البرلمان التركي الجديد يعقد أولى جلساته وانتخاب رئيسه سيؤشر على شكل الائتلاف الحكومي المقبل

حجم الخط
3

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تتواصل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء مراسم أداء اليمين الدستورية لنواب البرلمان التركي الجديد الـ550 الذين أفرزتهم انتخابات السابع من يونيو/حزيران الجاري، في خطوة تمهد للبدء بإجراءات انتخابات رئيس البرلمان خلال الأيام المقبلة، التي ستعطي بدورها مؤشرات قوية لشكل التحالفات المقبلة بين حزب والعدالة والتنمية والمعارضة لتشكيل ائتلاف حكومي.
وحضر الجلسة الافتتاحية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال زعيم حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو، وزعماء أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاث.
وسلم رئيس البرلمان جميل جيجك، رئاسة البرلمان إلى النائب عن حزب الشعب الجمهوري، دنيز بايقال، بإعتباره أكبر النواب سنا، ريثما يتم انتخاب رئيس جديد للدورة التشريعية الخامسة والعشرين، في حين بدأت ترشح أسماء مرشحي الكتل البرلمانية لانتخابات رئاسة البرلمان المقرر أن تحسم خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويمتلك حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد من 13 عاماً 258 مقعدًا من أصل 550 عدد مقاعد البرلمان، فيما يمتلك حزب الشعب الجمهوري 132 مقعدًا، وحزب الحركة القومية 80 مقعدًا، وحزب الشعوب الديمقراطي 80 مقعدًا.

المعارضة تتجاهل أردوغان

وفي خطوة لافتة، تجاهل جميع نواب حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة والحركة القومية والشعوب الديمقراطي الكردي الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء دخوله لقاعة البرلمان،ممتنعين عن القيام من مقاعدهم أو التصفيق له على غرار ما قام به نواب حزب العدالة والتنمية الذي كان أردوغان يتزعمه طوال السنوات الماضية.
وفي سياق آخر، أظهرت مقاطع فيديو تجاهل نواب حزب الشعوب الديمقراطي ـ غالبة أعضائه من الأكراد- للسلام الوطني التركي الذي عزف في بداية جلسة البرلمان، وامتنع النواب الأكراد الذين نجحوا في الدخول للبرلمان لأول مرة في تاريخهم كحزب سياسي عن ترديد كلمات السلام الوطني للجمهورية.

انتخاب رئيس البرلمان

بدأ تقديم الطلبات للترشّح لمنصب الرئيس الجديد للبرلمان اعتباراً من يوم الثلاثاء وحتّى 27 حزيران الجاري، لتتم في 28 يونيو/حزيران الجولة الأولى من الانتخابات. حيث يحتاج الأعضاء المرشحون لرئاسة البرلمان خلال الجولتين الأولى والثانية، للحصول على 367 صوت من مجموع الأصوات البالغ عددهم 550، كي يستطيع المرشح الظفر بالمنصب.
وفي حال عدم قدرة أيِ من المرشحين الحصول على هذا العدد من الأصوات، فإنّ رئاسة البرلمان المؤقتة تفتح المجال للجولة الثالثة من أجل اختيار الرئيس الجديد، حيث يتطلّب من المرشحين الحصول على 276 صوتاً من أجل الفوز برئاسة البرلمان.
وإذا لم يتمكّن أحد من المرشحين الحصول على هذا القدر من الأصوات، فإنّ رئاسة البرلمان تختار المرشحين الأول والثاني الحاصلين على أكبر قدر من الأصوات ليخوضا المرحلة الرابعة، حيث يتمّ اختيار المرشح الذي حصل على أكبر نسبة من الأصوات خلال هذه الجولة.
وبناء على نتائج الانتخابات فإنّ رئاسة البرلمان تكون أقرب لحزب العدالة والتنمية خلال الجولة الثالثة، وذلك في حال عدم قدرة الأحزاب على الاتفاق حول مرشّح معيّن.
وفي الوقت الذي أكدت وسائل إعلام تركية أن حزب الشعب الجمهوري أكبر أعضاء البرلمان سناً دينيز بايكال للمنافسة على منصب رئاسة البرلمان، قالت هذه الوسائل إن إدارة حزب العدالة والتنمية تعتزم ترشيح واحد من 3 أسماء وهم (عائشة نور باهجي كابي ونابي أوجي ومصطفى شنطوب)، في حين يعتزم حزب الحركة القومية ترشيح واحد من النواب (أكمل الدين إحسان أوغلو، مراد باش أسكي أوغلو، روهسار ديميرال) بينما سيكون مرشح حزب الشعوب الديمقراطية واحدًا من الأعضاء (ليلى زانا، سرّي سريا أوندار، وهدى كايا بولونويور).

الائتلاف الحكومي

ويرى مراقبون أن انتخاب رئيس البرلمان سيساعد في فهم خريطة التحالفات الحزبية خلال الفترة المقبلة، وربما يكشف عن شكل الائتلاف الحكومي المتوقع أن يضم إلى جانب حزب العدالة والتنمية أحد أحزاب المعارضة الثلاث في البرلمان.
وفور انتخاب الرئيس الجديد للبرلمان، من المتوقع أن يكلف أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو ببدأ المشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية، في ظل تزايد الحديث عن احتمال دخول حزب الحركة القومية في ائتلاف حكومي مع العدالة والتنمية.
وذكرت صحيفة بوستا نهاية الأسبوع الماضي انه تم التوصل لاتفاق بين الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية يتولى بموجبه حقيبة الخارجية المرشح الرئاسي السابق والنائب عن الحركة القومية اكمل الدين احسان اوغلو. لكن داود أوغلو نفى أي اتفاق، وقال: «ابوابنا ليست مغلقة، عقولنا ليست مغلقة، آذاننا ليست مغلقة، قلبنا ليس مغلقا».
وإذا ما فشل حزب العدالة والتنمية في تشكيل ائتلاف حكومة خلال 45 يوماً سيمنح أردوغان فرصة مماثلة لحزب الشعب الجمهوري ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان، وفي حال فشل الأخير يمكن للرئيس أن يدعوا لانتخابات برلمانية مبكرة، لإخراج البلاد من حالة الفراغ السياسي.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جمال قاسم:

    ما أظهرته مقاطع الفيديو من تجاهل نواب حزب الشعوب الديمقراطي للسلام الوطني التركي الذي عزف في بداية جلسة البرلمان، وامتنع نوابه عن ترديد كلمات السلام الوطني للجمهورية التركية يدل على عدم انتمائهم الصادق للجمهورية التركية وقد كان حزب الحركة القومية محقا في مواقفه من تلك الأحزاب.

  2. يقول فاروق@ الدمشقي:

    الأكراد لن يهدأ لهم حال حتى يأسسون دولة. دخول البرلمان لا يعني ان الأكراد سيقبلون ان يكونو تحت حكم الأتراك. ومن حق الأكراد ان لا ينصتوا الى النشيد الوطني التركي لانه نشيد للاتراك وليس فيه اي كلمة تخص الأكراد.

  3. يقول mohamed lakhdar:

    الاتراك امة كبيرة تحسن ادارة شؤونها بنفسها.المشكلة متعلقة بنا نحن العرب لاننا لانحسن سوى الكلام ونحر بعضنا بعضا من دون رحمة ولا شفقة في غياب وهج العقل والق الضمير

إشترك في قائمتنا البريدية