل على خط المواجهة: اليمن يتجه نحو المجهول والتحالف لم يحسم المعركة

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فلاح عبدالمهدي:

    نعم مع الاسف وضع اليمن يتجه نحو المجهول ، فعليه نناشد جميع ابناء اليمن الغيارى الانتباه و العمل على وضع حد للاقتتال بينهم و عليهم ان يعلموا بان الاعداء و الذين يوصفون بالاصدقاء يريدون تضعيف الامه العربيه و بكل الوسايل تشجيعهم على اقتتال بعضهم لبعضهم و اعلموا ان استراجيتهم هي انتصار العرب في المعارك بعضهم على بعض و بالمحصله يصبح العرب ضعفاء بشريا و ماديا و قلوبهم مملوه بالحقد على بعضهم لذلك نرجوا بكل صدق و اخلاص من الاخوه المتصارعين اولا” في اليمن و من الاشقاء العرب الغيارى و من حكمائهم ثانيا” ، العمل بسرعه على وضع حد للاقتتال مهما كلف الامر و بذل الجهد و التفكر بعمق و بقدر من الغيره و الا سوف يخرج الموضوع من ايديهم و يصبح الحل تتحكم فيه دول لا تريد للعرب الخير و المثل الابرز على ذلك هو سوريا الدمار ، اللهم اصرف عنا المحن و الفتن ما ظهر منها و ما بطن و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

  2. يقول بوسعيد:

    نعم هادي منصور شخصيتة ضعيفة وهو رئيس؟توافقي مع صالح او الحوثي او الاحمر هادي لدية شراكات اقتصادية مع ايران والحوثي وصالح هو يعتقد انة بدون امريكا ضعيف غير واثق من نفسة همة راتبة وشركاتة الخاصة ومنصبة خذل الامارات والتحالف موقف الامارات كان مشرف وفي قمة الشهامة والعقل بينما هو في قمة الغباء ومع الاعداء هادي الاحمر وهادي هم
    رئساء الحكومة يتخذون قرارات جوهرية لتحييد الامارات لمصالح هادي والاحمر بسرقة الجنوب وبعد الانتصار الاحمر وهادي سيطردون الاماراتيين باسلوب مهين هادي قبيلة دحباشية من سلاطين تعز اتى مع احتلال تركيا لمنطقة ابين عام 1839م بالتعاون مع الانجليز

إشترك في قائمتنا البريدية